محمد عبد السلام: الرب سيحاكم "الشيخ والراهب والحاخام" على التأويلات الدينية الخاطئة "الشيخ والراه

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الباحث محمد عبد السلام لـ "الشورى" : "جعلوني كافراً" فعقدت لهم "محكمة الرب"

الباحث محمد عبد السلام خلال الحوار   الشورى
الباحث محمد عبد السلام خلال الحوار


محمد عبد السلام:  الرب سيحاكم "الشيخ والراهب والحاخام" على التأويلات الدينية الخاطئة

"الشيخ والراهب والحاخام"  المسئولون عن كارثة الإرهاب فى العالم المعاصر

الغرب سعي  لبلقنة الشرق الأوسط والأزمة الآن ليست في الإرهاب ولكن فيمن يحركه

دستور "داعش" الآن هو حرب الوهم  والصدمة والرعب

مواجهة الإرهاب تبدأ من "اكتشاف مصر" لإيجاد حركة علمية تأويلية

يجب إيجاد حركة علمية تأويلية مهمتها إخراج المُخبأ من النص المقدس.. حركة توائم بين ثلاثي «النص والعقل والواقع»

عندما يكتشف الإنسان خطيئته بنفسه هيهات هيهات أن يضل السبيل

حصل علي عدة جوائز تقديرية وكان آخرها جائزة نقابة الصحفيين, عن موضوع  " تغريدات الإرهاب " وما الفارق بين إرهاب التسعينيات وإرهاب الوقت الحالي .

أخرجت له المطابع عدة كتب كان آخرها كتاب  "محكمة الرب رؤية واقعية على 177 تنظيمًا إرهابيًّا دينيًّا في 62 دولة" والذي اعتكف علي إخراجه منذ خمس سنوات ، هو الصحفي والباحث  محمد عبد السلام .

التقته " الشورى"  مؤخرا للحديث عن الإرهاب وكيفية مواجهته ومشروع اكتشف مصر لحماية النشء من ظواهر الغلو والتطرف  وإلي تفاصيل الحوار :

*لماذا اخترت اسم محكمة الرب لكتابك الجديد ؟

**كان الاسم في البداية "محاكمة الرب " وخشيت من الجدل حول الاسم الأول فأسميت الكتاب "محكمة الرب " ، وسألت أصدقائي في الأزهر فقالوا لي الأفضل تعديله ، فعدلت اسم الكتاب علي الفور، وناقشت في الكتاب  فكرة وجود إلهين علي الأرض ، إلها خلقنا وإلها نستغله لصلح أفعالنا، وتبريرها باسم الرب ، وحقيقة وجود نصين بفهمين للدين، فهم حقيقي ، وفهم تأويلي .

 الكتاب نتاج خمس سنوات، وكان البداية ان لفت نظري حوار دار بيني وبين أبي لماذا بعد كل عملية إرهابية في الغرب يتهم الدين والإسلام ، وبدأت أفكر هل أنزل الله لنا الأديان ليقتل بعضنا بعضا ، هل وجد الله لنا النصوص لكي يوصف الإسلام  من الاتحاد الأوروبي بأن هناك آيات فى سورة البقرة وسورة التوبة بها حض علي الكراهية .

*وهل هناك بالفعل آيات في القرآن وأحاديث تحض على الكراهية ؟

**عندما أشاهد من يقتل ويبدأ إعلان العملية باسم الذي بعث بالسيف رسولاً، تشعر لماذا ورد فى القرآن

"قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ" ولم يقل ـ  اقتلوا ـ  "الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ"، يقال في اللغة جندي مقاتل ولا يقال جندي قاتل ، لأن الأولي دفاع عن الحق والثانية وقوع في الباطل والظلم.

*اتهمت في كتابك التفسيرات الدينية الخاطئة التي يقوم بها ( الشيخ والراهب والحاخام ) لماذا ؟

**(الشيخ والراهب والحاخام ) المسئولون عن هذه الكارثة ، بخلق فهم ديني موازٍ للنص المقدس، هم المسئولون عن استخدام  وخلق نص ديني مقدس يدعو للعنف ، وحقيقة لا القرآن ولا الإنجيل ولا التوراة  نص يحض علي العنف ، فما جاءنا من هؤلاء الشيوخ والرهبان والحاخامات  مختلف عليه ، فلا نستطيع أن نقطع بدلالاته الحقيقية .

