يمتلك الشعب المصري ذاكرة بصرية متجسدة في الحرف اليدوية والفنون التشكيلية في خط متصل دائما ولا ينقطع وبالرغم

خروج,مصر,الشعب المصري,مبادرة,التنمية,أحداث,الرئيس عبد الفتاح السيسي،

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

عصر الحرف التراثية.. الثقافة تبدأ مشروعًا لحماية الهوية القومية للإنسان المصري

الشورى

يمتلك الشعب المصري ذاكرة بصرية متجسدة في الحرف اليدوية والفنون التشكيلية، في خط متصل دائماً ولا ينقطع، وبالرغم من حدوث عدة فترات من الانقطاع الحضاري بين العصور المتتالية بسبب أحداث الاستعمار، لكن المصريين البسطاء في المدن والريف كان يعمل على ملئ هذه الفجوات الحضارية عن طريق إنتاج أنماط فنية رائعة من إبداعه وتصميمه لتلبية احتياجات معيشته، وعاداته، ومعتقداته، وعن طريق هذا الفن ظهرت ملامح الهوية القومية للإنسان المصري وكذلك روحه الصامدة على مر الزمان، وهذه الروح عملت على تبلور ثقافته، وأيضاً حفظها من الإختلاط مع الهويات والثقافات المتعددة الدخيلة والوافدة، وكانت الحرف اليدوية في السابق تعتبر مثل الصناعات الوطنية الثقيلة الموجودة في مصر، ومصدر داخل هام للمصريين. لذا تحرص وزارة الثقافة في الوقت الحالي برئاسة الدكتورة نيفين الكيلاني لما كانت عليه الحرف التراثية في الوقت السابق، لذا تعمل على وضع آلية سريعة لصيانة أفران مركز الحرف التراثية بالفسطاط، إلى جانب عمل دراسة لإنشاء خطوط إنتاج خاصة بالمركز تمزج بين ما هو تراثي وما هو حديث، ويمكن من خلالها تسويق الأعمال بما يدر مزيدا من الدخل في إطار خطة استثمار منتجات الوزارة.

وتعمل الوزارة على تطوير منافذ بيع منتجات المركز وزيادة عددها، بما يتماشى مع ما تشهده منطقة الفسطاط من تطوير لتصبح منطقة جاذبة للسياحة بما تضمه من مزارات في مقدمتها مجمع الأديان ومتحف الحضارة. وشددت الوزيرة على ضرورة جذب مزيد من الحرفيين في كافة مجلات عمل المركز، وتحقيق الاستفادة من متدربي مبادرة صنايعية مصر لزيادة إنتاج المركز وخلق أفكار جديدة مبتكرة ومتطورة تتماشى مع التطور الكبير الذي تشهده الصناعات الثقافية محليا وعالميا بما يحافظ على التراث المصري الفريد ويضمن استمراريته. وفي فترات سابقة من التاريخ حتى نهايات العصر العثماني، تم اعتبار الحرف اليدوية مثل الصناعات الوطنية الثقيلة الموجودة في مصر، فهي كانت تشكل وتمثل ثاني قوة إنتاجية بعد الزراعة، حيث كان إنتاجها يقوم بتلبية احتياجات أهلها من المعمار والملبس، وما يتم وضعه من فن الزخرفة الزجاجية والحزقية والخشبية، والحجرية، وكذلك من أعمال المشغولات القضية والنحاسية والتطعيم بالعظام، والمنسوجات الصوفية والحريرية، وأشغال الخيامية والتطريز، والكثير من الحرف الأخرى، علاوة على ذلك المنتجات والسلع التي تصدر للبلدان الأخرى من جميع الحرف البدوية المتوارثة. والواضح أن الدولة تولي إهتمامًا كبيرًا بالحرف التراثية منذ فترة مضت، حيث أطلقت «مبادرة صنايعية مصر»، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشرف على تقديمها قطاع صندوق التنمية الثقافية، بهدف الحفاظ على الهوية المصرية وملامحها المتميزة، وتدريب جيل من الشباب على الحرف التراثية، فى مجال الحرف التراثية والتقليدية من خلال برامج دراسية متخصصة.  

وتعمل المبادرة على نشر القيم الجمالية المتوفرة فى الحرف التراثية وعلى تعميق الاعتزاز بالهوية المصرية لدى العاملين فيه أو المجتمع عامة، وتنشئة أجيال جديدة من العاملين المهرة فى مجال الحرف التراثية التقليدية لملىء الفراغ القائم فى هذا المجال.

ويشتمل التدريب على محاضرات نظرية وتدريب عملى على أحد الحرف التراثية كحرفة الخزف والخيامية والحلى وأشغال النحاس والتطعيم بالقشرة والصدف والفخار تالتي تُعد من أقدم الحرف التراثية التي عرفتها مصر. ويُمثل الخزف أحد أهم مقومات الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة؛ لذلك كان الحرص على أن تكون حرفة الخزف من أولى الحرف التي تشملها المبادرة، وقد تضمن التدريب التعريف بالمراحل المختلفة التي تمر بها صناعة الخزف حتى خروج المُنتج بشكله النهائي، كما تم تدريب المشاركين فى المبادرة على التقنيات المختلفة المرتبطة بتلك الحرفة، كالرسم على المنتجات الخزفية بأنواعها والتفريغ والحفر والحز والكشط والطلاءات الزجاجية والقوالب الجصية. وبالنسبة لحرفة الخيامية تُعد من الحرف اليدوية العريقة، والفنون الدقيقة التي تحتاج إلى مهارات عالية وقدرات خاصة، وتقوم تلك الحرفة على زخرفة القماش باستخدام وحدات صغيرة من القماش بألوان زاهية تحمل تصميمات ومفردات فنية وجمالية مُستمدة من التراث المصري، وتم تدريب المُتدربين على المراحل المختلفة لتلك الحرفة، وفي المرحلة المتقدمة من التدريب تم توظيف الخيامية في عمل أزياء وقطع من الملابس العصرية والمبتكرة بتصميمات مستوحاة من الوحدات الزخرفية المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، مع تضمين عنصري التطريز والرسم، بما يعزز استخدامات هذا الفن التراثي الذي يواجه خطر الاندثار.