رفع درجة الاستعداد القصوى بالحجر الصحى فى جميع المنافذتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها أثبتت فعاليتها فى ا

التعليم,2020,كورونا,الصحة,اللجان,الصحة العالمية,المواطنين,فيروس كورونا,إفريقيا,وزارة الطيران,مصر,الأدوية,وزارة الصحة,وزير التعليم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  مصر تستعد لمواجهة "أوميكرون" المتحور الجديد لـ"كورونا"

د. ياسمين الكاشف تكتب: مصر تستعد لمواجهة "أوميكرون" المتحور الجديد لـ"كورونا"

◄رفع درجة الاستعداد القصوى بالحجر الصحى فى جميع المنافذ

◄تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها أثبتت فعاليتها فى الحد من حالات الإصابة

◄وزارة الصحة مستمرة فى متابعتها الدقيقة للحالة الوبائية للمتحور الجديد

 

سيظل فيروس كورونا المستجد محيراً ومثيراً للدهشة، وسيظل الغموض يسيطر عليه يوماً بعد الآخر، فمنذ ظهور هذا الفيروس الغريب لأول مرة من حوالى عامين وهو يفاجئنا من حين لآخر بظهور سلالة جديدة أو متحور جديد يزيد الأمر تعقيداً، وهو ما انعكس وبشكل لافت للنظر مؤخراً فى حالة القلق التى أعربت عنها منظمة الصحة العالمية تجاه المتحور الجديد لفيروس "كورونا" عقب ظهوره فى جنوب إفريقيا مما دفع المنظمة لأن  تعلن وبشكل رسمى عن أنها تحتاج لأسابيع عدة من أجل فهم طبيعة المتحور الأحدث، مؤكدة أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 100 تسلسل من السلالة المتحورة، وقد أظهر التحليل المبكر أنها تحتوى على عدد كبير من الطفرات التى تتطلب مزيدًا من الدراسة.

ولأننا فى مصر لم ندع أى شيء للصدفة فى هذا الشأن فقد أكدت وزارة الصحة والسكان متابعتها البيانات الأولية الواردة من جنوب إفريقيا بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لاسيما فى مقاطعة جاوتينج، ومدى ارتباط هذا الارتفاع فى الحالات بوجود تحور فى فيروس كورونا المستجد، كما تقوم اللجان العلمية والخبراء والباحثون بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور. 

وفى نفس السياق أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى القائم بعمل وزير الصحة والسكان، فى تصريحات صحفية، أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، للوقوف على المستجدات أولاً بأول ومعرفة ما يتوصل إليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.

ولم تدع وزارة الصحة هذا الأمر ليثير بلبلة بين المواطنين فقد قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة والتى تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس ويطلق عليه اسم (أوميكرون) ويسبب الإصابة بالكورونا تم اكتشافه فى جنوب إفريقيا وبتسوانا يحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة فى متغيرات أخرى، بما فى ذلك متحور دلتا.. ورصد الباحثون فى بيانات تسلسل الجينوم المتغير أنه يحتوى على أكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع – (سبايك بروتين)– وهو البروتين الذى يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسى لمناعة الجسم.

ويبدو أن هذا المتحور ينتشر بسرعة عبر جنوب إفريقيا، وعلى الرغم من أنه مازال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناجمة عن اللقاحات، وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، إلا أن الخبراء والباحثين فى اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا.

لذا فإن الدكتور خالد عبدالغفار شدد على انتهاء الدراسات المتعلقة بهذا الشأن فى أسرع وقت، تمهيدا لعرض النتائج على اللجنة العليا لمتابعة أزمة كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان مأمونية الوضع الصحى فى مصر، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحى فى جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مع رفع مستوى التحقق من خلو القادمين للبلاد من أى إصابات محتملة.

وفى هذا السياق وجه رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، المهندس محمد سعيد محروس، رؤساء الشركات التابعة، بضرورة تكثيف الإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد - والمتبعة منذ بداية الجائحة - بكافة المطارات وخاصة المطارات الدولية، وذلك فى إطار توجيهات وزارة الطيران المدنى بتشديد الإجراءات لمواجهة متحور كورونا الجديد " أوميكرون"، وفى ضوء الإجراءات والقرارات التى اتخذتها اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا لمواجهة المتحور الجديد بالمطارات المصرية وآليات التعامل مع القادمين لمصر جوا من البلدان الإفريقية التى ظهرت بها السلالة الجديدة، سواء كانت مصر وجهتهم الأخيرة أو المارين بها من ركاب الترانزيت.

وبالتوازى مع تكثيف الإجراءات الاحترازية بالمطارات المصرية - تم إصدار تعليمات بضرورة الاستمرار فى تكثيف الإجراءات الوقائية داخل مقار العمل وأماكن تواجد العاملين لمواجهة الفيروس.

يذكر أن المطارات المصرية التى حصلت على الاعتماد الصحى للسفر الآمن ضمن برنامج AHA من المجلس العالمى للمطارات ACI منذ بدء الجائحة بلغت ١١ مطارا دوليا، وذلك بعد المراجعات التى تمت للتأكد من مطابقة الإجراءات الصحية المعتمدة من الجهات المحلية والدولية.

ومن ناحية أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التى تم رصدها فى جنوب إفريقيا، كما أنها ليس لديها تعليق فى الوقت الحالى على قيود السفر التى تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الإفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وأنه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة إن كان هذا التحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجينى لهذا المتحور.

وحتى نضع أيدينا على خطورة الأمر فإنه يتعين علينا معرفة حقيقة علمية مهمة تفيد بأن جميع الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد الوخيم (الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19) تتغير بمرور الوقت، ومعظم التغييرات لها تأثير طفيف على خصائص الفيروس أو ليس لها أى تأثير عليها على الإطلاق، ومع ذلك فقد يؤثر بعض هذه التغيرات على خصائص الفيروس مثل مدى سهولة انتشاره أو درجة وخامة المرض المرتبط به أو أداء اللقاحات أو الأدوية العلاجية أو أدوات التشخيص أو غيرها من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.

واللافت للنظر أنه فى نهاية عام 2020 أدى ظهور المتحورات التى تشكل خطرا متزايدا على الصحة العامة العالمية إلى تحديد خصائص مجموعة محددة من المتحورات المثيرة للاهتمام والمتحورات المثيرة للقلق من أجل إعطاء الأولوية للرصد والبحث العالميين، وفى نهاية المطاف، الاسترشاد بها فى الاستجابة الجارية لجائحة كوفيد-19.

تظل الإستراتيجيات والتدابير الحالية التى أوصت بها المنظمة فعالة ضد متحورات الفيروس التى تم تحديدها منذ ظهور الجائحة. وتفيد الأدلة المستقاة من بلدان متعددة تشهد انتقالا واسعا لمتحورات مثيرة للقلق بأن تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، ومنها تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، أثبتت فعاليتها فى الحد من حالات الإصابة بكوفيد-19 وحالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عنه. وتشجّع السلطات الوطنية والمحلية على مواصلة تعزيز ما تتبعه حاليا من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها.