من بين المبادرات الكثيرة التى أطلقها الرئيس كانت مبادرة حياة كريمة التى جنى المصريون ثمار مرحلتها الأولى

كورونا,رئيس الوزراء,المساجد,التعليم,الصحة,فيروس,وزير التنمية المحلية,فرص عمل,يوم,السيسى,المواطنين,حياة كريمة,الوزراء,نيفين القباج,مصر,زواج,الحكومة,العشوائيات,محمد فودة,الاعلامى محمد فودة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 17:14
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: "حكومة الفقراء".. المواطنون يعيشون الآن بكرامة فى وطنهم بعد عقود من الإهمال

محمد فودة  الشورى
محمد فودة

من اختار اسم مبادرة "حياة كريمة" يستحق التكريم.. والذين يقومون بتنفيذها يستحقون الإشادة 

الدولة تعمل على تحسين مستوى حياة المواطنين.. فالمصريون يستحقون الحياة التى يحلمون بها 

المشروعات المخصصة للبسطاء "سكان العشوائيات" تعكس ثمار الإصلاح الاقتصادى 

الصحة والتعليم فى صدارة اهتمامات مبادرات الدولة من أجل الفقراء

 

لا يمر يوم دون أن يظهر فى حياتنا شاهد جديد يؤكد أننا نعيش الآن عصر المواطن المصرى، عصر كرامته وعزته وفخره ومجده، فما يريده المواطن المصرى أكثر من أن يكون هو الأولوية الأولى لدى حكومة بلاده، وهو ما يحدث بالفعل من خلال المبادرات الكثيرة التى يتم إطلاقها بشكل مستمر ودون انقطاع وتستهدف هذا المواطن فى المقام الأول، لسنوات طويلة كان المواطن المصرى يشعر أنه غريب فى وطنه، وهو ما كان يجعله يعانى بشدة، بل كان هذا المواطن لا يشعر بانتماء حقيقى لوطنه، إذ أنه لم يكن يحصل على أقل حقوقه التى كفلها له القانون، بل كان يرى من لا يستحقون يحصلون على كل شيء بينما هو لا يحصل على أى شيء.

حالة الاغتراب التى كان يعيشها المواطن هى التى جعلتنا نواجه كثيرا من المشكلات على رأسها الإرهاب، فكثير من الشباب كانوا يعانون معاناة شديدة، وهو ما كان يجعلهم يلقون بأنفسهم فى أحضان الجماعات الإرهابية التى كانت تعوضهم عما ينقصهم، فيتحول ولاؤهم من الوطن إلى هذه الجماعات التى كانت تستخدمهم ضد وطنهم، وهو ما رأيناه وشهدنا عليه ولا نحتاج لأحد كى يدلنا عليه، بعد ثورة ٣٠ يونيو وعندما اختار الشعب طريقه وهتف من أجل أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسى هو قائد المرحلة، شعر الناس بالتغيير الكبير، فأمامنا قائد ينظر للمصريين جميعا نظرة مساواة وعدالة، يعمل من أجل الجميع، لكن ولأنه يعرف أن المواطنين المصريين الفقراء عانوا خلال العقود الأخيرة طويلا، فقد قرر أن يعوضهم وذلك من خلال إطلاق مبادرات كثيرة تصب فى مصلحتهم وحدهم.

من بين المبادرات الكثيرة التى أطلقها الرئيس كانت مبادرة "حياة كريمة" التى جنى المصريون ثمار مرحلتها الأولى، وهو ما تضع وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة نيفين القباج أيدينا عليه، فهذه المبادرة فى مرحلتها الأولى استهدفت القرى الأكثر فقرًا، 3.8 مليون أسرة التى تم دعمها ماليًا، منها 16% لذوى الإعاقة و10% للمسنين، و12% للسيدات التى تعول أسرة، سواء أرامل أو تعول أسرة، إلى جانب أطفال الأسر الذين استفادوا من البرنامج  من خلال دفع مصروفات التعليم لهم، ليس علينا إلا أن نتوقف قليلا أمام هذه المبادرة التى يشير اسمها بمضمونها فهى حياة كريمة، ويسعى القائمون عليها إلى توفير حياة كريمة بالفعل للمواطنين المستهدفين منها، والرائع أن هذا يتم دون إشعار المواطنين أن أحداً يتفضل عليهم، فما يحصلون عليه هو حقهم والدولة تمنحهم إياه فقط.

لابد لنا أن نتعرف على البدايات لهذه المبادرة الرائعة، ففى بداية العام 2019 أطلق السيد الرئيس إشارة البدء فى مبادرة حياة كريمة، لتوفير احتياجات الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، فى كل مجالات الخدمية مثل الصحة، والتعليم والسكن، وتم تخصيص 103 مليارات جنيه، لمبادرة حياة كريمة لغير القادرين، وتطوير القرى الأكثر احتياجًا، وتوفير المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية، هدفت المبادرة إلى توفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا، وتشارك منظمات المجتمع المدنى فى تنفيذ المبادرة، وزواج اليتيمات، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة يوميا للمواطنين، وتشمل المبادرة القرى والنجوع الأكثر احتياجًا، ورفع كاهل المعاناة عن الأسر الفقيرة، وتركيب القطع الموفرة للمياه بحنفيات المساجد.

