القارة العجوز تعيش حالة غضب شديد ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية سيظل شبح الإرهاب يهدد أمن واستقرار الع

حماية,اليوم,حقوق الإنسان,العالم,جماعة الإخوان,الحكومة,فرنسا,البرلمان,باريس,ياسمين الكاشف,ياسمين الكاشف تكتب,بريطانيا,قانون

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  أوروبا تنتفض وتعلن الحرب على "الإسلام السياسى"

د. ياسمين الكاشف تكتب: أوروبا تنتفض وتعلن الحرب على "الإسلام السياسى"

"القارة العجوز" تعيش حالة غضب شديد ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية      

سيظل شبح الإرهاب يهدد أمن واستقرار العالم ما لم تكن هناك صحوة دولية ووقفة حقيقية فى وجه هذا الخطر الذى يتخفى خلف عدة مسميات أهمها وأبرزها على الإطلاق "الإسلام السياسى" المنتشر فى أوروبا والذى ظل يحظى بدعم ورعاية الحكومات فى تلك الدول تحت ستار حرية التعبير وحرية العقيدة.

ولأن هذا الإرهاب لا دين له ولا وطن فقد انقلب قادة هذا الفكر المسموم على الدول التى آوتهم ومنحتهم العيش بحرية تامة وبحقوق تصل إلى نفس حقوق مواطنيها، لذا فإنه كان ضروريا أن تنتفض تلك الدول وتتخذ خطوات إيجابية لمواجهة خطر هذه التيارات المتطرفة التى تمارس أعمالها الإرهابية على تلك الدول التى تعيش بها أيضاً فقد شاهدنا خلال الفترة الأخيرة عدة عمليات إرهابية فى بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وسويسرا .

الأمر الذى جعلنى أتوقف بتركيز واهتمام شديد أمام تلك التحركات القوية التى تتم الآن داخل البرلمان السويسرى ضد الإخوان والجماعات المتطرفة بصفة عامة، فى أعقاب تزايد خطر الإرهاب والتطرف الذى أصبح يسير بشكل متصاعد فى أوروبا على وجه الخصوص خاصة فى ظل مشروع قانون التطرف الذى قدمه النائب البارز لورنزو كوادرى، فى ديسمبر الماضى وتناقشه حاليا لجنة العدل فى البرلمان، متضمناً إدخال جريمة جنائية جديدة تحت اسم "الإسلام السياسى" وذلك من أجل حماية الأمن الداخلى، وحظر الجمعيات التى تتبنى هذه الأيديولوجية وإغلاق مكاتبها ومراكزها الثقافية فى سويسرا.

وجاء فى بنود المشروع أن الحكومة السويسرية تريد إدخال جريمة جنائية جديدة هى الإسلام السياسى، وهى أيديولوجية كانت وماتزال سبباً فى تمهيد الطريق إلى الإرهاب، ويهدف التشريع إلى حظر وإغلاق الجمعيات والمساجد والمراكز الثقافية التى تنشر وتروج لأفكار جماعات الإسلامى السياسى، كما يطالب بطرد الأشخاص ذوى الأصول الأجنبية الذين ينشرون هذه الأيديولوجية فى سويسرا، ولفت مشروع القانون إلى أن سويسرا لم تعد قادرة على التظاهر بأنها جزيرة منعزلة ففى شهرين وقع هجومان إرهابيان فى مورجيش ولوغانو فى البلاد استناداً إلى أن الأدوات القانونية المتوفرة فى سويسرا اليوم لمكافحة التطرف، غير كافية حيث يشكل التطرف تهديداً لا يمكن إنكاره على الأمن الداخلى لسويسرا، لذلك يجب حظر هذه الأيديولوجية، وحظر الجمعيات التى تنشرها، وإغلاق مقارها ومراكزها الثقافية أيضا وجاء فى مشروع القانون أيضاً أنه يجب طرد الأشخاص ذوى الأصول الأجنبية الذين يقومون بنشر هذه الأيديولوجية فى سويسرا.

ولم تتوقف صحوة سويسرا ضد الجماعات الإرهابية عند هذا الحد، إذ قدم النائب والتر ووبمان أخيرا استجوابا حول التمويل الخارجى لجمعيات والمراكز الثقافية للإخوان ، فيما قدم النائبان دوريس فيالا، وروث هوبمل مقترحات لمعالجة هذه المشكلة أهمها حظر التمويل الخارجى للجمعيات والمساجد، وقال موقع "بلو نيوز" السويسرى فى نوفمبر الماضى إن الحكومة السويسرية تتعرض لضغوط كبيرة يمكن أن تدفعها لاتخاذ إجراءات قوية ضد الإخوان، ونقل الموقع عن الناشطة السويسرية فى مجال حقوق الإنسان والخبيرة فى الإسلام السياسى، سعيدة كيلر مساهلى، دعوتها لحظر منظمات مثل جماعة الإخوان فى سويسرا.

وأوضحت "مساهلى" أنه "على الحكومة أن تتحرك سريعًا عبر إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية وحظرها فى هذا البلد"، فيما كشفت صحيفة "زيورخر أونترلندر" السويسرية عن أن الحكومة السويسرية بصدد اتخاذ إجراءات أكثر قوة لمكافحة التطرف وجماعة الإخوان بصفة عامة، ومما سبق فإنه يبدو ظاهراً للعيان أن سيل الإرهاب قد بلغ الى أعلى مستوياته فى أوروبا، بعد توالى الضربات الإرهابية على أراضيها باسم الإسلام السياسى، واللافت للنظر أن هذه المعركة بادرت العاصمة الفرنسية باريس لقيادتها ثم توالت الدول واحدة تلو الأخرى تحذو حذو فرنسا فى وقت وصلت فيه القارة العجوز لمفترق طرق حاسم ومصيرى كما يرى ذلك عدد من الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال شديد الأهمية حيث فرض موضوع تجذر المجموعات الإرهابية فى أوروبا نفسه من جديد على جدول أعمال عواصم التكتل القارى. 

وهكذا وضعت أجهزة الشرطة والاستخبارات نفسها فى حال تأهب مستمر نظراً لما يتمتع به تنظيما "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" من قدرات فائقة على إعادة تنظيم نفسيهما من جديد ، فقد دفعت أوروبا ثمنا باهظاً لاحتضانها هذه التيارات وهو ما تمثل فى سلسلة من الاعتداءات الإرهابية هزت أوروبا كلها خلال السنوات الأخيرة، ولمن لا يعرف حقيقة هذا الأمر فإن "الإسلام السياسى" هو مصطلح يتم استخدامه للتعبير عن جميع التيارات الأيديولوجية والسياسية التى تهدف إلى إقامة دولة (خلافة) تقوم على مبادئ الإسلام، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى المجتمع.

واليوم اختلف هذا الأمر تماماً وأصبح هذا "الإسلام السياسى" يستعمل فى الغالب كمرادف  للإرهاب والعنف والتطرف والمفارقة هى أن مفهوم الإسلام السياسى نشأ فى السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين لتوصيف ظاهرة عودة الدين إلى المجال السياسى وذلك فى إطار الدعوة إلى العودة للشريعة وإقامة دولة إسلامية، وكما يقال فقد انقلب السحر على الساحر وتحولت هذه الجماعات نفسها إلى صداع يرهق أوروبا بالكامل لتذوق تلك الدول مرارة هذا الأخطبوط القاتل الذى منحوه كافة أشكال الدعم والرعاية .