وراء كل مدمن قصة جعلته يتجه إلى طريق تعاطي المخدرات والإدمان يتحول من الأمان إلى الخطر.. في غمضة عين حول حي

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الاستروكس ... معلومات لم تنشر عن المخدر الذى دمر الشباب المصرى

أرشيفية   الشورى
أرشيفية


وراء كل مدمن قصة جعلته يتجه إلى طريق تعاطي المخدرات والإدمان يتحول من الأمان إلى الخطر.. في غمضة عين حول حياته إلى حياة مهددة أن تكون جحيما لا مفر منه هذا هو الحال الآن في مجتمعنا بشقيه الريف والمدن، وبالإضافة إلى كل هذا ظهر ما يسمى بالإستروكس مادة رخيصة الثمن، سهلة التناول، غير مدرجة في جدول المخدرات ولذلك يقوم الشباب باللجوء إليها.هذه المادة هي ليست كالحشيش يمكن الاستغناء عنه وإنما سيتجه بالشباب إلى خطر الإدمان.          

فهل سنرى في يوم من الأيام مجتمعنا خاليا من الإدمان؟ وما هو دور الأسرة في مراقبة أبنائهم؟

الريف قديما كان محلا للعادات والتقاليد والقيم التي لايمكن أن يتعدى عليها أي أحد، لكن تغير العصور والأزمان جعل عادات الريف وقيمه تحت التراب.

 ما الذي جعل الريف يصل إلى هذه الدرجة من البؤس حتى يكون الشباب فيه مدمنا؟ وما السبب وراء ظهور الإدمان وتعاطي المخدرات في الريف؟

وعن ظهور تعاطي المخدرات في الريف بشكل رهيب حتى أصبح تعاطي المخدرات فيه مثل شرب السجائر شيئا عاديا، وحين سئل بعض الشباب بها عن سبب تعاطيهم للمخدرات اختلفت أجوبتهم فالجواب يكمن في حالين :

وقال أحد الشباب إن سبب تعاطيهم للمخدرات هو نسيان مشاغل الحياة وبؤس المعيشة فهذه تؤدي إلى عالم النسيان مدة من الزمن ينسى فيها نفسه ومشاغله ومتاعب الحياة.

وأضاف آخر أن تعاطيه للمخدرات ليس بسبب هم أو غيره فهي لا تؤثر فيها ولا على وعيه وإنما تعاطيه لها لمجرد المتعة وإرضاء مزاجه لبعض الوقت ولكن وعيه يبقى يقظا، وأضاف أنها وإن كانت لا تؤثر فيه إلا أن تأثيرها على غيره يكون كبيرا جدا حتى إنه يرى أشخاصا يكادون يكونون موتى بسبب تأثير المخدرات عليهم، وأن هذا التأثير يختلف من صنف إلى صنف فتأثير هذا غير هذا.

هذا بالنسبة لحال أغلب الشباب في الريف أما عن أفراحه فهي كارثة أخرى تساعد الشباب على تعاطي المخدرات بشكل كبير هذا لسبب واحد وهو "النقطة" أغلب الأفراح تكلف أصحابها عشرات الآلاف تحتوي على كم كبير من المخدرات يكفي مئات الأشخاص.

السؤال هنا: لمَ رجال الأمن ساكتون عن كل هذه "الكوارث" برغم انتشار المخبرين بكثرة؟

هل رجال الشرطة على وفاق مع تجار المخدرات أم أنهم لا يقومون بعملهم كما يجب؟

وبرغم كل هذا فإن القيم والمبادئ مازالت موجودة عند بعض الناس فعندما ذهب شيخ مسن لأداء الصلاة وجد بعض الشباب الذين يبتاعون المخدرات على بعد عشرات الأمتار من منزله وعلى الفور كان نهره لهم هو الحل الوحيد ليبعدهم عن منزله.

