خلطة سرية وراء نجومية كريم عبد العزيز فى السينما والتليفزيوندينا الشربينى تتفوق على نفسها وتقدم دورا غير

مصر,قضية,رمضان,فيلم,الظهور,3 سنوات,الإعدام,القاهرة,الرجال,أحداث,النيل,عمرو,الطلاق,فتاة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: "البعض لا يذهب للمأذون مرتين".. قضية اجتماعية بطعم الكوميديا

الاعلامى محمد فودة  الشورى
الاعلامى محمد فودة

◄"خلطة سرية" وراء نجومية كريم عبد العزيز فى السينما والتليفزيون

◄دينا الشربينى تتفوق على نفسها وتقدم دورًا غير مسبوق يضاف إلى رصيدها الفنى  

◄ماجد الكدوانى يتألق كالعادة ويبدع فى تجسيد شخصية المحامى المتخصص فى الطلاق

◄بيومى فؤاد يلفت الأنظار بشخصية مختلفة يسيطر عليها الغموض طوال الفيلم 

◄مشاهد قصيرة لأحمد فهمى وعمرو عبد الجليل وأحمد حلاوة وشيماء سيف ومحمد ثروت تمنح العمل جرعة كوميدية زائدة

بينما كنت أشاهد فيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" للنجم كريم عبد العزيز، تذكرت على الفور فيلمه الأكثر من رائع الذى قدمه منذ عامين وهو فيلم "نادى الرجال السرى"، فهذا الفيلم ترك أثراً طيباً لدى كل من شاهده، لأنه وببساطة شديدة تضمن "توليفة" خاصة جداً لا يعرف سرها إلا كريم عبد العزيز نفسه لدرجة أنه لم يتم ضبطه متورطاً فى أى كلمة خارجة عن حدود الأدب ولم يقدم على الإطلاق أية إيحاءات مرفوضة مجتمعياً قد تفسد متعة المشاهدة بالنسبة للأسرة المصرية .

وكما توقعت فقد فوجئت ومنذ بداية أول مشاهد فيلم "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" أن عناصر الفيلم تكاد تكون متشابهة خاصة أن أهم ٣ من نجوم الفيلم وهم: كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى وبيومى فؤاد هم أنفسهم الثلاثى الأبرز فى الفيلم السابق.. وهنا شعرت بأن مهمتى لن تكون صعبة فى قراءة جماليات الفيلم أو حتى رصد نقاط الضعف فيه، فالثلاثة يشكلون قيمة مضافة للفيلم، فحينما نبدأ بكريم عبد العزيز وهو نجم كبير استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يحافظ على نجوميته سواء فى السينما أو فى التليفزيون فهو لا يزال يعيش أجواء نجاحه منقطع النظير فى رمضان الماضى حيث تألق فى بطولته للمسلسل الرائع "الاختيار ٢" لذا فإن كريم عبد العزيز استطاع ومنذ أول مشاهد الفيلم أن يجبرنا على التركيز فيما يقدمه فقد ظهر فى أولى لقطات الفيلم متقمصاً شخصية غامضة وهو يؤدى دور تاجر مخدرات يدخل فى أحد أوكار تجارة المخدرات ليضع المشاهد فى حيرة، هل هذه هى الشخصية التى سيطل علينا من خلالها كريم عبد العزيز فى الفيلم أم أن هناك شيئاً ما يريد أن يقدمه لنا من خلال هذه الشخصية وهذا الشكل الغريب الذى لم نره عليه من قبل؟ وبالفعل لم تمض دقائق حتى نكتشف أننا أمام خالد المذيع "الشاطر" الذى يجتهد ليقدم لمشاهديه حلقة قوية من داخل وكر لتجارة المخدرات، وبالتالى يحقق نجاحاً باهراً وقبل أن يتركنا مرة ثانية فريسة للتساؤل عن أسباب هذا الظهور اللافت للنظر نكتشف أننا أمام شخص ناجح فى عمله ولكنه فاشل فى علاقته بزوجته ليهيئنا للاستعداد لتقبل ما هو قادم من أحداث فى الفيلم وبكل تأكيد هى أحداث تتسق مع اسم الفيلم الذى حينما نقرأه فإنه يترك انطباعاً قوياً بأننا أمام فيلم يتناول قضية اجتماعية مهمة وهى قضية تفشى ظاهرة الطلاق والأسباب التى تؤدى إلى القيام بتلك الخطوة حتى وإن كانت مليئة بالأحداث الكوميدية التى بكل تأكيد تم توظيفها بشكل ذكى من أجل رسم البسمة على وجوه المشاهدين من ناحية والتخفيف من حدة القضية وتبسيطها أمام المشاهدين من ناحية أخرى .

