تعيد مبادرة حياة كريمة الحياة إلى التراث المصرى القديم وتعيدها أيضا إلى السيدات المصريات من الأرامل والمطل

مصر,مبادرة,حياة كريمة,البيئة,النباتات,الغربية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

"أيادى تتلف فى حرير" بالغربية.. فنانات السجاد اليدوى يروين قصص كفاحهن برعاية "حياة كريمة"

الشورى

تعيد مبادرة "حياة كريمة" الحياة إلى التراث المصرى القديم، وتعيدها أيضًا إلى السيدات المصريات من الأرامل والمطلقات اللاتى دفعتهنّ الحاجة إلى كسب الرزق من عرق جبينهنّ، والعمل بالسجاد اليدوى، الذى يعدّ أحد أقدم الحرف التى عرفها الإنسان، فبدأ فى العصر الفرعونى منذ أكثر من 5 آلاف عام قبل الميلاد، وتحديدًا فى حضارة البدارى، ليكملَ مسيرته إلى الآن بين أصابع سيدات قرية "حانوت" بمركز زفتى التابع لمحافظة الغربية تحت عنوان "أيادى تتلف فى حرير".

مشروع السجاد اليدوى، المدعوم من "حياة كريمة"، لا يكتفى بالتاريخ وما ورثه المصريون من القدم، خاصة أنه يُصنع بالطريقة التقليدية قبل استخدام الميكنة الحديثة، لكنه يضيف إليه لمسة معاصرة، فتُستخدم المواد الصوف أو الوبر أو النباتات القصبية، وكذلك الألوان الطبيعية الواضحة والأشكال الهندسية أو اليدوية المستوحاة من الحياة اليومية، التى تعبر عن البيئة التى تكون - فى الغالب - زراعية أو بدوية أو ريفية. تضم "أيادى تتلف فى حرير" عشرات السيدات، وقبل شهرين توجّهت للمشغل صباح العشماوى لتتعلم تصنيع السجاد اليدوى، واكتسبت الخبرة اللازمة لتجد أخيًرا عملًا يعينها على المعيشة: "بحثت عن وظيفة لتوفير مصدر دخل بجانب دخل زوجى الذى يعانى من مرض الفشل الكلوى، لنوفر معًا لقمة عيش لأسرتنا".

تذهب "صباح" إلى عملها فى الثامنة صباحًا، بعدها يتوجّه أطفالها للمدرسة، تحتضن بأصابعها النول وتنتج سجادًا يدويًا بديعًا بألوان مبهجة، قبل أن تنتهى وتغادر فى الثانية ظهرًا: "دائمًا أنظم وقتى بين المشغل والمنزل، وألبى احتياجات أسرتى وأعد الطعام لزوجى وأطفالى بعد عودتى".

تتعدد تصميمات السجاد اليدوى، وأنواعه: "هناك الذى يُغزل من خيوط قطنية، نظرًا لقابلية القطن وقدرته العالية على امتصاص الماء، إضافة لسهولة غسله وتنظيفه وتجفيفه، وتتفاوت أحجام السجاد المصنوع من هذه الخيوط، بدءًا من بساط صغير وانتهاء بسجادة كبيرة تغطى غرفة أو مكانا واسعا فى المنزل". 

وبجوار صباح العشماوى تجلس زميلتها ناهد زهرة، إحدى السيدات العاملات بالمشغل. تعلمت تصنيع السجاد اليدوى منذ عدة سنوات فى مشغل قرية "سنباط" واكتسبت الكثير من الخبرة، فهذه المهنة - بالنسبة لها – قصة حب، وليست عملًا لـ"أكل العيش" فقط، والمهارة التى اكتسبتها كان وراءها سر.. "كنت دائما أجلس بجانب زميلتى الأقدم منى فى الصنعة، وأستفيد من خبراتها، وكانت تساعدنى فى صناعة السجاد".   تعلمت كثيرًا، وأصبحت من سيدات المشغل البارزات، ولديها إلمام كامل بما يجرى، وتدرك عملية تصنيع السجاد اليدوى بجميع تفاصيلها: "المسؤول يطبع التصميم، ثم نعمل على إخراج السجادة مطابقة للصورة والتصميم الذى نعمل عليه باستخدام النول والأصواف، والغزل كله باليد".

لجأت "ناهد" للعمل فى تصنيع السجاد لكسب "صنعة" وشغل وقتها بعدما انفصلت عن زوجها: "عندى أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، والعيشة غالية ولازم أشتغل عشان أقدر أجيب مصاريف البيت". وتحصل على أجر ملائم تسدّ به جميع التزاماتها وتأتى باحتياجاتها، فجميع السجاد الذى تشارك فى تصنيعه يُسوّق ويُباع خارج مصر بأسعار كبيرة، فحسب قولها، "السجاد اليدوى فى الخارج له قيمة كبيرة وسعره مرتفع".