فالتفسيرات مختلف عليها بين البشر ، والإنجيل به 399 اسما للسيف بمختلف دلائلها اللغوية ، وباستخدام علم تأويل الآيات  نستطيع أن نخرج بتفاسير مختلفة لهذه النصوص .

لقد ظلمنا الرب في صراعنا باسمه  على الأرض لأن الأديان خلقت للدفاع عن الإنسان وكرامته ، فلم يكن الهدف هو الصراع بين الأديان على إبادة البشر ولكن الهدف التكامل بين الأديان .

*لماذا نري إعلام داعش بهذه الحرفية ؟

**لأن الإعلام العربي ضعيف ، الإعلام العربي فقد المصداقية ، الاعتراف بالمشكلة هو بداية الحل ، قمت بدراسة هذا الموضوع وصنعت منه عدة تحقيقات بعنوان "الحرب في زمن التغريدات " وقريبا سيصدر كتاب وأخذت عليه جائزة التفوق الصحفي  ورشحت فيه لجائزة  الصحافة في دبي .

صن تزو المفكر الصيني المعروف ألف كتابا في  "فن الحرب " وقصة حرب الأمراء  الثلاثة  معروفة في الصين ،  ما  كتبه هذا الرجل الصيني في القرن الخامس قبل الميلاد  وهو دستور داعش الآن في حرب الوهم  التي يصنعونها عنما تكون قريبا حاول ان توهم العدو أنك بعيد ، عندما تكون بعيدا  استخدم تكتيك الوهم  والصدمة والرعب واستخدم جميع الوسائل الممكنة لتحقيق هدفك .

*هل تري إن إعلام الإرهاب  يستخدم الوهم والخديعة البصرية للإيقاع بالشاب ؟

 **بالفعل وهي ما استخدمته المغول فقد احتلوا بغداد بهذه الطريقة ، أوقعوا بغداد بفكرة الصدمة والرعب كانوا يرتدون ملابس الحيوانات وجلود النمور حتي يدخلوا الرعب في نفوس من يغزونهم .

وهذا ما يحدث في إعلام داعش فبعد عشر دقائق من العملية يطلقون صورهم وفيديوهاتهم المفبركة ويبثونها عبر الشبكات  نصف دقيقة من الممكن أن تؤثر في الملايين عكس الإعلام بالعالم الغربي .

علي العكس في الإعلام الغربي بعد 10 دقائق من اي حادث يخرج المسئول لبيان حقيقة ما حدث  ..الصحف عندنا توزع جميعا 120ألف نسخة ، داعش وإعلام الإرهاب يملك أكثر من 800 ألف صفحة  وهناك أكثر من .35ألف مليون مستخدم علي السوشيال ميديا ، والخبر علي مواقع التواصل  يظهر قبل أي أخبار ورقية،  تقوية إعلامنا هو  الهدف والبداية .

علي سبيل  المثال إسرائيل صنعت ذلك فهناك الوحدة 8200 في إسرائيل بها 5000ضابط يدرسون اللغة العربية والشريعة الإسلامية والفقه وحديث إسرائيل بالعربي أصبح عاديا الآن ولهم وجود علي مواقع التواصل  وهذا هو التطبيع بعينه  لأن بعض المعلومات قبل أن يضعها أي من المواقع إخبارية أخرى تجدها في إسرائيل  فيتلقاها المشاهد العربي بتأثيراتهم المعروفة .

*اشرت في كتابك إلى أن السجون سبب صناعة الإرهاب كيف ذلك وهي تأديب وإصلاح وتهذيب ؟

**بقدر ما كانت تتراجع سيطرة السلطة على السجون وعملية إدارتها، بقدر ما كانت التنظيمات الإرهابية تجد فرصًا مواتية لنشر أفكارها في أروقة السجون بحثًا عن أعضاء جدد يبحثون عن حياة مغايرة ومن ثم باتت السجون -في أحيان كثيرة- آلية لإنتاج أجيال جديدة من المتطرفين يتولون إعادة تفعيل المنظومة الإرهابية وتجديدها.