وترصد "الشورى" رأي المجتمع في دور الأسرة لمراقبة الأبناء حتى لا يقعوا تحت خطر الإدمان.. كانت أجوبة الآباء أنه يجب على كل أب أن يراقب ابناءه ويتحرى عنهم وماذا يفعلون فإذا لم يجد جوابا وجب عليه أن يفعل اللازم من عقاب وغيره حتى لا يكون مصيرهم أن يكونوا مدمنين، وأضافوا أنه يجب أن يكون هناك ثقة بين الآباء والأبناء لأن الثقة تجعل علاقة الأب بابنه وطيدة جدا إلى حد الأخوة لا مجرد علاقة أبوة مبنية على الثواب والعقاب.

وإجابة عن شعور الآباء برؤيتهم لأحد المدمنين أجاب أحدهم أنه يشعر بالأسف لرؤيته شابا يمشي بتمايل لا يستطيع أن يسيطر على نفسه بسبب إدمانه للمخدرات وأن سبب اتجاه الشباب إلى الإدمان لا يقتصر فقط على دور الأسرة في مراقبة الأبناء أو تولد الثقة بين الآباء والأبناء وإنما هناك عامل كبير وهو قلة الإيمان وانتشار الإلحاد وغيره مما يؤثر على عقيدة الشباب فيتعاطون المخدرات غير مبالين بأن هناك عقابا وثوابا أخرويا.

في حين سئل الشباب عن سبب تعاطي بعض منهم للمخدرات جاءت الإجابة أن الصحبة هي التي فعلت كل هذا فشاب يجر قدم الآخر وهكذا، وأن ظهور أنواع جديدة من المخدرات رخيصة الثمن مثل الإستروكس  جعلهم يقبلون أكثر عليه.

وفي غضون ذلك كان اللقاء بالدكتور "أمجد أحمد جبر" استشاري الطب النفسي  بجامعة الأزهر وقال إن الإدمان هو تكرار تعاطي مادة ما بهدف الحصول على لذة او سلوك ما لدي الانسان، وأشار إلى أن أغلب حالات الإدمان نتيجة لعوامل فردية، أو شخصية أو عوامل مجتمعية تعود على الفرد سواء أكانت عوامل نفسية أو بيولوجية أو اجتماعية.

مشيرا إلى أن العوامل البيولوجية تكون ناتجة عن اضطراب جسدي لأحد أعضاء المدمن أو اضطراب نفسي وهو سبب دخوله في الإدمان وأحيانا يكون اضطرابا سلوكيا  ومن الممكن أن بعض الاضطرابات الشخصية هي التي تكون وراء تعاطي المخدرات وهي السبب وراء الإدمان وهناك أيضا بعض المشاكل الأسرية والاجتماعية او النماذج الموجودة بالمجتمع من خلال رؤية شخص للآخر يتعاطى في محاولة تقليده على سبيل التجربة والألفة بين الأصدقاء وأضاف "جبر" أن أغلب المواد المخدرة الموجودة الآن هي الحشيش والترامادول والإستروكس والفودو ويتم تعاطيها كالدخان مثل السجاير.

وأوضح أن المواد المكونة لها عبارة عن خليط من مواد كثيرة من الأتروبين والمواد المسببة للهلوسة التي تسبب اضطرابا في درجة الوعي أو بعض التشنجات الكهربية التي تحدث تغيرات نفسية للشخص والاستروكس هو من المواد التي ظهرت في الفترة الأخيرة ويتم تعاطيه لسن معينة من الشباب أو فئة معينة وهو من 15 الى 20 عاما وهي من الممكن أن تؤدي الى الوفاة نتيجة ضيق في التنفس وحدوث التشنجات الكهربية والهدف من اختيار هذه الفئة العمرية هو أن سن المراهقة تتسم بالاندفاعية ووجود الشغف والفضول وحب المغامرة ولا يكون لديه خبرة في عالم الادمان ومن ثم فإن تجار المواد المخدرة يقومون باستغلال هذا الاندفاع والمغامرة ويعرضونهم للاستروكس أو الفودو ويأتي الشاب في حالة الادمان بسبب ضيق النفس ووجود التشنجات الكهربية وحالات الصرع وأغلب هذه الحالات يتم اكتشافها بالصدفة من خلال التعاطي وعلاج هذه الحالات يكون صعبا لأنها تختلف حسب الفرد وحسب المواد التي يتعاطاها ولفت إلى أن أغلب الحالات تستجيب للعلاج إذا كان لدى المدمن الإرادة في إكمال العلاج ومحاربة الإدمان ولكن هناك جزءا كبيرا جدا من المرض لديه يسمى بالإنكار، لأنه يرى أن التعاطي سلوك وأنه هو المتحكم بهذه المادة وليست المادة هي التي تتحكم به وفي بداية علاج هذا النوع يجب إيقاظ الوعي لديه وإحساسه بمشكلة الإدمان سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الناس المخالطة له من حوله التي تعاني من المشكلة.

