◄ مطربو المهرجانات أجرموا فى حق البسطاء وحرضوهم على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. ◄ وأحمد مكى ومصطف

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: «الذين تخلوا عن مصر وقت الشدة» أحمد عز.. لا تنتظروا شيئا من «رجل» باع أولاده

محمد فودة - أحمد عز  الشورى
محمد فودة - أحمد عز


مطربو المهرجانات أجرموا فى حق البسطاء وحرضوهم على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية.
وأحمد مكى ومصطفى شعبان لم يقبلا "تحدى الخير" واختفيا عن المشهد فى عز الأزمة.
عز لا يهمه الناس إلا إذا أعلن عن فيلمه الجديد ليناديهم ويحثهم على المشاهدة وقطع التذاكر.
نحتاج إلى دور أكبر لرجال الأعمال فى تخفيض العمالة مع عدم المساس بحقوقهم المالية.

كان المتوقع منهم أن يكونوا على قدر المسئولية، على قدر الحب الذى أعطته الجماهير لهم، الناس لا تنتظر شيئا بالتأكيد، لا تنتظر أن يمن عليهم أحد بشيء، لكن على الأقل كانوا ينتظرون أن يجدوا المشاركة الوجدانية والإنسانية لنجوم ومشاهير حققوا كل ما وصلوا إليه على أرض مصر بفضل المصريين الذين رفعوهم إلى أعلى درجات المجتمع.

لكن للأسف وعندما تفشى وباء كورونا فى مصر، كان من الطبيعى والمتوقع أن تكون الحكومة المصرية على أهبة الاستعداد لمساعدة المواطنين، وهو ما حدث بالفعل، بذلت الحكومة كل ما فى وسعها بل أكثر، وأصدرت الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى حزمة قرارات اقتصادية ربما تكون الأولى من نوعها فى تاريخ مصر وتعامل قياداتها مع الأزمات والكوارث، فوضعت الدولة خطة بـ100 مليار جنيه لمواجهة تفشى الوباء. هذا هو هو دور الدولة، ماذا إذن عن دور نجوم المجتمع؟ 

هناك بالتأكيد من كان على قدر المسئولية ويدرك قيمة موقعه الاجتماعى بين الناس، مثل نجوم كثيرين شاهدناهم وهم يتحدون بعضهم بالتبرع والتعهد بتكفل الأسر التى تأثرت بتداعيات انتشار الفيروس، الذى تسبب فى أضرار كثيرة لآلاف الأسر التى تقبض راتبها بشكل يومى. 

لكن على الناحية الأخرى، اختفى بعض النجوم والمشاهير، باعوا المصريين فى أزمتهم، وهى فى الحقيقة ليست مزايدة، بل محاسبة ومحاولة للبحث عن سبب حقيقى ووجيه لاختفائهم وتخليهم عن مصر ومواطنيها فى هذه المحنة الشديدة التى تهدد البلاد. 

كان أبرز هؤلاء، هو النجم أحمد عز، ففى الوقت الذى ظهر نجوم كثيرون فى تحدى الخير، كعمرو يوسف وهشام ماجد وأحمد السقا وأحمد فهمى الذى تحداه، فإنه لم يظهر واكتفى كعادته بالاختفاء والتخلى عن دوره المجتمعى، فالفنان باعتباره يشكل صفوة المجتمع ويحظى بإعجاب خاص من عموم الناس الذين يفتنون بشخصيته، ثمن ذلك إذن أن تقع على كاهله المسئولية فى المساعدة والتبرع وإنقاذهم والوقوف بجانبهم، فهو قبل أى شيء قدوة، وإذا افترضنا أن عز قدوة بحسابات صورته وقيمته فى السوق، فكان عليه أن يبادر تلقائيا ويفعل ذلك، إلا أن البعض على مواقع التواصل الاجتماعى لم يفاجأوا باختفاء أحمد عز، وتخليه، فقالوا إن الممثل الشهير ليس بجديد عليه أن يتخلى، فهو يعيش لنفسه ولمزاجه، ولا يهمه الناس إلا إذا أعلن عن فيلمه الجديد، ليناديهم ويحثهم على المشاهدة وقطع التذاكر من جيوبهم ليحصل فيلمه على أعلى الإيرادات، لكن حين يحتاج الناس إليه، فهو يهرب، أو يختبئ كالفأر المذعور. 

