باسم الجنوبي: البيروقراطية أكبر مشكلة تواجه الحملات التطوعية.. والشباب لديه تعطش للثقافة

باسم الجنوبي: أطلقنا أكثر من 20 مبادرة.. و"استرجل واقرأ 10 كتب"
كانت الشرارة الأولى لفكرة تحدي القراءة ،ومؤسس حملة ثقافة للحياة: نهتم ببث مهارات
القراءة وليس الوعظ بأهميتها فقط .
"القراءة
ضرورة وفريضة والتشجيع عليها عبر مبادرات التطوع الثقافي هو الطريق لصناعة وعي يقاوم
دعوات الفرقة والتطرف والإنقسام، وهذا الوعي المطلوب
هو اللبنة الأولى لإحداث النهضة المنتظرة، حان وقت العمل لتكون الثقافة للحياة"..
بهذه الكلمات عبر باسم الجنوبي، مؤسس حملة ثقافة للحياة، عن أهمية القراءة، مشيرًا
إلى ضرورة اطلاق حملات ومبادرات تشجع على القراءة، وتجعل
الكتاب صديق للإنسان في كل احواله، حتى يأتي اليوم الذي يتسابق فيه الناس
على دخول المكتبات مثلما يتسابقون على الدخول لدور السينما وحضور المباريات، وإلى نص
الحوار:
دفعني لتأسيسها الإيمان بأهمية القراءة في حياة الشباب المصري، خاصة مع تردي الوضع التعليمي، والوضع الثقافي بشكل عام، ومن هنا تبرز أهمية التعليم الذاتي من خلال القراءة، إلى جانب أن معظم الحملات التي تهدف للتشجيع على القراءة غير مستمرة، وترتكز على فكرة الوعظ بأهمية القراءة فقط، لذا قررت تأسيس حملة قوية تكون حريصة على أن تستمر، وترتكز على التشجيع على القراءة، من خلال التدريب على مهارات القراءة أكثر من الوعظ، أي تعريف القارىء بكيفية الإستمتاع بالكتاب، وكيفية اختيار الكتاب المناسب، وكيفية تلخيص أفكار الكتاب، وكيف يشجع غيره على القراءة،فالحملة تهتم ببث مهارات القراءة، وليس الوعظ بأهميتها فقط.
الثقافة والقراءة والموضوعات العلمية والثقافية هي موضوعات رأي عام تهم رجل الشارع العادي، الذي يجب أن يتحدث عنها بنفس الشغف التي يتحدث به عن باقي الموضوعات كالفن والرياضة، فأنا أحلم أن يتسابق الناس على دخول المكتبات مثلما يتسابقون على دور السينما وحضور مباريات كرة القدم.
وما أهم الإنجازات التي حققتها الحملة خلال الفترة
الماضية؟
ج: الحملة
مضى على تأسيسها أكثر من 7 سنوات في مصر، والآن أصبح لها تواجد خارج نطاق القطر المصري،
لسهولة وأهمية فكرتها، فأصبح لها تواجد في بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات
والأردن وفلسطين والكويت.
أطلقت
حملة ثقافة للحياة ما يقرب من 20 مبادرة، منها مبادرة قارىء مصري، أنا التطوع، ما تيجي
نعرف، ارتقاء، واسترجل واقرأ 10 كتب، التي كانت الشرارة الأولى لفكرة تحدي القراءة
المتداول الآن في العديد من الدول العربية، وهي عبارة عن مسابقة قرائية عربية، يقرأ
الفرد فيها 10 كتب في شهر واحد، ثم يقوم بعمل ملخصات لهم، وتقوم الحملة بتكريم أفضل
10 قراء، وفي نهاية كل شهر يكون هناك عدد من ملخصات الكتب منشورة على وسائل التواصل الإجتماعي
والمواقع الثقافية،
هي
أحد مشاريع حملة ثقافة للحياة، وتتعلق بالتطور العام للحملة، وإيماننا بأن المثقف لا
يقتصر دوره على القراءة والنشاطات الثقافية فقط، ولكن لابد أن يكون مفيد للمجتمع الذي
يعيش فيه، وله دور مؤثر فيه، لذا قررنا القيام بدور إيجابي حيال الأزمة السورية، التي
أفرزت مجتمع جديد على المجتمع المصري، وهو مجتمع مكمل له وليس غريب عليه، فكثير من
السوريين في مصر يعانون من مشكلات مادية ونفسية واجتماعية.
