تجريف القيادات وإغلاق مراكز إعداد القادة .. السبب الحقيقى لفشل التعامل مع الأزمات وحل المشكلات إدا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الدكتور أيمن عامرفى حديث لـ" الشورى" مصر تتمتع بقوة أقتصادية جبارة .. و مؤسسات الدولة تفتقد الإبداع فى التفكير

 الدكتور أيمن عامر خلال الحوار   الشورى
الدكتور أيمن عامر خلال الحوار


تجريف القيادات وإغلاق مراكز إعداد القادة .. السبب الحقيقى لفشل التعامل مع الأزمات وحل المشكلات 

إدارة الأزمات والكوارث فى مصر تفتقد للتخصص .. القائمين عليها  لن يستطيعوا إدارة أزمة .. بل يحدثوا كوارث 

الحكومة المصرية غير قادرة على حل المشكلات .. لعدم وجود المرونة التكايفية 

الإعلام يوجه رسائل " خوزعبلية " مفسدة للعقول .. يجب إستقلالية الإعلام و تنقية الكوادر وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى 

مؤسسات الدولة تفتقد إلى الإبداع فى منهجية التفكير .. يجب تجديد الخطاب الإدارى 

مصر تحتاج إلى تجديد شامل لكل مؤسسات الدولة 

تماسك الأفراد هو الحائط الصد المنيع لأختراق الدولة داخليا وخارجيا 


تواجه الدولة وأفراد المجتمع فى الحياة اليومية أزمات ومشاكل تتطلب حلولا لها .. ذلك يتطلب التنبئ بالأزمات قبل حدوثها ، وهذا يتطلب مرونة   القيادات وقدرتهم للقضاء على هذه المعوقات والأزمات المختلفة ، وهذا يستلزم تغيير شامل فى خطاب المواطنين والدولة  للخطاب الإعلامى و الإدارى والتعليمى و الثقافى .. الأمر الذى يؤكد أن مصر تحتاج إلى إحلال وتجديد شامل برؤية إستراتيجية لكل مؤسسات الدولة فى سبيل النهوض والتقدم والخروج من هذا النفق المظلم .. أكد عامر أن تماسك الأفراد هو حائط الصد المنيع ضد أى أختراق للدولة ومن خلال هذا اللقاء طالب بضرورة إشباع الأحتياجات الاقتصادية والإجتماعية لدعم الإنتماء والترابط .. محذرا ان لم يتم الإهتمام بمكونات الهوية من الإنتماء والمشاركة الإجابية " المخ هايسوس " وتسقط الهوية .. حول العديد من المحاور الهامة للمواطن والمسؤل كان لـ" الشورى" هذا اللقاء ليكون ومضة ضوء فى طريق الأمل نحو مستقبل أفضل لدولة تآمل فى النهوض بقاطرة الإصلاح على كافة الأصعدة .. علما أننا لسنا ضد المسئولين الشرفاء المخلصين الأوفياء الوطنيين الذين يعملوا لصالح المواطن والوطن عن جد .. إلى نص الحوار مع دكتور أيمن عامر أستاذ علم النفس المعرفى والإبداع جامعة القاهرة .

** فى ظل أوضاع متأزمة تشهدها البلاد من عنف وتطرف وإرهاب ، وتأثير ذلك على الهوية والشخصية المصرية .. كيف العبور من هذا النفق المظلم دكتور أيمن؟

يجب أن نعلم جيدا أن الذى يصيب الهوية فى مقتل هو شعور الإنسان بأنه لم يحصل على حقوقة الأساسية ، وأذكر نموذج ماسلو الذى يتحدث عن أحتياجاتنا البيلوجية ، والتى اذا تم إشباعها نجد بعد ذلك ما يسمى بالإنتماء ، ومن ثم الحب وتقدير الإنسان لنفسه وتحقيق ذاته ، اذ لم يشبع الإحتياجات الأوليه وأهمها الأحتياجات الإقتصادية سوف يحدث على نحو جيد ضعف فى الإنتماء والإحتياجات الآخرى ، فكيف يوجد حب فى الحياة مع عدم توافر الأحتياجات الأساسية وربط الناس الذين ليس لديهم أنتماء ببلادهم ، اذا كل ذلك يرجع للجانب الإقتصادى فإذا لم يتم إستيعابه بشكل جيد سيحدث تدهور فى الهوية ، لذا يجب الإهتمام بالجانب الإقتصادى والثقافى والفكرى لتأكيد ودعم فكرة الإنتماء ، ومن هنا أطالب بعمل مشاريع قومية أكثر مثل مشروع قناة السويس تضم الناس وتدعم فكرة الإنتماء للبلد ، واذا لم يتم الإهتمام بمكونات الهوية من الإنتماء والمشاركة الإجابية لدى الفرد " المخ هايسوس" وبذلك تسقط الهوية .

** لكن تعتقد أن تجديد الخطاب الدينى والفكرى والثقافى .. سيكون الخطوة المأمولة فى الحد من تلك الأزمات التى تشهدها مصر الأن .؟!

