الرئيس السيسى يوجه بالإسراع فى الرقمنة مع التأكيد على أهمية المعرفةلابد من التركيز على تطوير المناهج بالشك

الاقتصاد,التنمية,الرئيس السيسى,الأطباء,التعليم,الأمم المتحدة,العالم,الاتصالات,الإعلام,السيسى,اكتشاف,مصر,الحكومة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  "الذكاء الاصطناعى" يقود الدولة لاقتحام المستقبل على أسس علمية

د. ياسمين الكاشف تكتب: "الذكاء الاصطناعى" يقود الدولة لاقتحام المستقبل على أسس علمية

◄الرئيس السيسى يوجه بالإسراع فى "الرقمنة" مع التأكيد على أهمية المعرفة

◄لابد من التركيز على تطوير المناهج بالشكل الذى يتناسب مع سوق العمل

◄الحكومة المصرية أنشأت المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى فى نوفمبر 2019

◄الذكاء الاصطناعى يضيف 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمى بحلول عام 2030

 

العقل البشرى ليس له حدود، لذا سيظل العلماء يقدمون لنا يومًا بعد الآخر الكثير والكثير من الاكتشافات والابتكارات العلمية التى تفوق قدرة العقل البشرى على التفكير، ولأننى على المستوى الشخصى تجذبنى دائمًا أخبار العلم والعلماء فى مختلف أنحاء العالم فقد استوقفتنى أخبار مهمة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية بنوع من الإجلال والتقدير، فقد طورت مجموعة من الخبراء بإنجلترا أنظمة ذكاء اصطناعى للتنبؤ بما إذا كان شخص ما سيصاب بالشيخوخة فى غضون عامين، وذلك بدقة 92%، وتم استخدام بيانات من 15300 مريض فى الولايات المتحدة لتدريب الذكاء الاصطناعى من جانب باحثين من جامعة إكستر، حيث دربوه بالشكل الذى يمكنه من التنبؤ بإصابة البعض بأمراض الشيخوخة، ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية تعمل هذه التقنية من خلال اكتشاف الأنماط فى البيانات ومعرفة الأشخاص الأكثر تعرضًا للإصابة بهذا المرض، حيث يأمل الباحثون أن تقلل عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم بشكل خاطئ.

وفى هذا السياق قال البروفيسور ديفيد ليولين من جامعة إكستر، والذى أشرف على الدراسة، إن خوارزمية التعلم الآلى يمكنها التنبؤ بمن سيصاب بأمراض الشيخوخة فى غضون عامين، وأضاف: "نحن متحمسون أيضًا لمعرفة أن نهج التعلم الآلى لدينا كان قادرًا على تحديد المرضى الذين ربما تم تشخيصهم بشكل خاطئ، فهذا الذكاء الاصطناعى لديه القدرة على تقليل التخمين فى الممارسة السريرية وتحسين مسار التشخيص بشكل كبير".

وأوضح البروفيسور لولين أن ذلك سيساعد العائلات فى الوصول إلى الدعم الذى يحتاجون إليه بأسرع ما يمكن وبدقة، ويشير البحث إلى أن الذكاء الاصطناعى لا يمكنه فقط التنبؤ بدقة بمن سيتم تشخيصه بالخرف، ولكن لديه القدرة على تحسين دقة التشخيص، ويعمل التعلم الآلى عن طريق استخدام معلومات المريض المتوفرة بشكل روتينى فى العيادة، مثل الذاكرة ووظيفة الدماغ، والأداء فى الاختبارات المعرفية وعوامل نمط الحياة المحددة.

ويخطط الفريق لدراسات متابعة لتقييم الاستخدام العملى لطريقة التعلم الآلى فى العيادات، وذلك لتقييم ما إذا كان يمكن نشرها لتحسين التشخيص والعلاج والرعاية.

هذا الموضوع دفعنى للشعور بالتفاؤل من أننا يمكننا الاستفادة أيضًا بالذكاء الاصطناعى حيث نرى توجه الدولة الآن نحو الحصول على أمر قدر من الاستفادة من هذا العلم؛ ففى خلال أقل من أسبوع شهدت مصر حدثين يرتبطان بالعلم والالتحاق بالمستقبل، وكان المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى مناسبة لتأكيد إصرار الدولة على تحقيق النقلة النوعية فى ملف التعليم العالى والبحث العلمى، وتبعته زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى جامعة كفر الشيخ.

لقد تحدث السيد الرئيس فى أكثر من مناسبة عن حرب المعرفة التى يجب أن نستمر فيها وصولًا إلى تعليم حقيقى، قادر على مواكبة العصر، والتركيز على تطوير المناهج بالشكل الذى يتناسب أيضًا مع سوق العمل.

أما فيما يتعلق بعلوم الذكاء الاصطناعى فقد تأسس الذكاء الاصطناعى على افتراض أن ملكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن الآلة من محاكاتها، ومصطلح الذكاء الاصطناعى يشير ببساطة إلى الأنظمة أو الأجهزة التى تحاكى الذكاء البشرى لأداء المهام والتى يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التى تجمعها، ويتعلق الذكاء الاصطناعى بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معنى أو وظيفة معينة، وشاعت فى السينما صور لإمكانية أن يسيطر الروبوتات على العالم، لكن هناك مسألة فى منتهى الأهمية هى أن الروبوت ليس الهدف منه أن يحل محل البشر، لكن تعزيز القدرات والإسهامات البشرية بشكل كبير، ما يجعله إضافة لقدرات الإنسان، لكنه بالطبع سيكون له تأثيرات اجتماعية فى منتهى الخطورة حيث إنه سيقلل من عدد الوظائف التى يقوم بها البشر، ويختصر الكثير من المهام، ويقوم بذلك بشكل محايد لكونه لا يتعامل بمشاعر أو مطالب.

