كانت نموذجا للمرأة المصرية القوية وظلت طوال حياتها إنسانة بدرجة تربوية قديرةقدمت أفكارا غير مسبوقة فى

محمد فودة,جامعة خاصة,مصر,التعليم,الرجال,العالم,محمد فودة يكتب,خالد الطوخى,جامعة مصر

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب: د.سعاد كفافى .. غابت بالجسد وبقيت ذكراها "الطيبة" وسيرتها "العطرة"

محمد فودة يكتب: د.سعاد كفافى .. غابت بالجسد وبقيت ذكراها "الطيبة" وسيرتها "العطرة"

◄كانت نموذجاً للمرأة المصرية القوية وظلت طوال حياتها "إنسانة" بدرجة "تربوية قديرة"

◄قدمت أفكاراً غير مسبوقة فى طرق التدريس وسبقت عصرها بالاستفادة من استخدامات التكنولوجيا الحديثة

◄تحدت الظروف الصعبة فاستحقت أن تصبح  "قاهرة المستحيل"

◄أرست قواعد المسئولية المجتمعية فقدمت جامعتها الكثير من المساهمات الإنسانية للمجتمع المحيط بها 

◄انحازت للفقراء ومحدودى الدخل بتنظيم القوافل الطبية فأعادت الأمل للكثير من المرضى 

كتبت من قبل عدة مقالات عن الراحلة الدكتورة سعاد كفافى " قاهرة المستحيل" وهو ما جعلنى أشعر بأننى ربما لا أجد ما أكتبه عنها هذه المرة ، ولكن خاب ظنى فما أن بدأت فى كتابة هذا المقال حتى وجدت الكلام يتدفق وكأننى اغترف من بئر مليئه باجمل واروع وارقى مافى الدنيا من تعبيرات وكلما اغترفت من هذا البئر أجده وقد ازداد تدفقاً  وفاض بأروع ما يمكن أن يقال عن تلك الإنسانة التى اقل ما يمكن أن توصف به أنها إمرأة بـ ١٠٠ راجل .. فقد استطاعت فى توقيت صعب وظروف استثنائية أصعب أن تفعل ما عجز عنه الرجال ، نعم لقد حلمت الدكتورة سعاد كفافى بإنشاء كيان تعليمى كبير وقت ان كانت هذه الافكار غير مسموح بها أصلاً بالنسبة للرجال فكيف لسيدة أن تنشئ جامعة خاصة ، ولأنها آمنت بحقها المشروع والعادل فى ان تكون رائدة فى مجال التعليم وتنشئ جامعة خاصة فقد كان لها ما ارادت وتغلبت على الظروف الصعبة والقاسية وتجاوزت كافة المعوقات وانشأت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا التى أصبحت الآن واحدة من اهم الجامعات الخاصة ليس فى مصر  وحسب بل فى المنطقة العربية أيضاً.

والحق يقال فإن قراءة متأنية فى سيرة ومسيرة الراحلة الدكتورة سعاد كفافى تجعلنا نتأكد وبما لايدع مجالاً للشك أننا أمام شخصية غير عادية فبينما كان الجميع من حولها ينظرون إلى رغبتها فى إنشاء جامعة خاصة بنوع من الحيطة والحذر وعدم تقبل هذا الأمر المحفوف بالمخاطر .. إلا أنها كانت ترى شيئاً آخر هو أن الكيان الذى تحلم به لن يكون مجرد كيان تعليمى وحسب بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير. فقد رأت فى فكرتها الرائدة أنها سوف تقدم للوطن كيانا تعليمياً وثقافياً مهما يليق ببلد عريق يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ فقد كانت ترى دائماً أن التعليم والتربية السليمة هى أهم الركائز التى يمكن أن تنهض من خلالها مصر .

ولن أكون مبالغاً حينما أقول أن سر نجاح ابنها خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر هو أنه مازال يسير على نهج والدته لأننا بالفعل أمام نموذج مشرف فى الإدارة يستحق أن نطلق عليه ( خير خلف لخير سلف ) فهاهو ينهض بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يوماً بعد الآخر حيث جعل أفكار وأحلام التربوية الراحلة تتحول إلى واقع ملموس يراه الجميع رأى العين,  فلم يتوقف عند حد المحلية بل اتجه نحو الانفتاح على العالم الخارجى  بتوقيع بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم خاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبى لتصبح الجامعة هى أول جامعة ترتبط بتلك المنظومة العالمية على هذا النحو الذى يدعو للفخر والإعجاب ، ومن خلال متابعتى عن قرب لما تقوم به جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أنشطة مجتمعية فإنه يمكننى القول أنها تسهم بشكل كبير فى خلق حالة إنسانية رائعة وذلك من خلال إطلاق المبادرات الإنسانية وتنظيم القوافل الطبية فقد كانت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى تؤمن إيماناً مطلقاً بضرورة تسخير العلم  والاستفادة منه فى تقديم خدمات للمواطنين وخاصة الفئات الأكثر فقراً ومحدودى الدخل وهو ما نلمسه أيضاً فى التركيز على تقديم خدمة طبية على أعلى مستوى بأقل تكلفة بل فى كثير من الأحيان بلا مقابل خاصة حينما يتعلق الأمر بالفئات الفقيرة.

