الأتوثانية أسرع من الفيمتوثانية بألف مرة ويتيح دراسة حركة الإلكتروناتإنشاء معمل رباعى التصوير الميكروسكو

مصر,أمريكا,الأولى,الصناعة,اكتشاف,تصوير,السرطان,القاهرة,العالم,الاتصالات

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب: العلم ليس له حدود.. فريق زويل يقدم للبشرية اكتشافا علميا مذهلا

د. ياسمين الكاشف تكتب: العلم ليس له حدود.. فريق زويل يقدم للبشرية اكتشافا علميا مذهلا

◄"الأتوثانية" أسرع من "الفيمتوثانية" بألف مرة ويتيح دراسة حركة الإلكترونات

◄إنشاء معمل رباعى التصوير الميكروسكوبى رباعى الأبعاد فى مصر

◄أولادنا يستحقون تعليمًا أفضل.. ومصر لن ترتقى إلا بالاستثمار فى أبنائها

◄مصر ولادة وستظل تقدم يومًا بعد الآخر علماء ينيرون الطريق للبشرية باكتشافاتهم العلمية

 

حينما أعلن العالم المصرى الشاب محمد ثروت، وهو أحد أعضاء الفريق البحثى الذى كان يعمل تحت قيادة العالم الراحل د.أحمد زويل عن أحدث الاكتشافات العلمية وهو "الأتوثانية" وهى وحدة قياس أسرع من "الفيمتوثانية" بألف مرة، يتبادر فى الذهن على الفور القول بأن مصر ولادة وأنها ستظل تقدم يومًا بعد الآخر علماء ينيرون الطريق للبشرية باكتشافاتهم العلمية وابتكاراتهم التى لا تتوقف.

والحق يقال إن هذا الكشف العلمى المذهل لم يأت بالصدفة بل هو نتاج جهد كبير كان قد بدأه الراحل أحمد زويل لأن نوبل لم تكن نهاية المطاف بالنسبة له لقناعته التامة بأن العلم لا حدود له فمن كان يظن أننا نسمع بعد اكتشاف الفيمتوثانية الذى أذهل العالم وجعل الدكتور زويل يحصد جائزة نوبل منفردًا عام 1999.

ليأتى زويل وفريقه البحثى باكتشاف آخر وهو "الأتوثانية" وهى فى حقيقة الأمر تمثل وحدة قياس أسرع من "الفيمتوثانية" بألف مرة مما يتيح دراسة أدق لحركة الإلكترونات وليس قاصرًا على دراسة حركة الجزيئات فقط.

واللافت للنظر أن يعتبر البحث هو آخر بحث علمى عمل عليه الدكتور زويل، حتى قبل وفاته بأيام قليلة بحسب قول الدكتور محمد ثروت، الباحث بجامعة كالتك، والأستاذ المساعد بجامعة زويل، وقد عرض الدكتور ثروت فكرة إدخال تطوير على الميكروسكوب الرباعى لقياس سرعة الإلكترون.

وهو ما لقى ترحيبًا وتشجيعا من الدكتور زويل الذى أكد أن التوصل إلى خطوة كهذه من شأنه أن يفتح بابا واسعًا أمام العلم والباحثين، وقد بدأ بالفعل إجراءات شراء جهاز ليزر جديد ليبدأ أولى خطوات تنفيذ هذا البحث. وكما أوضح الدكتور ثروت فى تصريحات إعلامية فإن للكيمياء الفيمتو العديد من التطبيقات المتنوعة، منها على سبيل المثال رصد حركة الخلايا الموجودة فى جسم الإنسان، ومن ثم التعرف على كيفية إصابة الجسم بمرض معين عن طريق التعرف على أخطاء الخلية مسببة مرضًا كالسرطان أو الشلل، إلى جانب رصد شيخوخة الخلايا والتعرف على كيفية حدوثها وبالتالى التوصل إلى حل لتأخيرها أو إيقافها وهو ما أمكن دراسته بعدما استطاع الدكتور زويل تصوير حركة الجزيء.

كما أمكن أيضًا إجراء بعض العمليات الجراحية باستخدام الليزر متناهى السرعة أو الفيمتوليزر كما هو الحال فى عمليات تصحيح الإبصار على سبيل المثال، وتعتبر هذه العملية أحد التطبيقات التجارية لتطوير أجهزة الليزر ذات السرعة العالية والتى ظهرت كأحد تطبيقات علم كيمياء الفيمتو الذى مهد الطريق إليه الدكتور زويل بعدما طور هو وفريقه البحثى من سرعة الليزر من وحدة البيكو إلى الفيمتو.

ويكمل حديثه: حاليًا نعمل على تصوير حركة الإلكترون وهو مستوى أكثر دقة، متوقعًا جديدًا فى تطبيقات الصناعة والزراعة والطب والصيدلة وعلوم الفضاء وتقنيات الاتصالات والإلكترونيات والزراعة والصيدلة وغيرها. والأمر الذى يدعو للشعور بالفخر أن الدكتور ثروت كشف عن إنشاء معمل رباعى التصوير الميكروسكوبى رباعى الأبعاد فى مصر، والذى بدأ بالفعل الإعداد لتصميمه منذ عام ونصف وأسندت مهمة تنفيذه للإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، وقبل أسبوع من وفاته أوكل الدكتور زويل له مهمة معاينة الموقع والوقوف على آخر التطورات وما يلزمها من تعديلات بوصفه رئيس المعمل المزمع إنشاؤه.