واليوم فإن هذا المجال اتسع مع تطور برامج الحاسب، ووصل إلى درجات عالية تفيد فى أن تقوم الروبوتات بمحادثة لفهم مشكلات العملاء بشكل أسرع وتقديم إجابات أكثر كفاءة، وتحليل مجموعة كبيرة من البيانات النصية لتحسين الجدولة وتقديم توصيات توضح أفضل طرق تحسين الأداء فى الأعمال، بل إن هناك تصورات لأن تقوم الروبوتات بعمليات جراحية عن بعد، من خلال التواصل مع الجراحين الكبار، وهو مثال طرح فى منتدى التعليم العالى، حيث أشار البروفيسور مايك ماكيردى رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين فى أسكتلندا، إلى دور التقنية والاتصالات والأجهزة الإلكترونية والكاميرات فى توسيع دور الأطباء، وإمكانية أن يوجه جراح وعالم مثل الدكتور مجدى يعقوب عددًا من الأطباء فى أنحاء العالم، يجرون جراحات لعدد من المرضى فى دول مختلفة، كما يمكن تسهيل تدريب شباب الجراحين بالذكاء الاصطناعى من خلال المحاكاة، كما أن هناك محاكاة للطيران وللتجارب النووية والعلمية دون وجود حقيقى وتكاليف، كما يسهم فى تطوير علاجات موجهة لأمراض محددة عن بعد.

ويُبشر الذكاء الاصطناعى، وبخاصة الأساليب التى تعتمد على البيانات مثل التعلم الآلى، بتغير جذرى فى الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم،  فهو يساعد الإنسان على التنبؤ بالمستقبل واتخاذ القرارات بشكل أفضل، ومن المتوقع بحلول عام 2030 أن يضيف الذكاء الاصطناعى 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمى.       ولا شك أن الذكاء الاصطناعى يعد إحدى أهم الأولويات لجداول أعمال السياسات العامة لمعظم البلدان على المستويين الوطنى والدولى، وتركز مبادرات حكومية وطنية عديدة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى من أجل التنمية والنمو الاقتصادى.   

كما يحتل الذكاء الاصطناعى رأس أولويات جداول أعمال المنظمات الدولية والإقليمية، مثل مجموعة السبعة (G7) ومجموعة العشرين (G20) واليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) والمنظمة العالمية للمليكة الفكرية (WIPO) والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى، وغيرها، ويهدف هذا الحوار الدولى إلى بناء فهم مشترك لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعى الناشئة، ولدى منظمة الأمم المتحدة كذلك مبادرات عديدة قائمة ذات صلة بالذكاء الاصطناعى تهدف إلى تحديد مبادئ وأولويات سياسات الذكاء الاصطناعى من أجل إسراع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).    

من هنا يمكن تفهم هذا التحرك السريع، من جانب السيد الرئيس بضرورة اقتحام هذا المجال، ومعه كل العلوم الحديثة، حسمًا لجدل مستمر حول خيارات المستقبل واعتبار الذكاء الاصطناعى ومناهجه جزءًا من هذا الخيار، بجانب الإسراع فى الرقمنة ومضاعفة سرعة اللحاق بالعصر، مع التأكيد على أهمية المعرفة، وليس فقط العلم، باعتبار أن المعرفة مجال أوسع وأعمق بكثير من مصطلح العلم.

فقد أنشأت الحكومة المصرية المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى فى نوفمبر 2019 باعتباره شراكة بين المؤسسات الحكومية والأكاديميين والممارسين البارزين من الشركات الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى، حيث يرأس وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى، الذى يعد مسؤولًا عن وضع إستراتيجية الذكاء الاصطناعى وتنفيذها وإدارتها من خلال تعاون وثيق مع الخبراء والجهات المعنية.

وتتمثل مسؤوليات المجلس فى: وضع الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، وتحديد آليات المتابعة لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى بطريقة تتوافق مع أفضل الممارسات الدولية فى هذا المجال، وتحديد الأولويات الوطنية فى مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعى، واقتراح سياسات وطنية وتقديم توصيات ذات صلة بالأطر الفنية والقانونية والاقتصادية لتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وتعزيز التعاون فى هذا المجال على المستويين الإقليمى والدولى، بما فى ذلك تبادل أفضل الممارسات والخبرات، وتحديد تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى تقدم حلولًا وخدمات ذكية وآمنة ومستدامة، ومراجعة البروتوكولات والاتفاقات الدولية فى مجال الذكاء الاصطناعى، والتوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية.

ويتمثل الهدف الرئيسى للمجلس فى تنسيق الجهود الوطنية ووضع إستراتيجية مصر للذكاء الاصطناعى وتطوير التطبيقات المختلفة ذات الصلة بالذكاء الاصطناعى والتوصية ببرامج بناء القدرات وتعزيز مهارات ومعارف الكوادر الوطنية.