◄| محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي تعيد للأذهان محاولة اغتيال مبارك بنفس الطريقة ونفس العام ◄|

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أديس أبابا.. عاصمة الاغتيالات من حسني مبارك حتى أبي أحمد

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


◄| محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي تعيد للأذهان محاولة اغتيال مبارك بنفس الطريقة ونفس العام

◄| رسلان: محاولة اغتيال «أحمد» أصبح اهتمام إثيوبيا بالشأن الداخلي أكثر من الخارجي؛ حرصًا منها على عدم تفاقم الأوضاع


تعرض رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد الأسبوع الماضي  لمحاولة اغتيال بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا عقب كلمة ألقاها أمام حشد من أنصاره ومؤيديه.

وقال أحد أفراد اللجنة المنظمة للتجمع بحسب وكالة رويترز "كانت قنبلة يدوية حاول شخص إلقاءها على المنصة التي كان رئيس الوزراء واقفا عليها".

وظهر رئيس الوزراء بعدها بقليل على شاشة التلفزيون الإثيوبي في كلمة تلفزيونية مؤكدا أن من قام بهذه العملية لا يريد أن يرى إثيوبيا موحدة معربا عن أسفه لسقوط عدد من القتلى والجرحى في هذه العملية.

وحسب وسائل إعلام محلية، ألقت الشرطة الإثيوبية القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بضلوعهم في الحادث ولم تحدد أي جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن.

فتحت العملية الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي عددا من   التساؤلات وهي من وراء العملية ـ وهل هو صراع داخلي بين  القبائل والأحزاب الداخلية أم هي عملية إرهابية وما هو موقف مصر من العملية ، وقد دانت  مصر بأشد العبارات محاولة الاغتيال التى تعرض لها "أبي أحمد" رئيس الوزراء الإثيوبي،  ورفضت بشكل قاطع أي محاولة للمساس بالأمن واستقرار دولة إثيوبيا الشقيقة.

وتتوجه مصر بخالص العزاء للحكومة والشعب الإثيوبى وذوى الضحايا، متمنية سرعة الشفاء للمصابين، وتعرب عن ارتياحها لفشل هذه المحاولة الغاشمة وسلامة رئيس الوزراء منها.

كما أكدت مصر فى بيان لوزارة الخارجية على ثقتها في قدرة الحكومة الإثيوبية على تحقيق الأمن والاستقرار وسلامة البلاد بما يلبى تطلعات وآمال الشعب الإثيوبي الشقيق، وتشدد على مواصلة العمل مع الجانب الإثيوبي من أجل تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.

علق الدكتور هاني رسلان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية ورئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بالأهرام، قائلا إن العلاقات المصرية بدول حوض النيل وفي مقدمتها إثيوبيا أصبحت على رأس أولويات الدولة المصرية ،  مشيرا إلي مصلحة مصر أن تستقر الأوضاع في أديس أبابا.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي، قد أبدى نوعًا من التفاهم عن سابقيه في ملف سد النهضة، معقبًا بأن التفاهم بين البلدين أمر هام، لكن ردود الأفعال داخل قاعات الاجتماعات الخاصة بمناقشة الأمور الفنية المتعلقة بالسد هي الأهم من التصريحات العلنية .

وأوضح أنه بعد محاولة اغتيال «أحمد»، أصبح اهتمام إثيوبيا بالشأن الداخلي أكثر من الخارجي؛ حرصًا منها على عدم تفاقم الأوضاع، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها رئيس وزرائها، بتغيير رئيس الأركان، وعدد من قيادات الدولة، والتي كانت سببًا في إحداث انقسام بين القبائل الإثيوبية.

ضلوع الترابي والبشير في اغتيال مبارك

أعادت محاولة اغتيال أبي أحمد إلي الأذهان قصة اغتيال الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في أأديس أبابا وخاصة أنها كانت في نفس الشهر تقريبا يونيو عام 1995 أثناء استعداده للمشاركة فى القمة الإفريقية، الأكثر وضوحًا وتأثيرا فى علاقات مصر بأفريقيا والعالم، ورغم مرور "23 عاما" من الزمن، حيث لا تزال أسرار تلك الواقعة المثيرة تنكشف يوما بعد الآخر.

