القرية المصرية تخلوا من مراكز إشعاع ثقافى .. تحتاج خطاب تنويرى يقوده المفكر والمثقف المصرى وزارة ال

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 08:11
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد جامعة بنى سويف يتحدث لـ " الشورى " .. الساحة الإبداعية تعانى من قلة عدد النقاد

الدكتور شريف الجيار خلال الحوار   الشورى
الدكتور شريف الجيار خلال الحوار


القرية المصرية تخلوا من مراكز إشعاع ثقافى .. تحتاج خطاب تنويرى يقوده المفكر والمثقف المصرى

وزارة الثقافة فى أحتياج إلى إعادة هيكلة إستراتيجيتها ورؤيتها

قصور الثقافة يديرها موظفين الهيئة وليس المثقفين 

قال أن المثقف والمفكر الحقيقى مكانه " الشارع " مع البسطاء من أهالينا لوقف نزيف الأستقطاب الممنهج

وتوصيل خطاب تنويرى لكافة شرائح المجتمع لمعرفة ما تم من تنمية شاملة أساسها الفكرالإنسانى المصرى .

مؤكدا أن الثقافة ليست رفاهية بل جزء أصيل من الأمن القومى المصرى والحفاظ على كيان الدولة المصرية .. وأن مصر الأن فى أحتياج أن نتمسك بوطننا ونتوحد للحفاظ على كيان الدولة المصرية وعدم ضياعها .

و لفت إلى أن اللغة العربية هى كيان ووطن  ويجب العمل على تمكينها بمراحل التعليم المختلفة حتى يتمسك الشباب بأرضهم وطالب بتفعيل حراك ثقافى جديد يؤكد على أستقرار المنطقة العربية ومقدرات الدول والوطن العربى.

مشيرا أن المثقف العربى يمتلك الشجاعة والمسؤولية تجاه وطنة ويجب التمسك بخطابه التنويرى .. وإلى نص الحوار .


** بداية ..  نلحظ ندرة فى عدد النقاد على الساحة الإبداعية .. ألم يؤثر هذا على الحراك النقدى الجاد أمام هذا الزخم للمنجز الإبداعى ؟!

مازال النقد المصرى بخير نتيجة لوجود أساتذة كبار حتى الأن من الجيل الذى أسس فى المذاهب النقدية الحديثة أمثال دكتور صلاح فضل ، ودكتور جابر عصفور والراحل دكتور عبد المنعم تليمة ، ثم الجيل الثانى لشباب النقاد .. لكن بالفعل مشكلة فى عدد النقاد ، حيث أنهم يمثلون قلة أمام المنجز الإبداعى المصرى ، إلى جانب أن النقاد الأكاديميون الذين يعملون خارج حدود الجامعة عددهم أيضا قليل ، وبالتالى نجد أن الأزمة ليست فى النقد لكن فى قلة عدد النقاد الجادين الذين يشاركون فى متابعة المنجز الإبداعى ، خاصة فيما يكتبه الشباب سواء رواية أو قصة أو مسرحية أو شعر أو ما إلى ذلك ..

وأرى أن الساحة النقدية مفتوحة وتحتاج إلى مزيد من الأقلام النقدية الجادة المستوعبة وينبغى أن تخرج من حدود الأكاديمية و الجامعة المصرية إلى التعامل بشكل مباشر من خلال متابعة المنجز الإبداعى المصرى ، خاصة فيما يكتبه الشباب بالمحافظات وليس القاهرة فط .. لأن محافظات مصر بها إبداعات حقيقية تحتاج إلى متابعة أكثر دقة وعددا من النقاد .. وأتمنى من بعض الأقلام النقدية الجادة فى الجامعات أن تشارك فى الندوات والمؤتمرات والأحتكاك بالشباب فى المراكز والجامعات حتى يعطى الفرصة للأقلام الجديدة إلى الظهور على صعيد نقدى .. لأن الشباب فى أحتياج إلى من يتابع ويقيم الأعمال ، أيضا المبدع الكبير فى أحتياج إلى تحفييز ومساندة من قبل النقاد .. مشيرا أن الإبداع  حالة معقدة وصعبة فى أحتياج إلى مراهنة نقدية .

** كيف ترى دور المثقفين ووزارة الثقافة فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال التنوير وتجديد الخطاب الثقافى فى ظل أستقطاب الشباب .. مشيرا إلى الدور الذى ينبغى أن يكون فى ثقافة الأقاليم .؟!

نحن فى أحتياج خلال الفترة المقبلة إلى أن تصبح وزارة الثقافة هى وزارة الأحتكاك المباشر مع الشرائح المختلفة ، وخاصة شرائح الشباب حتى لا نتركهم فريسة جاهزة للأتجهات الظلامية التى أثرت بشكل أو بآخر فى سنوات سابقة .. أيضا وزارة الثقافة فى أحياج إلى تدعيم للعديد من الوزارات أمثال " الشباب ، الآثار ، الأوقاف ، التعليم العالى ، التربية والتعليم " إلى جانب المؤسسات الإعلامية ، لأن الكل يعمل فى خندق واحد .. والهدف الأساسى هو إنقاذ الشباب المصرى من أى توجه من الممكن أن يهدد أمن الدولة المصرية فى المستقبل .. لذلك ينبغى أن نتعامل مع الثقافة على أنها جزء، أصيل من الأمن القومى المصرى ، يجب أن يصل الخطاب الثقافى بشكل معتدل ومؤثر إلى معظم الشرائح المصرية ، خاصة التى حرمت من التعليم والتى لم تأخذ حقها على الصعيد الثقافى والعلمى والمعرفى .. وبالتالى ينبغى أن نتعامل مع الثقافة على أنها ليست رفاهية ، لكنها جزء أصيل للحفاظ على كيان الدولة المصرية ، وعلى هوية الشخصية المصرية فى الفترة المقبلة ، و يجب أن يكون الخطاب الثقافى مسؤل ومتوازن ومتشابك مع ما يحدث من تنمية شاملة .. مؤكدا أن الخطاب الثقافى مهم جدا فى هذه المرحلة للحفاظ على هوية الشخصية المصرية حتى لا تتعرض للأستقطاب مرة آخرى ، خاصة للشباب فى الجامعات والمدارس المختلفة .

** القرية المصرية تخلو من مراكز إشعاع ثقافى .. ونجد مراكز شباب خاوية على عروشها تسكنها الحمير والفأران أو تستغل فى أغراض آخرى .. فلماذا لم يتم أستغلالها فى إقامة ندوات وفاعليات ثقافية وفنية  لتنوير وتثقيف شباب القرية ؟!

هذا صحيح .. و بالفعل هناك بروتكولات تعاون بين وزارة الشباب ، لكن نحن فى أحتياج إلى تفعيل هذه البروتكولات ، وأيضا مع الوزارات المختلفة على الأرض .. ويجب على الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الفترة المقبلة أن تلعب دورا حقيقيا على الأرض ، وتحاول أن تنشط القصور والمراكز الإبداعية لديها فى الأحتكاك المباشر مع القرى والمحافظات المختلفة من خلال ما يعرف " بالمحرك الثقافى " بمعنى أن يدير كل قصر ثقافة مثقف كبير ينظم البرنامج الثقافى ، وأن لا يكون مجرد موظف فى الهيئة العامة لقصور الثقافة .. و فى الفترة المقبلة لا مفر أمام الخطاب الثقافى بأن يكون خطاب تنويري يصل إلى الشرائح التى حرمت من التعليم لفترة طويلة ، ويبث ما يعرف بالوعى السياسى والثقافى بشكل عام ، حتى تستوعب الشرائح المختلفة  ، خاصة الشرائح البسيطة ما يحدث على أرض مصر الأن من تنمية شاملة أساسها تنمية الفكر الإنسانى المصرى الذى ينبغى أن نرقى به حتى يساند الدولة المصرية فى الفترة المقبلة .

** ماذا عن رأيك فى ما تم عرضة مؤخرا من أعمال مسرحية عرضت بنادى الصيد ومن قبل بمسرح الأنفوشى بالأسكندرية التابع لوزارة الثقافة  نماذج تسيئ للجيش والشرطة أيضا عرض كتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ..  مسئولية من تلك المهزلة ؟!

حقيقة الأمر ينبغى أن نحافظ على حرية " التعبير المسؤل " و مسؤلية أن الشباب يعبر عن أرائه ، ولكن فى ذات الوقت ينبغى أن نحافظ على هيبة الدولة المصرية ، وهيبة الجيش المصرى والشرطة المصرية ، فهما اللذين يضحوا بأنفسهم فى سبيل هذا الوطن ، و لا شك أن الإبداع بالأساس يحب الحرية والديمقراطية وحرية الرأى بشرط أن تكون هذه الحرية " مسؤلة " .

