"وطن الحكمة.. وسماء الجود.. ونهر الخير.. عاشت صامتة فإذا تكلمت علمت.. وإذا حزنت ابتسمت.. وإذا تألمت بالخير ت

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: «الأصيلة» ما لا تعرفه عن والدة الرئيس وتفاصيل مذكراته الشخصية عنها.. وما قصة وصاياها للعائلة؟

الرئيس السيسي والسيدة والدته - أرشيفية  الشورى
الرئيس السيسي والسيدة والدته - أرشيفية


"وطن الحكمة.. وسماء الجود.. ونهر الخير.. عاشت صامتة فإذا تكلمت علمت.. وإذا حزنت ابتسمت..  وإذا تألمت بالخير تكلمت.. لا تقول النصيحة إلا وتؤكدها بعمل ولا تبادر بقول إلا جاءت بالدليل.. ترى الإسلام فى وجهها وتتعلم الدين من سلوكها.. لا تتشكى ولا تتبرم ولا تلوم ولا تعاتب.. هى أذكى معلم وأروع موجه وأطيب أستاذ وأنقى مصلح..  إذا تجسدت الحكمة فى إنسان فلن يعدوها الاختيار..  وإن سألها ملك فى القبر فلن يعييها إن شاء الله اختبار..  هى والله من الأشراف الأطهار..  كفاها فخرا أنها أنجبت من حقن بفضل الله دماء تسعين مليون.. هم الآن آمنون يتسامرون يتنادمون..  وحولهم الناس فى كل بلد يتألمون يتحسرون..  فى الخيام ينامون.. أطفالهم فى الحر والبرد يموتون..  رحماك رب العالمين..  أمنتنا فأمن القاصون والدانون.. واغفر لموتى المسلمين.. ولا تجعل الليلة تمر على خالتى إلا وهى فى عليين.. قولوا آمين".

ماذا قالت قرينة الرئيس عنها؟ وما قصة وصاياها للعائلة؟
هذه الكلمات السابقة لم يكتبها الرئيس السيسى عن السيدة الفاضلة والدته لكن كتبها قريب له بعد وفاتها.

إن المتأمل لهذه الكلمات يدرك أن عشق الرئيس لوالدته لم يكن من فراغ، لكنها بالفعل كانت سيدة عظيمة وأصيلة زرعت فيه قيم الرجولة والتضحية بالذات من أجل الآخرين والحكمة والتجرد.

لقد انعكس ذلك على تعامل الرئيس السيسى مع المرأة المصرية التى جعلها "أيقونة" سنوات حكمه الماضية ولا يترك مناسبة إلا وأشاد بالمرأة وأوصى بها خيراً.

استغل الرئيس عبدالفتاح السيسى مناسبة عيد الأم ووجه رسالة إلى جميع الأمهات بمناسبة عيد الأم، قال فيها: «فى عيد الأم، أتوجه بأغلى مشاعر الإنسانية إلى كل من ضحت وأعطت وتفانت، وكانت رمزًا للحكمة والصبر والإيمان والعطاء، من كافحت وكانت سنداً وعوناً».

ونشر الحساب الرسمى للرئيس على «فيسبوك» صورة له مع والدته الراحلة سعاد إبراهيم محمد، معقبًا: «إلى كل من ندين لها بما غرسته فى قلوب أبنائها من خير ومحبة ورحمة وتسامح.. إلى أمى.. التى أدعو لله لها بالمغفرة والرحمة.. وإلى كل أم من عظيمات مصر، أتوجه إليكن جميعًا بأسمى آيات الاحترام والتقدير والعرفان».

لم يكتف الرئيس بذلك بل عندما أراد أن يتحدث عن أزمة فيروس كورونا أخطر وباء يواجه مصر والعالم تعمد أن يتحدث من خلال اجتماع مع القيادات النسائية ووجه رسالة شكر للمرأة التى لها دور كبير فى محاصرة هذه الأزمة.

لقد قال الكاتب الأمريكى دويج وياد، المؤرخ الرئاسى ومؤلف كتاب «أمهات الرؤساء» الذى حقق مبيعات كبيرة عام 2008،، إن «العلاقة بين الرئيس وأمه لها أهمية خاصة، وجميع الرؤساء هم أبناء أمهاتهم اللاتى يعطين إرشادات الزعامة وحب السلطة لأبنائهن وهذا ما يساعدهم على التحول إلى زعماء سياسيين. 

والحقيقة أن هذا ما حدث مع الرئيس السيسى الذى أصبح زعيمًا كبيرًا لدولة كبيرة بحجم مصر ومن خلال أحاديثه عن السيدة والدته ندرك أن هذه السيدة العظيمة كان لها دور كبير فى تربعه على عرش مصر.

لقد تحدث الرئيس عن والدته فى أكثر من مناسبة قبل وبعد وفاتها نرصد بعضها.. فخلال حديثه فى بعض المناسبات الوطنية ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسى، مجموعة من النصائح والوصايا، التى تعلمها من والدته الراحلة، حيث قال: "أمى كانت شديدة الحكمة والإيمان بالله". 

وكشف الرئيس السيسى "الوصايا "، التى تعلمها من والدته وهى.. التجرد ويعنى القدرة على الحكم على الأشياء دون هوا، وتحليل الأمور بموضوعية.. وعدم الإساءة لأحد، ومقابلة السيئة بالحسنة.. وإعطاء العذر للناس وعدم الشكوى من أحد والقدرة على الاستيعاب.. وتقبل الغير والتعايش مع الآخر.. تجنب الطمع فى ما هو بيد الآخرين.. الرضا وانتظار الرزق من لله.

