قوات GIS المصرية تتخصَّص في مكافحة الإرهاب، ويتم ا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب عن الانتصار الكبير «القوى الأمين » السيسى يفى بوعده ويؤدب «كلاب النار» من الإرهابيين والخونة

الكاتب الصحفى محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
الكاتب الصحفى محمود الشويخ - صورة أرشفية


قوات GIS المصرية  تتخصَّص في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى، التي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية،

يوما بعد الآخر تثبت الأجهزة الأمنية المصرية أنها هى الحامى للدولة   المصرية والحارس عليها  الذى يواجه كلاب النار الذين يخططون لتخريب البلاد بأوامر من أعداء الوطن فى الخارج .

إن القبض على هشام عشماوي الإرهابى الخطير واسترجاعه من ليبيا حيا يعتبر إنجازا كبيرا للأمن المصري بالنظر إلى "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق، الذي يعتبر "كنز معلومات"، مما جعله المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية.

إن أهمية عشماوي  تكمن في الأسرار الكثيرة والمعلومات الوفيرة التي يخزنها بشأن التنظيمات الإرهابية والتهديدات القائمة، إلى جانب إلمامه التام بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.

إننى أتوقع  أن تسفر التحقيقات التي ستجرى مع عشماوي عن مجموعة من الإفادات، بشأن الهجمات الإرهابية التي حصلت في وقت سابق، إضافة إلى معلومات بخصوص المخاطر التي تحدق بالبلاد، كونه كان إلى وقت قريب على صلة بالمقاتلين والجماعات الإرهابية، وبالتالي فإنه على دراية بمخططاتهم.

شدت القوات التي كان تنقل الإرهابي المصري هشام عشماوي الاهتمامَ، بملابسهم العسكرية التي حملت ثلاثة أحرف هي «GIS»، ووجوههم المقنعة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول هوية قوات «GIS» المصرية.

ما هي قوات GIS المصرية؟

لأول مرة تظهر هذه القوات في الإعلام، التي تتبع المخابرات العامة المصرية.

فالأحرف الثلاثة GIS هي اختصار General Intelligence Security أي أمن المخابرات العامة، وفقاً لما ذكره موقع RT الروسي.

بينما يشير العقيد حاتم صابر، الخبير المصري في مكافحة الإرهاب الدولي، إلى أنها اختصار لـ «general intelligence service»، وتعني «قوات المخابرات العامة».

وتتخصَّص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى، التي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية، بحسب ما ورد بموقع RT  الروسي.

وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في أجهزة الأمن، التي تُعزز القوات البرية بها، وهي تقف بالمرصاد للإرهابيين، وتضرب معاقلهم، وخاصة في ظل التهديدات الأخيرة، وتسهر على حماية المنشآت الوطنية، ومنع أي اختراقات يقوم بها الإرهاب.

ولكن ليست مصر فقط التي لديها هذه القوات

في حين يوجد العديد من أجهزة المخابرات في العالم التي لديها قوات خاصة، فإن هناك قوات خاصة في العالم أخرى تحمل نفس التسمية أو الاختصار، أي GIS.

فهناك قوات GIS الإيطالية، وهي قوات عمليات خاصة لمكافحة الإرهاب، وأفضل وحدة للاستجابة التكتيكية داخل الشرطة العسكرية الإيطالية تم إنشاؤها في عام 1978، لمكافحة التهديد المتزايد من الإرهاب.

وتوصف بأنها من أفضل القوات الخاصة على مستوى العالم.

كما أن هناك قوات جزائرية خاصة تسمى قوات التدخل الخاصة، تحمل نفس الاختصار.

هي مجموعة قوات أنشئت في الجزائر عام 1987، كانت تتكون في البداية من300 عضوٍ، وهي مسؤولة عن مكافحة الإرهاب، كما أنها وحدة فرعية من إدارة الاستخبارات والأمن، ووُجهت لها اتهامات بالقيام بانتهاكات لحقوق  الإنسان خلال فترة العشرية السوداء.

إن تسليم الجيش الوطني الليبي هشام عشماوي الإرهابي للقاهرة يؤكد متانة العلاقات بين الجانبين وتنسيقهما الكامل في محاربة الإرهاب كما أن هذه  الخطوة من شأنها فضح الدول الداعمة للإرهاب في كلا البلدين.

إن تسليم عشماوي يؤكد أن مصر وليبيا تعدان صفا واحدا في محاربة الإرهاب، خاصة أنهما تواجهان الأخطار الإرهابية نفسها نظرا للحدود المتلاصقة بينهما فعشماوي هو "المدبر في تكوين المنظمات الإرهابية داخل ليبيا، والقبض عليه ثم تسليمه إلى القاهرة سوف يكشف الكثير من الحقائق وتورط دول كثيرة من داعمي الإرهاب".

