مرة ثانية وثالثة أريد أن أكتب وأقول وأذكر الجميع بأهمية دور المرأة ودورها التربوى والأساسى فى تأسيس مجتمع ص

مصر,المرأة,الإعلام,الجمهور,اليوم,صفقة,العالم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. يمنى أباظة تكتب: حقوق المرأة فى كل المجالات

د. يمنى أباظة تكتب: حقوق المرأة فى كل المجالات

مرة ثانية وثالثة، أريد أن أكتب وأقول وأذكّر الجميع بأهمية دور المرأة، ودورها التربوى والأساسى فى تأسيس مجتمع صالح، ووطن قادر على النهوض، وهو ما أكدته خلال الفترات الماضية هنا فى نفس هذه المساحة، وأزيد عليه تأكيدا هذا الأسبوع.  ما أحوجنا فى عالم اليوم إلى عودة الروح لدور المرأة، وأقول إلى كل امرأة: أختى العزيزة، إن دورك هذا منحوت منذ القدم فى تاريخ الحضارات الإنسانية والأساطير القديمة وعلم الميثولوجى، كروح خلاقة وأم كونية وكما جسده الفكر الفرعونى فى الإلهة معت، التى بدت وكأنها بجناحيها الممتدة تحمى مجتمع مصر المحروسة. ما أحوجنا فى مجتمع اليوم إلى إعادة الروح لدور المرأة. 

وكما هو معروف ومتعارف عليه، فإن منظومة التربية فى مجتمعنا تتولاها عدة مؤسسات تربوية تبدأ بالأسرة ثم تأتى المؤسسات الدينية والإعلام والتعليم والأسرة تسيطر بإحكام أولى حلقات منظومة التربية هذه مما يعكس عظمة خطورة دور الأم الرئيسى كركيزة أساسية فى التصدى لتحديات العصر لا سيما تحديات الإعلام وتقنياته المذهلة والمتعبدة فى عصرنا الذى يطلق عليه عصر السماوات المفتوحة، حيث أصبح العالم كما يقال قرية كونية، كل شيء فيها مباح ومتاح، الصالح مع الطالح، وفيها تدار عقلية الشعب وإرادته بدون استئذان من السلطة أيا كانت، سواء السلطة الأبوية أو سلطة الدولة صاحبة السيادة، أو الإنترنت الذى أصبح صاحب السيادة الكلية فهو بإمكانه أن يفرض علينا أى إعلام يريد.  وفى مثل هذا المجتمع يتعاظم دور المرأة التربوى كإشبينة، أى حارسة للإيمان كما تعنى الكلمة لأولادها سواء من هم بالجسد أم بالروح، فمن خلال دورها فى التربية.  وهنا أريد أن أسأل: هل قدمنا للمرأة الأم ما يساعدها على القيام برسالتها السامية؟ هل علمنا الأبناء والبنات حسن معاملة الأمهات وكيفية التعامل معهن عند الكبر والشيخوخة، هل عرفناهم معنى الوفاء بالأم والبر والإحسان إليها بدلا من قتلها أو طردها بالطريق العام بغير مأوى؟  أعتقد أن الواقع يكذّب ذلك.  وأظن لو ركزت على المرأة الزوجة سوف نصدم جميعا مما يحدث لها، وبالطبع قضيتها لم تعد الشبكة والمهر وقائمة المنقولات ومسكن الزوجية، فهذه مظاهر كذابة، كما أن إضافة أو صياغة عدة شروط جديدة بوثيقة الزواج، لم يعد ضمانا لها ولحقوقها لأن هذا ينتقل بنا من الزواج كرباط مقدس إلى صفقة اقتصادية أو علاقة نفعية يأمل فيها كل طرف إلى تحقيق مغنم شخصى أو نصر نوعى أو حتى كسب مادى على الطرف الآخر، وأظن أن هنا تزول السكينة والمودة وتتهدم جدران المحبة وتنهار جسور الرحمة.  نحن نريد أن نسأل فعلا: هل تضمن المرأة حقها كزوجة يجب احترامها وتقديرها؟ هل تنال حريتها لتعظيم دورها فى حياة الأسرة والمجتمع بأكمله؟ هذا يجب أن يكون عندما نتحدث عن حقوق المرأة الزوجة وليس شيئا آخر.

أما لو تحدثنا عن المرأة العاملة، فإن خروجها للعمل أو تولى المناصب القيادية والمطالبة بالمزيد منها لم يعد لب وجوهر قضيتها بل ولعل مشاكلها تبدأ بكيفية الانتقال لمكان العمل ذاته فى ظل أزمة المواصلات والزحام الشديد وما تتعرض له من امتهان للكرامة وجرح المشاعر والعديد من المضايقات المخلة ثم مرورا بطبيعة وحدود علاقتها بزملاء العمل والرؤساء فى ظل الصراع الوظيفى وتحمل أعباء العمل والتعامل مع الجمهور وأخيرا التقليل من شأنها وتهميش دورها والتشكيك فى كفاءتها وقدرتها وغير ذلك فهل يا ترى عمدنا إلى احترامها وإظهار دورها وهيأنا لها المناخ المناسب حتى تثبت جدارتها فى القيام بما أسند إليها من أعمال؟ 

ولكن الحق يقال إن المرأة فى هذا الزمن أصبحت تقسو على نفسها قبل أن يقسو عليها المجتمع بمدعاة المساواة والتحرر والتحضر والانطلاق، ولقد تنازلت عن عرشها وممتلكاتها اختيارا إلى من هم دونها من الخدم والشغالات والحضانات وغيرهم، تعمل وتتعب وتكد لتقبض راتبها باليمين ثم تدفع إليهم باليسار، فلا هى بذلك أدركت بلح الشام ولا عنب اليمن، إنما المزيد من المتاعب، فالعمل ليس هدفا فى حد ذاته، إنما هو إضافة للذات وتجديد لها، وأخشى أن يكون العمل مجرد عناد للرجل، فهذا لن نجنى منه إلا مزيدا من المآسى وإهدار حقوق المرأة على جميع المستويات.