في ظل التغيرات المتلاحقة التي طرأت على عالمنا في الآونة الاخير من تزايد أهمية المعرفة كموجه للنمو في سياق الاق

2020,القاهرة,العالم,الانترنت,التعليم العالي,الاقتصاد,اليوم,مصر

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
سامر رجب يكتب: "الاعتماد الأكاديمي الدولي في الجامعات وأثره على اقتصاد الدول"

سامر رجب يكتب: "الاعتماد الأكاديمي الدولي في الجامعات وأثره على اقتصاد الدول"

في ظل التغيرات المتلاحقة التي طرأت على عالمنا في الآونة الاخير من تزايد أهمية المعرفة كموجه للنمو في سياق الاقتصاد العالمي، وثورة المعلومات والاتصالات، وظهور سوق عالمي للعمالة، والتحولات الاجتماعية العالمية، وانتشار مؤسسات التعليم العالي الخاصة والأهلية، تلك التغيرات فرضت واقعًا جديدًا على التعليم العالي أدت إلى ضرورة بناء معايير على المستوى الوطني والدولي، من أجل ضمان جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي على جميع مستوياتها، والتطوير المستمر لها، وضمان الجودة في أقسامها وبرامجها العلمية، وفي أساليب الأداء والإجراءات الإدارية فيها؛ لذا ظهر الاعتماد الأكاديمي بنوعيه المؤسسي والبرامجي.

الاعتماد الأكاديمي الدولي الذي تسعى الكثير من الجامعات المصرية للحصول عليه هو علامة من علامات تميزها وإرتقاءها تصدق عليها وتعتمدها جميع مؤسسات المجال الأكاديمي العالمية. وهو أمر تسعى جامعات العالم للفوز به. أما تلك الجامعات التي نالت مثل هذا الشرف فهذا ليس نهاية الطريق لها، ولكن تستمر الجهود لتحافظ على مركزها ومكانتها في سباق الجودة والاعتماد الأكاديمي.

ولا يقتصر حصول الجامعات على الاعتماد الأكاديمي فقط على كونه مجرد فوزًا أكاديميًا آخرًا يجب الوصول إليه. بل إنه أيضًا يعزز من صورة الجامعة ويؤكد للجميع أن الجامعة الحاصلة عليه تفي بمعايير رفيعة المستوى من التعليم، والخدمات، والأداء الأكاديمي النزيه. كما أن الطلاب، وأولياء الأمور، وأعضاء هيئات التدريس من الأساتذة، وغيرهم من الموظفين جميعهم يعتبرون الاعتماد الأكاديمي الدولي المقياس الأمثل لجودة الجامعة الأكاديمية ومستواها بين باقي جامعات العالم . والحصول على هذا الاعتماد يعني أن الجامعة على أعلى قدر من الخبرة والاحتراف المهني وأنها توفر تجربة تعليمية إيجابية للطلبة وتزودهم بمؤهلات رفيعة القيمة. 

ويشمل الاعتماد الأكاديمي العديد من المعايير التي حددتها وزارة التعليم العالي المصرية وفقًا لقرارات الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ووكالات الاعتماد الدولية المختلفة. ولكن الأهم من ذلك أن وجود مثل هذا المقياس العالمي يساعد على الإلتزام بالإجراءات الدورية التي تقوم بها الجامعات لتقييم ذاتها أولًا بأول. الأمر الذي يتضمن مشاركة أعضاء من كل الأقسام والهيئات والإدارات بالجامعة بلا أي استثناء وذلك مع الأخذ في الاعتبار جميع النشاطات والخدمات المقدمة.

وبوجود مثل هذه التقييمات الذاتية الشاملة، تستطيع الجامعات وضع يدها على ما يحتاج تطوير أو حتى تغيير. ومن ثم يمكن لها تركيز جهودها على إعداد خطة للقيام بذلك وإعادة تحديد الأهداف والتحديات الجديدة التي تواجهها.

ما هو الاعتماد الاكاديمي للجامعات؟ الاعتماد الأكاديمي الدولي يعني الابتداء من حيث انتهى إليه الآخرون وذلك لتحسين وتطوير التعليم داخل الدولة وكذلك تحسين صورة الدولة في المنافسة على الطلاب من دول أخرى. فتنافس الدول على الطلاب المتفوقين من دول أخرى أدى إلى ضرورة فحص الحكومات لمعايير التدريس في الجامعات وتحسينها.

- على المستوى الدولي :  تجربة ماليزيا : 

لنلقي نظرة على تجربة ماليزيا في الإرتقاء بالتعليم العالي وخاصة في محاولة جذب الطلاب لاستكمال تعليمهم الجامعي. فقد حققت نجاحًا يستحق أن نشيد به ونأخذه مثلًا نقتدي به في هذا المجال على الأخص.

وفقًا لكتاب “التدريس الجامعي: منهج مركز التعليم” عادة ما يتجه الطلاب الذين يودون الحصول على شهادة من جامعة في دولة أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أو انجلترا، أو ألمانيا، أو فرنسا، أو أستراليا. كما أن”ماليزيا تهدف إلى أن تكون مركزًا إقليميًا للتعليم العالي وترى أن الطلاب من دول أخرى “مصدر محتمل للنمو ودخل الصادرات””.

ووفقًا لكتاب “العولمة والتحول الاجتماعي في آسيا-الباسيفيك: التجربة الأسترالية والماليزية”، تحتل ماليزيا المركز ال11 في “تصدير التعليم” عالميًا. وهي تعتبر أن الطلاب الذين يأتون إليها للتعلم من أهم مصادر العملة الأجنبية.