لقد قام الإرهابي هشام عشماوي بأعمال إرهابية داخل الأراضي المصرية، وبكونه مواطنا مصريا، فمن حق مصر تسلّمه والتحقيق معه ومحاكمته داخل البلاد.

إن  "التعاون الاستخباراتي بين مصر وليبيا قديم جدا ومهم أيضا لارتباط الدولتين الشقيقتين بحدود برية طويلة عبر الصحراء، التي قد تكون خالية من السكان مما شجع عمليات التهريب قديما، وأتاح الفرصة لحركة الإرهاب وانتقال الإرهابيين بين الدولتين مستغلين طول الخط الحدودي والهشاشة الأمنية في الأراضي الليبية، مما يسهم في زيادة النشاط الإرهابي العابر للحدود بين الدولتين ويزعزع الأمن القومي فيهما".

لقد كان  اتخاذ عدد من الإرهابيين من ليبيا وكرا لهم يعد تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار في مصر، ويعطل مسيرة التنمية والأمن القومي المصري، لافتا إلى أن العديد من العمليات الإرهابية تدار من ليبيا بواسطة إرهابيين مصريين مما يجعل للتعاون الأمني والعسكري بين الدولتين وتبادل المجرمين أهمية قصوى وخاصة في ظل تنامي النشاط الإرهابي العابر للحدود.

إن تسليم الإرهابي المصري هشام عشماوي وبعض الإرهابيين المقبوض عليهم في ليبيا إلى السلطات المصرية يأتي في هذا الإطار من التنسيق بين الشقيقتين العربيتين دعما لجهوديهما في محاربة الإرهاب والعصابات المسلحة في أراضي الدولتين، ويكشف النقاب عن ممولي الإرهاب في البلدين".

كشف خبراء وباحثون في مجال مكافحة الإرهاب وشؤون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان الإرهابية هي التي دعمت تأسيس المصري هشام عشماوي لتنظيماته الإرهابية في مصر وليبيا بدعم من قطر.

وأكد الباحثون والخبراء أن الأوامر صدرت من داخل مكتب خيرت الشاطر، القيادي الإخواني المصري، في أواخر عام 2011 إلى عشماوي بتأسيس ما يسمى "جيش الإسلام الحر"، بالتنسيق مع الإخواني محمد كمال مسؤول اللجان النوعية والتشكيلات المسلحة داخل الجماعة الإرهابية.

كيف بدأت العلاقة بين هشام عشماوي والإخوان؟

قال الدكتور أحمد عطا الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إنه "بعد أحداث 25 يناير 2011، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر في خطوات السيطرة على الحكم، وحرص خيرت الشاطر نائب المرشد العام على تقوية التشكيلات المسلحة داخل التنظيم لتكون ظهيرا قويا للجماعة المتطلعة إلى السلطة".

وأضاف عطا ، أن "الشاطر طلب لقاء عشماوي في أواخر 2011 وكان اختيارا مدروسا، وله معايير أهمها كونه ضابط جيش مفصولا بسبب انتمائه إلى تيار السلفية الجهادية المؤسس على أفكار الإرهابي سيد قطب".

وأشار إلى أن "الشاطر اتفق مع عشماوي على تشكيل الجيش الإسلامي الحر، وبدأ فعليا في ذلك بعد حصوله على تمويل كبير من الإخوان، وزاد نشاطه بشكل كبير بعد وصولهم للحكم في عام 2012".

الفرقة "95 إخوان"

كشف بلال الدوي، مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، أن الإخوان أسندوا تشكيل ما يسمى "الفرقة 95 إخوان" إلى عشماوي أيضا مع مجموعة من قيادات التنظيم المسلح.

وأوضح الدوي  أن "الفرقة هي مجموعة من التشكيلات المسلحة، مكونة من نحو 6 خلايا نوعية، متعددة المهام، أبرزها تنفيذ العمليات المسلحة، وتأمين اعتصامات الإخوان، وتأمين مقر مكتب الإرشاد ومقرات الإخوان وقنص المتظاهرين أثناء المظاهرات 30 يونيو.

تأسيس "المرابطون" أحد أذرع تنظيم القاعدة

أكد الدكتور أحمد عطا أنه عقب اشتعال التظاهرات المطالبة بإسقاط الإخوان، أسند الشاطر إلى عشماوي مهمة تأمين اعتصام رابعة العدوية المسلح.

