تثبت مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أنها دائما على قدر الأزمات فبالتوازى مع جهود مكافحة انتشار فيروس ك

كورونا,فيروس كورونا,مصر,الصحة,الأدوية,لقاح,يوم,الأولى,الأرض,وزارة الصحة,الصين,العالم,إفريقيا,السيسى,وزيرة الصحة,مبادرة

الثلاثاء 14 مايو 2024 - 02:16
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

هزيمة "كورونا".. مصر تبدأ تصنيع اللقاح محليًا داخل مصانع "فاكسيرا".. ضخ مليونى جرعة من لقاح "سينوفاك" الصينى على مستوى محافظات الجمهورية خلال شهرين

الشورى

تثبت مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أنها دائما على قدر الأزمات، فبالتوازى مع جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد والتعامل الاحترافى مع الفيروس فى موجاته الثلاث، تتسارع جهود الدولة لتوفير أكبر كمية من اللقاحات المعتمدة لتطعيم المواطنين، وليس هذا فقط بل إن مصر بدأت بالفعل خطوات تصنيع اللقاح محليا لتكون الدولة الأولى على مستوى القارة الإفريقية والمنطقة العربية التى تقدم على هذه الخطوة الجبارة.

وبدأت هذه الخطوة بعد أن شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مراسم التوقيع "عن بعد" لاتفاقيتين بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، وشركة سينوفاك الصينية للمستحضرات الحيوية. الاتفاقية الأولى تختص بتكنولوجيا التصنيع للقاح كوفيد 19، حيث تمنح شركة سينوفاك الصينية بموجبها لشركة فاكسيرا ترخيصًا محدودًا لاستخدام تكنولوجيا التصنيع، والمعرفة الفنية، بغرض تصنيع المنتج النهائى المحلى للقاح كوفيد 19، فى أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا داخل مصر، على النحو المحدد فى اتفاقية التصنيع المحلية، باستخدام المنتج الجاهز للقاح كوفيد 19 المقدم من شركة سينوفاك الصينية. كما نصت هذه الاتفاقية على أن تقدم شركة سينوفاك الصينية لشركة فاكسيرا كافة المعلومات التقنية المتعلقة بلقاح كوفيد 19، وتقديم المساعدة الفنية، بما فى ذلك فحص أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا، وتصنيع المنتج النهائى المحلى باستخدام المنتج الجاهز الذى توفره شركة سينوفاك، إلى جانب اختبار المنتج النهائى المحلى، وطرق التصنيع والعمليات التقنية المستخدمة، وكذا المعدات أو الأدوات أو الآلات والإصلاح وصيانة مرافق التصنيع الخاصة بفاكسيرا، فضلًا عن إدارة الجودة ومراقبة الجودة. أما الاتفاقية الثانية فتتعلق بالتصنيع المحلى للقاح كوفيد 19، وتنص على منح شركة سينوفاك الصينية تصريحًا لشركة فاكسيرا لإعادة التعبئة، والتعبئة، وتصنيع المنتج النهائى المحلى للقاح كوفيد 19 فى المنشآت الخاصة بشركة فاكسيرا، مع حصول فاكسيرا على الموافقات التنظيمية، وتكنولوجيا التصنيع والمعرفة الفنية، لاستخدام المنتج الجاهز للتعبئة الذى توفره شركة سينوفاك، من جانب شركة فاكسيرا.