ولعل هذا ما دفع أحد الخبراء للبحث عن أسباب انتشار الأفكار بعد عام 1965 في السجون المصرية وخروج أمير داعش البغدادي بعد سجن بوكا وظهور القاعدة بعد سجن صيدنايا  والبحث عن سبب التطرف والإرهاب هو الوسيلة الناجحة لمعالجة  الحقيقة، فالتطرف عرض لمرض ونحن جميعا الآن نضع المسكن ولا نضع علاجا للمرض ، نحن نترك الجسد ونتمسك بالأعراض الجانبية  .

*هل يسعي التطرف لإيجاد وطن قومي للإرهاب ؟

**مع بداية سقوط الشيوعية  طرحت فكرة ضرب استقرار الشعوب في العالم العربي ، ومن هنا كانت بداية المؤامرة ، من لا يؤمن بالمؤامرة فهو متآمر في وجهة نظري ، وجسد  العالم العربي مريض فساعد المؤامرة علي الظهور والتفشي أكثر من أي وقت مضي، وهذا الأمر يتجدد كل فترة ففي عام 1884كان طرح تقسيم العالم العربي في مؤتمر برلين وفي مؤتمر بازل في سويسرا عام 1898م طرحت فكرة إيجاد وطن قومي لليهود ، وأخيرا الفوضى الخلاقة لكونداليزا رايس أيام كلينتون وبعض الأنظمة  العربية ساهمت في ذلك للأسف الشديد .

*هل تري للغرب دورا في صناعة الإرهاب ؟

**الغرب سعي  لبلقنة الشرق الأوسط والأزمة الحقيقية الآن  ليست في الإرهاب أو الإرهابيين ولكن فيمن يحرك الإرهاب من خلف الستار، على الأخص من البلدان والكيانات التي ظهرت في السنوات الأخيرة في الخليج العربي الذي يتلقى دعمًا أمريكيًّا وبريطانيًّا للحفاظ على المصالح الأمريكية في مقابل الحفاظ على عروشها، كما أنّ القوى العظمى تقوم بما يسمى (صراع الديناصورات) فيما بينها من خلال دعم الجهاديين الجدد، وأنه عندما كان مفوض الحكومة الروسية في مفاوضات الحرب الروسية- الأفغانية، جاءه مندوب من الرئاسة الأمريكية يطالبه بإيقاف الحرب في مقابل أن تتوقف الحكومة الأمريكية عن دعمها للخلايا الإرهابية في أفغانستان والشيشان، وحتى ألمانيا تلعب الدور نفسه بعد أن وصل بها عدد الجهاديين المتشددين إلى 42 ألف جهادي وتريد أن تصدّرهم إلى سوريا والشرق الأوسط.

*لكنك  في كتابك عن الإرهاب قلت الغرب انصف الإسلام ؟

**نعم هذا ما قاله «مارك سجمان»، الإخصائي النفسي الذي تتبع مسار المتطوعين للجهاد، والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومؤلف كتاب «الوجه الحقيقي للإرهابيين» عندما قال معظمهم لا يعرف شيئًا عن القرآن"  وهي مقولة منصفة ، فقط هم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية، فهنا هم مجاهدون، والدين بالنسبة لهم مجرد قشور، إنها جماعة إسلامية ولكن كان يمكن أن تكون أيّ شيء آخر، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية، إنه مجتمع وهمي وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءًا منه حتى وإن كانوا لا يمتون إليه بصلة، إنهم يشعرون بأنهم جنود للدفاع عن هذا المجتمع الذي يقال لهم إنه يتعرض للعدوان ، فمن يدرس منهم الإسلام بإنصاف يخرج بهذه  النتيجة الحتمية  .

 *كيف نواجه الإرهاب ؟

**كان أول أمر إلهي للمسلمين هو اقرأ، وهي التوعية المعرفية  وثقافة الشفافية  التي تقضي على الفساد ، كل الذين ينفذون الأعمال الإرهابية هم أنصاف متعلمين ، وأري أن مشروع اكتشاف مصر هو البحث عن الهوية وعودتها من جديد .

