توصية برلمانية بتخصيص حصص بالمدارس بشأن هذا النوع من التعليم غير التقليدىالتعلم الاجتماعى الوجدانى له أهمية

التعليم,الأمم المتحدة,الاتصال,الثانوية العامة,المستشار,الانعقاد,المواطنة,المعلمين

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  التعلم "الاجتماعى الوجدانى".. الطريق نحو العمل والإنجاز

د. ياسمين الكاشف تكتب: التعلم "الاجتماعى الوجدانى".. الطريق نحو العمل والإنجاز

◄توصية برلمانية بتخصيص حصص بالمدارس بشأن هذا النوع من التعليم غير التقليدى

◄التعلم الاجتماعى الوجدانى له أهمية فى قدرته على التأثير فى سلوك الآخرين وخلق بيئة محفزة تعزز العمل والإنجاز

◄نحتاج لتخصيص حصة نشاط أسبوعيًا تحت مسمى "حصة الحياة" يتبادل فيها الطلاب الحوار مع المعلم أو الأخصائى ومع بعضهم البعض

◄التعلم الاجتماعى الوجدانى يهدف إلى تنمية الوعى الذاتى والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح فى المدرسة والحياة بشكل عام

فكرة مبتكرة وغير مسبوقة تضمنتها التقارير الأخيرة التى أحالها مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، للحكومة قبل رفع دور الانعقاد الثانى، وعلى وجه الخصوص فيما تضمنه تقرير للجنة التعليم والبحث العلمى الذى تضمن الاقتراح برغبة المقدم من النائبة رشا مهدی، بشأن استحداث مقرر التعلم الاجتماعى الوجدانى وتخصيص حصص محددة للتدريب على مهاراته داخل المدارس فى مرحلة التعليم الأساسى وحتى المرحلة الثانوية.

فقد ذكر المقترح أن التعلم الاجتماعى الوجدانى له أهمية فى قدرته على التأثير فى سلوك الآخرين وخلق بيئة محفزة تعزز العمل والإنجاز، بما يحقق الأهداف المرجوة من خلال المهارات الاجتماعية والوجدانية مثل الحب والولاء، لافتًا إلى أن متطلبات تحقيقه تتمثل فى بناء بنية أساسية للمدرسة تستطيع دعم التعلم الاجتماعى العاطفى، ووجود توافق وانسجام بين التعلم الوجدانى والبرامج والأساليب التى يتم العمل بها داخل المنظومة التعليمية، وتبنى مجموعة من القيم الأساسية والمبادئ والمعايير.

وبقراءة متأنية فى هذا الموضوع نجد أن تعريف التعليم الاجتماعى الوجدانى هو: "العملية التى من خلالها يكتسب الأطفال والبالغون المعرفة والمواقف والمهارات اللازمة لفهـم وإدارة العواطف، وتحديد وتحقيق الأهداف الإيجابية، وإظهار التعاطف مع الآخرين وإنشاء العلاقات الإيجابية والحفاظ عليها واتخاذ قرارات مسئولة"، وذلك من خلال مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مثل: الوعى الذاتى، والإدارة الذاتية، صنع القرار المسئول، العلاقة الصحية، الوعى الاجتماعى".

واللافت للنظر أن المنهج الوجدانى المذكور بالاقتراح ليس ببعيد عما يتم العمل به فى تطوير المناهج المصرية، وتم وضع التعلم الاجتماعى الوجدانى والمهارات الخمس الخاصة به ضمن الأسس والركائز القائمة عليها تطوير المناهج، خاصة أن ركائز بناء الإطار العام للمناهج تتمثل فى المهارات الحياتية الـ14 إلى جانب منظومتى القيم والقضايا، كما تم وضع مواصفات الخريج عام 2030 من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة ومنها قدرته على التعلم والتعليم المستمر، ويكون معتزا بوطنه وتراثه ومتمسكًا بقيم مجتمعه ومتعايشا مع الآخرين ومؤمنًا بالقيم ومفكرا ومبدعا.

ففى هذا السياق كانت الأمم المتحدة قد وضعت من قبل 12 مهارة وتم تبنيها وتطويرها لـ14 مهارة وتصنيفها وفق أبعاد التعلم، كما تم دراسة بعض التجارب العالمية فى هذا المجال للاستفادة منها.

وتمثلت توصيات اللجنة التى رأت أنه يتوجب على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى اتخاذ بعض الإجراءات فيها هى:

-    الاهتمام بمهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى وتطبيقها على عينة استطلاعية فى البداية لقياس الأثر.

-    الاهتمام بالأنشطة المختلفة التى تنمى مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مثل العودة إلى أنشطة الأسر الطلابية والتى تعمل على تعميق العلاقات الودية بين الطالب والمعلم وبين الطلاب بعضهم البعض، وتخصيص حصة نشاط أسبوعيًا تحت مسمى (حصة الحياة) والتى يتبادل فيها الطلاب الحوار مع المعلم أو الأخصائى، ومع بعضهم البعض؛ حيث يتم فى حصة الحياة التدريب على مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مما ينعكس بدوره على صحتهم النفسية وعلاقتهم بالآخرين وقدرتهم على مواجهة المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة، وزيادة النشاطات التى تساعد على ترابط الطلاب بالمعلم.

-    تكوين فريق من الخبراء فى التربية وعلم النفس والصحة النفسية لإعداد برنامج متكامل يتضمن جميع مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى؛ وبحثا يتناسب مع كل مرحلة من المراحل التعليمية المختلفة فى مرحلة التعليم الأساسى.

