على الرغم من أن مجتمعنا الشرقى المتحفظ يمتلك الكثير من الدعاة الإسلامين الذين لهم باع كبير فى تصحيح المفاه

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

السيد خيرالله يكتب: دعاة السبوبة.. سكين فى ظهر الأمة كيف تحولوا من تجار شنطة إلى تجار دين مع مرتبة الشرف؟

السيد خيرالله - صورة أرشفية  الشورى
السيد خيرالله - صورة أرشفية


على الرغم من أن مجتمعنا الشرقى المتحفظ يمتلك الكثير من الدعاة الإسلامين الذين لهم باع كبير فى تصحيح المفاهيم وخدمة الدين دون أى مقابل، لكن هناك البعض يستغل لقب "داعية" فى منافع شخصية، ويصبح لا سبيل لديه إلا تحقيق مكاسب الذات، وهو ما يجعله ينشغل ويبتعد عن الهدف الأسمى الذى يتمثل فى نشر الدعوة لتعم الفائدة على المجتمع، الذى يعانى من عدم الفهم الصحيح لبعض تعاليم ومفاهيم دينه الصحيحة.

ولعل الفترة الأخيرة شهدت الكثير من السقطات لـ"دعاة"، مما أدى إلى تغيير النظرة الإيمانية التى كانوا يتمتعون بها وسط جمهورهم، الذى واظب لسنوات على سماع دروسهم الدينية، التى شهدت كلاما مغايرا لشخصيتهم الحقيقية، مما جعل البعض يشعر بامتعاض، وبدأوا ينفرون عن سماعهم .

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وتحولها إلى قوة تنافس الإعلام التقليدى، استخدم أمثال عمرو خالد ورفاقه كل شطارتهم فى السيطرة على جمهور تلك المواقع، وتمكنوا فى فترة وجيزة من حجز مساحات من بوستات وتعليقات متابعى السوشيال ميديا لا تقل عن المساحة التى يحظى بها نجوم الفن، حتى تحولوا مع الوقت إلى"تريندات".

اصطنعوا معارك وهمية وخاضوا فى ملفات لم يكن للدعوة إليها سبيلا من قبل، وشاركوا فى مسلسلات وأفلام، معتمدين على مهارتهم فى التمثيل والإقناع، جعلوا من الدعوة إلى الله طريقًا إلى الحسابات المليونية، يناقضون أنفسهم فيدعون الناس علنًا إلى التقشف والزهد، بينما يعيشون حياة مخملية تشبه حياة البارونات.

من حق معز مسعود أن يتزوج مرة واثنتين وثلاثا، ولا تثريب على عمله فى الإنتاج الفنى أو زواجه من الممثلة شيرى عادل، إنما القضية فى اتساق ما يطرحه كداعية مع أفعاله أمام جمهوره، فتناقض مسعود وخالد ورفقائهما عكس صورة سلبية عن الدعوة، التى ضاعت بين خطباء مؤسسة تكلست بفعل الزمن و«زعيق» أصحاب اللحى المحناة وشراهة الدعاة الجدد إلى ملذات الحياة .

هناك تجار شنطة وهناك تجار مخدرات وهناك تجار عملات مالية وهناك تجار سوق سوداء وهناك تجار بيع أعضاء بشرية وهناك أيضا تجار دين يحفظ أحدهم عددا من الأحاديث وعددا من آيات الله ثم يتفق مع إحدى القنوات ثم يصبح داعية إسلامى.

فى مطلع اﻷلفية الثالثة  ظاهرة الدعاة الجدد انتشرت وتوغلت فى الفضائيات المختلفة بأعداد لا حصر لها.