الخطاب الدينى فى حالة تجدد دائم ، شرط توافر الناس المؤمنة بذلك ، و المقصود بالتغير والتجديد هو من منظور زوايا التناول ، لأن كل عصر يتم فيه تناول المفاهيم بلغة ذلك العصر ومفرداته وظروفه ، فكل عصر له خطاب ، وكلما جمدت الأشياء فى كل مؤسسات الدولة جمدت الأفكار فى الخطاب الدينى ، نحن لا نريد تجديد الخطاب الدينى فقط ، بل تجديد الخطاب التعليمى والثقافى والإدارى والإعلامى ، مصر تحتاج إلى تجديد شامل لكل مؤسسات الدولة ، و كلمة تجديد أقصد بها الإبداع ، لأن المؤكد أن مؤسسات الدولة تفتقد إلى الإبداع فى التجديد ، فكيف يكون النهوض والتقدم وإدارة الأزمات وحل المشكلات وأتخاذ القرار السليم دون وجود إبداع فى التفكير .

** اذا التعامل مع الحدث الأزموي يحتاج إلى تجهيز من قبل متخذ القرار ؟!

حقا لا بد من تحجيم من حجم الأزمة حتى لا تتصاعد ، متخذ القرار لا بد أن يكون مؤهل لإدارة الأزمة ، وعليه إستيعاب حجم الضغوط وتحمل الضغوط والغموض ، ويجب أن يكون لديه الصلابة النفسية وردود أفعال للموقف الأزموى ، ويجب على متخذ القرار أتخاذ القرار السريع فى الوقت المناسب ، ويتطلب أيضا من جماعة إدارة الأزمة أن يكون لديها درجة من الحرية فى التفكير والإبداع وقدرة فى أتخاذ القرار والبناء ،  و الجدير بالذكر أن كل أزمة ولها أبعادها وخصائصها المتعددة فهى تحتاج إلى أفراد متعددى الخصائص والمواهب لإكسابهم قدرات ومهارات ومهام تتوافق مع أحتياجات التعامل مع الأزمات من خلال التعلم والتدريب ، لأن نجاح التعامل مع الأزمات يتوقف على حسن أختيار الأفراد وتدريبهم وتأهيلهم .

** وماذا عن المعوقات السلبية التى تنتاب الأفراد أثناء مواجهة المشكلة الأزموية، وكيفية التغلب عليها ؟

هناك معوقات سلبية وهى الإحساس بالتعب نتيجة طول فترة التركيز على المشكلة عبر مراحل حلها ، أيضا مشاعر الإحباط التى تنتاب الأفراد بسبب الفشل فى توليد الأفكار ، ومشاعر الفشل فى عملية التواصل فيما بين أعضاء فريق حل المشكلة مثل مشاعر التهديد والخوف من نقد الأخرين ، والتغلب عل مشاعر العداء التى يمكن أن تتولد بين الأفراد بسبب سوء فهم كل طرف للآخر ، لذا يجب تحقيق التواصل الفعال بين الأفراد وإشاعة جو المرح بينهم وتعلم مهارات الإنصاد الفعال ، وأقصد بالمهارة هنا قدرة الأفراد  على توظيف قدراتهم فى مواقف بعينها بحيث تتحدد درجة المهارة فى ضوء فهم المهمة والسرعة فى آدائها ودقة تنفيذها ، لذا يجب فهم المشكلة وتوليد الأفكار والحلول وتقويم الحلول وأختيار أفضلها ، ثم التخطيط لتنفيذ الحلول ، تلك المهارات التى يجب على الأفراد الإلمام بها .

** لكن هل الإبداع فى التفكير يعد الخطوة الأساسية فى حل المشكلات واتخاذ القرار ؟

بكل تأكيد ، لكن ذلك يتطلب وجود قيادات مبدعة تجد الجديد دائما من الأفكار لتقديم الحلول لتلك المشكلات المتراكمة والمسترخية داخل مؤسسات الدولة ، لذا التفكير الإبداعى يعد الحل الأمثل للقضاء على تلك المشكلات والأزمات ، ذلك بالإضافة أن لدينا فن الأصالة ، والمرونة التكايفية ، والأصالة تعنى البحث عن حلول جديدة بينما المرونه التكايفية فهى إجاد الحل أثناء المشكلة فى ظل معوقات الأزمة ، والجدير بالذكر أن القيادات فى مصر تحتاج إلى المرونة التكايفية للقضاء على المعوقات الأزموية ، أيضا يجب أن نعى جيدا أن هناك فقدان للتنبؤ بالأزمة  أو المشكلة قبل حدوثها ، مع العلم أن 50 % من الأزمة ممكن أن تحل اذا تم التنبؤ بها ، لذا يجب وجود جهاز لأستشعار للتنبؤ بالأزمة قبل حدوثها .

** اذا ماذا عن الحل الأمثل فى رأيك دكتور أيمن عامر للخروج من سيناريو الأزمات  والمشكلات المفتعلة والمتعمدة لزعزعة الإستقرار ؟

الحل هو إشباع الأمن الداخلى لدى الأفراد ، بمعنى حماية الأمن الداخلى عن طريق أشعار الآخرين أنفسهم أنهم فى حالة أمن وأستقرار من خلال إشباع رغباتهم الإقتصادية والإجتماعية ، مشيرا أن  أى نوع من أنواع التهميش داخل الدولة سواء تهميش للمرأة أو للمسيحيين أو للفئات الفقيرة نجد أنه يعد قنابل موقوته لأنهم يشعرون أنهم ليسوا جزا من الدولة ، أيضا تهميش الكثير من قطاعات الدولة يحدث تجزئه داخل المجتمع ، وبالتالى يسهل أختراق الدولة ، لذا يجب من تماسك الأفراد حتى لا يتمكن أحد من أختراق الدولة داخليا وخارجيا .