وبالفعل استطاع النجم كريم عبد العزيز تقديم نفسه لمشاهدى الفيلم بشكل قوى مما جعل مهمته فى توصيل الفكرة أمرا فى غاية السهولة وخاصة فى رسم ملامح العلاقة الفاترة التى تربطه بزوجته التى تجسد شخصيتها النجمة دينا الشربينى وهى شخصية الدكتورة ثريا الببلاوى خبيرة العلاقات الزوجية وهى فى الحقيقة إنسانة فاشلة وبالتالى فإن هذا الفشل ينعكس وبشكل مباشر على بيتها الذى يبدو وبشكل كبير أنه بيت هش وضعيف وقابل للانهيار عند أول منعطف.. وبالفعل نجد زوجها النجم الإعلامى المشهور يلجأ إلى فكرة الطلاق التى يساعده عليها وبكل قوة شقيق زوجته المحامى المتخصص فى الطلاق وهو نموذج وإن كان يبدو فى الفيلم خياليا إلا أنه موجود بالفعل وبكثرة فى الواقع وهذه الشخصية جسدها ببراعة واقتدار النجم ماجد الكدوانى، الذى كعادته دائماً يمنح الادوار التى يقدمها مذاقا مختلفا وهذا المذاق فى حقيقة الأمر لا يمكن أن تجده إلا عند ماجد الكدوانى الذى حينما يمثل فإنه فى لحظات يتحول وكأنه ديناصور تمثيل فيخلط الحوار بالحركة بالإيماءة مما يجعله يمنحنا متعة من نوع خاص وهو ما يمكن أن نقوله أيضاً على النجم بيومى فؤاد الذى كان ظهوره فى الفيلم بمثابة نقطة تحول جذرى فى الأحداث نفسها ، بل إنه تسبب أيضاً فى سرعة وتيرة الأحداث بشكل لو لم نكن أمام نجوم كبار كنا نتوه وسط الكثير والكثير من الأحداث والمشاهد التى قد تكون جزءا من الموضوع إلا أنها لو لم تكن موجودة أصلا ما كان يؤثر ذلك على الموضوع الرئيسى ولكن يبدو أن صناع الفيلم أرادوا إرضاء كافة الأذواق ومحاولة إسعاد المشاهدين بشتى الطرق وخاصة فى تقديم بعض المواقف الكوميدية التى لن تضر بل بالعكس قد تمنح الفيلم قيمة مضافة فوجدنا هذا الكم الهائل من المواقف الكوميدية التى لم يقتصر تقديمها من خلال الأبطال الأساسيين للفيلم كريم عبد العزيز ودينا الشربينى وماجد الكدوانى وبيومى فؤاد.. فقد كانت لفتة فى غاية الذكاء اختيار بعض الفنانين فى ظهور خاص من بينهم شيكو الذى كان لظهوره فى بداية الفيلم دور كبير على إضفاء روح الكوميديا وخطف المشاهد إلى هذه المنطقة فقد قدم شيكو شخصية تاجر المخدرات بشكل كوميدى جعل أصوات الضحك تملأ صالة العرض منذ بداية الفيلم وبالطبع كان لكريم عبد العزيز دور أساسى فى هذه الكوميديا التى تلاقت مع الروح المرحة التى يتمتع بها شيكو فى جميع أدواره، ثم نجد مشهدا آخر يتضمن ظهورا سريعا لشيماء سيف التى أدت دور الزوجة التى قتلت زوجها ففى أثناء ذهابها لتنفيذ حكم الإعدام يجرى معها كريم عبد العزيز لقاء تليفزيونيا فنفاجأ بهذا الكم من الضحك من جانب المشاهدين فشيماء سيف قدمت نموذجاً مختلفاً من الكوميديا، وحينما نتحدث عن الكوميديا فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نغفل الدور الذى قدمه الفنان الكوميدى محمد ثروت فهو فنان موهوب ومعجون بماء الكوميديا لذا فجميع المشاهد التى ظهر فيها كانت بمثابة جرعة زائدة من الكوميديا والضحك المتواصل على الرغم من أن المشهد يكاد يكون مكرراً وهو أنه يقوم فى كل مرة يظهر فيها بالزواج من امرأة مختلفة حتى وصل عدد زوجاته ٢٤ زوجة ولكن الجميل فى هذا الأمر أن كل مشهد يأتى به محمد ثروت بشكل مختلف ففى مرة يتزوج من فتاة فى حارة شعبية ومرة أخرى نجده يتزوج فى الصعيد ومرة ثالثة يقيم حفل زفافه فى "منطاد" يطير  فى السماء على النيل وكلها مشاهد قصيرة لا تتعدى بضع دقائق إلا أنها فى كل مرة تمنح الفيلم جرعة من الكوميديا النظيفة.