اعترف الرئيس السيسى أيضا بارتباطه الشديد بوالدته، فبعد أن قرأ بيان 3 يوليو الذى أعلن فيه إنهاء عصر حكم جماعة الإخوان المسلمين، توجّه إليها، وبسؤاله عما قالت له، أجاب فى حينها: "والدتى فى حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، وأنا مرتبط بها ارتباطاً شديدًا، وهى سيدة مصرية أصيلة جدًا بكل معنى الأصالة، وربتنى على الاعتماد على الله والرضا بالقدر".

وصف الرئيس السيسى طريقة تعامل والدته معه وأخواته قائلًا: «لم أجد مرة إساءة منها لأحد، وأنا واثق من كلامى ده.. دايما تدى العذر للناس.. وعمرها ما قالتلى إنت ما جيتش ليه.. ما عديتش عليا ليه.. رغم أن إحنا ساكنين فى بيت واحد بالمناسبة.. ودى قيم عايزين نفكر فيها مع بعض».

وأكمل:  «قالت لى ما تطمعش فى اللى فى إيد الناس، حتى لو كان ده اللى فى إيد والدك، ما تطمعش ما تبصش له، ودايما اطمع فى اللى بيدى للناس، اللى علمتنى ده والدتى لله يرحمها، قالت لى إوعى تبص للى فى إيد الناس ولا تاخده، اللى عطا الناس يعطيك، واللى بيرزق الناس يرزقك»، مؤكدًا فى ختام حديثه: «أنا بقول لكم كلام حقيقى هى عند ربنا هو اللى هيجازي".

وفى أحد لقاءاته الفضائية قبل توليه منصب رئاسة الجمهورية، أثنى الرئيس السيسى على والدته وطريقة تعاملها مع الأسرة ومع الناس فى المجتمع، قائلا: "كل الناس الأب والأم بالنسبة لهم غاليين وينظروا لهم دائما على أنهم كاملين، وبيشوف الأم أحسن أم وهذا طبيعى، ولكن أنا كنت محظوظ بأمى قوى لأنها كانت شديدة الحكمة والإيمان بالله"، مؤكداً أنها لم توجه أى إساءة لأحد، مضيفا أنها كانت تعطى العذر للناس، قائلاً: عمرها ما قالت أنت معدتشى عليه ليه".

ولم يكن الرئيس السيسى وحده الذى تحدث عن والدته فالسيدة قرينته تحدتث عنها فى حوار لمجلة أكتوبر بعد وفاتها وأكدت أن طيبة وأخلاق الرئيس التى يراها المصريون مصدرها السيدة والدته. 

وأضافت: هذه السيدة كانت مصدر الحب والحنان لزوجى ولكل أسرته، تعلم على يديها الكثير، واكتسب من خصالها الكثير، فقد علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله، وأن يضع لله نصب عينيه فى كل تصرفاته، ولم تختصه بذلك بل علمته لكل أولادها ولكل من اقترب منها، فهى سيدة نادرة الأخلاق والطباع. 

وتابعت قرينة الرئيس: علمت أولادها الكفاح والاعتماد على النفس ليكتسبوا خبرات حياتية، على الرغم من أن والدهم كان ميسور الحال، لكن هذا لم يجعلها تعتمد على ثروة زوجها لتدلل أبناءها أو تمنحهم حياة سهلة. 

وأوضحت: منذ أن التحق زوجى بالمدرسة الثانوية الجوية وبعدها بالكلية الحربية، وهو يحتل مكانة متميزة لدى والدته بسبب ابتعاده لفترات طويلة، وكانت هى تعوضه كل الحنان والدفء حينما يعود، وتضاعف له الاهتمام والحب والحنان وتجالسه وقتا طويلا، خاصة أنه يحب قضاء معظم الوقت والإجازات مع والدته وأسرته. 

وأضافت: لقد كانت معلمة تتمتع بحكمة وبصيرة كبيرتين رغم كونها لم تكمل تعليمها، ولكن كان لديها قدرة هائلة على احترام الآخرين، ولا أذكر أننى سمعت منها يوما ما يؤذى أحدا أو لفظا جارحا أو غير لائق ولو مرة واحدة، فقد كانت إنسانة محترمة وتحترم الآخرين . 

وأردفت: أذكر فى بداية حياتى الزوجية جمعتنا أنا وبقية زوجات أبنائها وبناتها (حيث كنا نسكن عمارة واحدة بناها والد زوجى لنا جميعا)، ومنحتنا يومها نصائح كان لها وقع كبير فى نجاح حياتنا الأسرية والعائلية، ويمكن لمن يقرؤها يقول أى أم تقوم بالنصح والإرشاد وهذا ليس بجديد، ولكن هذه السيدة كانت أفعالها المسئولة والحسنة تسبق أقوالها فكانت دائما القدوة الصالحة، فحين جمعتنا قالت لنا: أنتن جميعا محبتكن فى قلبى واحدة ولا فرق بينكن، لكن يجب أن يكون لكل واحدة خصوصيتها فلا تتدخل واحدة فى حياة الأخرى ولا تعرف واحدة عن حياة غيرها إلا ما يريدون أن تعرفه فقط، كثير من المشاكل يمكن حلها فيما بيننا فقط ولا داعى لاتساع أى أمر طالما يمكن حله فيما بيننا. وقالت أيضا لا يجب أن يكون الأطفال سببا لغضب بين أحد منكم فكلهم أبناء لكم جميعا. 

وهذا ما حدث تماما فقد تربى كل أطفال الأسرة بلا تفرقة بين الآباء والأمهات.. لقد كبر الأبناء جميعا على أن أيا من الكبار يوجههم أو حتى يعاقبهم فهذا أمر معتاد وبدون أى غضاضة وهو ما جعلهم جميعا مترابطين وسرنا كلنا على هذا النهج، ولهذا تميزت أسرتنا بالترابط والمحبة والاحترام الشديد.