-    تدريب المعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين على مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى وتهيئة بنية تعليمية مناسبة لتطبيق هذه المناهج.

والحق أن التعلم العاطفى الاجتماعى هو الحلقة المفقودة فى مجال التعليم، وهو العامل الحاسم فى نجاح المتعلمين داخل وخارج الفصل، ويهدف إلى تنمية الوعى الذاتى والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح فى المدرسة والحياة بشكل عام ، أثناء استخدام الوعى الاجتماعى ومهارات التعامل مع الآخرين ، لتكوين علاقات إيجابية والحفاظ عليها ، وتطوير مهارات اتخاذ القرار والسلوك المسؤول فى الشخصية ، حيث تعمل هذه المهارات والخصائص على تحسين الأداء الأكاديمى والاجتماعى.

وتهتم بعض النظم التعليمية بالتعلم الاجتماعى العاطفى كمدخل تعليمى لإعداد المتعلم للمستقبل من خلال تطوير الجوانب الإنسانية للمتعلم ، وإثارة عواطفه وردوده فى المواقف ، وتزويده بالمهارات التى تساعده على النجاح والكفاءة وإدارة مهام الحياة والمسؤوليات المتزايدة.

وأكدت الأبحاث أهمية التعلم الاجتماعى العاطفى فى تنمية شعور المتعلم بالقيمة الذاتية والاهتمام بالآخرين ، والكفاءة فى تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات اليومية ، وإقامة علاقات إيجابية وذات مغزى مع الأفراد والجماعات ، وزيادة التحصيل الدراسى وتقليل السلوكيات السيئة.

تكمن أهمية التعلم الاجتماعى العاطفى فى أنه يساعد على تقليل الفجوة بين المتعلمين المتفوقين والمتعلمين ذوى التحصيل المنخفض ، من خلال تزويد جميع المتعلمين بالمهارات اللازمة للنجاح فى المدرسة وفى الحياة ، بطريقة تساهم بشكل إيجابى فى تحصيلهم الأكاديمى، ويحقق نموًا فى زيادة الكفاءة الاجتماعية بين المتعلمين والمشاركين فى العملية التعليمية بركائزها المختلفة.

وتتمثل أهداف التعلم الاجتماعى العاطفى فى: تزويد المتعلمين بقاعدة معرفية لمجموعة من المهارات وعادات العمل والقيم اللازمة للعمل الهادف طوال الحياة، ويتم إبلاغ المتعلمين بأنهم متحمسون للمساهمة بمسؤولية فى مجموعات أقرانهم ، وعائلاتهم ، ومدرستهم ، ومجتمعهم، وتنمية شعور المتعلم بقيمة الذات وتقدير الذات ، والشعور بالفعالية ، والطموح للمسؤولية اليومية وتحديات الحياة، وجعل المتعلم ماهرًا اجتماعيًا ولديه علاقات إيجابية مع أقرانه الآخرين، ودمج المتعلم فى ممارسات سلوكية إيجابية وآمنة وواعية للصحة.

ويعتمد التعلم الاجتماعى العاطفى على تدريس خمس مهارات رئيسية:

-    الوعى الذاتى: التعرف على المشاعر وتقييم واقعى حقيقى لقدرات المرء وشعور عميق بالثقة بالنفس.

- الإدارة الذاتية: يشمل التعامل مع العواطف بطريقة تسهل إنجاز المهام ، وتأخير الإشباع لتحقيق الأهداف ، وضمور الهزيمة.

الوعى الاجتماعى: يركز على الشعور بمشاعر الآخرين ، وتبنى وجهات نظر الآخرين ، وتقدير الاختلافات بين المجموعات والتفاعل معهم بشكل إيجابى.

-    علاقات اجتماعية : يشمل التعامل مع المشاعر بشكل فعال فى العلاقات ، وإقامة علاقات صحية ومشجعة على أساس التعاون والتفاوض لإيجاد حلول للنزاعات ، وطلب المساعدة عند الحاجة.

-    اتخاذ قرارات مسؤولة: يتألف من تقييم المخاطر بدقة ، واتخاذ القرارات على أساس أخذ جميع العوامل فى الاعتبار وكذلك عواقب تجربة البدائل ، واحترام الآخرين ، وتحمل المسؤولية عن القرارات المتخذة.

كما أظهرت الأبحاث أنه يمكن تدريس هذه المهارات والمعرفة من مرحلة ما قبل المدرسة ، حيث اتضح أن المتعلمين الذين شاركوا فى برامج التعلم العاطفى الاجتماعى زادوا من الوعى الذاتى والثقة بالنفس ، والتحكم فى الدوافع ، ومهارات الاتصال والتعاون ، والصراع وحل المشكلات بطريقة مرنة ومبتكرة والتسامح والتعاطف.

ويلعب التعلم العاطفى الاجتماعى دورًا مهمًا فى إثراء النمو الاجتماعى والعاطفى للمتعلمين وتعزيز سلوكيات المواطنة والقيم الأخلاقية والتعلم الأكاديمى ودوافع الإنجاز.

ويمكن تدريس التعلم الاجتماعى العاطفى من خلال البرامج القائمة على المناهج الدراسية التى تركز على تنمية المهارات الاجتماعية ، وحل النزاعات ، وتعليم الشخصية ، والصحة أو القضايا الأخلاقية.