تعد المرحلة الجامعية بداية التحول الجذري في حياة الطلاب وقد يتغير بها وعي الطلاب وأسلوب تفكيرهم وفي هذه الفت

الأولى,تنقل,الوعي,عامل,طلاب,الديمقراطية,اليوم,التعليم,العالم,البيئة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
سامر رجب: دور الجامعات المصرية في تشكيل الوعى الثقافي والسياسي

سامر رجب: دور الجامعات المصرية في تشكيل الوعى الثقافي والسياسي

تعد المرحلة الجامعية بداية التحول الجذري في حياة الطلاب، وقد يتغير بها وعي الطلاب وأسلوب تفكيرهم، وفي هذه الفترة يزداد مستوى الوعي العلمي والثقافي لدى الطلاب، ويخوض الطالب الكثير من المواقف كما يقابل في هذه الفترة الشخصيات المتعددة التي تؤثر على تفكيره وثقافته، وبالرغم من وحدة اللغة والجنسية إلا أنه داخل كل دولة يوجد العديد من الثقافات المتنوعة في الشكل والمضمون، لذلك على الفرد أن يكون أكثر حرصاً وذكاءاً في هذه المرحلة.

تعتبر الثقافة هي أولى ركائز المجتمع، وتتداخل في شتى المجالات مثل التعليم والعمل والصحة والاقتصاد والعادات والتقاليد لكونها الأسلوب الذي يتبعه الشعوب أو القبائل، وهذا ما يواجه الطالب الجامعي في السنوات الأولى هو تنوع الثقافات والأشخاص والطبقات، لذلك على الطالب الجامعي في هذه المرحلة أن يعمل على بناء ذاته وتغذية روحه ويكون ذلك من خلال القراءة والتعليم والتثقيف أيضا. 

فقد تشعر ببعض التشتت في هذه المرحلة وأحيانا لا تستطيع مواجهة الحياة، ففي المرحلة الجامعية تواجهك الكثير من الأزمات النفسية والاجتماعية نظرا لتغير البيئة والأصدقاء واتحاد التخصص، وفي هذا الإطار تعرض لكم منصة “كلمتنا“، أهمية الوعي الثقافي في المرحلة الجامعية.

- الوعي الثقافي :  يعد الوعي الثقافي هو الفكر الذي يصنعه الفرد لذاته باختلاف المجالات والتخصصات، ويعمل تشكيل الوعى على إعادة مراجعة الفرد لذاته، كما يساهم في رفع الخبرات الحياتية لديك ويكون ذلك من خلال التغذية البصرية والقراءة التي تقوم بها، كما أن الوعي الثقافي لا يقوم على القراءة بل المشاركة في الأنشطة الجامعية والتفاعل مع الآخرين، حيث إن الثقافة هي الوقود الذي يحرك الشعوب.

ولكن في الآونة الأخيرة تحولت الجامعات من مكان لتطوير مهارات الطلاب والإضافة إليهم إلى مؤسسات للتعليم الأكاديمي، وفرصة للتنزه الطلاب مع الأصدقاء بعيداً عن أجواء المنزل، وغابت الفعاليات الثقافية عن الجامعة، كما قل عامل البحث والاطلاع عند الكثير من الطلاب، ولا تدري إلى أي مدى ترجع الأسباب، هل اختلاف الأجيال؟، هل للتطورات التكنولوجية؟، هل السطحية في التفكير لها دور؟، العديد من التساؤلات حول اندثار الوعي الثقافي في الجامعات. 

أهمية الوعي الثقافي في المرحلة الجامعية؟  1. يساعد الوعي الثقافي في المرحلة الجامعية وزيادة القراءة والاطلاع في هذه الفترة على تكوين العديد من المعلومات في المواد العلمية التابعة للتخصص الذي تقوم بدراسته، كما تساهم في تيسير العملية التعليمية لدى الطلاب وبالتحديد في السنوات الأولى.

 2. تساهم القراءة والاهتمام بالوعي الثقافي على سرعة نضج الفرد، ويكون ذلك من خلال القراءات المتنوعة التي حصل عليها من الكتب والروايات القديمة والحديثة، كما يساعد الطالب  على ارتفاع الحصيلة اللغوية لديه وتطوير مهاراته الذاتية في القراءة والكتابة.