مشيرا إلى أن أولى مراحل علاج الإدمان هي مرحلة "نزع السموم" وهي في الغالب تحتاج الاحتجاز داخل المشفى بحيث يتم التعامل مع أعراض الانسحاب حسب كل حالة لأنها تكون مشتركة في الجهاز العصبي أو التنفسي أو الهضمي أو الجلدي لكن لكل مريض أو مدمن الصورة الإكلينكية التي تميزه وبالتالي فوصف الدواء يكون على حسب الحالة للشخص.

ومرحلة "سحب السموم" تأخذ في الغالب من أسبوع الى اسبوعين بالكثير.

والمرحلة الثانية، وهي مرحلة "التعافي والتأهيل" وهذه المرحلة تكون لها برامج علاجية كاملة ويكون لها إخصائي نفسي وطبيب نفسي والمعالج بحيث أن يكمل دائرة العلاج الخاصة به على حسب البرنامج العلاجي الخاضع له.

وأوضح "جبر" أن (البرامج العلاجية) تختلف من فريق لآخر فكل فريق علاجي له برنامجه الخاص به وأشهر هذه البرامج هي برنامج 12 خطوة ثم يتم تأهيله للتواجد داخل المجتمع والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى.

وعن نظرة المجتمع للعلاج النفسي والذهاب إلى عيادة الطب النفسي أكد د.جبر "استشاري الطب النفسي" أن هذه "الوسمة المجتمعية" تعود لثلاتة أشياء الطبيب والتشخيص والعلاج ثم المريض فقرار دخول عيادة الطبيب النفسي هو قرار صعب جدا على الناس، وذلك بسبب نظرة المجتمع للمريض النفسي والطب النفسي فأكثر الأشخاص يفضلون الدجل والشعوذة أفضل من الذهاب لطبيب نفسي فالبنسبة للمريض فإنه يكون غير واعٍ بالمرض لديه أما الأهل فإنه حتى لايكون لديهم من هو مريض نفسيا حتى لا يحدث وسمه داخل المجتمع أن لديهم من يعاني من المرض النفسي.

ولفت "جبر" إلى أن الاهمال الأسري والتفكك الأسري له دور كبير فأغلب المدمنين يتحولون لمدمنين بسبب انفصال الأب والأم أو انشغالهم أو اقتصار دورهم على اجتلاب المال أو المادة فقط ودون أي رقابة وبالتالي فعدم اهتمام الآباء بهم يجعلهم يتجهون الى الأصدقاء للبحث عن المتعة والترفيه واحدى هذه المتع هي التجربة وتوافر المواد المخدرة في الأماكن المفتوحة مثل القهاوي وغيرها وانتشار المواد المخدرة بها جعلها سهلة التداول.

مشيرا إلى أن المواد المكونة للاستروكس والفودو هي خليط من المواد المهلوسة التي تسبب نوعا من اضطراب الوعي وأغلبها يتكون من مواد العطارة وهي البردقوش المرشوش بالبيرسول ويباع للأولاد الصغار.

