إدلب.. المعركة الفيصل.. لتصفية حسابات واشنطن وموسكو وطهران وأنقرة في دمشق تركيا تريد استمرار

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

كلهم يتقاسمون النفوذ والوجود إلا العرب

أرشيفية   الشورى
أرشيفية


إدلب.. المعركة الفيصل..

لتصفية حسابات واشنطن وموسكو وطهران وأنقرة في دمشق 

تركيا تريد استمرار تأمين حدودها الجنوبية ونفوذا متواصلاً في سوريا

روسيا.. لا تريد أن تتحول سوريا إلى مستنقع وأن يغلق الملف نهائيا

طهران.. البحث عن نفوذ سياسي وعسكري أكبر والوصول للمتوسط

واشنطن.. لا يمكن أن تسكت لحين إعلان الرئيس الأسد فائزا بالحرب السورية رغم أنها تعارض استمراره

الدول العربية.. غير موجودة

تمثل "معركة إدلب المرتقبة على الجبهة السورية" معركة طويلة ممتدة لن تنتهي في يوم وليلة كما تعرف كافة الأطراف المتورطة فيها. والحسابات بخصوصها أنها قد تستمر عدة أسابيع أو قد يطول ذلك لشهرين وثلاثة.

يحبس العالم فيها أنفاسه تجاه هذه المحافظة السورية الكبيرة التي تستوعب ملايين اللاجئين السوريين، والتي كانت الملاذ الأخير في حرب طاحنة قامت بين النظام السوري والإيراني والروسي من جهة وفصائل معارضة وإرهابية مدعومة إقليميا ودوليًا من جهة أخرى.

وفي ظل الحديث عن بدء العد التنازلي لانطلاق معركة إدلب تكثر التساؤلات المرتقبة حول مصير هذه المعركة وأبعادها من جهة وحسابات القوى الإقليمية والدولية التي تشارف عليها. علاوة على أن إدلب أصبحت تمثل معركة إثبات نفوذ على الساحة السورية لكلٍ من نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يريد أن ينهي هذه المعركة الطويلة مع الإرهابيين وداعمي المعارضة ضده ويحرر سوريا كلها منهم ومن أجنداتهم. ومعه إيران التي ساندته بشكل علني طوال المعركة في سوريا وبالتحديد منذ عام 2013 بعد أن قررت إيران الزج بعشرات الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية الإيرانية إلى الأراضي السورية. وايران بذلك تريد أن تكسب ورقة عند النظام السوري وتعزز نفوذها السياسي والميداني في سوريا.

أما روسيا فهى تريد أن تُنهي هذا" الخُراج الخبيث" بحد وصف وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، ولا تريد أن تبقى إدلب شوكة لعمليات مضادة من جانب المتطرفين مرة أخرى سواء جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام أو تنظيم داعش الذي يشغل جيوبا عديدة في محافظة إدلب وعلى أطرافها أو متكأً لحسابات سياسية ترفضها.

 فروسيا تريد أن تخرج منتصرة من حرب سوريا بأي شكل.

بينما تركيا تعرف أن الحرب في إدلب على حدودها الجنوبية الغربية ستكلفها الكثير ليس فقط في ملايين اللاجئين الذين سيتدفقون إليها. ولكن لأن هذه المعركة ستنهي نفوذها في سوريا تمامًا ورغبتها في تأمين حدودها الجنوبية مع دمشق.

حسابات أمريكية وإقليمية

 في حين واشنطن حساباتها في سوريا مختلفة عن الباقين لأنها رفعت الكارت الأحمر للرئيس السوري بشار الأسد. ولا تريد أن يخرج منتصرا من الحرب بهذه السهولة. وهى بذلك ترضي حلفاء خليجيين لها مثل السعودية كما أن التسليم بالأمر الواقع في سوريا لروسيا وإيران يفقد واشنطن معركتها ضد إيران تحديدا.

الساعات الأخيرة شهدت الكثير من التطورات فقد شن أكثر من 100 عنصر من مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" هجوما جويا عنيفا، مدعوما بقصف مدفعي، في البادية السورية –هى بعيدة عن إدلب- فيما اعتبر "رسالة قوية" إلى روسيا. ويأتي ذلك وسط تصاعد التوتر على الأرض مع تحضير النظام السوري مدعوما بحليفيه الروسي والإيراني لشن هجوم واسع على محافظة إدلب، التي تعد من أكبر المناطق، التي لاتزال خاضعة لسيطرة المعارضة.

وتهدف الرسالة الأمريكية "العنيفة" إلى منع روسيا من إرسال قواتها داخل المناطق المحظورة بالقرب من إحدى القواعد الأمريكية ناحية معبر التنف جنوبي سوريا.

 وجاء "هذا الاستعراض النادر للقوة الأمريكية" بعد شهور على قيام طائرات عسكرية أمريكية، بما فيها الطائرة المسلحة الثقيلة "إيه سي-130 والطائرات المقاتلة والقاذفة، قتلت نحو 300 من "مرتزقة روسيا" قرب دير الزور إثر تعرض مجموعة تابعة للقوات الخاصة الأمريكية لهجوم في المنطقة.