3. الحكمة في الحكم على الأمور، حيث إن ارتفاع مستوى الوعي الثقافي لدى الطلاب يجعلهم أكثر واقعية في الحكم على الأمور والتجارب، كما يساعدهم على تنظيم الأولويات في حياتهم.

أشكال الوعي الثقافي:

وتتعدد أشكال الوعي الثقافي في المجتمع المصري والجامعات أيضا، حيث إن لكل بيئة وحي وطبقة الثقافة الخاصة بها في المأكل والملبس والأحاديث، ولكن في مجتمع الجامعات تحمل الثقافة طابع خاص حيث أن الوعي الثقافي يكون من خلال التجارب والخبرات والفعاليات والندوات والاشتراك في الأنظمة الثقافية التفعالية من خلال تنظيم الرحلات الثقافية،قضاء بعض الأوقات بين الكتب والمكتبات، حضور الندوات الثقافية التي ينظمها المثقفون.

- الوعى السياسي :

تعتبر الجامعة من أكثر المؤسسات التي تبسط للطالب فيها الطريق الى الشأن العام، وتحثّه عليه، وتوفر له البيئة المناسبة التي تساعدها على سلك درب العمل العام والتفاعل معه. يعتبر الوعي السياسي عند شريحة واسعة من المجتمع، وهي شريحة الشباب، صمام استقراره وتماسكه. وهو حافظ للمجتمع من أي مكروه قد يطال المؤسسات التي يفرزها من أجل السهر على خدمته ومصالحه. ولا أضر على المجتمع ولا ادعى لهلاكه من افتقار الفئة الأكثر عدداً والأبرز فعالية فيه للوعي السياسي الذي تحتاجه للقيام بدورها المتوقع منها في تطور المجتمع. وتعتبر الجامعة من أكثر المؤسسات التي تبسط للطالب فيها الطريق إلى الشأن العام، وتحثّه عليه، وتوفر له البيئة المناسبة التي تساعدها على سلك درب العمل العام والتفاعل معه. ويمكن القول: إن الجامعة لها دور علمي وسياسي معاً، ويمكن أن يتواجدا في الجامعة معاً بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، فلا يكون الدور العلمي والأكاديمي على حساب دورها السياسي ولا العكس، حيث لا بد من الموازنة بينهما. ومع ما يشهده العالم اليوم من تحولات ومتغيرات وثورات معرفية وتكنولوجية وعولمة وازدياد المطالبة بتحقيق الديمقراطية في المجتمعات، وما تشهده المنطقة العربية من صراعات واضطرابات، تزداد أهمية الدور السياسي للجامعة، خاصة في مجال تنمية الوعي السياسي والإسهام في التنشئة السياسية للطلاب.

وتبقى للجامعة مكانتها المرموقة في الدفع نحو العمل السياسي عبر مجالات متنوعة من أبرزها الأنشطة الطلابية المنبثقة عن الاتحادات الطلابية التي تمارس بطريقة حرة ومنظمة خارج نطاق الدراسة الأكاديمية دوراً أساسياً في النمو المتكامل لشخصية الطلاب. كما لها تأثير مباشر على مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالوعي السياسي مثل: الثقافة السياسية، المشاركة السياسية. حيث إنه بدون ثقافة سياسية تنقل للفرد من خلال عمليتي التنشئة والتربية السياسية، ومن خلال مؤسسات المجتمع المختلفة لن يتكون لدى الفرد وعي سياسي. (أنظر: صفاء محمد علي أحمد، الأنشطة الطلابية ودورها في تنميــه الوعي السياسي لدى طلاب الجامعة). ويتمثل ذلك من خلال الأنشطة الطلابية عبر المشاركة السياسية المباشرة أو غير المباشرة وتتمثل في الترشيح للاتحادات الطلابية، الانضمام لأحد الأحزاب، قراءة الصحف والمجلات، متابعة نشرات الأخبار، المشاركة في مشروعات خدمة البيئة، الكتابة في مجلات الحائط وحضور الندوات، الاشتراك بمعسكرات التثقيف السياسي وغيرها.