المحققون: "إنه شيء فظيع.. نحن لا نزال نجهل ماذا حدث فى 11 سبتمبر ".. متهما وكالة الاستخبارات المركزية بحجب

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

معلومات لم تنشر من قبل عن "العملية " التى كسرت "أنف أمريكا "

أرشيفية   الشورى
أرشيفية


المحققون: "إنه شيء فظيع.. نحن لا نزال نجهل ماذا حدث فى 11 سبتمبر ".. متهما وكالة الاستخبارات المركزية بحجب المعلومات بشأن تحركات منفذي "القاعدة" المستقبليين للاعتداء

بعد كل هذه السنوات.. لا يزال من غير الواضح سبب حرص "السي آي إيه" على الاحتفاظ بهذه التفاصيل الحساسة حول تحركات "القاعدة" في الولايات المتحدة وحجبها عن الـ"أف بي آي"

مع اقتراب ذكرى أحداث 11 سبتمبر التى كسرت أنف أمريكا والتى  لا تزال ألغاز كثيرة مخفية حول أخطاء رسمية وتجاوزات أمنية سبقت الاعتداء، والذي - حسب عدد من المسئولين - "كان يمكن تفاديه" لو تمّ التعامل معها (الأخطاء) بجدية ومهنيّة يسلّط  كتاب "The Watchdogs Didn’t Bark: How the NSA Failed to Protect America" الجديد المتوقع نشره بالتزامن مع الذكرى، لمؤلفَيه جون دوفي وراي نوسيليسكي، الضوء على حقائق تمّ إخفاؤها، مستندين إلى تنقيب دقيق في التحقيقات الرسمية المتعددة عن الاعتداء بالإضافة إلى شهادات مسئولين سابقين.

وفق ما أظهره الكتاب، الذي اطلع عليه وناقشه جيف ستين في "نيوزويك"، يتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ(إف بي آي) وكالة الاستخبارات المركزية الـ(سي آي إيه) بحجب معلومات عنه، شديدة الأهمية، بينما يتبادل مسئولون سابقون وحاليون الاتهامات، ملمحين إلى تواطؤ رسمي أمريكي - سعودي استمر بعد وقوع الاعتداء.

يبدو من الكتاب، أن "نظرية المؤامرة" الشعبية، يتبناها كذلك العديد من المسئولين الأمريكيين السابقين، بينما تتصاعد حالة من الغضب الممزوج بالكآبة - لدى عدد من المسئولين وأسر الضحايا- من الغموض الذي لا يزال يلف تفاصيل الاعتداء الذي أودى بحياة 2606 أشخاص.

"أنا حزين ومكتئب"

"من الأسهل دفن الحقائق غير المرغوب بها بدلاً من مواجهتها"... بهذا يبدأ ستين عرض الكتاب، ناقلاً عن علي صوفان، وهو أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في مكافحة الإرهاب، قوله "إنه شيء فظيع. نحن لا نزال نجهل ماذا حدث"، متهماً وكالة الاستخبارات المركزية بحجب المعلومات بشأن تحركات منفذي "القاعدة" المستقبليين للاعتداء.

بالنسبة لصوفان، كما للعديد من المسئولين السابقين في الأمن القومي، فإن الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها بشأن الأحداث التي أدت إلى هجمات 11 سبتمبر 2001، تضاهي الأسئلة التي بقيت معلّقة حول اغتيال الرئيس جون كينيدي والتي بقيت دون جواب. والأمر خطير، حسب هؤلاء، لأن "أحداث سبتمبر غيّرت العالم بأسره… لم يتمّ على إثرها غزو أفغانستان والعراق وتكسير الشرق الأوسط ومضاعفة النمو العالمي للجهاد الإسلامي فحسب، بل دفعت كذلك الولايات المتحدة لتصبح دولة بوليسية".

من جهته، عبّر مارك روسيني، وهو أحد اثنين من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي اللذين كانا منتدبين في "وحدة أسامة بن لادن" التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، قائلاً "أنا حزين ومكتئب حيال ذلك".  وسبب ذلك زعمه أن مديري الـ"سي آي إيه" منعاه وزميله بشكل غامض من إبلاغ قيادة الـ"إف بي آي" بوجود متآمرين من تنظيم "القاعدة" قد يشكلون خطراً مستقبلياً، في الولايات المتحدة، وذلك في عام 2000 ومرة أخرى في عام 2001.

