قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم أن زيارته الرسمية ا

السيسى,المواطنين,حياة كريمة,مصر,حماية,العاصمة الإدارية,اليوم,الإفتاء,الرئيس السيسى,العالم,أحداث

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

مفتى الجمهورية: مصر تعيش نموذجا فريدا فى الحوار والتعددية واحترام الأديان

الشورى

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن زيارته الرسمية الأخيرة لدولة البوسنة والهرسك جاءت فى إطار استراتيجية دار الإفتاء والأمانة العامة لمد جسور التواصل والتعاون مع المفتين والهيئات الإفتائية فى مختلف دول العالم، وتطبيق الخطة التى وضعتها الأمانة لنشر صحيح الدين وضبط بوصلة الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف فى الخارج، وتقديم كافة أشكال الدعم الشرعى والإفتائى للمسلمين فى الخارج، فضلًا عن كونها تأكيدًا للريادة المصرية، ولدور مصر المهم عالميًّا.

 

أضاف المفتى فى لقائه مع الإعلامى حمدى رزق، ببرنامج "نظرة" مع الإعلامى حمدى رزق عبر قناة صدى البلد، أن مصر تربطها علاقات دينية طيبة بالبوسنة والهرسك، وعندما عقدنا أول مؤتمر أنشأنا بعده الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، كان للبوسنة تمثيل مشرف وحضور كبير فى الأمانة، حيث انضمت البوسنة ممثلة فى الشيخ حسين كازوفيتش والشيخ مصطفى سيرتش"، معربا عن امتنانه للتطورات الإيجابية فى البوسنة والهرسك، بما يدل على أن المواطن البوسنى قادر على تجاوز الصعوبات ومواجهة التحديات.

 

ولفت المفتى النظر إلى أن التواصل والتعاون مهم فى الفترة القادمة بين المؤسسات الدينية فى البلدين، منوهًا بقيام الأمانة العامة بدَور كبير فى تعميق الحوار بين البلدين وتدريب أئمة البوسنة وغيرهم فى دار الإفتاء المصرية، مشددًا على أن الفتوى تعد أداة لتحقيق الاستقرار فى المجتمعات؛ كونها محركة وموجهة إلى البناء والعمران، أو قد تكون سببًا فى الهدم، ودورنا أن نتصدى للفتاوى التى يتم استخدامها كأداة للهدم.

 

وأضاف المفتى أن مصر تعيش نموذجًا فريدًا فى الحوار والتعددية واحترام كل الأديان، فمن دون الحوار لا يحدث تقارب بين الشعوب والثقافات. كما أوضح فضيلته أن التركيبة المصرية للتعايش تعد تجربة ثرية لا بد أن يتم تدريسها بشكل معمق، ففى مصر يوجد المسجد بجانب الكنيسة فى أماكن كثيرة، مشيرًا إلى أن توجه الدولة المصرية الآن هو إنشاء المسجد إلى جوار الكنيسة فى كثير من المدن الجديدة، حيث افتتح الرئيس السيسى فى العاصمة الإدارية مسجد الفتاح العليم بجوار كنيسة ميلاد المسيح.

 

وتابع مفتى الجمهورية: "بالنسبة للحوار مع الآخر وما يشهده العالم اليوم من أحداث عضال ونزاعات، فإننى من وجهة نظرى أود القول بأنه يجب ألا نسمح لأنفسنا بالتسليم بحتمية وجود مسار ينتهى بــ"صراع الحضارات"، ومن واجبنا أيضًا أن نتفاعل مع توترات العالم تفاعلًا استباقيًّا من خلال العمل الدؤوب والمنهجى على نزع فتيلها؛ حتى يحل الاستقرار محل الاضطراب، والعداء محل الود؛ لأننا نقدم المبادئ الإنسانية العليا التى يجب أن نلتف حولها جميعًا، والتى تتمثل فى حفظ النفس البشرية والعمل على حماية وجودها وعقلها وحريتها، والمطلوب -من المنظور الإسلامي- لتحقيق هذه الغايات هو فهمٌ لطبيعة الحوار مع الآخر والغرض منه فهمًا مناسبًا، وبذل جهد واعٍ لإعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة، واكتشاف القواسم المشتركة".

 

وأكد المفتى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علمنا أننا نعيش فى سفينة واحدة، وأن لدينا مسئولية مشتركة فى حماية هذه السفينة وعدم خرقها حتى لا نهلك جميعًا، ومن هذا المنطلق فدار الإفتاء المصرية تقدِّر وتدعم الجهود العالمية ومنها جهود مصر التى تحاول التصدى لمشكلة التغيُّر المناخى، فالإنسانية بحاجة إلى العيش فى أمن وسلام وتعاون لكى يعم الخير على الجميع من الجميع.

 

كما شدد مفتى الجمهورية على أن الفتوى أداة للاستقرار والتحضر والتقدم، ولكى تؤدى هذا الدور لا بد من التأهيل الحقيقى لمن يتولى الإفتاء، موضحًا أنه قبل صدور أى فتوى لا بد من وجود معايير واضحة، أهمها الحفاظ على استقرار المجتمعات، وكذلك وحدة المجتمعات، وخصوصية المجتمعات، ولهذا نحرص على تدريب وتأهيل المتصدرين للإفتاء فى بلدانهم.

 

واستعرض فضيلته جوانب من تفاصيل لقائه بالجالية المصرية بالبوسنة والذين أعربوا له عن متابعتهم المستمرة وحرصهم الواضح وتأييدهم لما يحدث فى مصر من إنجازات تحققت بفضل الله وبفضل جهود السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى واعتنائه بتوفير الحياة الإنسانية اللائقة للمواطنين، والعمل على تطوير قرى الريف المصرى من خلال المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وغيرها من المبادرات الرئاسية التى تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة المواطنين.

 

وتقدم الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- بأسمى آيات الشكر والعرفان للسفير ياسر سرور، سفير مصر لدى سراييفو، على نجاح هذه الزيارة الرسمية الأخيرة التى قام بها فضيلته إلى جمهورية البوسنة والهرسك، مثنيًا على الترتيبات العالية المستوى، وما شملته الزيارة من لقاءات مهمة نظَّمها السفير، ولا سيما مع عضو المجلس الرئاسى عن البوشناق وشفيق جعفروفيتش، ورئيس غرفة الشعوب بالبرلمان البوسنى السيد باقر عزت بيحوفيتش، ورئيس المشيخة الإسلامية سماحة الشيخ الدكتور حسين كافازوفيتش وغيرهم من أصحاب السماحة والفضيلة.