هروب فيزيائيين وعسكريين إيرانيين خارج بلادهم خوفا من الاعتقال الاستخبارات البريطانية والأمريكية تنقذ ج

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الايرانيون فى جحيم الخومينى

أرشيفية   الشورى
أرشيفية


هروب فيزيائيين وعسكريين إيرانيين خارج بلادهم خوفا من الاعتقال

الاستخبارات البريطانية والأمريكية تنقذ جاسوسا إيرانيا لحساب لندن وإسرائيل

أصبح من الواضح للجميع ان المعارضة الإيرانية لن تهدأ قبل ان تحقق مطالبها الداعية لكبح الفقر والظلم ومحاربة الفساد المستشري في البلاد

اعتراضا على سياسة النظام التي يرونها قمعية من الدرجة الأولى، حيث عرفت طهران في الفترة الأخيرة وذلك باعترافات من بعض عناصر المعارضة، بأنها حاولت جاهدة التخلص من بعضهم والقيام بتصفيتهم خارج حدود البلاد، الأمر الذي دعا عددا من دول الاتحاد الأوروبي إلى توجيه التحذير للنظام بسحب سفرائها من طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهم، كما دعت بعضها رعاياها إلى ترك طهران والتوجه إلى بلادهم لعدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية، وعلى الرغم من الملاحقة خارج البلاد إلا أن ذلك لم يمنع عددا منهم من اللجوء إلى الغرب للاحتماء، حتى بعد تعقبهم وفشل محاولات الاغتيال، الأمر الذي أشعر المقيمين فيها من أنصار الجبهة المعارضة بالقلق والخوف، ومن ثم توجهوا إلى تنسيق وتجهيز المسيرات الرافضة لسياسة النظام الإيراني في التعامل مع المعارضين، بل وطلبهم بالرحيل، حيث أنهم يرونه نظام فاشل يحكم البلاد منذ عقود طويلة قد تتخطى الأربعين عاما منذ التخلص من الحكم الملكي، وأوقعها في الكثير من المشاكل داخل وخارج المنطقة العربية، بالإضافة إلى كونه يقوم بتمويل جماعات مسلحة تقتل المدنيين في عددا من المدن.

أخروقات إيران

تضمنت السياسة الخارجية الإيرانية عددا من الأخروقات التي أزعجت بدورها حكومات لدول كبرى، وعاكست سياسات أخرى، ساهم ذلك إلى دخولها في عددا من الحروب في نطاق المنطقة العربية، كما أن لها ممارسات مرفوضة من قبل الدول نفسها فيما يتعلق ببرنامجها النووي، الذي يتعارض مع نص المعاهدة النووية التي خرجت منها الولايات المتحدة مؤخرا اعتراضا منها على انتهاكاتها النووية، الأمر الذي يظهر رغبتها علنا في التعامل بندية مع واشنطن، وهو ما أساء للعلاقة بينهما، فضلا عن ممارساتها العسكرية داخل بعض الدول العربية مثل اليمن وسوريا، والتي بدأت بتجهيز وتسليح جماعات خارجة عن القانون لمساعدتها في السيطرة على مراكز القرار داخل تلك الدول، الأمر كذلك الذي أزعج واشنطن وأغلب الدول العربية باعتبار ممارساتها تدخلا صارخا في الشئون الداخلية لهذه الدول، كما تضمنت السياسية الإيرانية انتهاج سبل القمع والظلم ضد المعارضين لممارساتها الخارجية والداخلية، مما ساهم في ترك أغلبهم لبلادهم خوفا من الاعتقال أو التصفية، وهو الأمر الذي دفع الأمور للتطور إلى حد تنظيم تظاهرات لأنصار المعارضة في عددا من المدن الغربية.

تظاهرات ولافتات

حملت التظاهرات عددا من الصور لشخصيات بارزة في إيران والمختفية منذ سنوات، بعضها تم اختفاؤه داخل إيران والبعض الآخر خارجها، وهو ما ذكرته وسائل الإعلام الفرنسية محل التظاهرات الأولى، والتي تلتها مسيرات أخرى في عدد آخر من العواصم الغربية، وعلى رأسهم المعارض مسعود رجوي الذي اختفى منذ عام 2003 داخل العراق، فمن المعروف أن وجود القوات الإيرانية في العراق أمرا بديهيا بحكم وجود عددا كبيرا من الشيعة هناك، بالإضافة إلى رغبتها الشديدة في السيطرة على مراكز القرار بالعراق بعد سقوط صدام حسين، وبالتالي لا يوجد أدنى شك من وجهة نظر المتظاهرين أن قوات الأمن الإيرانية لها دورا كبيرا في اختفائه.

مصير المعارضين

لقى عشرات المعارضين المصير ذاته، حيث هربوا إلى فرنسا ولندن للاحتماء بحكومتهما ولكن تعقبتهم أجهزة الحرس الثوري الإيراني، في محاولة منهم لتصفيتهم قبل نشر معلومات عن طبيعة السياسية الإيرانية الداخلية، وكيف أن نظام الملالي يخضعهم بالقمع إلى ما يريده.

هروب مسئولين إيرانيين

لم يتوقف الأمر إلى حد هروب المعارضين بل امتد إلى علماء ومسئولين بالحكومة في طهران، فقد هرب المسئول الأمني توراج إسماعيلي والذي يعمل بقسم العمليات السيبرانية وهو أحد أقسام المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث عانى هو الآخر من قمع النظام والطرق الملتوية الذي يتبعها مع المعارضين فضلا عن ممارساته داخل الدول العربية وبعض الدول الغربية، ومن ثم اتخذ قراره بالهرب حاملا بعض الوثائق التي ذكرتها مواقع المعارضة داخل طهران ووصفتها بـ"الهامة" متجها بها إلى الأراضي التركية، وعليه أجرى جهاز الاستخبارات الإيراني عددا من الاتصالات مع الجهاز التركي المقابل للوصول إلى مكان تمركز إسماعيلي، وبالفعل توصلا الجهازين لمحل إقامة المسئول الإيراني في أحد الفنادق التركية الشهيرة، واتجها عناصر من أجهزة الاستخبارات الثنائية لتصفيته والتخلص من الوثائق الخطيرة، ولكنه تمكن من الهرب لاجئا إلى أحد السفارات الغربية بتركيا، والتي لم يعرف أحد حتى الآن طبيعتها أو أية معلومات عنها، ولكن يرجح البعض أن تكون أحد السفارتين الفرنسية أو الأمريكية.

وثائق مهربة

كشف المجلس الأعلى للأمن القومي عن طبيعة الوثائق المهربة، وقال إنها تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، لاسيما التطورات الصاروخية، الأمر الذي يعتبره النظام دليلا قويا في يد أعدائه سلمه لهم المسئول الهارب، ومن ثم سيكون عقابه إذا ما وقع في أيدي قوات الأمن الإيراني شديدا، وهو ما يحتمل معه خلال الأيام المقبلة تقرب إيران من النظام الغربي الذي لجأ إليه إسماعيلي بعد تحديد وجهته، بهدف التأثير عليه وتسليمه للسلطات الإيرانية والتعامل معه وفقا لما ارتكبه، ومن المؤكد أنه سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى، حتى وإن وصل الأمر إلى دفع ملايين الدولارات للنظام الغربي محاولة منهم لإنقاذ ما تبقى من أسرار النظام الصاروخي النووي الذي تعمل عليه إيران هذه الأيام وتحمل الوثائق معلومات خطيرة عنه، خاصة وأنها لا تريد إطلاع أمريكا على أسرار أنظمتها العسكرية باعتبارها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسعى للتعامل معها بندية دون تراخي أو تراجع، رغم العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها من قبل ومستمرة حتى الآن، فالسياسة الإيرانية قائمة على عدم الخضوع أمام أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي رغم التحديات.

الأمن القومي الإيراني في خطر

لم يكن إسماعيلي الوحيد من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي اتخذ قرارا بالهروب خارج بلاده، ولكن هناك ثلاثة مسئولين آخرين أحدهما يتقلد منصب مدير المجلس للإعلام، والآخران يعملان بإدارة العمليات بالمركز ذاته، ولكنهم لم يستطيعوا الهرب قبل التوصل إليهم، ومن وجهة نظر النظام فهم خونة لحساب دولا غربية لم يفصح عنها حتى الآن، حيث كشف النظام عن طريق ممارساتهم تواطئهم مع أنظمة خارجية، حيث تم تسريب بعض المعلومات الهامة والخاصة بتخصص كل منهم، ومنذ ذلك الحين فهم رهن السجن.

أخر الهاربين من المسئولين الإيرانيين

وخلال الساعات القليلة الماضية وبعد أيام من اكتشاف هروب المسئول بالمجلس الأعلى للأمن القومي، وصلت معلومات إلى جهاز الاستخبارات الإيراني من جهات غير معلومة أو يبدوا أن هناك رغبة في التكتم عن طبيعتها، تفيد بهروب مسئول آخر يعمل بإدارة تطوير العمليات العسكرية في طهران، وتحديدا في مجال الفيزياء النووية والخاصة بتطوير البرنامج النووي، وكان هربه منذ خمسة أشهر ماضية ولكن لم يتم التعرف على التفاصيل سوى منذ ساعات قليلة ماضية، وتتمثل في هروبه إلى تركيا أيضا حاملا اسما وصفة مغايرة تماما لشخصيته الحقيقية، ومنها إلى بلدة بسيطة تقع في شمال فرنسا حيث تضم عددا من اللاجئين واندمج بينهم لفترة باعتباره لاجئا هو الآخر، بعدها تم تسليمه لجهاز الاستخبارات البريطانية الذي توجه إلى هناك بعد ورود معلومات من جهاز الاستخبارات الأمريكية بوجود شخص مطلوب بين اللاجئين، والتكليف بضرورة إحضاره مع الوضع في الاعتبار بأنه يبقى بشخصية ومعلومات اللاجئ، وبالفعل وصل إلى منطقة الأمان بحسب وصفه، وعندما سئل عن الدافع لهروبه كان من بين الأسباب أنه اتطلع على عملية اغتيال أحد العلماء المسئولين عن تطوير البرنامج النووي الإيراني، حيث تم إلصاق قنبلة حارقة بسيارته بعد أداء مهام عمله، والتي انفجرت به أثناء القيادة وأودت بحياته، ومع البحث فيما بعد تبين محاولة تجسسه لحساب دولة خارجية ضد بلاده.

أجهزة استخبارات متورطة في التجسس على إيران

وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية فإن المسئول الهارب تم التحقيق معه من قبل الاستخبارات الأمريكية التي تعاونت مع الموساد لإنقاذه من القبضة الأمنية الإيرانية، الأمر الذي يفيد بتورط الجهازين الاستخباريين البريطاني والأمريكي فضلا عن الموساد في عمليات التجسس التي تتم داخل إيران بشأن برنامجها النووي، وقد يكون هذا هو الدافع لتضييق القبضة الأمنية الإيرانية على بعض العلماء الفيزيائيين والعسكريين أصحاب المناصب الأكثر حساسية في طهران، وهو الأمر ذاته الذي يدفع المعارضين إلى انتقاد سياسة نظام الملالي، والذي بدوره يوجه طهران إلى وضع المعارضين في القائمة ذاتها التي تضم المستهدفين الجواسيس بحسب وصف الاستخبارات الإيرانية لهم.