عدم إطلاق النسخة الخامسة بشكلها السنوى المعهود من شرم الشيخ نقلة نوعية فى العمل التنموىتخصيص عوائد الرعاي

الصحة,الصحة العالمية,الهجرة,التنمية,العالم,الأمم المتحدة,المواطنين,حياة كريمة,الصناعة,محافظات مصر,مصر,مبادرة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  منتدى شباب العالم.. أفعال لا أقوال

د. ياسمين الكاشف تكتب: منتدى شباب العالم.. أفعال لا أقوال

◄عدم إطلاق النسخة الخامسة بشكلها السنوى المعهود من "شرم الشيخ" نقلة نوعية فى العمل التنموى

◄تخصيص عوائد "الرعاية" لصالح تنفيذ حزمة من المبادرات بمشاركة التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى 

◄إطلاق مبادرة دولية لدعم وتمكين اللاجئين والمهاجرين وتعزيز الرعاية الصحية وبرامج الحماية الاجتماعية لهم 

◄النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم دعوة لتنفيذ التنمية بدلاً من مناقشة سُبل تحقيقها

◄مبادرة "التعلّم للكسب" تهدف إلى تأهيل الشباب المصرى والعربى والإفريقى والوافدين لسوق العمل

لم أفاجأ بقرار إدارة منتدى شباب العالم بعدم إطلاق النسخة الخامسة من المنتدى بشكلها السنوى المعهود من "مدينة شرم الشيخ" ، لأننى دائماً وأبداً على يقين تام بأن هذا المنتدى لم يعد مجرد احتفالية تقام كل عام بل هو كيان كبير يعمل على مدار العام ويتفاعل مع مجريات الأحداث بشكل مستمر ، لأن المنتدى ينضج عاماً بعد الآخر وله الكثير والكثير من الإسهامات فى المجتمع المصرى والإقليمى والعالمى ، لذا فإننا نجد دائما لدى إدارة المنتدى الكثير والكثير من الأفكار الجديدة التى تؤكد أنه مؤسسة كبيرة بالفعل تضع نصب عينيها فلسفة واضحة وهو فلسفة وعقيدة راسخة تقوم على أساس أن المنتدى يمثل وبكل تأكيد منصة أفعال لا أقوال ، وهنا تكمن أهمية وقيمة قرار تغيير الشكل المعتاد للمنتدى بأن يكون دورة مخصصة للتنفيذ الفعلى لقراراته وتوصياته السابقة على أرض الواقع.

فقد اعتمد قرار إلغاء الشكل التقليدى على مسألة فى منتهى الأهمية هى أن يتم توجيه عوائد حقوق الرعاية التى كانت مخصصة له فى تنفيذ حزمة كبيرة من المبادرات والمشروعات والبرامج التنموية الهامة ذات التأثير المباشر على المواطنين والشباب بوجه خاص داخل وخارج مصر، وذلك بالتعاون مع شركاء المنتدى من مؤسسات ومنظمات دولية ومحلية.. وبذلك تكون النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم لهذا العام بمثابة دعوة لتنفيذ التنمية بدلاً من مناقشة سُبل تحقيقها.

وبكل تأكيد فإن ذلك يأتى فى ضوء إدراك شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة القائمين على إدارة وتنظيم منتدى شباب العالم للمتغيرات الدولية الحالية والأزمات العالمية المتتالية والتى نتج عنها تداعيات إنسانية واقتصادية أصبحت تُمثل أعباء إضافية على كاهل الدول والحكومات والمواطنين، وإيماناً منهم بضرورة المشاركة فى تخفيف الأعباء الاقتصادية ودفع عجلة التنمية كون الشباب المصرى أحد أهم أطراف التنمية.

واستوقفنى اختيار إدارة منتدى شباب العالم للمكان الذى تم فيه تنظيم المؤتمر الصحفى العالمى للإعلان عن هذا القرار فقد أقيم المؤتمر فى المتحف القومى للحضارة وفى ظل أجواء توحى بسحر الحضارة المصرية على مر العصور .

وتكمن أهمية هذا القرار فى أن حزم البرامج والمبادرات التى سيتم إطلاقها والبدء فى تنفيذها تشمل إطلاق مبادرة لريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتى تقوم على دعم رواد الأعمال لبدء أعمالهم أو زيادة حجم أنشطتهم من خلال حاضنات أعمال وبرامج تدريبية ممولة لتطوير الصناعة يتم فيها تقديم الدعم الفنى للعاملين بالمجال الصناعى فى جميع محافظات مصر وبالأخص فى قرى ومراكز حياة كريمة ، وذلك بالتعاون مع مبادرة "ابدأ" لتطوير الصناعة المصرية ومؤسسة حياة كريمة واتحاد الصناعات المصرية وشركة انطلاق، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمة العمل الدولية.