والأزمة ليست هنا فقط، بل صعد البعض على موقع تويتر الأمر ليربطه بأمور عز الشخصية وتخليه عن أولاده، فقال أحدهم: "إنت منتظر يا فهمى من اللى تخلى عن أولاده ومبيصرفش عليهم إنه يتبرع للناس؟ ما بلاش إحراج بقى". 

ومن المتوقع أن يظهر عز حتى بشكل يحفظ به ماء وجهه، فإذا خرج وقال: "أنا بقبل التحدى وسأتكفل بخمسين أسرة"، فلن يتقصى أحد وراءه، هل سيفعل ذلك أم لا!، المهم أن يظهر الفنان فى أوقات الشدة والمصاعب والمحن، وأن يكون حاضرا لا غائبا، يعطى أملا للناس وأن يشاركهم أوجاعهم وآلامهم وشدتهم كما ساعدوه وحضروا وجعلوا منه شيئا، هذا هو أقل الإيمان. 

هل اقتصر الأمر على ذلك؟ الأمر بالطبع لم يقتصر على أحمد عز، هناك فئة فنانين آخرين ومشاهير، لم يكتفوا فقط بتخليهم عن الناس وعدم مساهمتهم اجتماعيا للفقراء والمساكين، بل مارسوا جرما كبيرا؛ هذه الفئة، هى فئة مطربى المهرجانات، حمو بيكا وعمر كمال ورضا البحراوى وغيرهم الذين قاموا بتسجيل مقطع فيديو يسخرون فيه من فيروس كورونا، وطرق الوقاية التى أوصت بها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، فبدلا من أن يكونوا أعوانا للناس فى محنتهم، يستغلون شعبيتهم بين الطبقة البسيطة، سخروا وحرضوا الناس على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. وخطورة هذه النوعية من الفنانين والمشاهير، أن أغلب جمهورهم من الطبقات البسيطة المتواجدة بالمناطق العشوائية التى هى من الأساس لا تلتزم بأى إجراءات احترازية من تفشى الوباء ويتعاملون باستهتار معه، فمن منطلق المسئولية ومكانتهم يعول عليهم أن يكونوا عونا وإسعافا لهم لا ضررا بهم، لكن بجهلهم قاموا بأكبر جريمة وباعوا البسطاء الذين رفعوهم إلى أعلى درجات المجتمع، وحصلوا بفضلهم على ملايين الجنيهات والسيارات الفارهة، فهم يريدون من الناس ألا يلتزموا وألا يصدقوا حجم الكارثة التى فى انتظار المواطنين إن لم يأخذوا الأزمة بجدية، هم يريدون من الناس ألا يلتزموا وأن يتعاملوا بشكل طبيعى ويقومون بالأفراح ويأتون بهم، هم يبحثون عن المال بأى شكل من الأشكال، إما عن جهل أو عن عمد. وكان من المتوقع أن يخرج مطربو المهرجانات ويتبرعوا للبسطاء الذين تضرروا من وباء كورونا، هؤلاء البسطاء الذين لطالما تشدقوا بهم وأنهم من الطبقات البسيطة المكافحة، لكن يبدو أن خروجهم من هذه الطبقة وصعودهم إلى طبقة أعلى، أنساهم هؤلاء، وأغفلوا أن كل شيء حققوه لم يكن إلا بفضلهم. 