ونصت الاتفاقية على قيام فاكسيرا بتجهيز منشآتها الحالية، أو إنشاء وبناء وتجهيز مرافق جديدة لتكون بمثابة منشآت التصنيع، مع إنشاء نظام فعال لإدارة الجودة لكل خطوة من خطوات وأنشطة الإنتاج، وتمكينها من تلبية متطلبات ومواصفات ومعايير إجراءات التشغيل الخاصة بشركة سينوفاك الصينية، التى ستقدم من جانبها الدعم الفنى والمساعدة لفاكسيرا على بناء وتجهيز مرافق التصنيع لتلبية المعايير المطلوبة. كما نص الاتفاق على استعداد شركة سينوفاك، بناء على طلب شركة فاكسيرا، لتوفير التدريب اللازم لموظفى فاكسيرا فى منشآت التصنيع بمصر، أو فى منشآتها الخاصة فى بكين، فيما يتعلق بعمليات التعبئة والتغليف النهائية، ومراقبة الجودة النهائية. أعقب ذلك استلام مصر الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح "سينوفاك" الصينى بمصر، بإجمالى ١٤٠٠ لتر تكفى لتصنيع حوالى مليونى جرعة من اللقاحات، حيث أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، البدء الفورى فى تصنيع لقاحات "سينوفاك" بمصانع "فاكسيرا" على أن يتم ضخ مليونى جرعة من اللقاح فى مراكز اللقاحات على مستوى محافظات الجمهورية خلال شهرين، مشيرة إلى أنه من المقرر تصنيع 40 مليون جرعة من اللقاح بالتزامن مع استلام مزيد من شحنات المواد الخام خلال الفترة المقبلة.  وأضافت الوزيرة أن عملية تصنيع اللقاحات تمر بأكثر من مرحلة، بدايةً من إجراء اختبارات لتحليل المواد الخام فى المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، ثم مرحلة التعبئة ثم مرحلة دراسات الجودة ، مضيفة أن خطوة تصنيع لقاحات فيروس كورونا فى مصر هى خطوة تاريخية، لتصبح مصر من أوائل الدول فى القارة الإفريقية التى تبدأ فى تصنيع لقاحات فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه سوف يتم تصدير الفائض من اللقاحات إلى الدول الإفريقية بعد تغطية الاحتياج المحلى.

وكشفت أن الاتفاقية الموقعة بين الجانب المصرى والصينى فى مجال اللقاحات تتضمن نقل تكنولوجيا الإنتاج والتصنيع لتمكين مصر مستقبلاً من إنتاج المواد الخام فى مصر، حيث تسعى الدولة لأن تصبح عملية إنتاج لقاحات فيروس كورونا مصرية 100٪. وأكدت الوزيرة مبادرة مصر للتعاون مع الشركات الصينية لنقل تكنولوجيا تصنيع المواد الخام من الأدوية فى مصر، حيث إنه من ٧٠ : ١٠٠ ٪ من المواد الخام الخاصة بأدوية العالم توجد فى كل من دولتى الصين والهند، مشيرة إلى حرص مصر على تصنيع لقاحات فيروس كورونا ونقل تكنولوجيا التصنيع لتغطية الاحتياجات من اللقاحات خاصة مع تحورات الفيروس وعدم معرفة موعد انتهاء الوباء عالميًا. ولفتت الوزيرة إلى أن الدولة فى صدد الانتهاء من إعداد المصنع الثانى لـ "فاكسيرا" بمدينة السادس من أكتوبر للتوسع فى إنتاج اللقاحات، مشيرة إلى أنه من المقرر التعاقد مع عدد من الشركات العالمية المعنية بتصنيع المواد الخام للقاحات، حرصاً على تنوع مصادر الإنتاج.  وأكدت الاهتمام الكبير والدعم اللا محدود الذى توليه القيادة السياسية لتصنيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لتصبح مصر مركزًا لتصنيع اللقاحات للدول الإفريقية، بعد تغطية الاحتياج المحلى، حيث إن شركة "فاكسيرا" ستصبح المصنع الرئيسى لشركة "سينوفاك" الصينية فى إفريقيا. وأشارت الوزيرة إلى أنه من المقرر استلام مليون و900 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة "استرازينيكا"، كدفعة ثالثة ضمن اتفاقية "كوفاكس" بالتعاون مع التحالف الدولى للأمصال واللقاحات (GAVI)، ومنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن استلام مليون جرعة من لقاح "سينوفاك" الصينى، وذلك خلال شهر يونيو المقبل، مشيرة إلى أن مصر استلمت حتى الآن 3 ملايين جرعة من لقاح "سينوفارم" الصينى من بينها مليون ونصف جرعة مقدمة كـهدية من دولة الصين، على أن يستمر استلام مزيد من اللقاحات تباعاً خلال الفترة القادمة.

