إطلاق المشروع القومى لتجميع مخزون إستراتيجى من البلازما خلال 3 سنواتتصنيع البلازما أحد أهم المشروعات الق

كورونا,أسبوعين,انستجرام,2021,الصحة,الرئيس السيسى,مصر,مواقع التواصل,الأدوية,مبادرة,الإسكندرية,وزارة الصحة,وزيرة الصحة,قانون,وزيرة التخطيط,3 سنوات,الإعلام,يوم,المشروعات القومية,السيسى

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  "العلاج جواك".. مبادرة الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات "بلازما الدم"

د. ياسمين الكاشف تكتب: "العلاج جواك".. مبادرة الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات "بلازما الدم"

◄إطلاق المشروع القومى لتجميع مخزون إستراتيجى من "البلازما" خلال 3 سنوات

◄تصنيع "البلازما" أحد أهم المشروعات القومية الكبرى التى يجرى تنفيذها فى مصر

◄توفير الأدوية الخاصة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة والدم والكبد والكلى والحروق

لا يكاد يمر يوم دون أن نستيقظ على خبر مبهج، يبعث فى النفس الشعور بالأمان والطمأنينة، ولأنه لا شيء يعادل الشعور بالأمان الصحى فقد أسعدنى كثيراً ما قامت به وزارة الصحة الأسبوع الماضى حيث أطلقت المشروع القومى للتبرع بالبلازما وذلك تحت شعار "العلاج جواك".. وهذا فى تقديرى الشخصى من أهم المبادرات التى شهدها المجتمع خلال السنوات الأخيرة، ففى بيان صحفى لها حول هذا المشروع قالت وزارة الصحة إنه تم تخصيص 10 مراكز لتجميع البلازما، لتصل إلى 20 مركزا بنهاية العام، مؤكدة أن مستشفيات ووحدات حياة كريمة سيتم توفير مراكز لجمع البلازما بها تمهيدا لتصنيعها محليا، مضيفة أن مشروع تصنيع البلازما هو أحد أهم المشروعات القومية الكبرى التى يجرى تنفيذها فى جميع أنحاء مصر.

واللافت للنظر فى هذا الأمر أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالى الجديد 2021/2022، المقدمة من وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، لمجلس النواب، تتضمن الانتهاء من إنشاء 20 مركزا لتجميع البلازما بحلول 2023، وذلك فى إطار العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما.

والحق يقال فإن تلك الخطة المستهدفة كفيلة بالفعل بأن تضع مصر فى منطقة مختلفة تماماً فى هذا المجال الواعد، وبنظرة سريعة إلى هذه الخطة نجد أنها تستهدف تحقيق عدة عناصر أهمها وأبرزها على الإطلاق : إنشاء 20 مركزا لتجميع البلازما ومخزن إستراتيجى مركزى، خلال 3 سنوات،  فقد شهد العام الجارى إنشاء 6 مراكز فى 5 محافظات منها الإسكندرية والمنيا، ومن المقرر أن يتم إنشاء 6 أخرى خلال 2022 باعتمادات قدرها 650 مليون جنيه، وتشمل هذه الخطة محافظات: المنوفية ودمياط والإسماعلية وسوهاج والبحيرة والدقهلية، وبحلول 2023 سيتم إنشاء 8 مراكز فى 8 محافظات .

وهناك مسألة فى منتهى الأهمية تتعلق بهذا الموضوع وهى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان قد أصدر مؤخراً قانون تنظيم عمليات الدم  والذى من بين اختصاصاته وضع قاعدة تشريعية واضحة خاصة بتجميع البلازما لتصنيع مشتقاتها وتصديرها وتحويلها إلى مستحضرات حيوية، ونظم القانون أيضاً طرق جمع وتخزين الدم ومركباته بين تجميع البلازما وتصنيع مشتقاتها وتسفيرها ثم إعادتها فى صورة مستحضرات حيوية واستيرادها وتصديرها كمادة خام أو فى أى مرحلة من مراحل التصنيع.

وأعتقد أن ما قاله الرئيس السيسى خلال تفقده المعدات والمركبات والآلات الهندسية لجهات الدولة المختلفة المشاركة فى مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصرى عن هذا المشروع القومى المهم يعد صمانة حقيقية لأن تكون النتائج مبهرة إن شاء الله ، فقد قال سيادته إن حلم المشروع لم يتحقق خلال السنوات السبع أو الثمانى الماضية.. لكننا لم نيأس، وسعينا بإصرار على التحرّك لتنفيذه، وخلال عام ونصف سنفتتح أول مصنع متكامل لهذا المشروع المهم.

وسيخدم المشروع 9 أمراض مزمنة أبرزها الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا والمناعة وسرطان الدم، بخلاف توفيره لاحتياجات مصر من مشتقات البلازما وسعى الدولة من خلاله للتصدير للبلدان الإفريقية.

