الحرفيون :لم يعد هناك إقبال علي شراء منتجاتنا بسبب الغلاء و المنافسة من الصينيين و غزو التكنولوجيا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

"الحرف اليدوية" .. الكنز المدفون

الحرف اليدوية   الشورى
الحرف اليدوية


الحرفيون :لم يعد هناك إقبال علي شراء منتجاتنا  بسبب الغلاء و المنافسة من الصينيين و غزو التكنولوجيا

صانع فخار : المهنة تندثر بشكل كبير، في ظل فقدانها لأحد أبرز مميزاتها قديما وهو الربح العالي، وبات العاملون بها غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية

صانع صدف : وانهيار السياحة أدى إلى ركود كبير فى عمليات البيع والشراء سواء من التجار أو المستهلكين

خبراء : لابد من دعم أصحاب الحرف اليدوية فى مواجهة الغزو الصينى ..والشباب العاملون فى هذه الحرف يستحقون  التمويل من البنوك

 

منذ قديم الزمان وكانت الحرف التراثية تحتل المركز الأول في الصناعات المصرية المختلفة حيث تتميز بجودة عالية في التنفيذ والتشطيب، وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة( الفرعونية, القبطية, الإسلامية, الشعبية) ونظرا لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها وتوظيفها فقد أعدت( فنون تراثية) توظف في جميع مجالات الحياة فحتى أواخر العصر العثماني كانت الحرف التقليدية بمثابة الصناعة الوطنية في مصر، وكان إنتاجها يلبي احتياجات أهل البلاد من الملبس والمعمار وفنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية، ومن أعمال التطعيم بالعظام والمشغولات النحاسية والفضية والمنسوجات الحريرية والصوفية وأشغال التطريز والخيامية وعشرات الحرف الأخرى، هذا إلى جانب المنتجات التي يتم تصديرها إلى البلدان الأخرى من كافة الحرف المتوارثة، وكان لتلك القاعدة الصناعية أحياء بكاملها يعيش فيها الحرفيون تحت نظام دقيق هو نظام الطوائف الحرفية، له قواعده وأصوله وأربابه وشيوخه.

الحرف اليدوية أو الصناعات التقليدية هي الصناعات المعتمدة على اليد أو باستخدام الأدوات البسيطة فقط وهي أحد القطاعات الرئيسية التقليدية الحرفية، وعرفت مصر الحرف اليدوية منذ عهد الفراعنة حيث تميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب في صناعة الحرف اليدوية من حيث استخدام المنتجات الطبيعية من القطن والأصواف والخشب والحرير، لذلك تشتهر الصناعات اليدوية المصرية بتنوعها وغناها وتفردها من حيث اتقان الصنعة ومراعاه التفاصيل ومن أهم هذه الصناعات صناعة الكليم في مناطق فوة والجورة بالعريش ومرسي علم وأبو سمبل وسيوة، وصناعة التطريز في مناطق دمياط وسيوة وبئر العبد بالعريش وسانت كاترين، وصناعة النسيج في مناطق أخميم بسوهاج ونقادة بالأقصر، وساقية أبوشعرة المتخصصة في صناعة السجاد اليدوي، وصناعة الجلود وتتركز في مناطق مصر القديمة والإسكندرية وحلايب وشلاتين، وصناعة الحلي في مناطق تجمع نصر النوبة وتجمع حلايب وشلاتين ومرسي علم، وتجمع الجمالية المتخصص في المشغولات الفضية، وصناعة الرخام وتتركز في مناطق الدريسة وشق الثعبان بالإضافة إلى تجمعات في مجالات صناعة الخيامية والتللي والعرجون والأثاث.

ويرى عدد كبير من العاملين بقطاع "الحرف اليدوية" أن عددهم في تراجع مستمر لعدم تلقيهم الدعم الذي يشجعهم على استمرارهم في المهنة، فيما يرى آخرون أن إقامة المعارض وفتح أسواق محلية يساعد في تسويق منتجاتهم وتنمية القطاع

أكد  محمد زهدي صاحب ورشة خزفيات أنه حتى وقت قريب كانت منتجاتهم تصدر إلى دول أوروبا وبعض دول أسيا، وكانت تدر عليهم دخولا كبيرًا رغم العراقيل التي كانت تواجههم بعضها إداري خاص بالإدارات التنفيذية هذا فضلا عن صعوبة الحصول على الطمي المناسب لهذه الصناعة في الوقت الحالي والذي كان علامة مميزة طيلة الفترة الماضية.

وأضاف :  الفخار أصبح مهنة نادرة جدا، بالرغم من تميز مصر بهذه الصناعة عن غيرها من البلدان،  فقد كنا نورد الفخار إلى الدول الأوروبية، فصناعة الفخار سحر يحتاج لفنان، فأنت تحول الطين إلى أشكال فنية مبهجة".

