تراجع معدلات الجريمة يعكس أهمية الضربات الاستباقية التى تقوم بها الداخليةالمبادرات الإنسانية ومواصلة العطا

القاهرة,أحداث,حوادث,الداخلية,25 يناير,الاتصال,الإسماعيلية,بريطانيا,الشتاء,العقارات,رجال,عيد الشرطة,يوم,الأولى,المواطنين,شاب,مبادرة,الجمعة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  فى عيدها الـ ٧١.. شرطة عصرية تليق بالجمهورية الجديدة 

د. ياسمين الكاشف تكتب: فى عيدها الـ ٧١.. شرطة عصرية تليق بالجمهورية الجديدة 

◄تراجع معدلات الجريمة يعكس أهمية الضربات الاستباقية التى تقوم بها "الداخلية"

◄المبادرات الإنسانية ومواصلة العطاء والفداء لرجال الشرطة يعيد الهدوء للشارع المصرى 

◄رجال الشرطة يسطرون يوميا قصصا رائعة فى التضحية والفداء فى كافة المواقع

◄مبادرة "كلنا واحد" نجحت فى رسم البسمة على وجوه المواطنين من خلال توفير الأغذية لهم بأسعار مخفضة

 

يحتفل الشعب المصرى فى هذا التوقيت من كل عام بذكرى وطنية غالية على النفوس وهى ذكرى عيد الشرطة المصرية .. تلك المناسبة التى تأتى تخليدا لمعركة الإسماعيلية الشهيرة التى سطر فيها رجال الشرطة فصولا من التضحية والفداء ورغم مرور السنوات، فإن الداخلية تبقى "على العهد" فى مواصلة العطاء والتضحيات والبطولات وتقديم العون للمواطنين، وفقا لتوجيهات القيادة السياسية.

والحق يقال فإنه على الرغم من أن سنوات طويلة مرت على معركة الشرطة الخالدة فى مدينة الإسماعيلية، قبل 71 عاماً من الآن، فإن رجال الشرطة مازالوا يواصلون العطاء والفداء ، فرجال الشرطة يسطرون يوميا قصصاً رائعة فى التضحية والفداء فى كافة المواقع، ويقدمون أرواحهم فداءً للمصريين، حيث نجدهم يداهمون أوكار الجريمة ويتقدمون أماكن الخطر.

ليس هذا فحسب بل يقف رجال الشرطة عيونا ساهرة فى الأكمنة، ويتعاملون بشجاعة واستبسال فى الحرائق، لإخمادها وإنقاذ الأرواح، مؤمنين بأنه "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، وينقذون الضحايا من أسفل العقارات المنهارة، ويقفون فى برودة الشتاء القاسى ينظمون حركة المرور، وأسفل درجة الحرارة الحارقة صيفا، فالأهم لديهم أن يصل المواطن سالما لمنزله.

أما بالنسبة لإعادة الهدوء للشارع ، فالجهود لا تتوقف، والحملات تتوالى لتساهم فى إضفاء حالة من الهدوء على الشارع المصرى ، حيث يستطيع المواطنون أن يتحركوا فى الشوارع طوال الـ 24 ساعة، بحرية وانسيابية شديدة وسط حالة من الهدوء الأمنى الذى تعيشه البلاد على مدار السنوات الماضية بفضل هذه الجهود الأمنية التى لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتجاهلها  أو يقلل من شأنها حتى باتت بلادنا تبعث رسائل الأمن والسلام للجميع، وتفتح ذراعيها للجميع: ولسان حالها يقول "ادخلوها بسلام آمنين".

وبالنسبة لتقلص معدل الجريمة فإن الجهود الأمنية الضخمة التى تبذلها وزارة الداخلية تستهدف فى المقام الأول وأد الجرائم قبل وقوعها وضبط مرتكبى الحوادث على الفور وتحقيق الردع العام الأمر الذى ساهم بشكل كبير فى تراجع معدلات الجريمة، بشكل ملحوظ، وإن كانت منصات التواصل الاجتماعى تضخم الأحداث أحيانا إلا أنها تمثل حوادث فردية واستثناء من القاعدة فى بلد يقطنه أكثر من 100 مليون نسمة يعيش حالة من الهدوء الأمنى الملموس على أرض الواقع.

ولم تكتف الداخلية بملاحقة المجرمين وكشف غموض الجرائم، وخلق أجواء آمنة للمواطنين فى الشوارع، وإنما حرصت على مد يد العون للمواطنين، من خلال إطلاق المبادرات الإنسانية، وذلك إيمانا منها بأن رسالة الأمن لا تتحقق بمعزل عن احترام قيم حقوق الإنسان، فأطلقت العديد من المبادرات الإنسانية وعلى رأسها مبادرة "كلنا واحد" التى نجحت فى رسم البسمة على وجوه المواطنين من خلال توفير الأغذية لهم بأسعار مخفضة، وتوفير الأغذية بالمناطق الأولى بالرعاية، فضلا عن توزيع البطاطين على البسطاء من المواطنين خاصة فى فصل الشتاء.

كما اهتمت وزارة الداخلية بقاطنى مناطق الأولى بالرعاية حيث تحرص على توجيه قوافل غذائية ومساعدات إنسانية لهم بشكل مستمر ، فضلا عن توفير الخدمات الجماهيرية لهم بسهولة، من الأحوال المدنية والمرور والجوازات وتصاريح العمل، والاهتمام ببراعم المناطق الأولى بالرعاية من خلال استضافتهم فى أكاديمية الشرطة، وأندية الشرطة، وقضاء يوم ترفيهى بالمواقع الشرطية، والاهتمام بمواهبهم، وتوزيع الجوائز عليهم، الأمر الذى ساهم فى رسم البسمة على الوجوه.

وتسعى وزارة الداخلية لرسم البسمة على وجوه المصريين، من خلال مشاهد إنسانية وراقية يسطرها رجال الشرطة باستمرار، سواء فى الشارع أو داخل بعض المواقع الشرطية، خاصة مع كبار السن والمرضى و"قادرون باختلاف"، الذين يلقون معاملة خاصة من رجال الشرطة، حيث يسطر المواطنون يوميا قصصا رائعة عن مواقف نبيلة من رجال الشرطة أثناء تعاملهم مع المواطنين، ما يؤكد أن رجال الشرطة  سطروا ملاحم بطولية فى معركة الإسماعيلية قبل 71 سنة من الآن.

وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لكى تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

وهذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أول شرارة للتمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة ، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952. ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال، ‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏، لتظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.