شاركت المرأة المسلمة في أعظم الأحداث السياسية الأولى في حياة الدعوة إلى الأسلام. وهى بيعة العقبة الثانية الت

الرجال,الأولى,عمرو,المرأة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. يمنى أباظة تكتب: حرية المرأة في الإسلام

د. يمنى أباظة تكتب: حرية المرأة في الإسلام

شاركت المرأة المسلمة في أعظم الأحداث السياسية الأولى في حياة الدعوة إلى الأسلام. وهى "بيعة العقبة الثانية" التي كانت إيذانا بهجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة وذلك على أسس قيام اصحاب تلك البيعة من أهل يثرب بحماية النبي صلى الله عليه وسلم فقد شارك في هذه البيعة الثانية وفي اجراء خطواتها التنفيذية وما حاط بها من اخطار المراة من الرجل. وذلك في هذا الوصف الرائع الذي ذكره أحد الذين اشتركوا في تلك البيعة وهو "كعب بن مالك" فقال:  ثم خرجنا إلى الحج ممن أسلم سرا من أهل يثرب وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق. فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فنمنا تلك الليلة مع قومنا وهم من أهل يثرب الذين لم يكونوا قد اعتنقوا الإسلام بعد، في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القط مستخفين حتى إذا اجتمعنا في الشعب عند العقب ونحن ثلالثة وسبعون رجلا ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت كعب "أم عمارة" واحدى نساء بني مازن ابن النجار، وأسماء بنت عمرو بن عدى ابن نابي احدى نساء بني سلمة.  وسجلت المراة في بيعة العقبة الثانية دورها في البناء الياسي للدولة الاسلامية وذلك على قدم المساواة مع الرجال ذلك ان البيعة اشتملت إلى جانب توثيق وتطبيق مبادئ الاسلام قسما خاصا بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يمنعوه وذلك على نحو ما قاله الحاضرين لمبايعته رجالا ونساء من وفد يثرب في رواية المؤرخ ابن هشام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الاسلام ثم قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعن منه نساءكم وأولادكم البراء بين معرور بيده "اي الرسول الكريم" ثم قال: "نعم والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما نمنع منه أزربنا أي نساءنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة "أي السلاح" ورئناها كابرا عن كابر.  وشاركت المراة بذلك في بيعة العقبة الثانية التي اشتهرت باسم "بيعة الحرب وذلك على نحو ما وصفها أحد الحاضرين وهو عبادة بن الصامت الذي سبق وشارك أيضا في بيعة العقبة الأولى، فقال عن بيعة العقبة الثانية: "بايعنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب على السمع والطاعة.. وان نقول الحق أينما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم.. وعلى أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قدم علينا يثب مما نمنع به أنفسنا وأزواجنا".  وأوفت المرأة بهذه البيعة "بيعة الحرب" وشاركت في الجهاد في سبيل الله على قدم المساواة مع الرجال، وكان من أشهرهن في هذا الميدان "نسيبة بنت كعب أم عمارة" التي شهدت بيعة العقبة الثانية "بيعة الحرب" تأكيدا على اتساع دور المرأة في تنمية المجتمع وامتداده من الشئون المدنة إلى الشئون الحربية كذلك فقد شهدت- كما ذكر ابن هشام في سيرة النبي- الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معها اختها وزوجها زيد بن عاصم بن كعب ونال: نسيبة ام عامر الكثير من الجراح في القتال منها ما أصابها من جرح أجوف له غور على عانقها في غزوة أحد شرحت سببه لادى النساء االائي استفسرن منها عن السبب فقالت: "فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وارمى عنه القوس حتى خلصت الراح إلى" أما عن هذا الجرح الغائر فسببه أن الناس لما ولوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل أحد المشركين وهو ابن قمئة اقماه "أي اذله" الله وقال: "دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا" فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير واناس ممن ثبتوا مع رسول الله، فضربني هذه الضربة ولكن ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كانت عليه درعان. وتابعت هذه المرأة المسلمة الجهاد في سبيل الله ليس في حياة الرسول الكريم فحسب وانما بعد وفاته  عليه أفضل الصلاة والسلام. مؤكدة التزام المرأة بحقوقها السياسية وما تفرضه علها تلك الحقوق من التزامات في سبيل الدفاع عن المجتمع وحمايته. فقد خرجت في حروب الردة لمقاتلة المرتدين وبخاصة في اليمامة حيث عن المرتدون أشدهم خطورة على الاسلام وهو مسيلم الكذاب. وشاركت في الجهاد حتى قتل الله مسيلمة ورجعت وبها اثنا عشر جرحا، من بين طعنة وضربة رافعة عن جدارة دور المرأة في حفظ الوحدة السياسية للمسلمين وكيانهم أيضا.  وظهرت حماسة المرأة للعمل في ميدان الدعوة الإسلامية ومتطلباتها السياسية وليس في ميدان الجهاد فحسب ولكن في ابداء الرأي السديد أيضا في المواقف السياسية لعظمى والتي تتطلب حنكة وخبرة عالية.