وتابع :  المهنة تندثر بشكل كبير، في ظل فقدانها لأحد أبرز مميزاتها قديما وهو الربح العالي، وبات العاملون بها غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، في الوقت الذي لعبت فيه التكنولوجيا والتطور العصري دورًا سلبيا في رواج منتجات هذه الصناعة

وقال  حسن شعبان أحد صانعي الفخار بـ " خزفيات بيت الفن "   يبلغ من العمر 36 عامًا بدأ يعمل بها منذ أن كان عمره  6 سنوات :  " لما كان في سوق كان شغال حلو ، بس دلوقتي الدنيا مريحة " و أناشد  الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة بدعم هذه الصناعة من خلال تدشين مراكز خاصة للخزف والحرف اليدوية وتسليط الضوء عليها، كاشفا أنه لو تحقق ذلك سيساهم هذا بشكل كبير في إعادة الصناعة للمنافسة العالمية كما كانت في السابق.

وأعرب عن استيائه بسبب إرتفاع الخامات المستخدمة كـ " الألوان ، الطمي وكان الطين بـ 200 أو 250 لكن في الوقت الحالي وصل السعر إلى 700 جنيه   أوضح أنه بسبب غلو الأسعار فلا يوجد مكسب كافي بالإضافة لعدم قدرة توفير أجرة العامل.

أما عن طريقة العمل يتم إستخدام  الطين الأحمر من أسوان ويأتي على هيئة أحجار ثم يتم طحنه ثم يضاف إليه الماء حتى يتحول إلى عجينة ويتم تشكيله على " الدولاب " وكان قديمًا يتم إستخدام الدولاب الفخاري الذي يتحرك عن طريق القدم ثم تتطور وأصبح يتحرك بالكهرباء ، وبعد التشكيل يترك حتى يتم تجفيف الفخار منذ الصباح وحتى العصر ، ثم يتم صنفرته وتلميعه ويدخل الفرن وهذه المرحلة  معروفة بمرحلة " البسكوت " على درجة حرارة من 500 إلى 700 ويتم إستهلاك من 4 إلى 5 أنابيب غاز ، ثم يلون ويلمع ويدخل الفرن مرة أخرى لدرجة حرارة 1000 وهي تعرف بمرحلة " الخزف " ويتم إستهلاك 6 إلى 7أنابيب ، مساحة الفرن تحتوي على 15 قطعة ويتم إستهلاك كمية الغاز هذه سواء كانت الأحجام كبيرة أو صغيرة لأنه يجب أن يصل " حرق الفخار " إلى  درجة معينة .

إسلام نعيم عبد العزيز يبلغ 24 عامًا يمتلك والده أحد ورش الصدف  بـ " درب الأتراك : اعمل بها منذ 10 سنوات والورشة .. الصدف يجلب من دول مختلفة " استراليا ويصل سعر كيلو الصدف الاسترالي إلى 180 جنيه فيما يصل سعر كيلو الصدف النيوزلاندي 350 جنيه " بالاضافة للصدف المصري الذي يستخرج من الغردقة وشرم الشيخ ويصل سعر الكيلو منه 65 جنيه ، ويتم تنظيف الصدفة عن طريقة " ماكينة الجلخ " ثم يتم تقطيعه عل ماكينة أخرى تقوم بتقطيع الصدف إلى خطوط ثم يبدأ بتقطيع وتشكيل الصدف  ، ويقوم بالرسم على العلبة الخشب المراد تغطيتها بالصدف ، ثم يلصق الصدف عليها وهذه تعرف بمرحلة " التطعيم "  ، ثم يضع " صب " من الغراء حتى تغلق أي فراغات ، ثم صنفرتها ، ثم تنجيدها ثم تلميعها بـ " الورنيش " الشغل الاقبال حاليًا " كويس"مضيفًا أن هذه المهنة مرتبطة بالسياح إذا تواجد السواح تتحرك عجلة العمل ، أما في عدم وجود السياح  ليس أمامه سوى الصبر .

وعن المواد الخام التى يستخدمها فى صنعته، أوضح أنه كان زمان يستخدم الأبانوس وظهر السلحفاء وقرن الخرتيت التى يعتبر أغلى من أنياب الفيل، لكن مع تطور الأوضاع وزيادة أسعار هذه الخامات تم استبدالها «بالطبخ والأكلريك» حيث يتم الحصول عليهم من هولندا، مشيراً إلى أن الصدف يطعم به الأرابيسك، الذى يستخدم فى صناعة الأثاث، حيث كان صناعة الأرابيسك فى السابق تتم عن طريق نواة البلح.

وأردف «نظراً» لأنه يحتاج لدقة عالية ومهارة فائقة فى الشغل، حل مكانه الخشب والبلاستيك عن طريق صبه فى قوالب ومن ثم دهنه، وبالتالى الزبون لا يستطيع التفرقة بين الخشب والبلاستيك.

وأشار إلى معاناة، حيث إنه يوجد عدد قليل جدًا من مستوردى الصدف فى مصر يتحكمون بسعره، متابعًا هذا بدوره يخلق أزمة بينى وبين العملاء، بمعنى الخلاف فى السعر مع تجار الصدف، بيغلى سعر المنتج فى النهاية وهذا بدوره يؤدى إلى فقدان المصداقية مع الزبائن».