وتماشياً مع سياسة الدولة فى بناء الشخصية المصرية فقد حرصت الجامعة على ترجمة مبادئ وافكار الراحلة سعاد كفافى وذلك من خلال الإهتمام بالثقافة والفنون الرفيعة.. فقد تضمنت الجامعة أيضاً أوبرا مصر التى أنشئت على أعلى مستوى من حيث أدوات الصوت والإضاءة وخشبة المسرح التى تم تجهيزها على مستوى رفيع من حيث الجودة والإبهار وبذلك تحولت الجامعة من مجرد كيان تعليمى إلى مؤسسة تعليمية وتثقيفية وتربوية وخدمية تشع علماً ونوراً ليس على المنطقة المحيطة بها فقط بل على مصر بالكامل.. وأعتقد أن القيمة الفنية والتثقيفية لوجود أوبرا جامعة مصر تتمثل فى كونها  حريصة كل الحرص على تنمية المواهب الشابة وتثقلها بما يترتب عنه خلق حالة من الإبداع تستهدف فى المقام الأول الاستفادة من مهارات الصغار والكبار فى كافة مجالات الفنون مثل الرسم والنحت والموسيقى والغناء وغير ذلك.

أما الجانب الإنسانى والخيرى فى شخصية د. سعاد كفافى فإنه فى تقديرى الشخصى يتمثل بشكل واضح فى أنها قبل وفاتها بيوم واحد أوصت بعدم القيام بزيادة المصروفات على الطلاب خاصة أنها كانت منذ البداية ترى أن التعليم رسالة وليس وسيلة للربح لذا فإننا نجد أن جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا هى أقل شريحة فى مصاريف الدراسة  بين الجامعات الخاصة ، إلى جانب الحرص أيضاً على تقديم منح مجانية لغير القادرين من الطلاب. ومن ناحية أخرى وفى إطار الالتزام بالتوجه العام للدولة فإننا نلمس وبشكل لافت للنظر هذا النشاط الملحوظ الذى تشهده الجامعة الآن والذى يستهدف تحولها إلى جامعة ذكية وذلك من خلال بنية تكنولوجية ومعلوماتية قوية جدا بحيث تكون سرعة الإنترنت عالية تساعد على التواصل داخل الجامعة وخارجها مع المجتمع ، وتواصل كامل على كافة المستويات خاصة أن الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على الإنترنت والمعلومات.. فالجامعات الخاصة شريك أساسي وفاعل في تطوير التعليم في مصر التى تنهض وبقوة فى محتلف المجالات وعلى كافة الأصعدة. إن ما وصلت إليه جامعة مصر الآن من مكانة مرموقة فى مجال التعليم والتربية وبناء الشخصية يدفعنى إلى القول بأنها اصبحت بحق "جامعة المعرفة والمعلومات" خاصة أن هذا التوجه جعلها فى المقدمة لأنه يعطى دلالة على القوة فى كل المجالات وهو ما جعل الجامعة تحمل شعار "المعرفة قوة " فضلاً عن ذلك فإنها تتضمن أيضاً  كلية التربية الخاصة وهى التى تعد أول كلية بمصر والعالم العربى متخصصة فى التعامل مع ذوى القدرات الخاصة لذا فإن رسالة سامية وكبيرة ويتم دعمها بقوة حيث تقوم بتأهيل معلمى أصحاب الهمم من أجل تخريج نخبة من المتخصصين يمتلكون القدرة على التعامل مع أصحاب الهمم .

رحم الله الدكتورة سعاد كفافى واسكنها فسيح جناته وأسعد آخرتها بقدر ما اسعدت الألاف من الطلاب ومن غير القادرين الذين تلقوا العلاج مجانا من خلال القوافل الطبية التى كانت وماتزال عنواناً للوجه الانسانى لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا