اختيار فايد لتولى قيادة تطوير بنك القاهرة لم يكن مجرد اختيار عادى لتغير قيادات بقيادات أخرى.

كورونا,فيروس كورونا,مصر,شبكة,القاهرة,الغاز,تصوير,الحكومة,المالية,المستشار,2020,البورصة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
السيد خيرالله يكتب:  طفرة فايد فى بنك القاهرة تكشفها الأرقام

السيد خيرالله يكتب: طفرة فايد فى بنك القاهرة تكشفها الأرقام

كيف استطاع "حكمدار القطاع المصرفى" تحقيق المعادلة الصعبة فى عامين برغم جائحة كورونا؟

 

بداية ينبغى التنويه إلى أننا نسير نحو مناخ اقتصادى دولى يقوم على الحرية والمبادرة الفردية والمنافسة وتعزيز دور القطاع الخاص وإفساح المجال لقوى السوق لتقوم بدورها فى تخصيص الموارد والانتقال بدور الدولة من دور المشارك فى العملية الاقتصادية إلى دور المنظم لها .

وفى الوقت الذى يتراجع فيه دور البنوك فى اقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة كنتيجة لتلك التحولات الجارفة ، تستمر بعض البنوك فى لعب دور أكثر عمقا وأهمية ضمن اقتصاديات الدول النامية ودول التحول الاقتصادى ، فوجود نظام مصرفى يمكن الاعتماد عليه لايزال مطلبا ملحا وحيويا بسبب أهمية الدور الذى يلعبه .

ومن بين تلك بعض البنوك التى كانت تحتاج إلى إعادة هيكلة ( بنك القاهرة ) والذى كانت للدولة إرادة حقيقية لعملية التطوير المصرفى داخل البنوك الرئيسية ، فكان لإسناد مهمة إدارة هذا البنك لأحد القيادات المصرفية البارزة المحاسب طارق فايد، والتى تمتد خبراته داخل القطاع المصرفى لأكثر من ٢٥ عاما ، وحيث إنه عمل بالعديد من المؤسسات العالمية والمحلية داخل مصر وخارجها .

اختيار فايد لتولى قيادة تطوير بنك القاهرة ، لم يكن مجرد اختيار عادى لتغير قيادات بقيادات أخرى ، ولكن جاء من أجل تحقيق طفرة كبرى تتضمن تطوير وإعادة هيكلة لعدد من الإدارات مع تطعيمها بالكفاءات المصرفية .

لا أبالغ عندما أؤكد أن فايد استطاع فى فترة وجيزة لم تتجاوز عامين وضع إستراتيجية للبنك تهدف إلى زيادة الميزانية والاحتفاظ بالصدارة على مستوى العائد على حقوق الملكية ، وتوسيع النشاط وتحقيق التوازن فى تمويل جميع القطاعات الاقتصادية لزيادة حجم الميزانية وحجم الائتمان .

وكان فايد قد أعلن أن استئناف خطة طرح حصة من البنك بالبورصة المصرية مرهون بتحسن الأوضاع الراهنة التى نتجت عن تداعيات فيروس كورونا، وأن تنفيذ عملية طرح البنك فى البورصة يرتبط بعودة انتعاش الأسواق العالمية والمحلية، وأنه كان من المقرر أن تتم إجراءات الاكتتاب العام فى 2020، لكن أزمة فيروس كورونا وتأثيراتها على الأسواق أعاقت السير قدمًا فى عملية الطرح.

وكان من المقرر أن تقوم الحكومة ببيع حصة تتراوح بين 20 و%30 من أسهم بنك القاهرة المملوك لبنك مصر فى البورصة المصرية ، ضمن برنامج طروحات الشركات المملوكة للدولة فى سوق الأوراق المالية، إلا أن رئيس مجلس إدارة البنك أعلن فى إبريل الماضى تأجيل عملية الطرح.

وتستهدف عملية بيع حصة من البنك فى البورصة جمع ما بين 300 و400 مليون دولار، وعينت الحكومة المجموعة المالية هيرميس وبنك HSBC لإدارة عملية طرح البنك، بالإضافة إلى «بيكر آند ماكينزى» للاستشارات القانونية والمحاماة لتولى دور المستشار القانونى المحلى والدولى.

لابد أن نؤكد أن محفظة ودائع العملاء بالبنك بلغت مستوى 156 مليار جنيه حاليا، بينما سجل إجمالى الأصول 194 مليار جنيه، وارتفعت محفظة القروض للعملاء والبنوك بقيمة 13 مليار جنيه لتصل إلى 92 مليار جنيه بنسبة نمو  16  % بنهاية سبتمبر الماضى، بالمقارنة مع ديسمبر 2019.

إستراتيجية فايد جاءت بتخطيط غير مسبوق، وتزايد الإقبال على استخدام البطاقات اللاتلامسية لدى التجار بنسبة زيادة مقدارها 137% مقارنة بنهاية ديسمبر عام 2019، كما قام البنك بإطلاق حملات موجهة لبعض العملاء لزيادة الاستخدامات بالإضافة إلى إطلاق  حملة كاش باك Cashback 10% لجميع بطاقات بنك القاهرة عند الشراء من خلال مواقع التسوق الإلكترونى وذلك لتشجيع العملاء على التسوق من خلال المنزل على مواقع التسوق الإلكترونية، إلى جانب إطلاق بطاقة تيتانيوم ماستركارد  للخصم المباشر كإضافة جديدة لباقة بطاقات بنك القاهرة والتى صممت خصيصا لتحقيق أكبر قدر من الأمان والحماية على جميع المعاملات بالإضافة إلى العديد من المزايا التى تناسب احتياجات العملاء اليومية من المشتريات والسحب النقدى.

