أصبحت الفرصة مناسبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتطوير قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط. سابقا كان التر

الصحة,النوم,السعودية,الأطباء,التنمية,اليوم,الإمارات,الاستثمار,اكتشاف,الأدوية

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 15:17
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
سامر رجب يكتب: مستقبل المستشفيات و المؤسسات الطبية في التحول الرقمي

سامر رجب يكتب: مستقبل المستشفيات و المؤسسات الطبية في التحول الرقمي

أصبحت الفرصة مناسبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتطوير قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط. سابقاً كان التركيز كله يدور حول تحسين البنية التحتية المادية للمستشفيات، ولكن الآن بعد التغيرات التي طرأت في أنظمة الرعاية الصحية في بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أصبح هناك فرصة مثالية لتسريع عملية التحول الرقمي لأنظمة الرعاية الصحية.

يقول أندرو ميلز مدير الرعاية الصحية لمعهد سيركو العالمي: " عندما يتعلق الأمر بمستقبل الرعاية الصحية على المدى الطويل في الشرق الأوسط، فإن التكنولوجيا هي الطريق للحصول على نتائج أفضل للجميع".

يعتبر التحول الرقمي للرعاية الصحية عملية في غاية الأهمية ستعود بالفائدة على كلاً من مزودي الخدمات الصحية والمرضى على حد سواء، ما تحتاجه منطقتنا العربية اليوم هو نظام صحي متكامل يساعد على تلبية حاجات المريض وحصوله على تجربة أفضل ونتائج أفضل في نهاية المطاف.

- أهمية إستخدام الأنظمة الإلكترونية فى إدارة المستشفيات : -تقديم خدمة أفضل للمرضى -التواصل مع المرضى بفاعلية -سهولة الاستخدام من قبل فريق الرعاية الصحية -إعداد التقارير الطبية فى أى وقت وبطريقة منظمة -سهولة الوصول إلى البيانات بطريقة سهلة وبسيطة -تسريع عملية الكشف والخدمه الطبية المقدمه للمرضى -تسجيل الصور والأشعه التى يعتمد عليها الأطباء فى التشخيص -تقليل الأخطاء الطبية المتوقعة والتى كان يسببها النظام الورقى التقليدى -عمل ملف كامل للمرضى في المستشفى وذلك يعمل على توفير الوقت والجهد -قاعدة البيانات التى توفرها الرقمنه الطبية تحمى العديد من البيانات والسجلات الخاصة بالمرضى وحماية بيانات المستشفى   -كيف ستغير عملية التحول الرقمي قطاع الرعاية الصحية :

يمكن أن يساعد التحول الرقمي في القطاع الطبي وقطاع الرعاية الصحية في تحويل الأنظمة الغير مستدامة إلى أنظمة مستدامة، وتوفير حلول متطورة وأقل تكلفة وأكثر فعالية لاكتشاف الأمراض وتقديم الخدمات، وهذا بدوره سوف ينعكس على الأفراد ويجعلهم يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون في مجتمعات أكثر صحة.

فيما يلي بعض التوجهات التكنولوجية التي ستغير من الوجه التقليدي للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في معالجة البيانات وتقديم الخدمات .

تقديم الرعاية الصحية من أي مكان :

يعتبر تبني التكنولوجيا الرقمية لتقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد أحد أهم الخطوات التي اتخذتها المستشفيات في الفترة الأخيرة مما يسمح للتكنولوجيا بمراقبة حالة المريض والعناية به بدون التدخل الفعلي للطبيب.

أصبح بالإمكان الآن استخدام جمع بيانات المريض خارج مراكز تقديم الرعاية الصحية التقليدية، ونقل مكان الحصول على الرعاية الصحية لتصل إلى أماكن الإقامة والعمل والترفيه. على سبيل المثال، يمكن للأطباء توجيه زملائهم أثناء الجراحة، وفحص المرضى وعلاجهم عن بعد، وتقديم الاستشارات الطبية للمرضى عبر الفيديو بدلاً من لقاء الطبيب بشكل مباشر.

 

الاستفادة من البيانات الضخمة :

تجمع مؤسسات الرعاية الصحية كميات هائلة من البيانات، ويتم الاعتماد على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا إنترنت الأشياء للاستفادة منها بشكل أفضل.

حيث إن فوائد جمع البيانات المحسنة وتحليلها لا حصر لها، بما في ذلك تحسين التشخيص والعلاج، والوقاية من الأمراض، وإضفاء الطابع الشخصي على الخدمات الصحية للمرضى الأفراد.

