د. ياسمين الكاشف تكتب: مدونون عالميون فى زيارة ترويجية 

زيارة المدونين العالميين لمواقع الآثار المصرية تعكس الأمن والاستقرار وتجذب السائح الأجنبى

مشاهير من التشيك وأوكرانيا والمملكة المتحدة ينشرون صورًا أثناء استمتاعهم بالمناطق السياحية

توقفت طويلاً أمام تلك الفكرة غير المسبوقة التى أسفرت عن استقبال مصر خلال الفترة القليلة الماضية مجموعة من مشاهير المدونين من مختلف دول العالم، وخاصة الذين يتمتعون بشعبية هائلة فى بلادهم، حيث يتابعهم ما لا يقل عن نصف مليون متابع لكل منهم بل إن بعضهم يتجاوز هذا الرقم بكثير، وهو ما يمكن أن يعود علينا بالكثير من الجوانب الإيجابية، وبالطبع فى مقدمة تلك الإيجابيات الترويج للسياحة المصرية بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك بمجرد نشر أى من هؤلاء المدونين صورة له على موقع "إنستجرام" وهو يقف فى أى منطقة سياحية أو أثرية من المناطق المصرية التى لا مثيل لها فى أى مكان فى العالم.

ونظراً لاهتمامى بهذا الأمر بشكل شخصى فقد تابعت تلك الزيارات وما رصدته وسائل الإعلام من متابعات مختلفة وتقارير متنوعة فقد كانت من ضمن الزيارات مدونون من التشيك، ففى أولى جولاتهم السياحية لأهم المقاصد السياحية والأثرية فى مصر قاموا خلالها بزيارة منطقة أهرامات الجيزة ومنطقة آثار سقارة وقد شملت هذه الزيارة القيام بجولة داخل هرم زوسر المدرج والسيرابيوم وبعض المقابر الأثرية بالمنطقة منها مقبرتا كاجمنى وميراروكا، كما زاروا خان الخليلى، وذلك ضمن البرنامج السياحى المحدد لهم فى ضوء خطة وزارة السياحة والآثار ممثلة فى هيئة تنشيط السياحة والتى أعدت برنامجاً يتضمن تنظيم عدد من الزيارات التعريفية للمؤثرين والمدونين من دول العالم للترويج للمقاصد السياحية المصرية.

فقد حرص المدونون خلال زيارتهم على التقاط العديد من الصور التذكارية لهم مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المقررة بزيارة المواقع والمتاحف الأثرية فى مصر ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بهم والتى تحظى بأكثر من نصف مليون متابع من مختلف دول العالم، كما حرص على زيارة مصر مجموعة من المدونين من دولة أوكرانيا ممن يتمتعون بنسبة متابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد قام هؤلاء المدونون على مدار يومين بزيارة مدينة الأقصر ضمن رحلات اليوم الواحد وذلك عقب انتهاء زيارتهم لمدينة الغردقة، وقاموا خلال هذه الزيارة بجولة فى معابد الكرنك وطريق الكباش ومعبد الدير البحرى بالبر الغربى، بالإضافة إلى قيامهم برحلة نيلية استمتعوا خلالها بالجو المشمس الدافئ والطبيعة الخلابة لهذه المدينة الساحرة.

وفى نفس السياق تم استقبال اثنين من أهم المدونين والمؤثرين فى المملكة المتحدة، وتم تنظيم زيارات على مدار اليومين الماضيين لهذين المدونين لمنطقة أهرامات الجيزة، ومنطقة سقارة الأثرية، بالإضافة إلى زيارة عدد من معالم القاهرة التاريخية منها قلعة صلاح الدين الأيوبى وجامع محمد على بالقلعة، ومسجد أحمد بن طولون، وكان لافتاً للنظر أن هؤلاء المدونين عبروا عن انبهارهم الشديد بالحضارة المصرية القديمة وإعجاز المصريين القدماء فى بناء الهرم ونحت تمثال أبو الهول، كما أبدوا إعجابهم وانبهارهم بتميز العمارة الإسلامية وطراز الفن الإسلامى وقاموا بنشر صورهم التى التقطوها خلال الزيارة على صفحاتهم التى تحظى بنسبة متابعة عالية جداً.

والحق يقال فإن ما ينجم عن هذه الفكرة من نتائج إيجابية تلقى بظلالها على الترويج للسياحة والآثار المصرية يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن المسوق السياحى لم يترك وسيلة لجذب السائح إلا وتوجه إليها واستغلها وعمل على تطويعها لصالحه بغض النظر عن طبيعة هذه الوسيلة، حتى تلك التى كانت لا تصلح للقطاع السياحى فقد تم بالفعل اقتحامها وتطويعها وتغيير مفرداتها لتتطابق مع معطيات الواقع السياحى الذى نعيشه الآن بالفعل.