 

وفى مجال التوسع الجغرافى وافتتاح الفروع الجديدة، نجح فايد ومجلسه فى افتتاح 11 فرعا جديدا بنهاية سبتمبر 2020 وذلك للعمل ضمن شبكة فروع البنك فى مختلف محافظات الجمهورية، للوصول للعملاء أينما كانوا، وتقديم الخدمات المصرفية  لهم بأعلى مستوى من الكفاءة والجودة بما يواكب أحدث المعايير المطبقة عالمياً، وتم افتتاح أول فرع رقمى للبنك  فى شهر نوفمبر الجارى، كما بلغ عدد ماكينات الصارف الآلى للبنك بنهاية الربع الثالث من العام الجارى نحو 1040 ماكينة، ومن المستهدف إضافة 800 ماكينة صارف آلى جديدة لتصل إلى 1840 ماكينة بنهاية 2021، بالإضافة إلى تشغيل أول ماكينة صراف آلىDrive Thru والتى تتيح الخدمة للعملاء داخل السيارة.

ودعماً للشمول المالى، فحرص فايد على أن يشارك البنك فى فعاليات الاحتفال باليوم الدولى للشباب من خلال تقديم باقة متنوعة من العروض التشجيعية التى تستهدف جذب شريحة واسعة من العملاء، خاصة الشباب والمرأة ، إلى جانب إصدار حساب جارى مخصص لخدمة منظومة المعاشات بالتعاون مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى لتحويل مكافأة نهاية الخدمة والمعاشات للعاملين بالقطاع الحكومى

وفى خطوة غير مسبوقة نجح أيضا  بنك القاهرة فى إطلاق التحديث الجديد من محفظة الهاتف المحمول (( قاهرة كاش )) ما يضفى طابعاً حديثاً ومتطوراً على الشكل العام للمحفظة ، بالإضافة إلى توفير خدمات الدفع للعديد من الخدمات والمدفوعات الدورية (( مثل دفع فواتير المياه ، الكهرباء ، الغاز ، بالإضافة إلى دفع قيمة التذاكر للخدمات المختلفة ).

لقد نجح  بنك القاهرة فى زيادة إيرادات التشغيل بأكثر من 25  % نهاية الربع الثالث من العام الجارى، الأمر الذى عزز ربحية البنك لتصل إلى 2.5 مليار جنيه بنهاية سبتمبر الماضى.

وعمل فايد على تجهيز الشركات التى يتم اختيارها وإعداد ملف لها وتدريبها على صياغة عقود ومراسلات التصدير وتجهيز جلسات تصوير احترافى للمنتجات وغيرها من الخدمات حتى يتم توصيلها بمنصاب التجارية الإلكترونية الدولية، بالإضافة إلى تطوير وتصميم المنتجات الصناعية القائمة أو الجديدة من خلال تدريب وبناء قدرات الشركات فى مجال تصميم المنتجات الصناعية وإدارة الابتكار ونقل التكنولوجيا.

كما يسهم البرنامج فى إدارة سلاسل التوريد والتسويق الإلكترونى واختيار أفضل الأفكار المناسبة للتطوير الصناعى والتى تلائم احتياجات السوق المحلية والأسواق التصديرية، وأيضا تصميم وتطوير منتجات الشركات وإنتاج نماذج أولية ومنتجات صناعية جديدة وبناء روابط أعمال وتوصيل الشركات بشركاء دوليين عن طريق المنصات الدولية والمعارض والبعثات الدولية ومنتديات توفيق الأعمال الثنائية .

نجح فايد أيضا فى توقيع بنظام المراسلة على خط ائتمانى بقيمة 100 مليون دولار مع بنك الاستثمار الأوروبى خلال الأيام القليلة الماضية مما يعكس رؤية بنك القاهرة فى تطوير أدائه المصرفى، وأيضًا هناك مفاوضات قام بها فايد ورفاقه للحصول على قرض بقيمة 50 مليون يورو من مؤسسات تمويل دولية، بغرض توجيهها لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، متوقعا حسم المفاوضات ومن المقرر توقيع العقود مطلع العام المقبل.

والحقيقة أن بنك القاهرة ضخ تمويلات لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خلال الفترة من يناير وحتى نهاية نوفمبر من العام الجارى، بقيمة 5 مليارات جنيه، لافتا إلى أن البنك يعتزم ضخ مليار فى القطاع خلال الشهر الأخير من العام الجارى، وذلك للوصول بحجم المحفظة إلى مستوى 19 مليار جنيه بنهاية 2020 .

إذًا نحن أمام حالة متفردة فذة فى القطاع المصرفى إنه طارق فايد لا أبالغ حينما أطلقت عليه حكمدار القطاع المصرفى والأرقام لا تكذب أو تتجمل.. وللحديث بقية.