لاحظت أن كل من يكتب كلمة حق تجاه ما يحدث في مصر من إنجازات غير مسبوقة يلقى هجوما عنيفا ومنظما من كتائب إلكت

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 18:32
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أيمن سلامة يكتب : « فزاعة التطبيل »

السيناريست أيمن سلامة - صورة أرشفية  الشورى
السيناريست أيمن سلامة - صورة أرشفية


لاحظت أن كل من يكتب كلمة حق تجاه ما يحدث في مصر من إنجازات غير مسبوقة يلقى هجوما عنيفا ومنظما من كتائب إلكترونية تتهمه بالتطبيل فصار  بعضنا مع الوقت يخشى من هذه الكلمة ويخافها وينشغل بنفيها تماما مثلما أتت لحظة تاريخية علينا كنا نخشى فيها أن ننعت بالفلول خاصة حين حاول مجلس شعب الإخوان أن يمرر قانونا بالعزل السياسي لكل من اشتغل أو اقترب من نظام مبارك علما بأنهم كانوا أكثر الناس استفادة من هذا النظام , فما حققوا ثرواتهم إلا في عهده وما دخلوا البرلمان بأعداد مهولة وبتنسيق تام مع الأمن إلا  في عهده وكم من مرة صرح فيها مرشدهم بأن مبارك هو والد كل المصريين ولكنهم انقلبوا عليه حين أتت إليهم الإشارة من الخارج.. وحين بدأ أوباما يكرر كلمة "الآن وليس غدا" في إشارة منه إلى ضرورة ترك الرئيس مبارك لمنصبه في تدخل سافر وغير مسبوق في الشأن المصري وهؤلاء الذين كانوا يرددون في مظاهراتهم "يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان" هم أنفسهم الذين شكلوا وفدا للذهاب إلى الكونجرس الأمريكي للتحريض على مصر وتقديم ملفات لانتهاكات حقوق الإنسان –كما زعموا –في مصر ابتداء من 2013 وبكل بجاحة قاموا بنشر فيدية لأنفسهم عبر قناة الجزيرة وعبر مواقعهم على شبكات التواصل الاجتماعي ظنا منهم أنهم يحسنون عملا وأن الشعب المصري سيصفق لهم على هذا الفعل الشنيع ويبدو ان قراءتهم للواقع الاجتماعي والسياسي في مصر يقتصر على سماع أصواتهم فقط أو متابعة أنفسهم عبر مواقعهم والتي تشعرك أن مصر تعيش على سطح بركان سينفجر بعد لحظات وهذا غير حقيقي بالمرة , فالمواطن في بلدي يشعر بحجم الإنجازات التي تمت خلل السنوات القليلة الماضية ويرى انعكاس ذلك على حياته وتجربته بعد أحداث 25 يناير دفعته لكره أي حراك ثوري جديد فقد أدرك الجميع ان هذه الأحداث قد أعادت البلاد إلى الوراء اقتصاديا وسياسيا وها نحن قد بدأنا نسترد عافيتنا بعد مرور ثماني سنوات أما هؤلاء الذين يظنون ان الشعب سيفرح لذهابهم إلى الكونجرس والاستعانة بالأمريكان علينا فهم من المغيبين وهذا يقودنا إلى مسألة فقهية أثيرت في زمت الخلفاء الأوائل وهي الخاصة بحكم الاستعانة بغير المسلم فهل يجوز ذلك ؟ وإجابة هذا السؤال الفقهي معروفة للجميع , فقد اتفق العلماء على انه لا يجوز للمسلم ان يستعين بغير المسلم على المسلم ونحن نهدي هذا الأمر الفقهي لهؤلاءؤ الذين يرفعون شعار الإسلام والذين كانوا يهتفون وراء صفوت حجازي "عالقدس رايحين شهداء بالملايين" فإذا بهم إلى الكونجرس يذهبون وقد نسوا أن هذه الإدارة الأمريكية هي من اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي من نقلت سفارتها إلى هناك وسط رفض عالمي تقوده مصر ورئيسها الذي لا يعجبهم , وإذن فأي تناقض يعيش فيه هؤلاء هل فكر أحدهم في حمل ملفات مشابهة ضد انتهاكات حقوق الانسان في اسرائيل أو في تركيا أو في قطر؟! ألا يكشف هذا الفعل عن زيف ادعائهم الوطنية والاخلاص لتراب هذا الوطن وأنهم كانوا يحملون الخير إليه وهو الشعار الخاص بهم منذ 2011 , ولكن لماذا نتعجب وهم أثناء اعتصامهم في ميدان رابعة هتفوا لأمريكا وصاحوا فرحا وكبروا تكبيرا حين زعم أحدهم أن الأسطول الأمريكي قد اقترب من الشواطئ المصريو وأن أمريكا جاءت لاحتلال مصر وإعادة مرسي إلى الحكم ؟

ولا ريب أن هذه الكلمات قد اذهلتنا جميعا وقتها ؟ إذ كيف لمصري أن يتمنى احتلال بلده من أجل استمرار جماعته في الحكم؟ وأظن أن هذه المواقع وغيرها من عينة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء لأحدهم في المنام وقال كيف أؤمكك والرئيس محمد مرسي بينكم, فتقدم مرسي للإمامة, أو من عينة أن جبريل قد نزل في رابعة وابتسم للمعتصمين بها , أو من عينة أن العسكر حسبما يقولون قد ادخلوا أسدا على مرسي في محبسه كي يفتك به فإذ بالأسد يستسلم ويسجد عند قدمه وسط ذهول الحراس ؟ اظن أن هذه الأساطير وهذا الهراء قد دفع الغالبية العظمى من شعبنا لعدم التعاطف معهم وعليهم أن يعلموا أننا لا نخاف فزاعة التطبيل التي يريدون اسكاتنا بها لكي لا تبقى إلا اصواتهم الكارهة لمصر , فلو كان حب الوطن والخوف عليه "تطبيل" فما أجمله وما أروعه.