فى غياب لزعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زاده بدأ اسم الرجل الثانى فى الحركة يطفو على السطح متقدما خطوات لرئ

الثلاثاء,الشريعة الإسلامية,ولاية,الغربية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الرئيس الجديد.. الملا عبد الغنى برادر.. قصة قائد أفغانستان القادم

الملا عبد الغنى برادر  الشورى
الملا عبد الغنى برادر

فى غياب لزعيم حركة طالبان هبة الله أخوند زاده، بدأ اسم الرجل الثانى فى الحركة يطفو على السطح، متقدما خطوات لرئاسة أفغانستان.. إنه الملا عبدالغنى برادر، الذى عاد لأفغانستان مساء الثلاثاء الماضى، بعد 20 عاما، ظل فيها بين الاعتقال والمطاردة، والتفاوض فى طريق السلام. الملا عبد الغنى برادر، رئيس المكتب السياسى لـ"طالبان"، هو أحد مؤسسى الحركة الأربعة فى أفغانستان فى العام 1994. وعقب تأسيس "طالبان"، طور الملا برادر من قدراته، إذ برز فى صفوف الحركة كخبير إستراتيجى وقائد عسكرى.  وكان واحدًا من الذين شاركوا فى القتال ضد القوات السوفيتية فى أفغانستان فى ثمانينيات القرن الماضى، كما أنه صهر مؤسس حركة طالبان زعيمها الأول الملا محمد عمر.

وشغل مناصب رفيعة فى حكومة الحركة فى تسعينيات القرن الماضى، وساعد فى قيادة المقاتلين المتمردين فى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.  وأصبح «برادر» الزعيم السياسى لـ"طالبان"، وقاد المفاوضات مع الولايات المتحدة لسحب قواتها من أفغانستان فى العام 2020، بعد أقل من عامين من إطلاق سراحه من سجن باكستانى. وظل «برادر» لسنوات أحد العناصر الرئيسية فى حركة طالبان وتولى القيادة اليومية للحركة وتمويلها، وتولى مسئوليات مهمة فى جميع الحروب الكبرى فى جميع أنحاء أفغانستان، وحافظ على موقعه كقائد أعلى لحركة طالبان فى المنطقة الغربية «هرات» وكذلك كابول.  وفر الملا عبد الغنى إلى باكستان مع هزيمة حركته أمام القوات الأمريكية، ولم يكن بعده عن مركز العمليات الحربية سببًا فى عدم اشتراكه فيها، فبعدما استعادت «طالبان» قوتها تدريجيًا، كان ينسق الجهود الحربية من باكستان، وخصوصًا فى ولاية أورزغان، مسقط رأسه، وفى الوقت ذاته يدير مفاوضات سرية مع الرئيس الأفغانى حامد كرازى. واعتقل عام 2010 على يد القوات الباكستانية، وظل فى السجن حتى عام 2018، بعد تدخل من جانب الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، حتى يتسنى له المشاركة فى مفاوضات السلام التى كانت تسير حينها على قدم وساق. وبعدما دامت السيطرة لحركة طالبان على كابول، ظهر «برادر» فى تسجيل فيديو مصور خلع فيه نظارته التى ترافقه معظم الأوقات، وتحدث الزعيم المرتقب عن الأمر الآن فى أفغانستان يتصل بخدمة الشعب وتأمينهم وضمان مستقبلهم. وتقول التقارير الإعلامية إن "برادر" يلقى احتراماً لدى مختلف فصائل طالبان، لذلك تولى رئاسة مكتبها السياسى فى الخارج، وفوض لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة. ويعدّ الملا برادر أكثر قادة طالبان مرونة، إضافة إلى مهارته فى المفاوضات، ما يؤهله حسب المتابعين ليكون رجل المرحلة، ويترأس دولة أفغانستان الجديدة.

 

فعلى عكس باقى قادة طالبان، كان "برادر" يظهر دائما اختلافه، فهو الوحيد -مثلا- الذى يبدى التعويل على الدعم الشعبى، فقد كان 2009 صاحب "مدونة السلوك"، الذى وزعه على مقاتلى الحركة عن كيفية كسب قلوب وعقول القرويين. وتعكس "مدونة السلوك" تلك، التى تتضمن نصائح حول كيفية تجنب وقوع إصابات فى صفوف المدنيين والحد من اللجوء إلى الهجمات الانتحارية، تركيبة عقليته السياسية. فوفقا لما كان يقوله، فإن من الضرورى لطالبان، التى كانت قد فرضت نسخة شديدة الصرامة من الشريعة الإسلامية عندما كانت فى السلطة، أن تكسب الآن ثقة وود الأفغان.

 

وبعد 20 سنة، عاد نفس الرجل ليخاطب المقاتلين فى الحركة، فى رسالة يقول فيها "إن التحدى بدأ لتوه حيث سيتعين على طالبان حكم البلاد"، ثم رجع إلى حيث نشأ فى قندهار بعد ثلاثة أيام من السيطرة على الحكم.