يقول ستين إن دوفي كاتب يساري وناشط بيئي ونوسيليسكي صانع أفلام وثائقية، ولا يمكن اعتبارهما في مكانة صحافيين آخرين قاموا بفتح ثقوب لافتة في القصة الرسمية لأحداث سبتمبر، ومن بينهم لورنس رايت الذي ألف كتاب"The Looming Tower: Al-Qaeda and the Road to 9/11"، الحائز على جائزة "بوليتزر".

لكن الكاتبين، حسب ستين، نجحا في إيجاد فجوات وتناقضات ضخمة في القصة الرسمية، التي تعكس "فشلاً ذريعاً في ربط النقاط ببعضها".

لماذا حجبت الـ"سي آي إيه" المعلومات؟

في عام 2002، كان جورج تينيت، مدير "السي أي إيه"، قد أقسم أمام الكونجرس بأنه لم يكن على دراية بالتهديد الوشيك، لأن الإشارة إلى الأخير جاءت في برقية لم تحمل وسما سريا للغاية أو مستعجلا فبقيت غير ملحوظة، "لم يقرأها أحد".

ولكن قصة تينيت تمّ دحضها بعد خمس سنوات، حين قام السيناتور رون وايدن وكيت بوند بتقديم موجز تنفيذي للتحقيقات الداخلية التي أجرتها وكالة الاستخبارات في 11 سبتمبر، والتي ذكرت أن "ما بين 50 إلى 60 شخصاً يقرأون واحداً أو أكثر من كابلات الوكالة التي تحتوي على معلومات متعلقة بسفر الإرهابيين".

بعد نشر الموجز، جُنّ جنون ريتشارد كلارك، مستشار البيت الأبيض في مكافحة الإرهاب أثناء إدارة بيل كلينتون وجورج دبليو بوش. حتى ذلك الحين، كان كلارك يثق بتينيت، كزميل وصديق قريب، ومقتنع بأنه يقول الحقيقة.

وفي عام 2009، بعدما شعر باليأس من قلة اهتمام وسائل الإعلام بكتم الـ"سي آي إيه" للمعلومات، كتب كلارك كتاباً عن الازدواجية بعنوان "Your Government Failed You"، لكن الأخير تم تجاهله إلى حد كبير، ولذلك عندما تواصل معه كل من دوفي ونوسيليسكي رحّب بهما بشدة.

في ذلك العام، قام الكاتبان بإجراء مقابلة مهمة مع كلارك. حينها احتدم وهو يتهم كبار المسئولين في وكالة الاستخبارات، بما في ذلك تينيت، بحجب معلومات مهمة عن الـ"إف بي آي" حول مخططات "القاعدة" وتحركاتها، بما في ذلك وصول نواف الحازمي وخالد المحضار، إلى مطار لوس أنجلوس الدولي في 15 يناير من عام 2000، وهما الشخصان اللذان كانا من بين الخاطفين لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية.

"اعتقدت، لفترة طويلة، أن البرقية وصلت إلى واحد أو اثنين من ضباط المكتب منخفضي الرتبة الذين لم يدركا مغزى المعلومات عن الحازمي والمحضار"، قال كلارك مستغرباً " لكن خمسين (أو ٥٥) من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية علموا بذلك، وبينهم تينيت وجميع الأشخاص الذين كانوا يتحدثون معي بانتظام، وأنا لم أعلم؟".

بعد كل هذه السنوات، لا يزال من غير الواضح سبب حرص الـ"سي آي إيه" على الاحتفاظ بهذه التفاصيل الحساسة حول تحركات "القاعدة" في الولايات المتحدة وحجبها عن الـ"إف بي آي". يشك كلارك، وغيره من المطلعين، أن الـ "سي آي إيه" كان لديها خطة عميقة تقتضي بالعمل على توظيف الحازمي والمحضار، وربما عناصر أخرى من "القاعدة"، كعملاء مزدوجين. وكانوا يتخوفون أنه في حال اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هؤلاء كانوا في كاليفورنيا كان سيأمر بالقبض عليهما.

