سبوبة الأطباء الولادات القيصرية" بيزنس الحرام الذى يشوه صورة الاطباء .. ومطالب بوضع قانون يجرمها

بعد أن كشف المسح الصحى السكانى الأخير  الذى يصدر عن وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع فاتورة بيزنس الولادات القيصرية فى مصر لــــ 14مليارا و525 مليون جنيه سنويًا فى مقابل الولادات الطبيعية التى بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه على اعتبار أن تسعيرة الولادات الطبيعية تتراوح بين أطباء النساء والتوليد بين 1000 و3000 جنيه بينما الولادة القيصرية بين 8 آلاف و14 ألف جنيه.

ووفقا للمسح الصحى السكانى فإن عدد الولادات الطبيعية بلغ مليونا و225 ألف ولادة بينما عدد الولادات القيصرية بلغ مليونا و375 ألف حالة سنوياً وبلغت نسبة الولادات القيصرية بالقطاع الخاص 65% مقابل 35% للقطاع الحكومى وأن 60% من الولادات الأولى للسيدات تتم قيصرياً والولادة الثانية

والثالثة تتم قيصرياً بنسبة 52 % والرابعة الخامسة بنسبة 38.8% والسادسة فأكثر بنسبة 33% بمعنى أن أكثر تعرض للولادة بالقيصرية يحدث فى الولادة الأولى للسيدة ما يجعلها تلد قيصريا طوال فترات عمرها الإنجابى.

أثارهذا الموضوع جدلاً كبيراً بين الأطباء واعضاء لجنه الصحة بالبرلمان  ففى هذا السياق رصدت جريدة"الشورى" آراء بعض الأطباء والمتخصصين في هذا الموضوع حيث قالت  الدكتورة "شادية ثابت"  استشاري النساء والتوليد  وعضو لجنة الصحة بالبرلمان  ،إن الولادات القيصرية تستهلك خامات اكثر من الولادات الطبيعية وتؤدي الي اهدار دم اكثر للمريضة والولاده الطبيعية توفر السلامة للأم وللجنين،  ويجب ان تكون هناك توعية بأن الولادة الطبيعية افضل للأم وللجنين،

وذلك لأنهناك بعض الحالات ترفض الولادة الطبيعية لعدم الاحساس بالألم لكن هناك متاعب وآلام بعد الولادة القيصرية ايضا. مؤكده"أن  أسلم ولادة هى الولاده الطبيعية

وأشارت "ثابت إلى "أن نسبة الولادة القيصري من المفروض انها لا تتعدي 5% للحالات الحرجة فقط،

 ولكن كثرة الولادات القيصرية ادت الي ازمه في الحضانات لان كل الاطفال يستلزم لهم الحضانات لانهم يتم ولادتهم قبل  ميعادهم ولم يستطيعوا  النضوج الكامل. 

 وقالت "ثابت" إن هناك عددا من الفروق بين الولادة القيصرية والطبيعية وأنها جميعا لصالح الولادة الطبيعية، أولها أن حجم الدم الذى يخرج من المرأة فى الولادة الطبيعية أقل بكثير من الذى يخرج فى القيصرية، وأن ذلك دافع لأن يكون الاختيار الأفضل للفتاة الضعيفة أن تلد طبيعيا.

وتابعت"استشاري النساء والتوليد" الفرق الثانى هو أن الولادة القيصرية تؤثر أيضا على شكل الجسم وهو عكس الشائع حيث تضر كثيرا بعضلات البطن وتتسبب فى ترهلها، كما تتسبب فى فتح الرحم فى حين أن ذلك لا يحدث فى حالة الولادة الطبيعية. وأضافت أن هناك فارقا آخر يخص الحالة الصحية للطفل، حيث تتطلب أغلب حالات الولادة القيصرية دخول الطفل الحضانة عقب ولادته، وهو ما يحدث بنسب أقل جدا فى حالة الولادة الطبيعية، بسبب أن الولادة الطبيعية يتم معها إفراز الكورتيزون داخل الجسم ما يسهل عملية التنفس للأطفال،

قائلة ، إن الولادة الطبيعية أكثر أمانا وأقل فى تأثيراتها على السيدة والطفل من الولادة القيصرية.

وفي نفس السياق قال الدكتور"سامى المشد"عضو لجنة الصحة بالبرلمان إن  الولادة القيصرية تسبب مشكلة للأم والجنين

وأيضا تسبب مشكلة لوزارة الصحة  وللمجتمع بسبب الحضانات مما يشكل عبئا كبيرا علي الأسرة والحكومة.

وأوضح "عضو لجنة الصحة بالبرلمان "  أن القيصرية كما شرحت هي استسهال مكاسب سريعة للاطباء وذلك بسبب خوف الأهل والهروب من ألم الولادة الطبيعية.

وأكد "المشد" ضرورة وجود تشريع وتنظيم من الوزارة وإذا اتعمل تشريع سوف يضع لجنة طبية عليا لتحديد هل الحالة تستحق  ولادة طبيعية ام قيصرية.

منوها الي ضرورة الحث على  الولادة الطبيعية  للتقليل من  الاحتياج للحضانات والعلاقة مباشرة بين صحة الأم والجنين بسبب ذلك.