وتابع: "بعد سقوط الإخوان في 30 يونيو، فر عشماوي مع مجموعة من القيادات إلى تركيا، حيث أسندت إليه مهام جديدة".

وأوضح أن "عشماوي التقى في تركيا زياد الإمام، أحد المسؤولين بجهاز أمن الدولة القطري، وعددا من قيادات الإخوان، وتم تكليفه بتأسيس تنظيم (المرابطون)، والإعلان عنه باعتباره أحد أذرع تنظيم القاعدة، على أن تكون مهمته الأساسية ضرب الجيش المصري واستهداف الارتكازات الأمنية وحرق المؤسسات واستهداف دور العبادة، وقيادات الدولة".

وأشار إلى أن "عشماوي أسس بالفعل التنظيم بالتعاون مع مرعي زغيبة أحد القيادات الإرهابية الليبية، الذي تم القبض عليه معه في محافظة درنة الليبية".

تنظيمات إرهابية أسسها "عشماوي"

أوضح بلال الدوي، مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، أن "التنظيمات الإرهابية التي أسسها عشماوي هي تنظيم أنصار بيت المقدس، وكان يقوده عشماوي بنفسه، وتنظيم أجناد مصر ويقوده همام محمد أحمد عطية، وتنظيم مصر الجديدة ويقوده تامر أحمد عصمت العزيري".

وأضاف أن "عشماوي أسس أيضا تنظيم المقاومة الشعبية ويقوده خالد أحمد سامي كشك، وتنظيم الكتائب ويقوده محمد أشرف فتحي سليم، وتنظيم أنصار السنة ويقوده محمد عبدالحق محمد منصور".

"الإخوان الإرهابية"

ولم يكن عشماوي صاحب بنية فكرية قوية، لكنه كان قائد عمليات سعى التنظيم الإرهابي للاستفادة من خبراته، قبل أن يعلن قادته مبايعة أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وظل محتفظاً بولائه لتنظيم القاعدة الإرهابي.

ويُعتقد أن عشماوي لعب دوراً أساسياً في عدة عمليات إرهابية كبرى في مصر، أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم في عام 2013، ومذبحة "عرب شركس" شرق القاهرة، ومذبحة كمين الفرافرة في عام 2014.

وكانت آخر عمليات عشماوي الإرهابية قبل هروبه إلى ليبيا، الهجوم على دورية أمنية في منطقة الواحات بالصحراء الغربية غربي مصر، في أكتوبر عام 2017.

عقب هروبه إلى ليبيا أعلن عشماوي نفسه أميراً لتنظيم "المرابطون" الإرهابي، والمتهم الرئيسي في ذبح 29 قبطياً مصرياً في ليبيا.

وظل هشام علي عشماوي مسعد، حتى عام 2010، ضابطاً في صفوف الجيش المصري، قبل أن تداهمه نقطة التحول في حياته ليصبح واحداً من أكثر الإرهابيين وحشية.

وأصيب عشماوي بالاكتئاب بعد وفاة والده وفقد القدرة على ممارسة عمله، حتى تم فصله من الجيش عام 2012.

وفي درنة ظل عشماوي محتفظاً ببطاقة تسريحه من الجيش المصري أملاً، على ما يبدو، في شرف لا يستحقه.

التحق عشماوي، وهو من مواليد القاهرة، بالكلية الحربية في مصر عام 1996، وتخرج في عام 2000، لكنه أحيل للمحاكمة العسكرية في 2007 بسبب تشدده قبل أن يُسرَّح من الخدمة بعد 5 سنوات.

ولاحظ زملاء عشماوي علامات تشدده حينما تشاجر مع خطيب مسجد بأحد معسكرات الجيش، لأنه أخطأ في تلاوة آية، وفي حينها وضعته المخابرات العسكرية تحت مجهرها لتتثبت لاحقا من انحيازه للأفكار المتطرفة.

وخلال عام 2012 حيث كان المشهد المصري يتصدره قادة الإرهاب نجح عشماوي في تشكيل خلية من 4 ضباط مفصولين من الجيش قبل أن يلتحق بتنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء.

وفي أكتوبر عام 2018 وضع الجيش الليبي نهاية مؤقتة لقصة أخطر إرهابي في مصر، معلناً القبض على ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي.

وفي حي المغارة في مدينة درنة الليبية، ووسط أنقاض المعارك وخراب رافق التنظيمات الإرهابية أينما حلَّت، فاجأ الجيش الليبي عشماوي، فلم يفلح حزام ناسف كان يرتديه في كتابة مشهد النهاية على طريقته الدموية.