جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب: « المتحف الكبير» .. نافذة مصر على العالم بعد « كورونا »

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


يضم 50 ألف قطعة أثرية فريدة.. ويعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة.

التصريحات التى أدلى بها مؤخراً الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، بشأن افتتاح المتحف المصرى الكبير خلال العام المقبل تبعث فى النفس الشعور بالتفاؤل وتؤكد وبما لا يدع محالاً للشك أننا فى مرحلة ما بعد كورونا سوف نفتح نافذة كبرى نحو العالم، فعلى الرغم من أن  فيروس كورونا قد خيم بآثاره السلبية على كافة نواحى الحياة إلا أننا وبفضل من الله قد استطعنا بالفعل أن  نحول بعض تلك الآثار السلبية إلى أفعال إيجابية بالفعل.

وبالطبع فإن مشروع المتحف المصرى الكبير يقع فى صدارة الإنجازات الكبرى التى سوف نستقبل بها العام المقبل إن  شاء الله بعد أن  نكون قد تجاوزنا مرحلة كورونا التى عطلت كل شىء.

فلم يتوقف العمل فى إنشاء المتحف المصرى الكبير حيث يوشك الآن على الانتهاء ليصبح جاهزاً لأن يفتح أبوابه لعشاق الفراعنة خاصة أن  العالم يترقب من الآن الاستمتاع بمقتنيات الفرعون الذهبى فى أول عرض كامل من خلال نحو 50 ألف قطعة تحكى التاريخ المصرى وتجسد حضارة أبهرت العالم ولا زالت تحمل فى جعبتها الكثير لتقدمه لعشاق هذا التاريخ، إنها الحضارة الفرعونية التى يتسابق علماء العالم لفك ألغازها وأسرارها التى بقيت حتى اليوم تحير الملايين.

وها هى من جديد تتحول أنظار العالم إلى مصر فى انتظار هدية فرعونية جديدة، فالمتحف المصرى الكبير سيقدم لعشاق الحضارة الفرعونية وجبة دسمة تتضمن قطعا أثرية فى عرضها الأول، وأخرى تم جمعها من متاحف ومناطق أثرية مختلفة لتحكى عن هذا التاريخ وأسراره.

واللافت للنظر أن  هذا المتحف يعد أكبر متحف فى العالم حيث يقع على مساحة 470.974 مترا مربعا، ويضم مركزا لترميم الآثار على مساحة 133.282 مترا مربعا، ومساحة المبانى الملحقة 34.014 مترا مربعا، وتبلغ واجهته 600 متر عرضاً، وطوله يصل إلى 45 مترا بارتفاع 5 أدوار، وذات حوائط شفافة مضاءة ليلاً لترى من مختلف أنحاء القاهرة.

وتكتمل منظومة الروعة فى هذا المتحف من خلال التصميم الذى  يتكون من مجموعة متباينة من المبانى والقاعات المتنوعة على غرار "مبنى المتحف الرئيسى، والساحة الرئيسية، ومدخل كبار الزوار، وبهو رمسيس، ومبنى المؤتمرات، وحائط الأهرامات، والحديقة الترفيهية، وحديقة الأطفال، ومركز الترميم والطاقة، والدرج العظيم، ومطعم الأهرامات والمسلة، وقاعة الملك توت عنخ آمون".

ويعد هذا المتحف من أكبر المتاحف الأثرية فى العالم، ليس من حيث المساحة وحسب بل من حيث عدد القطع التى يضمها حيث يضم 50 ألف قطعة أثرية، بجانب ترميم واستضافة 50 ألف قطعة أخرى.

وتعد مقتنيات الملك توت عنخ آمون من أهم المعروضات عبر قاعة مخصصة للملك الذهبى والتى يتعدى عددها 5000 قطعة ويتصدرها تابوت الملك الفرعونى حيث كانت عملية ترميمه من  أهم عمليات الترميم  التى جرت خلال الفترة الماضية ويعتبر هذا التابوت أحد التوابيت الثلاثة للملك الشاب التى تتخذ شكل الملك فى الوضع الأوزيرى.. وهذه الآثار هى التى تم اكتشافها فى غرفة دفنه عام 1922 ويمثل التابوت الخارجى المصنوع من الخشب المُذهب الملك على هيئة المعبود أوزير، واليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر، وتُمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، ويبلغ طول التابوت 223.5 سنتيمتر، وعرضه 86.8 سنتيمتر، وارتفاعه 105.5 سنتيمتر، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء.

وقد استقبل المتحف بالفعل كنوز "الفرعون الذهبى" توت عنخ آمون، وتتكون من قطع متميزة من الصدريات والقلائد المذهبة والمطعمة من الأحجار الكريمة.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وحسب بل استقبل المتحف المصرى الكبير السرير الجنائزى الثالث للملك توت عنخ أمون ويصور السرير نقوشا للملك توت بعد وفاته بالإله الأكبر أو ابن الإله الذى تحمله البقرة  "محت ورت" ويعلو رأس البقرة جانبى السرير حيث قرنان يتوسطهما قرص الشمس وعيون البقرة بها دموع سوداء وجسدها مغطى بالنجوم السوداء التى ترمز إلى أرض مصر والمعروفة بالأرض الخصبة السوداء.