بدأت المبادرة بالمرحلة الأولى من خلال اختيار 277 قرية تتجاوز نسبة الفقر فيها 70%، وتم رصد مبلغ  103 مليارات جنيه للتنفيذ.. والتنسيق مع 16 جمعية أهلية للتنفيذ، وشملت المبادرة الرعاية الصحية، وعمليات جراحية، وصرف أجهزة تعويضية، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القرى والمناطق داخل المبادرة، كما تعمل المبادرة على مساعدة زواج اليتيمات، أما الخدمات التى تقدمها المبادرة، فهى بناء أسقف ورفع كفاءة منازل فى القرى الأكثر احتياجًا، ومد وصلات مياه وصرف صحى للأماكن الأكثر احتياجًا، وتجهيز عرائس وتوفير فرص عمل، وتدريب وتشغيل من خلال مشروعات متناهية الصغر، وتقديم وجبات غذائية للأسر الفقيرة، وتوفير البطاطين والمفروشات لمواجهة برد الشتاء، وإطلاق قوافل طبية للخدمات الصحية، وتنمية الطفولة، ومشروعات لجمع القمامة وإعادة تدويرها.

ولأن المبادرة لم تكن كلاما نظريا ولا إنشائيا فقد لمسنا ثمارها من خلال ما قدمته للناس بالفعل، فقد طورت المبادرة 9 وحدات اجتماعية من إجمالى 18 وحدة اجتماعية مستهدفة، ووحدتين صحيتين، ونفذت 43 قافلة بيطرية و175 قافلة طبية، وأجرت 1060 عملية جراحية عملية، و3920 عملية عيون فيما وفرت 9150 نظارة طبية وتستهدف الوصول إلى 17801 نظارة، وطورت 8 مدارس، وهو ما كانت تخطط للوصول إليه، فيما طورت 10 حضانات وتستهدف تطوير 33 حضانة أخرى.

انتهت المرحلة الأولى من المبادرة لتأتينا المرحلة الثانية على الفور، ففى سبتمبر الماضى أطلق اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة باستثمارات 9.6 مليار جنيه، والتى تستهدف 375 قرية ريفية، فى 14 محافظة، معظمها فى وسط وجنوب صعيد مصر، بنسبة  84% من إجمالى القرى المستهدفة فى المرحلة الثانية ومن المخطط إنهاء العمل فى كافة القرى المستهدفة فى المبادرة والبالغ عددها 1000 قرية بنهاية العام المالى 2023/2024.

العمل جاد ودائم وعندما تبحث عما فعلته هذه المبادرة ولا تزال تفعله سترى أنها تسعى إلى تحسين نوعية الحياة وأسلوب المعيشة، وذلك من خلال توفير سكن كريم، بالإضافة إلى تحسين المؤشرات الصحية للسكان، أما الجمعيات الأهلية فقد سارعت لتنفيذ أنشطة إضافية، لم تكن مخططة ضمن أنشطة المبادرة، وساهمت فى توفير أثاث منزلى، وأجهزة معمرة للمنازل التى يتم تأهيلها، وجمعيات أخرى، وظفت خبرتها فى العمل التنموى داخل القرى المسندة لها.

بعد ذلك حدثت النقلة الكبرى فى هذه المبادرة حيث تم الإعلان عن المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى، وهو المشروع الذى حدثتكم عنه فى مقالى الأسبوع الماضى، وأعود هنا لأؤكد أن ما يحدث فى مصر الآن لم تشهده منذ عقود طويلة، وهناك فارق مهم جداً لابد أن نتوقف عنده، هو أن الدولة المصرية تعمل بكافة أجهزتها ومؤسساتها لإنجاح هذا المشروع، لقد تابعت عن قرب زيارة لجنة متابعة مشروع تطوير قرى الريف المصرى التى ترأستها الدكتورة راندة المنشاوى مساعد أول رئيس الوزراء إلى مركز الوقف بقنا، واستعراض أوضاع ثلاث قرى بها 50 ألف نسمة للوقوف على احتياجات هذه القرى لتحديد أوجه التطوير فيها، وهو ما يجعلنى أطمئن بشدة إلى واقعية هذا المشروع، فهو ليس مشروعا فوقيا يأتى للمواطنين دون أن يعرفوا عنه شيئا، بل سيتم استشارتهم فيما يحتاجون إليه، وهو وجه آخر من وجوه الحياة الكريمة فى العصر الجديد، فالمواطنون جميعا مسئولون وشركاء فى تحديث بلدهم.

لقد عشنا عصرا التفتت فيه الحكومة إلى سكان العشوائيات الذين لم يكن لهم حظ ولا نصيب من الحياة، بل كانوا يعيشون حياة بائسة تماما، فإذا بهم ينتقلون إلى مساكن آدمية تحميهم من خطوب الحياة، وتوفر لأولادهم حياة جديدة تمنحهم أملا فى الحياة، وتضعهم على بداية الطريق السريع إلى المستقبل، وهذا حقهم على الدولة، وللحق فهى لم تتأخر فى الإيفاء به.

لا يمكن أن ننسى العناية الفائقة التى أولتها الدولة لصحة المواطنين من خلال المبادرة الشاملة ١٠٠ مليون صحة، والتى استطاعت مصر من خلالها القضاء على فيروس سى وهو لم يحدث من قبل، جرى هذا دون أن يتكلف الفقراء جنيها واحدا، بل تكلفت الدولة بكل شيء، وهو ما يتكرر الآن فى التطعيم بلقاح كورونا حيث تعهدت الدولة بتوفيره للفقراء، الذين سيحصلون عليه دون أن يكونوا فى حاجة إلى دفع مقابله.

فى كل اتجاه ستجد مشروعا مهماً يستفيد منه فقراء هذا الوطن، ويكفى أن تعرف أن مشروع تكافل وكرامة استطاع أن يحمى ملايين المصريين من الفاقة والحاجة، بل وحصنهم من ذل السؤال، كل هذا يحدث وظروف الدولة الاقتصادية صعبة، لكنها لم تنس أبدًا مواطنيها، وهو ما يجعلنا نثق تماما فى الإدارة المصرية التى لا تدخر جهدا ليعيش المواطنون عصر الكرامة.