و"سوريا الأهل" هي مشروع تطوعي انساني تعليمي، يقدم الدعم النفسي والتعليمي والإجتماعي للسوريين المقيمين بمصر، من خلال دمجهم في الفعاليات الثقافية، والتعاون في دعمهم نفسيا وماديا إن أمكن، وإقامة عدد من الفعاليات الموجهة لهم مثل جلسات الدعم النفسي، والتعليمي، والمواطنة، ومعارض الملابس المجانية، ومشاريع اقتصادية موجهة لهم.
نحن حريصين على التواجد في المحافظات، حيث أقمنا كثير من الفعاليات بمكتبة الإسكندرية، وأطلقنا معرض كتاب مجاني بالمنوفية، وأقمنا أكثر من فعالية بجامعة الزقازيق في الشرقية، وجامعة طنطا في الغربية، فمن أهم أهداف الحملةكسر احتكار العاصمة للفعاليات الثقافية، فمن الملاحظ أن العاصمة تستأثر بأغلب الفعاليات المؤثرة في كافة المجالات،ونحن حريصين على التواجد بالمحافظات، قرى ومدن.
نحرص
على توجيه نشاطات للأطفال، فنحن حريصين على بث مهارات خاصة بكيفية تربية المثقفالصغير،
وكيفية صناعة قارىء مثقف، لذا نقوم بتنظيم رحلات ثقافية وترفيهية للأطفال للحدائق العامة
والمكتبات مثل مكتبة مصر العامة بالزاوية الحمراء ومكتبة مدينة نصر، كما نحرص على ربط
الألعاب الحركية والترفيهية بالكتب، خاصة أن الأطفال لا يدركون القيم العلمية إلا إذا
تم ربطها بأشياء يحبونها، ونحرص على توجيه رحلات للأطفال وأسرهم لمعارض الكتاب، ورحلات
ترفيهية للحدائق العامة الملتحقة بالمكتبات.
نشر الوعي والثقافة يحتاج إلى تعاون كل الجهات لإقام فعالية ثقافية جيدة، وأكبر مشكلة تواجهنا هي الروتين والبيروقراطية، وصعوبة التواصل مع المؤسسات الرسمية، إلى جانب أن الحملات التي تشجع على القراءة هي حملات تمويلها ذاتي وبالتالي لا يكفي لإقامة فعاليات ثقافية كبيرة وقوية، وهذا يحتاج إلى التعاون والتنسيق مع المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وكثير من المؤسسات الرسمية لديها امكانيات ولكنها في أغلب الأحيان غير مستغلة كما ينبغي، ويمكنها أن تتعاون مع الحملات التطوعية.
حاليا هناك فجوة بين المثقف ورجل الشارع البسيط، وهذا ما لم يحدث قديما، فنجيب محفوظ كان يجلس في المقهى ويتحدث مع الناس، وهذا ينطبق على اغلب مثقفي وكتاب عصره، أما الآن فأصبح المثقف يتواجد فقط فيالفعاليات الموجهة للنخبة، سواء الثقافية أو الإجتماعية، فعلى الكتاب والمثقفين أن يتواجدوا مع الناس ويتحدثون معهم مباشرة، ولايكتفوا بالتواصل عبر السوشيال ميديا، لذا أطلقنا مبادرة "جلسة ونس" للقاء المثقفين والكتاب مع عدد كبير من معجبينهم في جلسة بعيدة عن الأضواء حتى يتناقشوا معهم ويجيبوا عن تساؤلاتهم.
القراءة ليست ترف، بل انها ضرورة حياة للإرتقاء بالنفس وتطوير الذات ونمو النفس والعقل، فالقراءة تزيد من انسانية الفرد وتعرفه الفرق بين الخير والشر، وما يضر وما ينفع.