مضيفا أن المنطقة العربية  ومصر الأن فى ظرف تاريخى وحضارى أستثنائى يقصد منه تدمير المنطقة العربية وأن حدث جزء من هذا بالفعل ، أيضا تدمير الأستقر والإطاحة بكيان الدولة المصرية ، وبالتالى نحن جميعا مسئولون عن أستقرار مصر وهذا الوطن ، وأطمح فى هذه الفترة تحديدا بالحفاظ على البناء الذى تقوم به الدولة المصرية ، فى ظل ظروف أستثنائية خطرة تمر بها المنطقة ، ينبغى أن يكون كل صاحب رأى مسؤلا عن هذا الوطن ، ومؤمن بما يحدث فيه من بناء وتشييد فى ظل ظروف خطرة للغاية ، تمر بها المنطقة العربية إن كان فى سوريا وليبيا والعراق وفلسطين .. بالتالى مصر فى أحتياج الأن أن نتمسك بوطننا ونتوحد فى سبيل قضية واحدة هى الحفاظ على كيان الدولة المصرية وعدم ضياعها .

** ألم تكن وزارة الثقافة فى حاجة إلى إعادة هيكلة وترتيب من الداخل .. خاصة أن البعض يرى أنها للموظفين والمحسوبين وليست للمثقفين .؟!

أى وزارة فى العالم هى فى أحتياج كل فترة إلى إعادة صياغة إستراتيجيتها ورؤيتها فيما تتطلبة الأمور الجديدة ، وأعتقد أن الوزيرة الجديدة سترى الوزارة بشكل جديد وستعيد ترتيب أوراقها مرة آخرى ، وستعيد رؤيتها للإستراتيجية التى ينبغى أن تسير عليها وزارة الثقافة للفترة المقبلة ، لأن الوزارة أساسية ومهمة للغاية للحفاظ على العقل المصرى والقوى الناعمة المصرية التى ربما تأثرت لبعض السنوات .. لكن نحن الأن بعد عودة السياق المصرى مرة آخرى ، مصر أصبحت جسدا وفكرا الأن .. لذا يجب أن نعطى خطابا ثقافيا يليق بمكانة ووضع مصر على خارطة العالم بشكلها الجديد .

** اذا كيف نستعيد الهوية الثقافية .. وماذا عن دور المثقفين فى تنميتها .؟

مصر تمتلك ترسانة من المثقفين الكبار من الأجيال المختلفة .. لكن نحن فى حاجة إلى تفعيل خطاب ثقافى مصرى يحرك تفعيل الخطاب الثقافى العربى يؤكد على الريادة الثقافية المصرية والحضور المصرى الثقافى والمعرفى .. للتأكيد على أن مصر دولة كبيرة تمتلك الحضارة والتاريخ .. وبالتالى الثقافة المصرية ينبغى أن تستكمل ما بدئه السابقون فى ترسيخ ريادة وحضارة مصرية عبر التاريخ .. وأعتقد أن المثقف المصرى هو مثقف مسؤل وظهر دورة حينما اتا وزيرا للأتجاهات الظلامية التى حاكمة مصر فى يوم من الأيام .. وبالتالى نبض الحياة والمستقبل موجود لدى المثقف المصرى ، لكن هو فى أحتياج إلى أن يكثر من تفعيل نشاطاته والحوار المباشر مع الشباب والإكثار من تفعيل رؤية جديدة تضع الثقافة المصرية فى ثوب جديد ، حتى وإن كان فى إفريقيا أو المنطقة العربية و إن كان فى إستراتيجية الثقافة العالمية ، لأن مصر دولة كبيرة وحاضنة .

** و ماذا عن دور لجان المجلس الأعلى للثقافة .؟

المجلس الأعلى للثقافة علية دور كبير للغاية فى وضع رؤية ثقافية حقيقية للفترة المقبلة ، لأن هو العقل المفكر لوزارة الثقافة ، ويقوم بمجموعة من الأنشطة فى اللجان والشعب المختلفة ، ويقوم من خلال بعض اللجان بالأحتكاك مع الجامعات المختلفة بإقامة الندوات ، إلى جانب اللجان المتخصصة فى الشعر وأدب الأطفال والعلوم الإجتماعية وإلى جانب هذه الأنشطة يقوم المجلس بوضع الأستراتيجية والرؤية للثقافة المصرية لأنه يضم فى لجانه وشعبه خلاصة العقول المصرية والقوية المتخصصة فى الأتجاهات المختلفة.

