عندما قررت كتابة هذا المقال لم يخطر ببالي أحدًا بعينه ولكن وجدت العديد من الأمثلة ربما قابلتها في الحياة او ف

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

حسام فوزى جبر يكتب .. أفلام السبوبة أكسبت الشباب "أخلاق توك توك"

حسام فوزى    الشورى
حسام فوزى


عندما قررت كتابة هذا المقال لم يخطر ببالي أحدًا بعينه ولكن وجدت العديد من الأمثلة ربما قابلتها في الحياة او في أعمال درامية قديمة - عندما كنّا نجد الوقت لمتابعة الاعمال الدرامية - وعندما كان لدينا أعمال درامية تعبر عن الشعب والتي كانت تبرز السلبية وتحاول علاجها بشكل أو بآخر، لا تلك الأعمال الهزلية المبتذلة التي تبرز وتُضخم أسوأ ما في الشعب وتُشعر الجميع ان هذا هو الوضع الحالي وان جميع أطياف الشعب تحولت لهذا المنظر وهذة الأخلاق وان حلم الثراء السريع والتمرد علي الواقع هو الشئ الطبيعي، فمنذ اكثر من عشر سنوات كتبت بعنوان (أوقفوا مهازل الأفلام الواقعية)، كصرخة كنت أحاول خلالها أن ألفت النظر أن هذة النوعية من القصص الدرامية والممزوجة أحيانًا بالكوميديا ستنتشر إنتشار النار فى الهشيم وستأخد منا ومن أخلاقنا وأخلاق أبنائنا.
وهاهي النتيجة شباب في عمر الزهور وأطفال يافعين ليس لديهم اي طموح تقليد بطل من ابطال هذة الأفلام الهابطة، التي أسموها بأفلام الواقعية ومحاكات افعاله حتي لو كانت غريبة عليه وعلي بيئته اي انه يتمرد علي بيئته مقابل تقليد بطل عمل درامي كل مقوماته انه وجد كاتب سبوبة ومنتج سبوبة لينتج عمل درامي أيضًا ضمن أعمال السبوبة ليحقق دخل مرتفع وليخرب به في النهاية عقول فلذات أكبادنا ويُصدر إلينا جيل تستطيع تسمية أخلاقه بـ"أخلاق توك توك"، والذين كنا ننتظر منهم ان يكونوا أفضل منا وأن يكونوا معينًا لمصرنا الغالية نحو التقدم، لنُصاب بهذة النوعية من الشباب والتى تنتشر فى أغلب شوارعنا فى كل محافظات مصر نسأل الله لنا ولهم الهداية.
أفلام ومسلسلات السبوبة ياسادة هي فساد العقول ودمار الأسر عندما سمحنا بالبداية بتوصيف وتشخيص الأحياء الشعبية علي انها منبع للمخدرات والرذيلة وان شباب هذه المناطق لا يراعي حرمة الجيرة ولا العيش والملح وان نسائها مستباحين وان جميع بناتها يبحثن عن الثري العربي الذي سينقلها إلي الحياة الرغدة أيًّا كان الثمن وحتي ولو كان الثمن كل شئ واي شئ، رغم أن هذة الأحياء منابع الرجولة والوفاء والأمثلة الحية على التكاتف الإجتماعى والتعاون المجتمعى وحب الغير والمشاركة فى حمل الهموم والأحزان قبل الأفراح مع الجيران.
فعقب هذة الأعمال التي لا أجد تسمية لها أصبح هزار الاصحاب بالسباب للأم والأب والدين وكأنه الشيئ الطبيعي بين الأصدقاء بل ويُقاس به مدي قرب الأصدقاء قدر ما يُسمح له من سباب تراجع مستوي الاحترام والأدب بين الشباب ودخل علينا مصطلحات جديدة ابعد ما تكون عنا أصبحت العادات والتقاليد التي نشأنا عليها أفكار قديمة وربما رجعية. 
بل وأصبحت وسطية الدين هي الاختلاط دون مرآعاة لسن وجنس ونوع وتربية ياسادة لقد فشلنا في تربية ابناء وطننا ومدينتنا وقريتنا عندما تركنا من أطلقنا عليهم لقب فنانين يربوهم بدلًا منا، حين تركنا فلذات أكبادنا امام الشاشات المختلفة ليتلقوا عادات وتقاليد وأعراف لم تكن ابدًا منا ولا بيننا لن اذكر أمثال ولا اسماء لأفلام أو مسلسلات فقط سأذكركم ان ما نجده في شباب هذه الأيام من استهانة بكل واي شئ هو تقصيرنا نحن في غرس ما غرسه فينا آباىنا وإخبارنا ان التعامل مع الناس ان لم يكن بالحسني فلا داعي له وان الحلال باق وان المحرمات من كل الأنواع مُهلكة في الدنيا والاخرة أن إبن الناس هو من يحبه الناس لحسن خلقه لا لأن لديه أو لدي أبويه اموال او انه مهما كان سئ الخلق فهو ابن ناس ويطلبون ان يتزوج من بنت ناس.
فدائمًا ما اتعجب من أسر تبحث لابنهم عن عروس من أسرة طيبة ومؤدبة لابنهم سئ الأخلاق ولكنه من أسرة صاحبة مال أو جاه والمصيبة الأكبر ان توافق أسرة الفتاة بحجة انه ابن ناس، ونتيجة مثل هذا الزواج معلومة للجميع مطلقة في عز شبابها وربما بأطفال لأب مستهتر لا يُقدر معني الحياة   
يا سادة ارحموا انفسكم وأولادكم وربوهم بإيدكم وأغرسوا فيهم اخلاقكم واخلاق دينكم وإخلاصكم في حب الوطن لا تتركوا احد يربي لكم وعلموهم أن الفن إن لم يتفق مع واقعهم وتربيتهم ليس فنًا وإنما إسفاف
إحذروا فأنتم من ستحاسبون عليهم