الابتكار الجديد يخدم المرضى والأطباء ويصب فى مصلحة القطاع الصحىمصر تملك عقولا فذة لديها القدرة على المنافسة

الإعلام,الأولى,ياسمين الكاشف,ياسمين الكاشف تكتب,فيروس كورونا,مصر,طلاب,العربية للتصنيع,كورونا,العالم,الجمهور,الأطباء

الأربعاء 17 أبريل 2024 - 01:52
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  الروبوت "شمس".. أول ممرضة آلية فى مصر

د. ياسمين الكاشف تكتب: الروبوت "شمس".. أول ممرضة آلية فى مصر

◄الابتكار الجديد يخدم المرضى والأطباء ويصب فى مصلحة القطاع الصحى

◄مصر تملك عقولًا فذة لديها القدرة على المنافسة وبقوة فى المجالات الأكثر تعقيدًا

◄الروبوت يتحدث باللغة العربية ويستطيع التعرف على الوجوه سواء المرضى أو الأطباء

◄يمكنه أخذ العينات اللازمة للتحليل وتوصيلها للمعمل وإحضار الدواء من الصيدلية

 

فى نهاية عام ٢٠١٩ شهدت إحدى جلسات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ استضافة الروبوت "صوفيا"، تلك الشخصية الآلية التى جسدت على أرض الواقع أحدث ما وصل إليه الذكاء الاصطناعى، وقد ترتب على هذا الحدث ضجة كبيرة فى الأوساط العلمية وغير العلمية من فرط دقة تفاعل "صوفيا" مع الجمهور وتعاملها معهم بدقة فائقة فقد كانت تتعرف على الوجوه وتخاطب الجميع بتلقائية شديدة، وقتها تم التعامل مع المسألة على أنها نتيجة منطقية للمستوى المتقدم الذى وصل إليه العقل البشرى فى علوم الحاسب الآلى وتقنيات الذكاء الاصطناعى.

لذا فقد انتابنى شعور بالفخر وأنا أتابع منذ بضعة أيام الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام عن الابتكار المهم الذى توصل إليه فريق بحثى بجامعة عين شمس والذى يتمثل فى الروبوت "شمس" الذى يعد أول ممرضة آلية فى مصر.

وتكمن أهمية هذا الروبوت فى أنه يقوم بمهام الممرضة وهذا ليس مجرد خيال علمى فهو حقيقة فرضتها جائحة كورونا، فمع الظروف التى فرضتها الجائحة من ضرورة اتباع إجراءات الوقاية حرص فريق بحثى بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة عين شمس على تنفيذ مشروع يخدم المريض ويصب فى مصلحة القطاع الصحى بالدرجة الأولى، ومن هنا جاء ابتكار أول ممرضة آلية فى مصر والتى أطلق عليها اسم "شمس" ليؤكد للعالم أننا نمتلك بالفعل عقولا فذة لديها القدرة على المنافسة وبقوة فى هذه المجالات الأكثر تعقيدًا.

واللافت للنظر أن الروبوت "شمس" يتحدث باللغة العربية ويستطيع التعرف على الوجوه سواء المرضى أو الأطباء، كما يمكنه التعامل مع احتياجات المريض حيث يقوم بإدخال بيانات الحالة الصحية لكل مريض، كما يستطيع أيضًا حفظ الأماكن داخل المستشفى لسهولة التحرك وفقًا للوجهة المرادة، كما يمكنه أخذ العينات اللازمة للتحليل وتوصيلها للمعمل وإحضار الدواء من الصيدلية وإعطاءه للمريض، كما يمكنه أيضًا التواصل بين المريض والطبيب المعالج عن طريق خاصية الفيديو كول كما يقوم بعدة مهام أخرى منها القيام بعمليات التعقيم داخل العمليات الجراحية.

وكما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام فإن الجامعة أولت هذا المشروع أهمية قصوى وتبنته وسخرت له كل الإمكانات حتى يخرج بالشكل الأمثل وحتى يكون من الممكن تعميمه على نطاق واسع، وفى نفس الوقت تم التوجيه بالتواصل بين فريق كلية الحاسبات والمعلومات وكلية الطب وكلية التمريض حتى يتم تقديم مشروع متكامل يفى بالأغراض التى خصص لها.

