قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمدعامر أن تقديم القرابين وذبح الأضاحي يعتبران وجهان لعم

مقبرة,مصر,المقابر

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خبير أثري يكشف أسرار تقديم القرابين وذبح الأضاحي في عهد المصريين القدماء

الشورى

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر أن تقديم القرابين وذبح الأضاحي يُعتبران وجهان لعمله واحده تتمثل في فكرة التقرب إلي الإله، فنجد أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحي بالفعل وذلك كنوع من أنواع التقرب للآلهة، فنجد أن المصريين القدماء عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة.

وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وإنتشار الرخاء في الدولة، ونجد أن القرابين قُدمت وفقا لتصوُّرين الأول إرتبط بعين "حورَس"، أما الثاني فقد ارتبط ب "ماعت" كوسيلة من وسائل التمسّك بالنظام، وعادة كان الملك هو الذي يقوم بخدمة إله الشمس "رع"، ويقوم الملك بتقديم القرابين في المعبد بيديه نيابة عن الشعب، هذا وقد تعددت أشكال القرابين البشرية قديماً.

وتابع "عامر" أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية، ونجد أن فكرة "القربان" أو "الأُضْحِية" وُلدت في مهد الحضارة البشرية، ويرجع سبب الفكرة إلى الخوف من غضب الطبيعة، والتسليم بوجود قوة خارقة أو إله عظيم مجهول، لذا لجأت الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى تلك الآلهة عن طريق المِنَح والعطايا.

وفي مصر القديمة كانت القرابين تُقَدَّم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين في مصر القديمة بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جَلْبا لرضا الآلهة، كما كانت للخبز قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تُقَدَّم على الموائد أمام المقابر.

وأشار "عامر" إلي أن المصريين القدماء جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، حتى يتم تقديمها كقرابيين للآلهة، وكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، ويتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح.

كما أن المصريون القدماء كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة  الكاهن "مننا" بالأقصر من فترة حكم الملك  "تحتمس الرابع" تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة في الأضاحي الكبيرة كالثيران.

وإستطرد الخبير الآثري أن تقسيم الأضحية كانت تُقسم إلي ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، ومن هنا تعد فكرة القرابين من أهم الشعائر فى الديانات والثقافات القديمة، ويرجع نشأة تقديم القرابين إلى بداية ظهور الدين فى حياة الإنسان، وكانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.