السيدخيرالله يكتب: احذروا الانتهازيون والأفاقون .. فيهم سم قاتل .. واسألوا ( ابن خلدون )
الكاتب
منذ عشرات السنين وخرج عالم الاجتماع الشهير ( ابن خلدون ) ليسجل مقولته الشهيرة
( عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون ، وتعم الشائعات ، وتطول المناظرات ، وتقصر البصيرة ، ويتشوش الفكر ) .
وإذا نظرنا عندما انهارت مصر عقب انتفاضة ٢٥ يناير ، واستمر هذا الانهيار حتى ٢٠١٤ ظهرت فئات من الشعب تغلغلت وانتشرت كالأورام الخبيثه في جسد المجتمع المصري ،
وكانت نتائجه اننا ندفع ثمن مضاعفاته حتى الآن .
نحن بالفعل نعيش زمن المنجمين ، وضاربي الودع ، ومروجي الشائعات والاكاذيب ،
وتجار الدين الذين يخرجون علينا في عباءة المتفقهين ، وهم أبعد ما يكونوا عن الإلمام
بالعلوم الشرعية ، بجانب ظهور تنظيمات وجماعات تتحدث عن الإسلام بشكل حصري ، وتسخر
الدين لخدمة أهدافها ، وتشيع بين الناس أنها تملك مفاتيح أبواب الجنة والنار ، فمن
يتبعها وينفذ أوامرها على السمع والطاعة ، يحصل على مفاتيح أحد أبواب الجنة ومن يخالفهم
فله العكس تماماً .
كتائب الانتهازيين والأفاقين ، وتنظيمات اغتيال السمعة والتشكيك في كل شيء نار
خطيرة ، تلتهم الأخضر واليابس ، اذا ما تركنا لهم الفرصة للتوغل والانتشار في المجتمع
، وامتلاك الأدوات اللازمة التي تمكنهم من سرعة هذا الانتشار ، مثل تقديمهم باعتبارهم
شخصيات اعتبارية ، تأتي باقتراحات وتقدم حلولاً للمشاكل بطريقة اللعب بالثلاث ورقات
، والسحر والشعوذة لخطف الأبصار والتنويم المغناطيسي ..!!
كتائب الانتهازيون هؤلاء لا يعنيهم سوى مصالحهم الشخصية ، والاقتراب من منصات
الدعاية ، والتأثير في القرار ، وتشكيل وعي عام جمعي زائف ، لا وجود له في الحقيقة
، ومتضخم فقط في الخيالات المريضة ، والعالم الافتراضي ، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي
(( فيس بوك وتويتر )) ، ولا يتركون شاردة أو واردة إلا وأقحموا أنفسهم فيها .
وللأسف ، فهناك حالة عجيبة من الاستجابة والرضوخ لقبول هذه الفئات المدمرة
، وكأننا نهرب من واقع مرير ، ونريد أن نعيش في كنف الانتهازي طالما ظريف ، أو منجم
أفاق ، طالما يردد على الأسماع كلمات تطرب لها الآذان ، ولا نريد أن نسمع كلمات معبرة
عن الحق والعدل وترسيخ المبادئ والقيم ، وإعلاء شأن المنطق والعقل ، وهي فضائل تقاس
بها الامم والشعوب ، وما من شعب تقدم وازدهر الا من خلال طرح أسئلة تخاطب العقل ، وتسير
جنباً إلى جنب مع المنطق !!.
نعم ، ما قاله ابن خلدون ينطبق على الاحداث الصاخبة التي وقعت في مصر بعد انتفاضة
٢٥ يناير ، حيث ظهر الانتهازيون والأفاقون ، وتجار الشعارات وأعضاء الحركات المأجورة
، والائتلافات ، ونشطاء السبوبة ونخبة العار من المشوشين فكرياً ، والذين لهم قصور
حاد في البصيرة ، فهؤلاء لا مكان لهم إلا وسط الأقزام والهلافيت ، فمنهم من يعيد إلى اذهاننا سيناريو فيلم ( الهلفوت ) قصة المبدع وحيد حامد واخراج سمير سيف ، فجسد الراحل
صلاح قابيل لشخصية عسران الضبع ( الفتوه ) والذي يخشاه الناس ، وتبين مع مرور الاحداث
انه شخص هولامي فضائي يعيش الوهم ( شخصية هشه لا يحرك له ساكن ) ولكن يعيش( بالاونطة
) كما وصفه الزعيم عادل امام في أحداث الفيلم .
فنحن الان نرى العديد من شخصية ( عسران الضبع ) في كل وقت ولكن النهاية ستكون
حتما مضحكة كنهاية عسران الضبع في مشاجرته مع الهلفوت .
يا سادة الأفاقون والانتهازيون يعيشون على الكذب والخداع وليس لهم مصداقية ففيهم
سم قاتل .
حفظ الله مصر من شر هؤلاء الشرذمة وجعلهم دائماً في الدرك الأسفل .