 مع إيجاد حركة علمية تأويلية مهمتها إخراج المُخبأ من النص المقدس، إخراجًا لا مجال فيه للتحيز الذاتي غير المبرر، حركة تواؤُم بين ثلاثي «النص، العقل، الواقع»، لذلك فإن تطور هذا المشروع العلمي الكبير مرهون بتطور ثلاثة عقول:

أولاً: العقل المحقق في صحة المنقول من النص ، الثاني: العقل الإسلامي العلمي الذي يعاين الوقائع المستجدة، ولديه القدرة على قياسها، منفتحًا على التراث الإنساني بأكمله، ولا بد أن يتمتع بالحرية الفكرية الكافية ، الثالث: العقل الكاشف: ويمثل ذروة سنام حركة الإنتاج التأويلي ومتممها، المنطلق على هدي من العقل المحقق، والعقل العلمي في رحلة معرفية إبداعية، كاشفًا غموض النصوص، مُعملاً التأويل المنضبط بشروطه الموضوعية، من أجل المواءمة بين الصحيح من النصوص المنقولة بعد وفاة النبي وبين العقل، وذلك من أجل تفسير الوقائع، وتوجيه السلوك توجيهًا يحمل الهوية الإسلامية السليمة.

*كيف  نكتشف مصر ونعرف بها الأجيال القادمة ؟

**اكتشف مصر بالوعي والعلم حيث
إنه يوجد بها 34 محمية و3400 نوع من الحيوانات. فعلي سبيل المثال  يوجد الكثير من الأماكن بمصر لا نعلم عنها أي شيء وتاريخ مصر أيضا لا يعرفه البعض وليس المصريين فقط وبالأخص الأماكن الممنوع الحديث عنها فيوجد بمصر 102 هرم لا يعرف عنها معظم المصريين شيئا والسبب في أخطائنا هو عدم معرفتنا عن هذه الحضارة شيئا فكان هدفي من تأسيس مثل هذه المؤسسة هو استكشاف تاريخ مصر وذلك سيساعد علي عودة  الوعي التاريخي والأثري لمصر الحضارة والتاريخ .

قمنا بعمل رحلة استكشافية مع د. زاهي حواس وكان معنا 500طالب بالتعاون مع وزارة الآثار وفوجئنا بأسئلة في غاية الأهمية من  الأطفال في عمر الظهور ،  تدل علي وعي ونهم لمعرفة المعلومات عن مصر .

عندما كنا في الطفولة كنا نستمع لقصص ألف ليلة وليلة وأذكر أن آخر جملة قالتها شهر زاد لشهريار  "عندما يكتشف الإنسان خطيئته بنفسه هيهات هيهات أن يضل السبيل " .

* لماذا تأخر دور الأزهر في التفاعل مع قضايا التطرف والغلو في الدين ؟

 **يجب أن يكون الأزهر قويا ، ولكن تطوير الأزهر ومواكبته للعصر أصبح أمرا في غاية الأهمية ، لقد كان أقرب الناس لفهم النص فى العهد الأول هو الرسول وأصحابه  ، لأنهم ببساطة شديدة فهموا القرآن بلغة الواقع  فكل تطور يجب أن يواكبه تطور في العقلية المسلمة  .

 مثلا لو قلنا الآية الكريمة " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ "هل فهمها  سيدنا عمر بن الخطاب  كما فهمها العباسيون، وخاصة  عندما طوروا الفلك ، وهل فهمها الفاطميون كما نفهمها نحن الآن وسط هذا التقدم العلم الكبير  .

هل فهم الأولون معنى " انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ " وهل اطلعوا علي طور النجوم والمجرات الحديثة ؟

هل فهم الأولون معنى قوله تعالى " فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ  " ولماذا لم يقسم بمواضع  أو أماكن  النجوم وبعد أربعة عشر قرنا اكتشفنا

أن النجم  الموجود في السماء الآن ما هو إلا وميض وتغير مكانه بل لم يعد موجودا من الأساس ، إذا  الفهم مرتبط بتطورنا وعصرنا الذي نعيش فيه .

*لماذا كان كتابك الأول "جعلوني كافرا" وليس جعلوني مسلما ؟

**الكتاب الأول "جعلوني كافرا" ناقشت فيه أطروحات الإسلام السياسي التي تكفر كل ما عاداها ، والفكرة هي أيام مرسي وتتبعت وجود الإخوان في خمس دول  مصر ومرسي ،  الجزائر والعشرية السوداء ، إيران والخميني ، الصومال والقاعدة السودان والترابي  لذلك أطلقت عليه جعلوني كافرا .