وأكد أن السبب في زيادة الولادات القيصرية هو"  الطبيب" وذلك لدوره الكبير في إقناع الأسرة والأم بسهولة العملية القيصرية والهروب من ألم الولادة وسعيه وراء التربح من الأم والجنين وزيادة مكاسبه

رغم أنه يعرف أن هذا يؤثر على صحة الأم والجنين  وان مخاطر الولادة القيصرية أضعاف الولادة الطبيعية.

ومن جانبه قال الدكتور "جمال أبو السرور" رئيس مركز الدراسات السكانية  بالأزهر الشريف ، إن مصر تحتل المرتبة الثالثة حول العالم فى ارتفاع نسب الولادات القيصرية وأن عدد الولادات القيصرية بلغ 52%من إجمالى عدد الولادات السنوية في مصر  مما يشكل خطراً كبيراً

 موضحاً " أن تأخر سن الزواج وراء رفع نسب الولادات القيصرية و أن الطرق الحديثة للتكنولوجيا لعلاج العقم يعد سببا مهما فى ارتفاع الولادات بالطرق القيصرية قائلا ،  لا يوجد لدينا خبرات كافية لتحديد ما إذا كانت الحالة تحتاج إلى ولادة طبيعية أو قيصرية.

واضاف " أبو السرور" أن السيدات الحوامل يتجهن إلى الولادات القيصرية بناء على الفهم الخاطئ للبرامج التليفزيونية مما أدى إلي رفع الطلب على الجراحات القيصرية والبعد عن آلام الولادات الطبيعية،

منوها " بأن الحل يكمن فى تشكيل لجنة عليا من داخل وزارة الصحة وتضم كوادر وأساتذة لوضع معايير وأسس محددة يتبعها الأطباء ومن خلالها تحدد كل حالة على حدة ما اذا كانت تلد قيصريا أو طبيعيا ويتم توزيع هذه القواعد على المستشفيات والأطباء ومن يخالفها يتعرض للمساءلة التأديبية والقانونية إذا كان هناك تجريم للقيام بالولادات القيصرية ونأمل من وزيرة الصحة الحالية أن تقوم بذلك فى أقرب وقت فهى طبيبة نساء وتوليد وتعرف جيدا خطورة ذلك

وتوقع "رئيس مركز الدراسات السكانية"  أن يكون هناك زيادة لهذه النسب فى حالة عدم التعامل مع الاسباب بشكل سريع وبحلول جذرية.

وفي سياق متصل أكد  الدكتور" محمود ابو اليزيد" وكيل لجنة الصحة بالبرلمان،  ان المسئول عن الولادات القيصرية الاطباء والحالة لانه احيانا تكون الأم طالبة تكون ولادتها قيصرية لعدم احساسها بآلام الولادة الطبيعية ،  وهناك حالات كثيرة قيصرية اذا بذلت مجهودا لكانت الولادة طبيعية واحيانا يكون الطبيب هو السبب في الولادة القيصرية ويعمل على إقناع الأم بها

وأوضح"وكيل لجنة الصحة" أن كل هذا من الاسباب التي ادت الي زيادة معدل الولادات القيصرية وذلك لراحة الطبيب وراحة الحالة واقتصادا للوقت لان عدد ساعات الولادة الطبيعية اكثر من الولادة القيصرية ونسبة ارباح الولادة القيصرية اكثر من الولادة الطبيعية.

مشيراً إلى أن هناك بعض الحالات تستوجب الولادة القيصرية وذلك في حالات معينة وهى اذا كان وضع الجنين  اكبر من الحجم العادي أو مساحة حوض الأم اصغر من العادي أو لوجود جفاف المياه من جانب الجنين.

منوها بأن هناك العديد من الولادات القيصرية يتم عن طريق استسهال" الطبيب للوقت والجهد والتربح"  وإذا  وجهنا اتهاما الي الطبيب يكون لديه اكثر من حجة لتبرير الولادات القيصرية،  وأكد"أبو اليزيد" أن للولادة القيصرية عدة  مشاكل للجنين ومشاكل للأم وهذا يرجع لضمير الطبيب،

مطالبا " بان يكون هناك توعية ومزايا الولادة الطبيعية ،  ووجود تشريع يجرم الولادات القيصرية الا في حالات معينة  وكيفية اختيار الطبيب.

وفي السياق ذاته  قال الدكتور" كريم كرم" مسؤول ملف الادوية في مركز الحق في الدواء ونائب رئيس نقابة المصرية للادوية،إن أطباء النساء والتوليد يلجأون إلى الولادات القيصرية لان الولادات الطبيعية تأخذ وقتا كبيرا مقارنة بالولادة القيصرية

واوضح "كرم" أن بيزنس القيصرى من المفترض أن تيون في حالات معينة فقط وذلك لأنه  يؤثر على صحه الام والجنين مما أدى إلى احتياج بعض الاجنة الى الحضانات وحدوث ازمة في الحضانات والمستلزمات الطبية.

وطالب "مسؤول ملف الادويه"بأن يصدر تشريع يجرم هذا البيزنس  قائلا إنه من الصعب جداً صدور تشريع " يدينون به انفسهم"منوها بأن مصر أعلى دول العالم فى الولادات القيصرية وهذا  شىء يدعو للحزن والأسف .