ما أود الكتابة عنه هو الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب باعتبارها نمط غير تقليدى يجسد بشكل لافت للنظر صورة

مصر,الحكومة,فرنسا,ماكرون,الأولى,ياسمين الكاشف,فيروس كورونا,كورونا,التعليم,المالية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب: "الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب" تجسيد للتعاون "المصرى - الفرنسى" فى أروع صوره
الفكرة تعكس الاهتمام المتزايد الذى يمنحه الرئيس السيسى لفئة الشباب

د. ياسمين الكاشف تكتب: "الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب" تجسيد للتعاون "المصرى - الفرنسى" فى أروع صوره

رغم مرور كل هذا الوقت على الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس السيسى لفرنسا إلا أننى أجدنى مشدودة نحو الكتابة عن موضوع مهم يتعلق بتلك العلاقة القوية والمتميزة التى تربط بين البلدين وليس عن الزيارة نفسها التى جاءت على هذا النحو من الفخامة فى الاستقبال والحفاوة البالغة فى التعامل مع الرئيس فى ظرف استثنائى يمر به العالم أجمع الآن وسط تداعيات أزمات كثيرة وصعبة للغاية ، وبالطبع فإن أصعبها على الإطلاق تداعيات أزمة فيروس كورونا .

ما أود الكتابة عنه هو  "الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب" باعتبارها "نمط" غير تقليدى يجسد بشكل لافت للنظر صورة رائعة من صور التعاون "المصرى - الفرنسى" فهذه الأكاديمية نجحت فى إفراز قيادات رفيعة المستوى تولت أعلى المناصب فى فرنسا بل وفى العالم ولن نذهب بعيداً فيكفى القول إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أحد أبرز الخريجين.

 

والحق يقال فإن الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى مجالات التعاون المصرى- الفرنسى حيث تستند العلاقات الثنائية بين البلدين على روابط صداقة وثقة قوية وطويلة الأمد، وقد تطورت بشكل كبير فى جميع المجالات على مدى السنوات الماضية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم ، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد حيث طور البلدان نمطا غير تقليدى من التعاون الثنائى فى مجال الإدارة العامة، وقد برز هذا الجانب فى أعقاب الاهتمام المتزايد الذى منحه الرئيس السيسى لفئة الشباب منذ توليه الحكم وذلك انطلاقا من إدراكه التام لدورهم فى تحقيق التنمية الشاملة المستدامة وفًقا لرؤية مصر 2030، لذا فإنه تماشًيا مع تركيز مصر على خلق قاعدة شبابية واعدة مؤهلة لحمل شعلة القيادة فى جميع المجالات على الصعيد السياسى والإدارى والمجتمعى، وامتلاك وعى وطنى عميق مع فهم شامل للتحديات والفرص التى تواجهها الدولة. وفى استجابة منه لتوصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى نوفمبر 2016، أصدر الرئيس السيسى القرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء "الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب" لتكون على نفس نمط المدرسة الفرنسية للإدارةالتى تعتبر واحدة من أعرق المدارس العليا ومن أرفع المؤسسات فى فرنسا حيث يعد الحصول على شهادتها مرادًفا للحصول على وظيفة مهمة تبدأ من درجة مدير عام  وهى مدرسة قديمة حيث أنشئت فى أكتوبر عام 1945 بأمر من رئيس الحكومة المؤقت آنذاك شارل ديجول بهدف تأهيل الكفاءات من كل الفئات والطبقات الاجتماعية فى فرنسا تمهيدا لتمكينهم من شغل المناصب والوظائف العليا فى مؤسسات الدولة، وخلق مجموعة من المسؤولين يتمتعون بالكفاءة العالية لا سيما فى الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية، واكتسابهم رؤية شاملة بشأن عملية تنظيم الإدارة العامة الفرنسية والدولية وسبل تسييرها، بما يؤهلهم لتحمل المسئوليات التى تنتظرهم ، وتوصف بأنها "مصنع القيادات الفرنسية" حيث نجحت كما ذكرت من قبل فى إفراز قيادات رفيعة المستوى تولت أعلى المناصب فى فرنسا والعالم.

 

 

وعلى نفس المنوال نجد الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب هنا فى مصر تهدف فى المقام الأول إلى بناء كوادر وطنية واعدة من الشباب مدربة على أعلى مستوى علمى وقادرة على تولى مسئوليات القيادة فى مختلف مؤسسات الدولة من خلال خمسة برامج دراسية، هى: الدراسات الإدارية والاقتصادية والسياسية والتنمية البشرية ونظم تكنولوجيا المعلومات. ويطمح الرئيس السيسى لأن تصبح الأكاديمية المصدر الرئيسى لاختيار القيادات وكبار المسئولين فى الدولة وتزويد الجهاز الإدارى باحتياجاته من الموارد البشرية المدربة وفق أفضل المناهج العلمية. ومن أجل بلوغ هذا الهدف الإستراتيجى حددت الأكاديمية 13 هدًفا فرعًيا تعمل على تحقيقها وتتمثل هذه الأهداف فى تجميع طاقات الشباب فى عمل وطنى يفيد الدولة ويبنى نهضتها ونشر الوعى الثقافى والاجتماعى والدينى والسياسى بين قطاعات الشباب والمساهمة فى إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية لتصبح أكثر ملاءمة مع احتياجات الشباب وإعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها وتنمية قدرات ومهارات الشباب لتكون شريكا أساسيا وفعالا فى الحكم المحلى وبناء شراكات مجتمعية تنموية فاعلة مع كافات القطاعات (العام – الخاص – الأهلى) وتوعية الشباب بالأخطار والتحديات التى تواجه الدولة وتنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لتلبية احتياجات سوق العمل والتوعية بالدور المجتمعى فى مواجهة كافة أنواع الأخطار التى تواجه الدولة وتشجيع الفن والإبداع والارتقاء بالفكر والذوق العام والعمل على الحد من التسرب من التعليم والمشاركة فى تعليم المتسربين ومواجهة ظاهرة أطفال الشوارع وتعليمهم وتأهيلهم لعمل جاد يفيد المجتمع والاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم فى جميع المجالات لدمجهم مع المجتمع.