عندما تلاشت "خدعة" تجنيد وكالة الاستخبارات لهؤلاء، أخفى تينيت التفاصيل عن كلارك خشية أن تُتهم الوكالة "بالمخالفة والإجحاف"، على حد قول كلارك، الذي يزعم أن ذلك "هو التفسير المنطقي الوحيد بأنهم لم يطلعونا على شيء قبل الهجوم".

مناصرون لكلارك

كان تينيت مع اثنين من نوابه في مكافحة الإرهاب، ريتش باي وكوفر بلاك، قد أصدروا بياناً يصفون فيه نظرية كلارك بأنها "متهورة وخاطئة بشكل كبير". لكن الآن، وعبر الكتاب الجديد، يبدو أن لدى مستشار البيت الأبيض السابق مؤيدين.

وجد الكاتبان أن عملاء رئيسيين سابقين في مكافحة الإرهاب وموظفين سابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي لديهم شكوك عميقة بشأن ادعاء تينيت. العنصر الوحيد الذي لا يتفقون عليه مع كلارك هو أن يكون تينيت مسئولاً.

بحسب دايل واتسون، نائب رئيس قسم مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، على سبيل المثال فـ "على الأرجح حجبت المعلومات دون معرفة تينيت وباي وبلاك. قد يكون المسئولون عن الحجب هم مسئولي وحدة أسامة بن لادن التابعة لوكالة الـ"سي آي إيه".

لكن بات ديمورو، وهو مسئول سابق بدرجة أكبر في مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، يتبنى رأي كلارك تماماً لجهة اتهام تينيت، وقد قال "ليس لدي أدنى شك في أن قرار حجب المعلومات كان على أعلى مستوى في الوكالة"، لكنه لم يستطع الجزم بالسبب الذي جعل الوكالة تمتنع عن إرسال المعلومات، وحتى اليوم.

التواطؤ السعودي المزعوم

من جهة ثانية، غطى الكتاب جانب التواطؤ السعودي الرسمي مع المعتدين. قدم الكاتبان تحديثاً حول ما تم كشفه عن الدعم السعودي لـ"القاعدة" في السنوات الأخيرة.

في عام 2004، قالت لجنة 9/11 الرسمية إنها لم تعثر على أي دليل على أن "الحكومة السعودية أو المسئولين السعوديين الكبار قد موّلوا تنظيم القاعدة".

بعد عام من ذلك، فتح تقرير المفتش العام لوكالة الاستخبارات، الذي تم حجبه بشدة، نافذة أخرى، قائلاً إن "بعض ضباط الوكالة تكهنوا بأن المتعاطفين داخل الحكومة (أي المتطرفين الدينيين) ربما كانوا قد دعموا بن لادن. وكشفت التحقيقات اللاحقة أن مسئولين من وزارة الشئون الإسلامية في المملكة كانوا يساعدون بنشاط الخاطفين على الاستقرار في كاليفورنيا".

دفعت هذه المعلومات مئات من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر إلى رفع دعاوى ضد الحكومة السعودية في محكمة اتحادية في نيويورك العام الماضي، مطالبين بتعويضات مالية غير محددة.

قال أندرو مالوني، محامي العائلات، لمجلة "نيوزويك" الأسبوع الماضي "لقد اعترفت الاستخبارات السعودية بأنها كانت على علم بهوية الشخصين… كانت تعرف أنهما من القاعدة منذ اليوم الأول لوصولهما إلى لوس أنجلوس. لذا فإن أي ادعاء من الحكومة السعودية بالقول (نحن فقط نساعد جميع السعوديين في الولايات المتحدة) هي خاطئة. لقد كانت تعرف الحكومة تعرف، وكانت وكالة الاستخبارات المركزية تعرف أيضاً".

يشير تقرير "نيوزويك" إلى أن المملكة قامت بتسليم ما يقرب من 6800 صفحة من الوثائق، "معظمها باللغة العربية"، بينما يقوم فريق مالوني بعملية الترجمة.

