يتعرض كثير من المواطنين لظروف في غاية القسوة والصعوبة بسبب عدم توافر أسرة كافية في غرف العناية المركزة في ال

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العجز الكبير في غرف العناية المركزة يقلل من فرص نجاة الحالات الخطرة

العناية المركزة - أرشيفية  الشورى
العناية المركزة - أرشيفية


يتعرض كثير من المواطنين لظروف في غاية القسوة والصعوبة بسبب عدم توافر أسرة كافية في غرف العناية المركزة في المستشفيات الحكومية، حيث لا تستوعب الأسرة المتواجدة حالياً حجم الحالات الخطرة التي تصل للمستشفيات، وحكى بعض المواطنين مأساة وجود حالات حرجة للغاية معهم تحتاج لدخول سريع للعناية المركزة ولكنهم للأسف لم يجدوا مكاناً في المستشفيات القريبة من منازلهم، وهذه الحالات تحتاج للدخول بسرعة للعناية المركزة وخاصة في أول ساعة أو ما يعرف بالساعة الذهبية، فكل دقيقة بل كل ثانية تشكل فرقا هائلاً، كما أن نقل الحالات الخطرة من مستشفى لأخرى بحثاً عن مكان في غرف العناية المركزة يزيد من سوء الحالة ويقلل من فرص النجاة.. فكم من الحالات بقيت ساعات طويلة خارج العناية المركزة بسبب عدم توافر الأماكن وكم من الحالات كان يمكن إنقاذها لو توافرت الإمكانيات المناسبة.

وفي هذا السياق صرح د. أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن ضعف المخصصات المالية لقطاع الصحة هو السبب الرئيسي للمشكلة، قائلاً إن موازنة الصحة ضعيفة جداً، حيث أن ثلثي موازنة وزارة الصحة موجهة  إلى بند الأجور مما يقلل مخصصات بنود التطوير ورفع الكفاءة، وأوضح أبو العلا أن عدد أسرة العناية المركزة عالمياً هو سرير لكل 7 آلاف مواطن لكن في مصر يوجد سرير لكل 11 ألف مواطن، حيث يوجد في مصر 5 آلاف سرير في المستشفيات الحكومية، و 4 آلاف سرير عناية مركزة موجود بالمستشفيات الجامعية، وبذلك يظهر جلياً أن كل أسرة العناية المركزة في مصر لا تزال أقل بكثير من المطلوب. 

وحول نفس الموضوع قال د. عبد الحميد الشيخ، عضو لجنة الصحة بالبرلمان أن مصر لا تزال بعيدة عن توفير القدر المناسب من الأسرة وغرف العناية المركزة لتلبية احتياجات المواطنين، وقال إن هذا النقص يعود إلى الارتفاع الشديد في  تكلفة تجهيزات العناية المركزة وأيضاً بسبب عزوف الأطباء عن التخصص في هذا المجال نظراً لأنه من أكثر التخصصات الطبية إرهاقاً، وأشار النائب إلى تلقيه شكاوى يومية من المواطنين تتعلق بعدم توافر أماكن في غرف العناية المركزة مما يسبب صدمة  للكثير من المواطنين، لافتاً أن المواطنين يلجأون للمستشفيات الخاصة والتي تكون تكلفتها مرتفعة للغاية.

وقال الشيخ إنه ونواب آخرين عرضوا على وزيرة الصحة أن تعقد وزارة الصحة اتفاقية مع المستشفيات الخاصة تتيح تحويل بعض الحالات الحرجة من المستشفيات الحكومية للخاصة ضمن غطاء التأمين الصحي الجديد، كما أكد النائب أن ميزانية الصحة رغم ارتفاعها هذا العام لا تزال أقل من المأمول، مضيفاً أن التحديات في قطاع الصحة كبيرة للغاية، كما لفت النائب إلى سفر كثير من الأطباء المصريين إلى الخارج لدول أوربية وعربية نظرا لفارق العائد المادي الهائل، مما يمثل ضغطاً على قطاع الصحة في مصر، مشيراً إلى أن وزيرة الصحة أعلنت استقالة 4000 طبيب في العام الماضي فقط.

وأوضح النائب أن بعض المستشفيات الحكومية لجأت للاعتماد على تبرعات بعض المواطنين والمؤسسات في محاولة لتوفير غرف العناية المركزة وزيادة عددها، مبيناً أن العناية المركزة وحضانات الأطفال تعد من أهم الملفات التي يجب أن تعمل عليها وزارة الصحة وكافة المؤسسات المدنية لتقليل حجم العجز بأقصى سرعة.

كما اتفقت عدة مصادر حاورتها "الشورى" أن سبب عدم توافر أسرة العناية المركزة يرجع إلى نقص الإمكانيات، إذ إن تكلفة سرير العناية المركزة والأجهزة المصاحبة من حقن ومضخات حقن والقائمين على تشغيلها والمتخصصين مرتفعة جدا، مضيفين أن هناك مشكلة هامة للغاية وهي ضعف الأداء التمريضى بالمستشفيات الحكومية ونقص كوادر التمريض المؤهلة بها، فالممرضات يفضلن العمل في الخارج أو في العيادات الخاصة وليس في المستشفيات الحكومية نظراً لقلة الإمكانيات المادية، لافتين إلى أن الموضوع يحتاج لإعادة تنسيق بين كل الجهات المعنية تحت مظلة الدولة.