بينما يقول " مراد إسماعيل " 53 عامًا ،صاحب أحد ورش الصدف بحارة " المدرسة " بحارة المدرسة بالدرب الأحمر  :  صناعة الصدف منتجاتها تكميلية أو ترفيهية وتعتمد فى المقام الأساسى على السياحة والتصدير، وانهيار السياحة أدى إلى ركود كبير فى عمليات البيع والشراء سواء من التجار أو المستهلكين»

وأضاف : الوضع حالياً مش مستحمل إن الحكومة تفرض ضرائب وتأمينات»، مضيفاً أن الضرائب تعد أكبر المشكلات التى تواجه المهنة بعد الركود الاقتصادى وارتفاع سعر الدولار فعليهم فقط إعادة إحياء المهنة وفتح أسواق جديدة داخلياً وخارجياً ووقتها تقوم الدولة بتحصيل الضرائب التى تريدها أما بالشكل الحالى فالمهنة تموت. وأضاف  «زمان كان بيشغلنا تجار من تونس والمغرب وقبل الحرب فى سوريا كانوا يصنعون شغل مشابه للصدف ولكن رسم أشكال على الخشب، والصين حاولت تعملها طباعة لكن هناك فرق شاسع بين الشغل اليدوى وشغل الماكينات أشبه بالفرق بين الصورة المطبوعة ولوحة فنان».

وقال "جمال صلاح " أحد مالكي ورش النحاس بـ " ربع السلحدار " بخان الخليلي   :"ثورة25 يناير  دمرت  كل  حاجة  ..مهنتنا  تعتمد  علي وجود  السياحة "والسياحة  مضروبة أساسا  والسائح القادم "تعبان  ماليا  "من شرق  آسيا فضلا عن الغزو الصينى و المنافسة لمنتجاتنا .

وأضاف : الورشة كانت بتفتح بيت واتنين، ولكن تغير الزمن وبقى اللي جاي على أد اللي رايح".

وأضاف: لم يعد هناك إقبال علي شراء المشغولات النحاسية، ودا لأن "غصب عن  الصانع النحاس سعره غلي عن زمان"، مشيرا إلى عدم وجود صنايعية للعمل بالنحاس، وهذا سوف يؤدي إلى انقراض الحرفة.

واختتم "مصر زمان كانت مشهورة بالصنايعية المهرة في شغل النحاس، كله بقي بيدور علي السفر، والبعد عن حرف أصيلة، كلها إبداع وجمال، أملا في تغير الأحوال ومستقبل أفضل".

من جانبه اكد الدكتور "وليد جاب الله" خبير  التشريعات الإقتصاديه ان الحرف اليدوية مثل صناعة النحاس والسجاد والكليم والزجاج والبردي والرمل  والخوص وغيرها لها أهمية كبرى في توفير مصادر عملة أجنبية للدخل القومي من خلال المنتجات والتحف التي يتم تصنيعها وبيعها للسياح الذين يعشقون مثل هذه التحف اليدوية ويقدمونها لذويهم كهدايا تذكارية من مصر هذا فضلا عن ما يتم تصديره من هذه المنتجات.

وطالب  من الدولة بضرورة إنشاء مدارس فنية ومهنية لمثل هذه الحرف وتدريب الشباب عليها حتى لا تندثر هذه المهن المهمة التي تعبر عن تراث مصر مؤكدا ان الصناعات الحرفية اغلبها يتراجع ويحل محلها الصناعات الصينية وهي تقليد للأصلي الموجود لدينا ويكلفنا استيراده عملة صعبة ولا يكون بجودة وجمال المنتجات المصرية.

وشدد على ضرورة قيام الدولة ممثل في وزارة التجارة والصناعة وهيئة المعارض ومركز تحديث الصناعة بمشاركة منتجاتنا من الصناعات الحرفية المختلفة من كليم وسجاد ونحاس وغيرها في مختلف المعارض الدولية والعالمية لأنها تساهم في نقل الصورة الحضارية عن مصر للعالم وتجذب السائحين لزيارة مصر للتعرف على هذه الحرف وتحقق عائد من العملة الصعبة

وأضاف أن  من الصعوبات التي تواجه قطاع الحرف اليدوية ارتفاع التكلفة الاستيرادية للآلات والمعدات الأزمة للتصنيع والتي ترغب الغرف في استيرادها الورش بهدف زيادة الانتاج وتحسين جودته، إضافة إلى تحقيق ميزة تنافسية للمنتج المصري محليا وعالميا من خلال خلق تصميمات جديدة للمنتجات المختلفة.

ولفت إلى أن عدم تطوير القطاع أدى إلى هروب العمالة الماهرة منه إضافة إلى تهديد بعض القطاعات العاملة تحت مظلة الحرف اليدوية بالانقراض،

وأشار إلى انه تم تقديم المواصفات ونوعية الآلات والمعدات المطلوبة لوزير الإنتاج الحربى، والخاصة بقطاع الحلى والاحجار والخزف، لافتا إلى أنه سيتم عقد اجتماع مجددا مع الوزارة لمناقشة بدء تنفيذ تصنيع تلك النوعية من الآلات.