وقد أثمر هذا الاهتمام بالتعليم العالي وتوفيره للطلاب الأجانب 27 مليار رينجت ماليزي في 2009، وهو ما يتوقع أن يرتفع إلى 61 مليار ببلوغ 2020 .

وقد قامت ماليزيا كذلك بتسهيل إجراءات الحصول على الفيزا وذلك لتكون عملية السفر بسيطة بالنسبة إلى الطلاب. وبما أن الطلاب الأجانب لا يمكنهم الدراسة في ماليزيا إلا في كليات معتمدة فقد كان ذلك دافعًا لأن تأخذ الدولة بزمام المبادرة وتسارع في إجراءات حصول جامعاتها على الاعتماد الدولي لتحقيق الاستفادة القصوى.

اهتمام ماليزيا بالطلاب الأجانب والاعتماد الأكاديمي ليس إلا جانبًا من الجوانب التي ركزت عليها للنهوض بالتعليم. ليس في وسعنا سرد تفاصيل هذه العملية بالكامل في هذا المقال، ولكن مجلة التايمز للتعليم العالي أكدت نجاح التعليم العالي في ماليزيا بضم “جامعة ماليزيا” إلى قائمة أفضل 20 جامعة لدول الاقتصادات الناشئة لعام 2019

وقد أثمر هذا الاهتمام بالتعليم العالي وتوفيره للطلاب الأجانب 27 مليار رينجت ماليزي في 2009، وهو ما يتوقع أن يرتفع إلى 61 مليار ببلوغ 2020 .

- على مستوى الجامعة : الاعتماد الأكاديمي الدولي يعني زيادة فرصة حصول الخريج الجامعي على وظيفة. فالشركات سواء في مصر أو إذا سافر الخريج إلى الخارج سعيًا للعمل و قبل كل شيء ينظر إلى الشهادة الجامعية التي حصل عليها الخريج أو المتقدم للوظيفة. ووجود شهادة من جامعة معترف بها دوليًا يزيد من هذه الفرصة ويثبت أن هذا الخريج قد تلقى تدريبًا وتعليمًا متميزًا وعمل جاهدًا للحصول على هذه الشهادة.

ووفقًا للاحصائيات، حصولك على شهادة جامعية يرفع من العائد المادي الضعف مقارنة بمن لم يكمل المرحلة الجامعية. وهو ما استغلته بعض الكيانات والجامعات المزيفة على الانترنت بهدف المال. فقد تحدث الكثير مؤخرًا عن المتاجرة بالشهادات الجامعية وشهادات الدكتوراة والماجستير ووجود مواقع كثيرة على الانترنت في مصر وخارجها تمكّن البعض من شراء مثل هذه الشهادات. إذًا ما الحل؟ يرى الخبراء أن الرد الأمثل على ذلك هو الاعتماد الأكاديمي الدولي. فوجود اعتمادًا أكاديميًا دوليًا يحول دون هذه المشكلات بنسبة كبيرة. فهو الطريقة الأفضل التي تمكن صاحب العمل وأية جامعة أو مؤسسة – حكومية أو غيرها – من التأكد من أن الطالب لم يشتر شهادة جامعية بكل سهولة على الإنترنت أثناء قضاءه إجازته الصيفية.

- الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في مصر :

سعيًا لضمان جودة الجامعات المصرية على المستوى المحلي، أنشئت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد وهي هيئة مستقلة غير حكومية وتأسست في عام 2006 لتكون حكمًا مستقلًا على مستوى جودة جميع كليات مصر وجامعاتها. وقد كانت الجامعة الأمريكية في القاهرة AUC هي أول جامعة تنال اعتماد الهيئة.

منذ ابتكار الإنترنت وتقدم التكنولوجيا ازدادت الحاجة إلى الإرتقاء بالجودة والمعايير في جميع بلاد العالم في كافة المجالات. وهو ما ينعكس على المتطلبات الضرورية التي تواجه الجامعات. لذا لابد من وجود هيئة مستقلة لضمان جودتها. وقد أكد مالكوم جيليس  الأستاذ الجامعي، والكاتب الأكاديمي، والرئيس السادس لجامعة رايس بتكساس  هذا بقوله “اليوم أكثر من أي وقت مضى ثروة – أو فقر– الأمم تعتمد على جودة التعليم العالي”.

لقد حان الوقت الذي تنال فيه جامعاتنا المصرية الاحترام والمكانة اللائقة بها. فالجامعة هي صرح كبير يحول حياة الناس إلى الأفضل ويصنع المستقبل من خلال التعليم والبحث العلمي ويساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم ومعرفتهم وفقًا لحاجة الشركات وسوق العمل.

يرى الخبراء أن الرد الأمثل على ذلك هو الاعتماد الأكاديمي الدولي. فوجود اعتمادًا أكاديميًا دوليًا يحول دون هذه المشكلات بنسبة كبيرة. فهو الطريقة الأفضل التي تمكن صاحب العمل وأية جامعة أو مؤسسة  حكومية أو غيرها  من التأكد من أن الطالب لم يشتر شهادة جامعية بكل سهولة على الإنترنت أثناء قضاءه إجازته الصيفية وأيضا السعي في تحويل مصر لمركز إقليمي هام في مجال التعليم العالي سيوفر العملة الصعبة للبلاد و يؤثر بشكل كبير علي إقتصاد البلد للأفضل .