وكان قد كشف الدكتور حسن الترابى زعيم حزب المؤتمر الشعبى المعارض فى السودان تفاصيل كثيرة عن هذه المحاولة في حديث صحفي مع كاتب هذه السطور أثناء زيارة للقاهرة بعد ثورة 25 من يناير حيث أكد أنه لم يكن يعلم هو والرئيس السودانى عمر البشير عن تفاصيل العملية أي شيء.

لكنه كشف في نفس الوقت، أن تمويل العملية تم بمبلغ مالى "أكثر من مليون دولار" أخذه على عثمان محمد طه وزير الخارجية السوداني آنذاك سرا من الجبهة الإسلامية القومية، مؤكدًا على اعتراضه على القرار بشدة لكن تم اتخاذ القرار بدون علمه.

وأشار زعيم ومؤسس التيار الإسلامي فى السودان إلى أن نائبه لم يرتب لمحاولة الاغتيال بسبب أى دوافع شخصية إنما جاءته عناصر من الجماعة الإسلامية المصرية وليسوا من الإخوان المسلمين أبلغوه برغبتهم فى التخلص من الرئيس المصرى كما أثبتت التحقيقات تورط عناصر من الجماعة الإسلامية المصرية بقيادة مصطفى حمزة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بهدف التخلص من مبارك وفتح السجون المصرية لاتهامه بسجن وتعذيب عناصرها.

وحول تداعيات فشل محاولة الاغتيال، أوضح الترابي أنه عاد بعد العملية إلى السودان مصريان من منفذى العملية بعدما استقلا طائرة إثيوبيا بأسمائهما خاصة أن الـ5 الآخرين قد قتلوا"، مضيفا: "اجتمعنا للنظر فى أمرهما، وتم الاقتراح أن ننتهى منهما !!حتى يموت سرهما لكننى طلبت ترحيلهما إلى أفغانستان ليعلنا أنفسهما وكأنهما دخلا السودان فى غفلة من أهله"، وكان رفاعي طه القيادي المصري هو من تولي هذه المفاوضات، مضيفًا أن الرئيس الإثيوبى هاتفه بنفسه بعد أن زج باسمى فى التحقيقات المصرية، وأوصم الأمر بى، ولكن جاء الأمريكان وأمدونى بكل المعلومات حول الواقعة وتفاصيلها ".

أصابع الاتهام

وتشير أصابع الاتهام إلى أن وراء العملية بعض الأطراف القبلية حيث إن أبي أحمد أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو" حكم إثيوبيا منذ بداية حكم ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية الذي بدأ قبل 27 عاما.

كما أن "أبي أحمد" من منطقة أغارو مدينة "جيما"، وهو محسوب علي قيادات قبيلة "الأورمو" التي تحيط بمنطقة سد النهضة، وكان لها دور رئيسي في المظاهرات المناهضة للحكومة، التي أدخلت البلاد في أزمة كبرى، وأدت إلى استقالة رئيس الوزراء، وتم على إثرها تأجيل اجتماعات اللجنة الثلاثية الخاصة بمتابعة ملف سد النهضة.

 

ولعب "أبي أحمد" أيضا دورًا محوريًا بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين، فى إخماد هذه المظاهرات الناجمة عن تلك الأحداث وتحقيق مصالحة تاريخية فى المنطقة مما يجعل له أعداء من القبائل المناوئة لـ"أورومو".

كما أن من أهم أعداء رئيس الوزراء الإثيوبي حاليا حركة شباب الصومال الإرهابية والتي لها نفوذ في إثيوبيا حيث تشارك القوات الإثيوبية مع القوات الإفريقية في حربهم بالصومال.

يذكر أن رئيس وزراء إثيوبيا وكذلك وزير خارجيتها كان قد رفض خروج الجيش الأفريقي الموحد من الصومال حتى القضاء تماما على حركة الشباب الصومالية بعد قوتها الأخيرة التي مكنتها من السيطرة على العديد من البلدان الصومالية والدخول في معارك مع الجيش الإثيوبي في أراضيه.

حتي الآن لم تعلن أي حركة مسؤوليتها عن الحادث غير أن أصابع الاتهام تشير بقوة لصراع داخلي قبلي  قد تكشف عنه الساعات القليلة القادمة .