وتشير كل الدلائل إلى أن قيمة الابتكار تكمن فى أن فكرة الروبوت نابعة فى الأساس من الظروف التى فرضتها الجائحة ووسط المطالبات بضرورة اتباع إجراءات الوقاية، حيث حرص طلاب كلية الحاسبات والمعلومات على تنفيذ مشروع يخدم المريض ويصب فى مصلحة القطاع الصحى بالدرجة الأولى.

وحسب تصريحات المسؤولين عن المشروع فإن الروبوت "شمس" يتحدث العربية والعامية أيضًا، وقد تم اختيار مستشفى عين شمس التخصصى لإجراء التجارب على الروبوت، ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة العمل على تطويره لتنفيذ مهام أكبر بتقنيات الذكاء الاصطناعى، وفى نفس السياق فإنه من المخطط أن يتم البدء فى عمل 20 نموذجا للممرضة الآلية توضع بكل دور من أدوار المستشفى كما  أنه مخطط أيضًا أن يتم التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج عدد كبير من الروبوت للممرضة وتعميم التجربة.

وبنظرة سريعة حول العالم نجد أن هناك ابتكارات مهمة شهدها العالم فى مجال استخدامات الروبوتات فى مكافحة مجموعة من الأوبئة خلال العقود الماضية، فخلال تفشى فيروس إيبولا عام 2015 حددت ورش العمل التى نظمها مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا ثلاثة مجالات واسعة يُمكن أن تُحدث فيها الروبوتات فرقًا، هى  أولاً: الرعاية السريرية والمسافة التى تفصل الفريق الطبى عن المرضى وأعمال التطهير عن بُعد. ثانيا: الخدمات اللوجستية كنقل النفايات الطبية ومعالجتها. ثالثاً: عمليات الاستطلاع ومراقبة عمليات الامتثال لإجراءات الحجر الصحى التى يمكن للروبوت أن يقوم بها.

وخلال جائحة كورونا عاد استخدام الروبوت إلى الواجهة لمكافحة انتشار الفيروس. فمثلا آلات قياس الحرارة التى تستخدم فى الأمكنة العامة، هى واحدة من هذه الروبوتات، وكذلك الكاميرات التى تلتقط حرارة المارة والمسافرين فى المطارات بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، هى نوع من الروبوتات. وظهرت روبوتات فى السنتين الماضيتين يمكنها تولى عمليات التطهير والتعقيم والتنظيف على أنواعها، وقياس العلامات الحيوية للمرضى وأمراضهم، وتقديم الطعام لهم، وكذلك تقديم الدواء فى المواعيد المخصصة له.

والروبوتات الجديدة يُمكن استخدامها فى تطهير الأسطح بواسطة أجهزة مدمجة تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، فالفيروس لا ينتقل فقط من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ المتطاير من الجهاز التنفسى، لكن أيضًا عبر الأسطح الملوثة، والروبوت الموجود فى غرف المرضى يسمح للفريق الطبى بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى دون الحاجة إلى ارتداء السترة الواقية بكاملها، خصوصًا أن ارتداءها وخلعها عملية صعبة ومعقدة لفريق طبى يعمل على مدار الساعة وبحاجة لكل دقيقة من وقته.

وأفادت المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سى دى سى) فى تقرير نشرته بشأن السفينة "دايموند برينسيس" التى أصيب أكثر من 700 شخص من ركابها أن أحد الروبوتات عثر على آثار لفيروس كورونا على أسطح عدة فى السفينة بعد فترة تصل إلى 17 يومًا من إجلاء ركابها.

وبعد أن تبيّن مدى أهمية الروبوت فى مقارعة فيروس كورونا الذى لم تحدّد طريقة انتشاره بشكل نهائى بسبب تبدلاته الكثيرة، ارتفع الطلب على الروبوت من قبل الدول الأكثر تضررًا، ما اضطر شركتى "زينيكس" الأمريكية و"يو فى دى" الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التى تعتمد فى عملها على الأشعة ما فوق البنفسجية والقادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض.

وفى فرنسا، اخترعت شركة "شارك روبوتيكس" وحدات روبوتية للتعقيم، ووضعتها قيد التداول التجارى ويكفى وضع منتج معقم فى خزان الروبوت ليتمكن من تنظيف حتى 20 ألف متر مربع فى ثلاث ساعات عبر ضخ قطيرات مصغرة على 360 درجة دون إغراق الغرفة، وتلقت الشركة طلبيات عدة على هذه الروبوتات من بلدان كُثر.