كما تم الإعلان أيضاً عن إطلاق مبادرة "التعلّم للكسب" والتى تهدف إلى تأهيل الشباب المصرى والعربى والإفريقى والوافدين لسوق العمل للتغلب على العوائق المتعلقة بتطوير مهارات العمل المطلوبة وتمكينهم للحصول على الوظائف اللائقة.. وسيتم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأكاديمية الوطنية للتدريب. كما تتضمن المبادرات التى أعلنت عنها إدارة المنتدى، تنفيذ برنامج لمواجهة تحديات الأمن الغذائى من خلال تقديم برامج دعم لتطوير قدرات المزارعين والقائمين على الصناعات الغذائية فى مصر وإفريقيا، ويشارك فى تنفيذ هذا البرنامج مبادرة ابدأ والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى ومؤسسة حياة كريمة، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وتتضمن المبادرات أيضًا إطلاق برنامج لدعم الصحة النفسية، والذى يستهدف تقديم الدعم النفسى، وبالأخص اللاجئين والمهاجرين والوافدين من مناطق صراع وحروب ونزاعات وتقديم أوجه الرعاية الصحية والنفسية والمجتمعية لهم ولأسرهم، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "فاهم" ومنظمة الصحة العالمية.

ولم تتوقف المبادرات عند هذا الحد بل أعلنت إدارة المنتدى عن إطلاق مبادرة دولية لدعم وتمكين اللاجئين والمهاجرين وتعزيز أوجه دمجهم فى الأنظمة التعليمية، وسهولة الوصول لخدمات الرعاية الصحية، وبرامج الحماية الاجتماعية.. وذلك من خلال التعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فى مصر ومنظمة الهجرة الدولية وهيئة إنقاذ الطفولة ومؤسسة الصليب الأحمر.

كما سيتم إطلاق منصة منتدى شباب العالم للمتطوعين، وستكون المنصة بمثابة نقطة تلاقٍ للمتطوعين بهدف نشر ثقافة التطوع ودعم وتأهيل المتطوعين ورفع قدراتهم للمشاركة فى الأعمال التنموية والخيرية، والتى تستهدف الدول الفقيرة والمتضررة سواء من الحروب والنزاعات أو التداعيات المناخية كما ستقوم المبادرة بتنفيذ العديد من برامج التبادل للمتطوعين بين الدول المختلفة. وذلك بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى والاتحاد العربى للتطوع وبرنامج متطوعى الأمم المتحدة.

واللافت للنظر أن هذا التوجه الذى اتخذته إدارة منتدى شباب العالم بشأن الاهتمام باتخاذ خطوات تنفيذية فى مجال العمل التنموى حظى باهتمام دولى كبير وترحيب خاص من الأمم المتحدة وهو ما نلمسه بوضوح فى تصريحات مهمة أدلت بها  إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، عقب الإعلان عن قرار إلغاء الشكل التقليدى للنسخة الخامسة من المنتدى  حيث أشارت إلى  أن الشباب فى قلب عمل الأمم المتحدة، بقولها: "إحنا موجودين الآن فى مصر لأننا شركاء تقليديون لمنتدى شباب العالم، وإحنا فى غاية السعادة أن التركيز هذه المرة سيكون على التطبيق، وهو مؤتمر جيد". ‎وأضافت إيلينا بانوفا : الأهم الآن، أن نعمل على مجالات معينة يستطيع الشباب أن يظهروا صوتهم فيها، مؤكدة أنه لن تكون هناك مساندة فنية فقط للمؤتمر، ولكن سيكون هناك تعاون فى برامج أمن غذائى وهجرة وعلاج وغيره. ‎ وتابعت: "هناك موضوعات كثيرة تقع فى القلب من عمل الأمم المتحدة فى مصر، والتعاون هيكون أكثر ثراء، وهيكون هنا توقعات كبيرة لأعمال أخرى، والمنتدى إنجاز عظيم، وإذا نظرنا للنسخ السابقة ستجدوا مبعوث الشباب للأمم المتحدة كان حاضرا، ونحن سعداء بما تقدمه مصر من مبادرات".

‎واختتمت: "هذه المبادرة ممثلة فى منتدى شباب العالم والتى قامت بها مصر ونفذت لمرات عديدة، ومصر استطاعت أن تجمع الشباب بعد جائحة كورونا، والأمم المتحدة مستمرة فى تعاونها مع منتدى شباب العالم لصالح شباب العالم وليس مصر فقط".