** اذا ماذا عن رسالتك للمثقفين فى تنمية المجتمع فى ظل الوضع الراهن .؟

الوضع الراهن فى أحتياج إلى تعاون ، خاصة من المثقفين والمفكريين المصريين ، ليس فقط الأتكال على الكتابات النظرية  والمقالات ، لكن الشارع المصرى فى أحتياج إلى إحداث نوع من أنواع التواصل ما بين المفكروبين الفئات البسيطة .. حتى يلعب المثقف دورا على الأرض .. مع فئات البسطاء من أهالينا التى حرمت من التعليم وأصبحت فى حالة أمية تعليمة ، فهى الأن فى حاجة إلى خطاب تنويرى يقوده المفكر والمثقف المصرى ، خاصة فى هذا الوقت الذى من الممكن أن يتعرض بشكل مباشر أو غير مباشر لحالة من حالات أستقطاب الشباب .. وبالتالى أرى أن الثقافة الأن هى أساس فى بناء دولة جديدة عنوانها التنوير أساس المستقبل .

** نفتقد كثيرا إلى اللغة العربية .. فكيف نستعيد لغتنا العربية الجميلة .؟

نحن نعيش فى ما يعرف بالعولمة ، ومشروع النمط الأمريكى على صعيد ثقافى ومعرفى ، ربما هذا آثر بشكل أو بأخر فى أحتكاك الشباب بالتكنولوجيا ، ومحاولة الأمركة بأرتداء ثوب الغرب ، نجد أن الشباب أصبح يستخدم الأن لغة " الفرانكوأرب " وهى لغة الأرقام مع الحروف اللاتينية وربطها بالغة العربية ، وبالتالى هذا يهدد أستقرار اللغة العربية .. لذا أدعو الدولة المصرية إلى تمكين اللغة العربية ، بمعنى تدريس اللغة العربية فى كل الجامعات والكليات والمدارس ، حتى تصبح اللغة العربية أساسا لهوية عربية حقيقية ، يتمسك من خلالها الشباب بأرضهم ، لأن اللغة هى هوية وكيان ووطن .. وأعتقد أن فى ظل الهزة الثقافية الموجودة داخل اللغة الموجودة الأن نتيجة للإنفتاح التكنولوجى ، نحن فى حاجة لحالة من حالات التمكين للغة العربية فى مراحل التعليم المختلفة .

** فى ظل حالة تشرزم ومؤامرات دولية .. كيف ترى المشهد الثقافى العربى .؟

 المنطقة العربية فى أحتياج إلى التأكيد على خطاب تنويرى حقيقى يؤكد من خلاله المثقف العربى على حماية الهوية الوطنية العربية فى ظل حالة تشرزم وإنقسام ومؤامرة دولية تجاه المنطقة العربية للتقسيم ، وهذا ظهر بشكل كبير جدا  كما ذكرنا فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين ، وبالتالى المثقف العربى عليه مسئولية ضخمة فى الوقت الراهن ، وأتمنى أن يقام مؤتمر عربى عربى لتأكيد خطاب تنويرى راهن لما يحدث فى المنطقة العربية .. وهناك دول قريبة  مثل الإمارات والسعودية والكويت ومصر كدولة رائدة ، الجميع يسعى الأن إلى وجود رؤية وحراك ثقافى جدد يؤكد على أستقرار المنطقة العربية ومقدرات الدول والوطن العربى .. لأن ما قسمته السياسة من الممكن أن توحدة الثقافة ، وبالتالى من الممكن أن يكون الخطاب الثقافى بديل للخطاب السياسى فى أوقات كثيرة لتوحيد كلمة العرب تجاه القضايا الكبرى فى المنطقة العربية ، خاصة لأستقرار سوريا والعراق وليبيا واليمن والقضية الفلسطينية التى هى الأساس لدى المنطقة العربية كمشكلة كبرى .. من هنا أعتقد أن المثقف العربى مسؤل و لديه الشجاعة و القدرة والمسؤلية تجاه وطنه ، بشرط أن يتمسك بخطابه التنويرى المهم فى هذا الوقت الراهن .

** فى نهاية اللقاء ماذا تقول للشعب المصرى الذى أثبت للعالم أن مصر بخير.؟

أشكر كل الشباب والشعب المصرى الذى نزل وساهم بشكل كبير وإجابى فى الإنتخابات الرئاسية .. والذى أعلن و أثبت للعالم أن مصر دولة كبيرة ، تؤمن بالمؤسسية والديمقراطية .. وأن الشعب المصرى محب لأستقرار هذا الوطن ، بجانب دولته المصرية فى البناء والتنمية ، وفى وجود مصر جديدة تستطيع أن تصمد تجاه ما يحاك لها وأيضا تستطيع أن تصمد من أجل بناء دولة قوية باثية أن شاء الله .