جولة أخيرة في مجلس الأمن

الأوضاع المتوترة دفعت مجلس الأمن الدولي، لاجتماع طارئ يوم الثلاثاء 11 سبتمبر حول سوريا وذلك لمناقشة نتائج قمة طهران التي انعقدت بين روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى مناقشة التطورات في إدلب.

وتأتي الجلسة بطلب من روسيا، من أجل الاستماع للإحاطة الروسية في وقت تستعد قوات النظام السوري، مدعومة من روسيا وإيران، لعملية عسكرية كبرى من أجل استعادة إدلب.

وتحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في حال حصول هجوم على المحافظة التي تضم نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، نصفهم تقريبا من النازحين. والجمعة الماضية فشل رؤساء إيران وتركيا وروسيا في التوصل إلى اتفاق يجنب المحافظة هجوما واسع النطاق.

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا وفي تمهيدي للمعركة الكبرى المرتقبة في إدلب قال إن الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة تشكل "هدفاً مشروعاً للتصفية".

وتخشى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في الهجوم المرتقب على إدلب.

وقال جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيؤدي إلى "رد أقوى بكثير" من الضربات الجوية السابقة.

وأضاف بولتون: يمكنني القول إننا أجرينا مشاورات مع البريطانيين والفرنسيين، الذين انضموا إلينا في الضربة الثانية، واتفقوا معنا أيضا على أن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيؤدي إلى رد أقوى بكثير".

وقال مسئولون أمريكيون، إن لديهم أدلة على أن قوات النظام السوري تجهز أسلحة كيماوية قبل هجوم على منطقة خاضعة للمعارضة في إدلب.

بعض المراقبين، قالوا إن الولايات المتحدة الأمريكية ستدخل معركة إدلب فور اندلاعها سواء استخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية أو لم يستخدمها.

وفي ظل توتر الأوضاع، قالت الأمم المتحدة إن ما يزيد على 30 ألف شخص نزحوا داخل محافظة إدلب بسبب القصف الأخير الذي يتعرض له الريف الجنوبي للمحافظة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، ديفيد سوانسون، إن قصف الطيران الحربي الروسي والسوري أجبر 30.542 شخص على النزوح إلى مناطق مختلفة داخل محافظة إدلب وذلك خلال الأيام الأخيرة. وتتخوف المنظمات الحقوقية من ارتفاع موجات النزوح داخل إدلب، التي تحوي بالأصل أعدادًا كبيرة من النازحين والمهجرين، يفوق عددهم 1.16 مليون نسمة..

تهديدات تركية

أما تركيا التي تريد تأمين حدودها الجنوبية، ولا تريد معركة  في ادلب فتسمح للأسد وإيران وروسيا بفرض كلمتهم النهائية في الحرب، هددت الاتحاد الأوروبي بفتح الطريق من تركيا إليه أمام اللاجئين السوريين حال عدم تدخل دول أوروبا لوقف هجوم القوات الحكومية السورية على محافظة إدلب.

وقال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلدريم، "إن مسألة إدلب لا تخص تركيا فحسب، بل دول الاتحاد الأوروبي أيضا، ففي حال لم تتدخل لمنع استمرار القصف في إدلب، فإن تركيا مضطرة لفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا".

وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام" (تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي سابقا)، وكانت المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.

فيما أشارت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك ما ورد على لسان الرئيس بشار الأسد، إلى أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.

قمة طهران الفاشلة

أما قمة طهران الثلاثية الأخيرة سبتمبر 2018، قبل أيام بين زعماء سوريا وتركيا وإيران فقد كشفت عن فشل المحادثات حول مصير إدلب، وظهرت مرة أخرى الاختلافات. ففي حين شددت طهران وموسكو على ضرورة محاربة "الإرهاب" وحق دمشق في استعادة السيطرة على كامل أراضيها، دعت تركيا لوقف لإطلاق النار..

وطالب أردوغان بـ"وقف لإطلاق النار"، محذرا من "حمام دم" في حال شُنّ هجوم على المحافظة الواقعة على حدوده. فقد رفض الرئيس الروسي بوتين الاقتراح، مشددا على "عدم وجود ممثلين عن مجموعات مسلحة على الطاولة"، مخولين بالتفاوض حول الهدنة، في موقف أيده الرئيس الإيراني حسن روحاني.

والذي صرح عند استقباله نظيريه بأن "محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بد منه في المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار إلى سوريا"، مضيفا: "إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين وألا يؤدي إلى سياسة الأرض المحروقة". واعتبر بوتين من جهته؛ أن "الحكومة السورية الشرعية لها الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها القيام بذلك".

المقزز سياسيًا – وفقا لرأي الشورى - في كل هذه الحسابات والترتيبات الإقليمية  والدولية لسوريا، أن العرب غير موجودين على الإطلاق على الطاولة التي تناقش مصير إدلب والمعركة الكبرى المرتقبة ناحيتها. فلا يوجد أي صوت عربي بالرغم من أن سوريا هى قطعة عربية غالية..

جزء من مأساة سوريا أن العرب تم تغييبهم تمامًا عن اللعبة العسكرية واللعبة السياسية رغم أن كل الأطراف الدولية والإقليمية ساهمت بشكل أو بآخر دخلت سوريا في معركة لم تكن تخصهم من الأساس.

من فعل هذا؟ ومن ساهم في ذلك؟.. هذا هو موضوع تقرير آخر للرسالة.