وفى سياق متصل، وصل وفد الخبراء الصينيين لشركة "سينوفاك" إلى مصر حيث سيستمر فى عمله لمدة قد تصل إلى 3 أسابيع لحين الانتهاء من إنتاج أول دفعة من لقاح "سينوفاك"، التى تقدر بمليونى جرعة من جانبه، أكد الدكتور تامر عصام، رئيس هيئة الدواء المصرية، أهمية التعاون المثمر مع وفد الخبراء الصينيين للاستفادة من خبراتهم للوصول إلى أفضل مستوى فى مجال إنتاج اللقاحات، موجهًا الشكر للدكتورة هالة زايد، لجهودها المبذولة وتعاونها الدائم مع الجانب الصينى والذى نتج عنه اتخاذ مصر هذه الخطوة التاريخية فى تصنيع اللقاحات. وأكدت الدكتورة هبة والى، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا)، أن بدء تصنيع لقاح فيروس كورونا يعد تحولاً تاريخيًا وبصمة كبيرة للشركة منذ إنشائها فى عام 1972، واستعادة دورها الريادى فى المنطقة وإفريقيا، مؤكدة استعداد العاملين بالشركة لبذل قصارى جهدهم لإتمام هذه المهمة الوطنية بنجاح. وقال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن بدء تصنيع اللقاح الصينى فى مصنع «فاكسيرا» المصرى يحقق العدالة ويتيح الفرص أمام جميع فئات الشعب على اختلاف مراحلهم العمرية لأخذ اللقاح والبقاء فى أمان من فيروس كورونا المستجد. وأضاف أن مصر بإمكانها أن تصبح مركزًا عالميًا فى مجال تصنيع اللقاحات، بشهادة الجانب الصينى الذى جاء إلى مصر ليتعرف على إمكانيات مصنع «فاكسيرا» قبل منحه حق تصنيع اللقاح، موضحا أن الشركات الصينية تأكدت أن الإمكانيات المصرية قادرة على إنتاج اللقاح  بنفس الجودة، وأن المصنع جاهز تمامًا للبدء فى العمل. ورأى أن المصنع المصرى سيسهم فى خفض سعر اللقاح، بعد تصنيعه محليًا، ما يزيد من جرعات اللقاح المنتجة والمطروحة أمام جميع فئات الشعب، مشيرا إلى أنه بعد فترة من العمل والإنتاج المستمر يمكن لمصر البدء فى تصدير اللقاحات المتعددة إلى الدول المجاورة.

وذكر أن مصر ستكون البوابة الأولى لإفريقيا فى مجال تصنيع وتصدير اللقاحات، وستكون المركز الإقليمى للتوزيع، مشددا على أن الريادة المصرية فى مجال تصنيع اللقاحات ستساهم فى تدعيم العلاقات المصرية- الإفريقية. وأكد أن الفيروس لن يختفى بين يوم وليلة، وسيستمر على كوكب الأرض لفترة ليست بالقصيرة، ولهذا توجب على وزارة الصحة المصرية استباق الأحداث والعمل مع الجانب الصينى لمنع حدوث أى كوارث صحية مستقبلية.  وقال إن وزارة الصحة والحكومة المصرية كانتا تتواصلان مع الجانب الصينى منذ أكثر من عام، ويتعاونان معًا فى مجال التجارب السريرية، وبدأ التعاون بينهما يزداد وتوطدت العلاقات، خاصة أنهما يعملان بنفس الطريقة وهى محاولة استباق الأحداث وعدم انتظار وقوع عدد كبير من الضحايا.  وأضاف: «نتيجة لهذا التعاون المثمر، وثقت الشركات الصينية فى مصنع فاكسيرا المصرى، وأعطته حق التصنيع للقاح سينوفاك، ما سيفتح المجال للدول الأخرى منتجة اللقاحات للوثوق فى مصر أيضًا، ومنحها المزيد من حقوق تصنيع اللقاحات المنتجة فى كل بلدان العالم.

وأشار إلى أن «العالم الذى يزيد تعداده على 7 مليارات نسمة لن تغطيه الشركات الصينية أو الأمريكية وحدها، وإنما تحتاج هذه الشركات العملاقة إلى فروع موثوق بها داخل كل بلد، حتى تتمكن من إنتاج جرعات تغطى بها كل مواطنى العالم، خاصة بالنظر لإمكانيات القارة الإفريقية البسيطة التى ستعتمد فى أغلب بلدانها على اللقاح المصنع فى مصر». وتابع: «هذه الفوائد الاقتصادية التى تعود على مصر من تصنيع وتصدير اللقاح ستعود بالنفع بالتبعية على كل المواطنين، وليس هذا فقط، وإنما ستقضى على قوائم انتظار تلقى اللقاح، بعدما أخذ أكثر من مليون مواطن مصرى اللقاح، وسجل مليونان آخران للتطعيم به».