أمير الزفتاوي يكتب: سيبوا العجل وامسكوا رفعت

يحكى أن فى احدى قرى الريف المصرى وكعادة أهلنا فى القرى فان وجبة العشاء هى الوجبة الرئيسية فى الريف وعلى ذلك بدأت الأسرة البسيطة المكونة من الأب وأولاده فى تناول طعام العشاء وبمجرد أن بدأ وفى تناوله سمعوا صوت أحد الثيران الذى نجح فى فك القيود حوله واتجه الى الغرفة التى يتناولون بها طعام العشاء واذا بالأب يأمر ابنه الكبير رفعت أن يهم سريعا ويمسك ذلك العجل ويعيده الى الحظيرة وبالفعل قام رفعت سريعا للإمساك به ولكن عند قيامه لمست احدى قدماه لمبة الجاز فتحولت الغرفة الى ظلام دامس وكذلك أثناء تدارك الأمر من رفعت فاذا بقدمه الأخرى تضرب الطعام الذى سوف يتناولونه واشتاط الثور واخذ يدمر كل شيئ وسط الظلام وكلما قام رفعت بمحاولة للإمساك به زاد من غضب العجل واذا بالأب يأمر أولادة بالمقولة الشهيرة (( اتركوا العجل وامسكوا رفعت )).

وهذا الحال ينطبق تماما أعزائى القراء على اعلامنا الرياضى ومقدمى برامجنا الذين فى أغلب الأحيان سكوتهم أفيد كثيرا من كلامهم حيث نسوا رسالتهم الحقيقية التى يجب أن تنصب فى نبذ روح التعصب وانفلات التشجيع وتوجيه رساله اعلامية تساعد النشئ الصغير أو المشجع الذى دأب أن يسمع منهم رساله اعلامية عنصرية والتى كانت من أهم نتائجها هذا الإحتقان الموجود فى الشارع الرياضى المصرى حيث ان ما حدث فى مجزرة بورسعيد شاخص أمامنا وكانت نتيجة طبيعية لما حدث وما سوف يحدث وأنا أتساءل ترى كم رفعت قابع فى قنواتنا الرياضية لماذا لم يعد لدينا خطط واضحة للإرتقاء بعنصر المشجع الذى هو أساس المنظومة الرياضية لماذا لا نقيم دورات للمشجعين ويكون شرط حضور المباريات من الملعب أن تكون حاصلا على تلك الرخصة وتكون الدورات منصبة على كيفية التشجيع دون المساس بالثوابت لماذ لا نعلمهم أنها فى الاساس لعبة رياضية قابلة للمكسب والخسارة وأن يكون المشجع لديه رخصة كرخصة السيارة مثلا واذا خالف تعليمات التشجيع تسحب منه تلك الرخصة فهذا هو السبيل الوحيد لعودة الجماهير لكامل عتادها فى المدرجات.

وفى النهاية شبابنا هم ثروتنا الحقيقية فاتقوا الله فيهم