وعلى ذكر المشاهد القصيرة فهناك ظهور متميز وإن كان قصيراً جدا للفنان أحمد حلاوة الذى جسد شخصية والد كريم عبد العزيز وأيضاً الظهور الخاص للنجم أحمد فهمى الذى قدم شخصية تاجر آثار من المافيا والنجم عمرو عبد الجليل الذى قدم دوراً قصيراً ولكنه مهم جداً من أجل خلق مساحات أوسع لتحرك كريم عبد العزيز ودينا الشربينى فى مناطق أخرى بعيداً عن القاهرة فنجد الفيلم يتجه إلى الصعيد من خلال  العديد من المواقف الكوميدية المضحكة حتى وإن كانت غير منطقية إلا أنها فى مجملها منحت للفيلم مناخا مختلفا ولكنه فى نفس سياق الأحداث التى تغوص فى أسباب الخلافات الزوجية.

ولفت نظرى أنه منذ بداية الفيلم أشعر بأن هناك توترا فى العلاقة بين الشخصيتين اللتين يجسدهما كريم عبد العزيز ودينا الشربينى، رغم أنهما متزوجان منذ أكثر من 3 سنوات لكن الملاحظ أن المخرج أحمد الجندى والمؤلف أيمن وتار لم يلقيا الضوء على طبيعة هذه العلاقة بينهما وأسباب توترها فالإعلامى خالد "كريم عبد العزيز" يتسرب داخله رغبة فى الطلاق ونفس الحال يحدث مع زوجته ثريا "دينا الشربينى" التى ترغب فى الطلاق أيضا لكنها تخشى على نجوميتها أمام معارفها وأصدقائها حيث إنها معروف عنها أنها من أشد أعداء الطلاق، ولكن تتغير الأجواء حينما يتم إتلاف النظام الخاص بكل مواثيق وعقود الزواج فى مصر فتصبح كل الزيجات غير صحيحة ويعيش الناس حالة من "الطلاق الجماعى" وذلك بالطبع فى شكل كوميدى حتى آخر مشهد فى الفيلم ، لنصبح أمام قضية اجتماعية شديدة الأهمية .

وفى تقديرى الشخصى فإن آخر مشهد فى الفيلم يضع أيدينا على المشكلة والحل أيضاً.