يعلّق مالوني قائلاً "هناك بعض الأشياء المثيرة للاهتمام في الوثائق، وهناك كذلك بعض الفجوات الواضحة"، ويلفت إلى أنه سيعود إلى المحكمة في أكتوبر للضغط من أجل الحصول على مزيد من الوثائق.

من جهة ثانية، كشف المحامي أنه سيطالب بعزل مسئولين سعوديين، خاصة فهد الثميري، وهو مسئول قنصلي سابق في لوس أنجلوس وإمام مسجد كولفر سيتي في كاليفورنيا، الذي كان يزوره المعتديان وعناصر أخرى من "القاعدة"، حسب الادعادات الأمريكية.

في عام 2003، تم اعتراض الثميري بعدما هبط في لوس أنجلوس على متن رحلة جوية من ألمانيا وتم ترحيله من الولايات المتحدة "بسبب ارتباطات إرهابية مشبوهة"، لكن المشكلة، حسب مالوني، أنه لا يزال يعمل لصالح الحكومة في الرياض.

في أبريل الماضي، طلب مالوني من مكتب التحقيقات الفيدرالي الحصول على وثائق عن الثميري وعمر البيومي، وهو جاسوس سعودي مشتبه به في الولايات المتحدة كان على اتصال أيضاً بالمعتدين، لكن المكتب لم يستجب، وعليه يعتزم المحامي في 11 سبتمبر المقبل تقديم "طلب رسمي لإلزام مكتب التحقيقات الفيدرالي" بإصدار الوثائق.

وتأتي تصريحات المحامي بعدما اتهم ستيفن مور، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي ترأس التحقيق الذي أجراه المكتب حول اختطاف الطائرة التي توجهت إلى البنتاجون، لجنة 11 سبتمبر بتضليل الرأي العام عندما قالت إنها "لم تعثر على أدلة".

وكتب مور موضحاً ادعاءه بالقول "كان هناك دليل واضح على أن الثميري قدم المساعدة للحازمي والمحضار"، شارحاً "بالاستناد إلى الإثبات في تحقيقنا، كان بيومي نفسه عميلاً سرياً ومرتبطًا بالمتطرفين ومن بينهم الثميري"، الذي لم يكن التحقيق الأمريكي معه معمقاً ودقيقاً.

دعم ترامب مستبعَد

أهداف مالوني الإضافية، حسب الكتاب، ليست فقط موظفي ووثائق الـ"إف بي آي" والـ"سي آي إيه" ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة المالية والكثير من الوكلاء السابقين، بل أيضاً أولئك الذين عملوا في "وحدة بن لادن" التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية. وعنهم قال مالوني "هؤلاء لن يتحدثوا إلينا أبداً أو سيتحدثون فقط إلينا إذا حصلوا على نوع من الحصانة الشاملة"، موضحاً أن "الوصول إليهم ربما يتطلب الأمر التنفيذي من الرئيس دونالد ترامب، وهو للأسف مستبعد بالنظر إلى دعم إدارته القوي للسعودية".

قد يكون هناك دعم عام لمساعي مالوني، حسب تقرير "نيوزويك" الذي ذكّر باستطلاع للرأي عام 2016 توصل إلى أن 54.3 في المئة من الأمريكيين يعتقدون أن الحكومة تخفي شيئاً عن هجمات سبتمبر.

كما أشار التقرير، نقلاً عن الكتاب، إلى وجود عدد كبير من "المحققين" في 11 سبتمبر ممن يعتقدون بـ"نظرية المؤامرة" التي تفترض أن الهجمات كانت "عملاً داخلياً" من قبل إدارة بوش و/ أو إسرائيل، وساعدت فيه من خلال متفجرات زرعت في أحد أبراج مركز التجارة العالمي.

وفي النهاية، يذكّر التقرير بالمحاولات السعودية لتجنب الإشارة إلى علاقاتها مع الخاطفين، ففي العام الماضي، تم اكتشاف وكلاء من السعودية يقومون بحملة علاقات عامة بشكل سري في محاولة لعرقلة مشروع قانون في الكونجرس يسمح لمجموعة من أسر ضحايا 9/11 بمقاضاة المملكة عن الأضرار.

وكانت مجموعة من العائلات قدمت، في سبتمبر الماضي، شكوى من 17 صفحة إلى وزارة العدل الأمريكية.