هؤلاء الدعاة اختلفوا عن أسلافهم فى الملبس والمظهر واﻷسلوب جملة وتفصيلا فهم يخاطبون فئة معينة من الشباب والفتيات ويواكبون العصر الحالى بدون ارتداء الجلباب وإطلاق اللحى الكثيفة وبدون غلظة ولا تشدد فى إسداء النصيحة والوعظ كما كان يفعل سابقوهم إلا من رحم ربى، ورأيناهم ومازلنا نراهم يرتدون أفخم الثياب المرتبطة بأحدث خطوط الموضة ولا يطلقون لحاهم، هادئين فى شرح منهج الله عز وجل وفى هذا شىء جميل ولا غبار عليهم ولكن هؤلاء الدعاة ووفقا آراء علماء اﻷزهر اﻷجلاء نجد فى شرحهم وسردهم لمنهج الله ورسوله الكريم صلوات ربى وسلامه عليه بعض اﻷخطاء الفقهية ﻷنهم يفتقدون فى شرحهم إلى أبسط قواعد الفقه والعلوم الشرعية فبعضهم يقوم بشرح وتحليل المنهج اﻹسلامى وفق رؤيته وتحليله الشخصى ولا يرتبط بأدنى قواعد الفقه والعلم الشرعى كما ذكرت ذلك سلفا فضلا عن أنهم يسلكون طريق الدعوة طمعا فى الوصول لقمتى: الشهرة والثراء السريع.

وأصبح ترتيب برامجهم فى المقام اﻷول فى تسلسل البرامج بخريطة القنوات الفضائية المختلفة المتعددة اﻷسماء واﻷغراض وبالطبع كلما زادت المشاهدة لبرامجهم زادت اﻹعلانات التى تذاع فى الفواصل بالبرنامج.

وبالطبع كلما تزداد شهرة الداعية الفلانى يزداد أجره لا سيما زيادة نسبة اﻹعلانات التى تذاع فى فواصل برنامجه، ولما لا بل إن أحدهم عندما علم بازدياد نسبة اﻹعلانات المذاعة فى فواصل برنامجه طلب على الفور زيادة أجره فى قيمة العقد المبرم بينه وبين إدارة القناة فإما أن ترضخ إدارة القناة لطلبه وإما أن يغادر هو القناة ويقوم بدفع قيمة الشرط الجزائى فى العقد المبرم بينه وبين إدارة القناة أو من الممكن أن  يدفع هو قيمة الشرط الجزائى وتقوم القناة الفضائية اﻷخرى التى تحاول أن تستقطب ذلك الداعية وتعطيه قيمة الشرط الجزائى ليدفعه للقناة التى سوف يتركها حتى لا يقع تحت طائلة القانون، إذن المسألة أصبحت تجارة رائجة تعتمد على القشور البسيطة من المنهج اﻹسلامى باﻹضافة للباقة فى التحدث إلى المشاهدين المفعمة بالهدوء واابتسامة الصفراء اللازمة ﻹتقان دور الداعية العصرى.

ومن المعروف عن معظم هؤلاء الدعاة نفاقهم فيما يقولون فنراهم جميعا يفعلون عكس ما يأمرون به الناس بدون الدخول فى التفاصيل المعروفة للقاصى والدانى على أرض مصر المحروسة بإذن الله عز وجل.

والدليل على ذلك نراهم جميعا يأمرون الناس بالزهد وهم أبعد الناس عنه وتراهم يمتلكون أحدث وأفخم السيارات والعقارات فى مختلف أرجاء المعمورة، ناهيكم بالطبع يا سادة عن تكديسهم لمئات الملايين من العملات المالية المختلفة .

وناهيكم  عن وجود معظمهم باعتصام رابعة اﻹرهابى وتم تصويرهم هناك رافعين شعارات رابعة  فضلا عن أن بعض هؤلاء الدعاة المودرن كانوا تلاميذ ﻷحد الدعاة المرتبطين ارتباطا وثيقا بجماعة اﻹخوان اﻹرهابية، وكانوا يتفاخرون بذلك على مرأى ومسمع منا جميعا، تلك الشخصيات يا سادة ومن شابههم مثل  الثعابين جلودهم ناعمة كالحرير ولكنهم يدسون لنا السم فى العسل فاحذروهم .