لذا فإننا نستطيع القول إن المشروع القومى لتصنيع البلازما هو أكبر من كونه مشروعًا، فهو يعتبر من أهم المشروعات التى تبنتها مصر فى كل القطاعات الطبية مؤخرًا، وسيكون له مردود واسع وهام لعشرات الآلاف من المرضى خاصة أن البلازما جزء من مشتقات الدم، وأهميتها أنها تعتبر المنقذ فى علاج النزيف فهى تعتبر دواء منقذا للحياة عندما يحتاجها المريض فى حالات معينة كالتواجد فى العناية المركزة واحتياجه للبلازما بشكل ضرورى.. الأمر الذى يتطلب ضرورة التوعية بأهمية التبرّع وتحفيز المواطنين على التبرع بالدم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة لكى يتم بعد ذلك فصل البلازما، واستخلاص كرات الدم الحمراء وعدد من المشتقات التى يحتاجها المرضى.

فللأسف الشديد ثقافة التبرّع غائبة فى المجتمع باستثناء بعض المبادرات التى تتم بشكل فردى فى بعض المناطق وبعض المؤسسات كنوع من المسئولية الاجتماعية لذا يجب العمل على تغيير تلك المفاهيم خلال الفترة المقبلة من خلال توضيح أنّ التبرع بالدم ينشط النخاع العظمى لتكوين دم جديد.

ولقد توقفت أمام آخر إحصائية حول التبرع، فقد أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن استقبال 281 متبرعًا بمراكز تجميع البلازما، ضمن المشروع القومى للتبرع بالبلازما، فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، وذلك منذ انطلاق المشروع فى 14 من شهر يوليو وحتى الأحد الماضى، علما بأنه يتم استقبال المتبرعين بـ 6 مراكز لتجميع البلازما موزعة بـ 5 محافظات على مستوى الجمهورية والتى انطلق بها المشروع، ومقرها: (مركز الدكتور إيهاب سراج الدين لخدمات نقل الدم وتجميع البلازما بالعجوزة محافظة الجيزة، المركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة دار السلام، المركز الإقليمى لنقل الدم وتجميع البلازما بالعباسية محافظة القاهرة، المركز الإقليمى  لنقل الدم بمحافظة الإسكندرية، المركز الإقليمى لنقل الدم بمدينة طنطا محافظة الغربية، المركز الإقليمى لنقل الدم بمحافظة المنيا)، كما أنه من المقرر الانتهاء من تجهيز 20 مركزًا خلال العام الجارى.

أمام الشروط الواجب توافرها للتبرع فتتضمن أن يكون المتبرع فوق سن 18 عامًا ويتمتع بصحة جيدة، ولم يتبرع بالدم خلال الـ 3 أشهر الماضية، حيث يتم الحصول على عينة تتراوح بين 250 إلى 750 مل من البلازما حسب الحالة الصحية للمتبرع.

ويستمر العمل بمراكز تجميع البلازما طوال أيام الأسبوع من الساعة الـ 8 صباحًا حتى الـ 8 مساءً، على أن يتم تلقى استفسارات المواطنين عن المشروع القومى للتبرع بالبلازما عبر الخط الساخن (١٥٣٣٥)، كما يمكنهم معرفة المزيد من المعلومات من خلال الصفحة الرسمية للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" و"انستجرام".

وبالتأكيد هناك إجراءات للحفاظ على مأمونية عملية التبرع بالبلازما بما يضمن الحفاظ على صحة وسلامة المتبرعين، حيث يتم سحب كمية من الدم من خلال جهاز يعمل على استخلاص البلازما وإعادة كرات الدم الحمراء إلى جسم المتبرع مرة أخرى أتوماتيكيًا عن طريق مجموعة من الأنابيـب ذات الاستعمال الواحـد (تستخدم مرة واحدة فقط  للمتبرع)، مع تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا بمراكز تجميع البلازما وفقًا لبروتوكولات مكافحة العدوى.

ويتم التبرع بالبلازما مرة كل أسبوعين وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، وبالتأكيد هناك العديد من الفوائد للتبرع  بالبلازما أهمها تنشيط النخاع العظمى للمتبرع لإنتاج خلايا دم جديدة، وتنشيط أجهزة الجسم المسئولة عن تجديد بروتينات البلازما، بالإضافة إلى إجراء فحص دورى بالمجان للمتبرع يشمل جميع الأمراض والفيروسات، للاطمئنان على حالته الصحية.

إننى أدعو المواطنين فوق سن 18 عامًا للمشاركة الفعالة فى المشروع القومى للتبرع بالبلازما لتوفير الأدوية المشتقة من البلازما لإنقاذ حياة المرضى، حيث يساهم المشروع فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما لتوفير الأدوية الخاصة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة وأمراض الدم والكبد والكلى والحروق.

وخلاصة القول إننا أمام مبادرة اجتماعية فى منتهى الأهمية خاصة أن هذا المشروع الضخم والهام سيضمن حقوقًا وريادة لمصر على المستويين الإفريقى والعربى، بخلاف ذلك سيغطى احتياجات المرضى، وعدم الاعتماد على الاستيراد من الخارج الذى يحتاج لمقومات طبية معينة بخلاف توفير ملايين الدولارات.