ويعد الدرج العظيم من أبرز أماكن العرض داخل المتحف لذا فإنه من المقرر أن  يتم عرض 87 قطعة فى هذا الدرج العظيم، ويعتبر تمثال رمسيس الثانى هو أول المستقبلين لزوار المتحف، ثم تتوالى مجموعة من الآثار لأشهر الملوك عبر مختلف العصور.

وبجوار التمثال الضخم تم تثبيت عمود مرنبتاح الذى تم اكتشافه فى مارس عام 1970 فى أثناء التنقيب عن معابد مدينة "أون" الأثرية بمنطقة عرب الحصن بالمطرية وفى عام 2006 نُقل العمود إلى قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة حيث تم ترميمه ونقله إلى المتحف المصرى الكبير، ومن أهم القطع التى تم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، هما تمثالان من الجرانيت الوردى للملك سنوسرت الأول وثالوث للملك رمسيس الثانى والإله "بتاح" والمعبودة سخمت من الجرانيت الوردى، يبلغ وزنه 20 طنا ورأس مسلة للملكة حتشبسوت من الجرانيت الأحمر نحت عليها ألقاب التتويج الخاصة بها ونقش يصور الآلة آمون، ويبلغ وزنها 14 طنا وتابوتان يحويان اثنتين من المومياوات إحداهما لنبيل فى مصر الفرعونية والثانية لزوجته وتخص المومياء الأولى أحد النبلاء وهو "سنجم"، الذى يُقال إنه كان شخصية بارزة خلال حكم الملكين الفرعونيين "سيتى الأول" و"رمسيس الثانى" ويرجع اكتشافهما إلى عالم الآثار الفرنسى جاستون ماسبيرو خلال عام 1886.

ومن خلال متابعة دقيقة لما تم نقله من آثار من مناطق مختلفة فى إطار الاستعدادات لإنجاز مشروع المتحف المصرى الكبير حتى الآن نجد أن  المتحف قد استقبل عددا من القطع الأثرية من المتحف المصرى بالتحرير ومنطقة آثار تل بسطا بالزقازيق، من أهمها تمثال ثلاثى من الجرانيت الوردى يتوسطه الملك رمسيس الثانى وعلى جانبيه المعبود بتاح والآلهة حتحور وهو من نتاج أعمال حفائر البعثة المصرية الألمانية المشتركة فى منطقة تل بسطا وهذا التمثال من القطع الثقيلة التى ستعرض على الدرج العظيم بالمتحف، وتبلغ أبعاده 198×155×58 ويزن حوالى 4 أطنان، ومجموعة متميزة من التماثيل الملونة المصنوعة من الحجر الجيرى والتى تصور كبار رجال الدولة والكتبة من عصر الدولة القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من الأبواب الوهمية المصنوعة من الحجر الجيرى أيضًا والمزينة بالنقوش والكتابات الهيروغليفية والخراطيش الخاصة بالملك بيبى.

ومن ناحية أخرى فقد استقبل المتحف تمثالين من الجرانيت أحدهما للملك رمسيس الثانى والآخر للإله حورس، قادمين من حديقة المسلة بالجزيرة، والتمثالان كانا يعرضان بحديقة المسلة منذ عام 1962، حيث تم نقلهما فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من منطقة آثار المطرية إلى حديقة مسلة الجزيرة ومكثا فيها قرابة 58 عاما.

أما ميدان المسلة المعلقة فى المتحف المصرى الكبير فهو من أهم المعالم بهذا المشروع العالمى الكبير حيث ستكون المسلة المعلقة الوحيدة فى العالم وترجع المسلة للملك رمسيس الثانى وتم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية وتم تصميم الميدان بما يمكن الزائر من رؤية خرطوش الملك رمسيس الثانى الموجود أسفل قاعده بدن المسلة والذى ظل بعيدا عن الأنظار ما يقرب من 3500 عام تقريبا، ومن خلال التصميم يمكن للزائر لميدان المسلة الدخول إلى قاعدة المسلة لرؤية القاعدة الأثرية أسفله، وبالنظر إلى أعلى يمكن رؤية خرطوش الملك رمسيس الثانى فى بانوراما تخطف الأبصار، ومن الناحية الهندسية فالتصميم فريد من نوعه فى العالم بحيث تكون المسلة معلقة على أربعة أعمدة مع مراعاة الأحمال والاهتزازات على جسم المسلة.

خلاصة القول فإن العالم يترقب الآن افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى هو بحق أحد أهم وأبرز الإنجازات الحضارية فى العالم لما تحتله الحضارة الفرعونية من مكانة مرموقة فى جميع أنحاء العالم.