من أشهر الأمثلة في وطننا العربي هي "منصة ملفّي"، بنك المعلومات الصحية في أبوظبي، التي تسمح للآلاف من مزودي الخدمات الصحية في أبوظبي بمشاركة المعلومات حول مرضاهم، ما يسهم في دعم عملية اتخاذ القرار. وتقدم هذه المنصة للمرضى خيارات أوسع، وتمنع تكرار البيانات في النظام، وتسهم في تخفيض إجمالي العبء الاقتصادي على نظام الرعاية الصحية.

 

الواقع الافتراضي :

تعمل تكنولوجيا الواقع الافتراضي على تغيير حياة المرضى والأطباء على حدٍ سواء، حيث يتم استخدامها لتدريب الجراحين المستقبليين، وقد أظهرت دراسة حديثة أن الجراحين الذين يتم تدريبهم بتكنولوجيا الواقع الافتراضي لديهم تحسن بنسبة 230% في أدائهم العام، من حيث السرعة والدقة في إجراء العمليات الجراحية، مقارنة بنظرائهم المدربين بشكل تقليدي. كما وجدت دراسة أن المرضى الذين يعانون من آلام ما بعد الجراحة شهدوا انخفاضاً في مستويات الألم عند استخدام نظارات الواقع الافتراضي.

الأجهزة الطبية القابلة للارتداء :

لقد أدى إدخال التكنولوجيا القابلة للارتداء إلى تمكين مراقبة حالات المرضى وتجميع البيانات الصحية وتحليلها وتقديم العلاج في الوقت الفعلي. تخيل أنه عندما تنظر إلى ساعتك المرة القادمة لن تتمكن فقط من معرفة الوقت ولكن أيضاً ستتمكن من تتبع السعرات الحرارية المحترقة أثناء النوم أو الجري. أليس هذا مدهش! تتمثل الميزة الأكبر لاستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء في الرعاية الصحية في مساعدة المرضى الذين لديهم بيانات للسيطرة على نتائجهم الصحية.

 

علم البيانات والتحليلات التنبؤية : التحليلات التنبؤية هي عملية تحليل البيانات لتحديد الأنماط والاتجاهات التي قد تكون تنبؤية للأحداث المستقبلية. في سياق الرعاية الصحية، يمكن استخدام التحليلات التنبؤية للتنبؤ باحتمالية حدوث حالات صحية معينة أو احتمال استجابة المريض لعلاج معين.

بمساعدة التحليلات التنبؤية وأدوات علوم البيانات وخوارزميات التعلم الآلي، يمكن للأطباء اكتشاف وتتبع الحالات الشائعة، مثل أمراض القلب أو الجهاز التنفسي، كما يمكن لتكنولوجيا علوم البيانات أيضًا اكتشاف التغييرات في المؤشرات الصحية للمريض والتنبؤ بالاضطرابات المحتملة.

روبوتات الرعاية الصحية : تعتبر الروبوتات واحدة من أكثر مجالات الرعاية الصحية إثارة وأسرعها نمواً. حيث تتنوع تطبيقاتها من الروبوتات الجراحية، وروبوتات الأدوية الصيدلانية، والروبوتات المطهرة، والروبوتات المرافقة للمرضى التي تساعد في تخفيف الشعور بالوحدة أو علاج مشكلات الصحة العقلية أو حتى مساعدة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة.

  كانت هذه بعض من أشهر الاتجاهات التكنولوجية في القطاع الطبي التي غيرت من طرق تقديم الرعاية الصحية للمرضى كما ساهمت أيضاً في تطوير وتسريع الكشف عن الأمراض وتقديم الاستشارات وتوفير الوقت والجهد، ومع ذلك يواجه هذا القطاع تحديات كبيرة تجعل من الصعب على صناعة الرعاية الصحية رقمنة خدماتها.

تحديات التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية :  -الأمن السيبراني -الاستعداد التنظيمي -صعوبة إدارة البيانات -الوصول إلى بيانات الرعاية الصحية معقد للغاية -مخاوف الخصوصية فيما يتعلق ببيانات المريض -القيود المفروضة على الميزانية لأغراض التنمية -بيانات الرعاية الصحية ليست متسقة عبر مقدمي الخدمات والمراكز .

ختاماً، نجد أن انتشار جائحة كوفيد-19 كان عاملاً إضافياً في تسريع التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية، حيث أصبحت المستشفيات والمؤسسات الصحية أكثر استعداداً في التكيف مع عمليات التحول الرقمي، والتي أصبحت ضرورة وليست خياراً، ومع ذلك يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى فهم أن مواكبة التحول الرقمي في الرعاية الصحية يمكن أن تكون أمراً مربكاً، لذا من المهم تحديد التكنولوجيا التي تستحق الاستثمار فيها لدعم التحول الصحي الرقمي الناجح.