ويؤكد الدكتور ثروت، أن د. زويل كانت لديه رغبة وحرص شديد على أن تمتلك مصر أول ميكروسكوب رباعى، وأن تبدأ التجارب بالمعمل مع افتتاح الجامعة فى شهر يونيو القادم، وهو وقت قصير جدًا لإنشاء وتجهيز معمل متطور من ناحية وتكوين الفريق البحثى من طلبة الدكتوراة والباحثين فى مجال التصوير الميكروسكوبى.

ويستطرد: هذا بالفعل ما بدأت فى تنفيذه وبالفعل أرسلت صورًا من أرض الموقع إلى الدكتور زويل إلا أن المشيئة الإلهية كانت الأسرع وربما لم يتسع الوقت له لقراءة رسالتى أو الرد عليها.

وفى نفس السياق أشار إلى أهمية امتلاك مصر معملًا رباعى الأبعاد يضعها على الخريطة العلمية العالمية ويرتفع بمستوى النشر العلمى والبحثى فى تخصص لا يملكه ويبرعه فيه إلا القليل من الدول حول العالم مثل أمريكا وألمانيا وسويسرا، فضلًا عن ذلك فإن التجارب التى سوف تجرى عليه فى مصر تخدم مختلف التخصصات فى البيولوجيا والكيمياء والفيزياء وباقى المعامل بمدينة زويل.

ونظرًا لأهمية هذا الأمر فإن الدكتور زويل كان يتابع أولًا بأول خطوات إنشاء المعمل بنفسه ويجرى تعديلات على ماكيت التصميم بيده، كما عمل فى الفترة الأخيرة على إتمام التبرعات بالأجهزة الحديثة اللازمة لتجهيز المعمل ونقلها من معمله فى كالتك إلى القاهرة فى أقرب وقت.

وهنا ينبغى الإشارة إلى مسألة فى منتهى الأهمية هى أن مرحلة ما بعد نوبل فى حياة الدكتور زويل لم تكن أقل زخمًا عما قبلها فقد استطاع وفريقه البحثى الوصول إلى علم جديد عن طريقه يمكن تحديد المكان والزمان؛ لتمكين تصور الهياكل فى الفضاء أو ما يطلق عليه "النانومتر" وفى الوقت المناسب وهو "الفيمتو ثانية" أو أقل وهو "الأتوثانية"، وهو العلم الجديد الذى أطلق عليه الدكتور زويل اسم التصوير الإلكترونى المجهرى رباعى الأبعاد، وهو الاكتشاف العلمى الذى أعلنه الدكتور زويل خلال احتفالية جامعة كالتك بمرور 40 عامًا على إسهاماته فى العلم وتزامنا مع عيد ميلاده السبعين.

وقد استطاع زويل فى سنواته العشر الأولى كمدرس فى كالتك زيادة دقة الوقت لجزء من المليون من المليار من الثانية "الفيمتو ثانية" لتسجيل فعاليات تحدث على مستوى المقياس الذرى فى الوقت المناسب، فى حين ركز الباحثون الذين سبقوا زويل على دراسة حركات الجزيئات فور التحاقها ببعضها، أما أبحاثه فتقوم على دراسة حركة الجزيئات منذ ولادتها وقبل التحاقها ببعضها، وكانت الصعوبة أن هذه العملية لا تستغرق سوى جزء من الثانية.

وهنا بدت عبقريته فى إيجاد وسيلة جديدة تساعد على اختراق هذا الزمن، والتدخل لمعرفة تفاصيل حركة الجزيئات، وما يحدث لها فى أقل من جزء من الثانية.

وقد اختتم الدكتور ثروت تصريحاته الإعلامية حول هذا الإنجاز العلمى الكبير قائلًا: دائمًا ما كان يقول العالم زويل إن أولادنا يستحقون تعليمًا أفضل، وإن مصر لن ترتقى إلا بالاستثمار فى أولادها، وهو ما جعله يسعى إلى إنشاء مدينة زويل لتكون حجر زاوية للنهضة العلمية والبحثية فى مصر.

وخلال السنوات الأربع الماضية، أنتجت مدينة زويل أكثر من 268 بحثًا للعرض فى المؤتمرات الدولية، بجانب نشر 214 دراسة بحثية بالدوريات العلمية ذات التأثير العالى، وذلك فى مجالات علم الجينوم والخلايا الجذعية وعلاج السرطان والطاقة المتجددة وتكنولوجيا النانو وعلوم المواد والفيزياء الأساسية،  كما يجمع الجامعة مشاريع بحثية مع مؤسسات محلية ودولية، وبلغ إجمالى قيمة المنح المخصصة لهذه المشاريع 34 مليون جنيه مصرى.