وقال الدكتور أحمد هلال استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان إن سبب الادمان المراوغة وعدم الالتزام التي حلت علي المجتمع المصري، أن هناك أناسا تكسب أموالا كثيرة بلا تعب و أناسا تبحث عن رغيف عيش لاتجد وأن الأخلاقيات انحدرت منذ مدة طويلة كل هذه الاسباب هي التي أدت إلى ظهور الإدمان بشكل كبير في هذه الايام وأيضا انشغال الأب والأم عن الأبناء بسبب ظروف المعيشة، وأضاف ليست الأسرة هي من تربي الأبناء فقط ولكن هناك عدة عوامل تشترك في تربية الأبناء المدرسة و الشارع و الأندية ووسائل الإعلام لها دور كبير في التربية في كل ذلك أصبح يوجد خلل في المنظومة.

أضاف أن الاستروكس من أخطر انواع المخدرت حاليا في مصر وسبب خطورته أنه يوجد مواد كثيرة جدا تضاف إليه مواد من الخارج حوالي 40%و الباقي من داخل البلاد حيث إن الخطورة ليس في المواد فقط بل إن متعاطي الحشيش والترامادول من الممكن أن يتحمل دون أن يتعاطى ولكن متعاطي الاستروكس لايمكن أن يستغني عنه، ومن الممكن أن يفعل أي شيء لكي يشبع رغبته في الإدمان وأضاف أن أكثر الفئة العمرية من متعاطي الاستروكس من سن 14إلى 30سنة وأكثر الحالات التي تأتي الي المركز من مدمني الاستروكس حيث تصل نسبتهم الي  75%من  حالات الموجودة في المركز وأضاف قائلا علي وزارة الصحة تسهيل تراخيص إنشاء مراكز علاج الإدمان وينصح الدكتور محمد الأهالي بالاهتمام بأولادهم من أول فترة المراهقة و مراقبة كل الخطوات التي يقوم بها الأبناء من بداية تلك الفترة لأنها من أخطر الفترات التي يتعرض لها الأبناء للإدمان لرغبتهم في تجربة كل شيء ولكن90%من الآباء يأتون بالابناء بعد حدوث الادمان بالفعل.

وعند سؤاله هل السينما تؤثر علي زيادة نسبة المدمنين؟                       

نعم لها تأثير كبير فعندما تجد أناسا يقال إنهم يعالجون مشاكل أو يحلون أشياء وهم السبب في تعليم الشباب أعظم طرق الانحلال والفساد لكل هذه الطبقات وأضاف أنه أكبر انحلال ما عليه السينما المصرية حاليا و أنها لا تربي بل تفسد.

ويقول الملازم أول مصطفي النجار "هيئة مكافحة المخدرات" إن المشكلة تكمن  في أن تجار الاستروكس عند تحويلهم إلى النيابة تقوم بالإفراج عنهم فورا لأن المعمل الجنائي يخرجهم  لأنه غير مدرج في جدول المخدرات ويتم اخلاء سبيل المتهمين وحفظ القضية وسبب إقبال الكثير عليه هو أن سعرها قليل جدا بالنسبة لباقي المخدرات.

وعن دور الدين في توعية الشباب قال الدكتور "خالد الجندي" إنه يجب على المدمن أن ينظر إلى أين وصل الحال بالمدمن، وأن آخر ما يصل إليه هو إما الموت أو القضبان وأشار إلى أن الإدمان يلغي شخصية المدمن وينفر الناس منه، وأضاف أن الإدمان يجعل الشخص عبدا للمواد المخدرة.

وقال الجندي إن الإدمان يجعل الشخص في حالة من اللاوعي حتى أنه في الآونة الأخيرة قام أب بقتل ابنيه نتيجة الإدمان ، وعن دور الأسرة قال "الجندي" إن دور الأسرة قد ألغي من وقت ظهور الهواتف المحمولة، وأنه يجب على كل أب أن يراعي أبناءه ولو ساعة واحدة يوميا.