تحذير المجلس الأعلى للإعلام جاء فى الوقت المناسب.. فهل تستجيب القنواتظهور النجوم الكبار فى الإعلانات سلاح ذ

سلاح,رامز جلال,الداخلية,حماية,شهر رمضان,الشرقية,الجمهور,قانون,الإعلام,التنمر,رمضان

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب عن:  "كابوس" الإعلانات والبرامج المستفزة

محمد فودة يكتب عن: "كابوس" الإعلانات والبرامج المستفزة

◄تحذير المجلس الأعلى للإعلام جاء فى الوقت المناسب.. فهل تستجيب القنوات؟

◄ظهور النجوم الكبار فى الإعلانات سلاح ذو حدين ويقلل جماهيريتهم

◄الإعلانات الكثيرة وسط الأعمال الدرامية والبرامج تؤثر على تركيز المشاهدين وتفسد المتابعة

◄إعلانات جمع التبرعات تحولت إلى "مولد وصاحبه غايب" وساحة للتسول 

◄محتوى إعلانات الملابس الداخلية يتضمن ألفاظا خارجة وتتنافى مع روحانيات رمضان

حينما يزداد الشيء عن حده فإنه ينقلب إلى ضده.. تذكرت هذه الحكمة الشهيرة وأنا أتابع هذا الكم الهائل من الإعلانات التى تكتظ بها شاشات الفضائيات على هذا النحو المستفز وبهذه الطريقة المثيرة للدهشة وهو فى تقديرى أمر يتطلب وقفة حاسمة وحازمة خاصة بعد أن تحولت تلك الإعلانات، وهى بهذا الكم الكبير، إلى مصدر أساسى لإفساد متعة مشاهدة الأعمال الدرامية، فقد بلغ الأمر فى بعض الإعلانات أنها تأخذ مساحة أثناء عرض المسلسل تفوق نسبة عرض الأحداث نفسها مما يجعل المشاهد فى كثير من الأحيان ينسى ما شاهده فيجد نفسه عند استئناف المسلسل أنه وكأنه يشاهد عملاً آخر فقد تاه منه السياق الدرامى للأحداث وسط زحمة الإعلانات وتنوعها على هذا النحو الذى لا أجد تعبيراً أدق من أن الإعلانات قد أصبحت بالفعل (سمك لبن تمر هندى) فبعيداً عن إعلانات شركات المحمول نجد إعلانات كسب تعاطف الناس من أجل التبرع لهذه الجهة أو تلك وهو ما يمكن أن نطلق عليه أنه نوع من أنواع (التسول) وبعيداً عن هذا وذاك نجد أيضاً إعلانات الملابس الداخلية الأكثر استفزازاً.

خطوة مهمة لـ"الأعلى لتنظيم الإعلام"

 

حتى نضع المسألة فى حجمها الحقيقى فإننى أرى أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد أحسن صنعاً بتأكيده على ضرورة التزام القنوات بضبط فترات الإعلانات التى تذاع أثناء المسلسلات، والتوقف عن الإسراف والتطويل الذى يفسد حق الجمهور فى المشاهدة والاستمتاع بالأعمال الدرامية، فقد أشار المجلس فى بيان له إلى أنه سيضطر للتدخل حماية للمشاهدين إذا لم تلتزم القنوات من تلقاء نفسها بتقليص المساحات الإعلانية، وذلك بعد أن تلقى شكاوى كثيرة بشأن عدم تنظيم الإعلانات واعتدائها على حق الجمهور، ودخول كل القنوات فى ماراثون إعلانى لا يخدم الأعمال الدرامية ولا الهدف من إنتاجها.

وأعتقد أن هذا التصرف من جانب المجلس الذى يرأسه الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر يترجم على أرض الواقع ما نصت عليه المادة 70 من قانون المجلس رقم 180 لسنة 2018، التى تعطى المجلس الحق فى تحديد حد أقصى للمادة الإعلانية إلى المادة الإعلامية والصحفية فى جميع وسائل الإعلام والصحف، ومن جانب آخر تقوم لجنة الرصد بالمجلس بمشاهدة ومتابعة ورصد الأعمال الدرامية المعروضة فى ضوء الأكواد الإعلامية التى أصدرها للحفاظ على الهوية وتماسك الأسرة المصرية، والابتعاد عن أى صور تشوه الأسرة والمرأة والطفولة والعنف سواء اللفظى أو الجسدى، وأن تكون الأعمال الدرامية المقدمة ذات تأثير إيجابى يحترم الهوية المصرية والقيم المتعارف عليها.

 

استفزازات رامز جلال

 

على ذكر كلمة الاستفزاز فإننى لا أجد أسوأ ولا أردأ من برنامج رامز جلال ليكون عنواناً حقيقياً للاستفزاز كما يجب أن يكون فحتى اسم البرنامج ( رامز عقله طار) يجسد وبكل وضوح التفاهة التى تتسم بها تلك النوعية من برامج رامز الذى يبدو أنه يعكس على الشاشة طبيعة شخصيته المثيرة للجدل ففى كل عام يحاول بشتى الطرق أن يكون أكثر سوءا من العام السابق وها هو كل ليلة يكرر نفس الحماقات ونفس محاولات التنمر بضيوفه الذين أوقعهم حظهم العثر تحت يده فنجده يتفنن فى إطلاق الإفيهات التافهة التى يسعى من خلالها نحو إظهار نفسه بأنه خفيف الظل وهو فى حقيقة الأمر مجرد مؤدٍ ضعيف لا يمتلك أية مقومات تؤهله لأن يكون نجماً حتى حينما خاض تجربة التمثيل فقد كان مجرد ممثل متواضع يعتمد فقط على بعض الحركات البهلوانية وكأنه مهرج فى سيرك.