تساءل الجمهور أيضا، أين أحمد مكى؟ أين مصطفى شعبان؟ فمن يستطع عليه أن يفعل ويبادر على قدر استطاعته وأمواله وثروته.

والحق يقال إننى كنت أنتظر من الفنانين دورا أكبر ليس فقط على صعيد التبرعات بل من ناحية التوعية بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، نعم خرج عدد منهم يتحدثون عن ضرورة البقاء فى المنزل، لكننى كنت أتوقع ما هو أكثر.

كنت أتوقع أن يكون الجميع على قدر المسئولية، أن يخرجوا بشكل جماعى لتوعية الناس وتحفيزهم على حماية أنفسهم وبلدهم بأن يلتزموا بالإجراءات التى أعلنتها وزارة الصحة ويبقوا فى منازلهم لمدة أسبوعين حتى تخرج مصر سالمة بأقل الخسائر من هذه الأزمة.

لكننى، وحتى كتابة هذه الكلمات، لم أجد ذلك، لم أسمع عن أى حملة موسعة لفنانين مصر عنوانها حماية هذا البلد من الخطر الجسيم.

ثم إن رجال الأعمال قد غابوا عن المشهد أيضًا، نعم أعرف أن بعضهم يتبرعون بمبالغ كبيرة ويتولون كفالة أسر دون أن يعلنوا عن ذلك، لكننا كنا ننتظر مبادرات أكبر وأشمل.

لقد كنت أتوقع مبادرات واضحة بتخفيض عدد العمالة مع الحفاظ على حقوق جميع العاملين، على أن يعلن ذلك فى موقف موحد مهما كانت الخسائر، فأرواح الناس أو الأيدى العاملة فى هذا الحالة أهم بكثير.

نعم هناك مبادرات محمودة من بعض رجال الأعمال لكنها ليست على مستوى الحدث الكبير، ولا زلنا نأمل أن يتحرك الجميع خلال الأيام المقبلة بمبادرة واحدة عنوانا "هنقف جمب بعض"، ولننظر مثل إلى ما يحدث فى العالم، بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت،  أعلن أن مؤسسته ستخصص 100 مليون دولار للمساعدة في الكشف عن الفيروس وعلاج وعزل المصابين،  ومؤسس شركة "على بابا" الملياردير الصينى جاك ما ،قدم 14 مليون دولار للمساعدة في الدراسات التى تعمل على ايجاد مصل.

هذه هى المسئولية الاجتماعية ونحن نطالب نجوم المجتمع بأن يكونوا منتبهين مدركين، مسئولين، لا متخاذلين، فالبلد الذى وفر لهم حياة كريمة وأكرمهم وأعانهم على تحقيق أحلامهم ومساندتهم لا يطلب منهم الكثير. يطلب منهم فقط أن يعينوا الدولة والناس على تجاوز هذه المحنة، لتأثيرهم على الناس، فعليهم أن يشاركوا فى حملات ضرورية ومتكررة ومستمرة على الدوام كى يرتقى الناس ويفهموا أن هناك خطورة كبيرة على صحتهم وحياتهم إن لم يلتزموا. 

ونحن من هذا المنبر، نطالب كل نجوم المجتمع بأن ينتبهوا لخطورة فيروس كورونا، أن يقوموا بأنفسهم بزيارات ميدانية لعمال التصوير ومساعدى الإنتاج وعمال صالات السينما الذين توقفت حياتهم بسبب كورونا، ويساعدوهم، أن يعلنوا ذلك ويبادروا ويشاركوا بل ويطالبوا الآخرين بضرورة ذلك. أما الذين باعونا واختبأوا، فالتاريخ لا ينسى، وكل شيء محفوظ وسيرتد إلى صدورهم مرة أخرى، حين يحتاجوا هؤلاء الناس مرة أخرى، فوقتها سيردهم الجميع، ويذكرونهم بموقفهم المتخاذل فى وقت المحنة والشدة.