لذا فإننى أرى أن مجرد عرض هذا البرنامج ما هو إلا استمرار لخطة قناة (إم بى سى) التى تنتهجها منذ عدة سنوات لنشر الأعمال الهابطة والسطحية وهو ما يتطلب أن تبادر الجهات المعنية بالتصدى لهذا النوع من البرامج المحشوة بالإسفاف والهبوط.

 

ماراثون النجوم

وهناك مسألة فى منتهى الخطورة تتعلق بمشاركة النجوم الكبار فى الإعلانات وتكمن خطورة هذا الأمر  فى أن بعض هؤلاء النجوم تعرض لهم بالفعل أعمال درامية فى السباق الرمضانى ففى هذه الحالة أرى أن ظهور النجم فى إعلان مهما كان نوعه فإنه سوف يتسبب بشكل لافت للنظر فى التقليل من أهمية وقيمة العمل الدرامى الذى يقدمه وهو ما يجعلنى أتساءل: هل من حق هذا النجم أو ذاك أن يفعل ذلك فى نفسه وفى جمهوره حتى ولو كان المقابل المالى كبيراً؟

أعتقد أن النجم الحقيقى هو الذى يضع نصب عينيه فقط اسمه وجمهوره وتاريخه بعيداً عن الاعتبارات المالية، وهو ما يجعلنا نترحم على أيام النجوم الكبار الذين أفنوا حياتهم من أجل تقديم فن جميل مازال يعيش بيننا حتى الآن على الرغم من أنهم لم ينالوا ما يستحقونه من المال فهذا الجيل لم يكن يضع فى اعتباراته إلا تقديم فن جميل أمتعنا وما زال يمتعنا.

 

إعلانات التسول   لفت انتباهى أيضاً هذا الكم الهائل من الإعلانات التى تدعو الناس للتبرع للمستشفيات والجمعيات الخيرية بأساليب وبأشكال أقل ما يمكن أن توصف بها أنه نوع رخيص من أنواع التسول، فكيف يسمح القائمون على هذه الإعلانات لأنفسهم باستغلال أوجاع وآلام الناس على هذا النحو؟ وكيف تسمح القنوات بعرض هذه النوعية من الإعلانات حتى ولو كانت تدر دخلاً كبيراً؟.. فالغالبية العظمى من هذه الإعلانات ما هى إلا نوع من المتاجرة بمشاكل الناس وأوجاعهم ومعاناتهم، والأمر الذى يدعو للتساؤل والذى يترتب عليه علامات استفهام كبيرة هو: لماذا هذا الكم الهائل من إعلانات دعوة الناس للتبرع لا نراه إلا فى شهر رمضان؟.. هل لأنها فرصة ذهبية لأصحاب هذه الإعلانات للفت نظر المشاهدين نحو التبرع لهم فى ظل تلك الأجواء الروحانية والرغبة فى عمل الخير؟.. أليس هذا معناه أن تلك المسألة مجرد نوع من أنواع المتاجرة بروحانيات شهر رمضان؟

لذا فإننى أرى أنه يجب على المشاهدين لمثل هذه الإعلانات عدم تصديقها وعدم التأثر بها وأن يوجهوا تبرعاتهم للجهات التى يرون أنها تستحق بالفعل حتى وإن كانت لا تعلن عن حاجتها للتبرع فمن يستحقون هذا التبرع هم الذين لا يستجدون الناس ولا يتسولون على هذا النحو من الإعلانات سيئة السمعة.

سباق الملابس الداخلية   واللافت للنظر أيضاً فى الإعلانات التى يتم بثها وبشكل مكثف خلال شهر رمضان تلك الإعلانات التى تتناول أنواع الملابس الداخلية وهى تقليعة تعتمد عليها هذه الشركة أو تلك فى شهر رمضان من كل عام ولا أدرى ما سر ارتباط هذا النوع من الإعلانات بشهر رمضان خاصة أنها فى كثير من الأحيان تتضمن ألفاظاً وعبارات خادشة للحياء وحركات مستفزة لا تليق بحرمة شهر رمضان الذى عظمه الله عز وجل وكرمه دون سائر شهور العام.

أعتقد أن حرص هذه الشركات على تحقيق الشهرة هو الدافع الأساسى خاصة أن نسبة مشاهدة القنوات التليفزيونية تكون فى أعلى معدلاتها فى شهر رمضان وبالتالى تضمن وصول منتجها إلى كل بيت فتحقق الشهرة والانتشار الأمر الذى يستوجب أن تبادر القنوات بتقليل عرض هذا النوع من الإعلانات حتى تحترم مشاهديها وتعطى للشهر الكريم حق قدره من التعظيم باستبعاد الإعلانات المسيئة التى تتنافى مع القيم والتقاليد الشرقية الأصيلة.