تدور أحداث الفيلم حول الضياع والفقد، بدءا من فقد "أدهم" لابنته "كارما" حتى فقد "نرجس" و"مدينة"، وتجريد الشخصي

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

فيلم "كارما "هو توأم ملتصق يتكون من عدة أفلام

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


تدور أحداث الفيلم حول الضياع والفقد، بدءا من فقد "أدهم" لابنته "كارما" حتى فقد "نرجس" و"مدينة"، وتجريد الشخصيات، من جميع الحقوق الطبيعية والمكتسبة، كما تتصاعد فكرة الفقد لتغرق الجميع في مشاكل اجتماعية وقدرية، تتداخل فيها مصائر الشخصيات رغم اختلاف الاماكن والهوّيات.



أراد المخرج "خالد يوسف" أن يعقد مقارنة بين عالمي الفقراء والأغنياء، ويوثق انحيازه للكادحين، من خلال تقديم مشاهد سريعة عن دوره كنائب في البرلمان، مما جعل صوت الايديولجيا يرتفع فوق صوت شخصيات العمل، وتحميل الفيلم مالا يحتمل، وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال النقاش بين أدهم وطبيبه النفسي،.

السيناريو والحوار في الفيلم لهما حضور خاص، فلا يمكن أن تتجاوز الجمل اللاذعة على لسان "عمرو سعد" و"زينة" و"غادة عبد الرازق"، والتي تخرج مشتعلة ومتوهجة، فوراء كل كلمة مغزى غير مباشر، وملمح إنساني معبر، لكن السيناريو يركز على الشخصيات لا بوصفها شخصيات ونماذج واقعية حية، وإنما رموز فلسفية، لدرجة أنه لاتوجد بالفيلم شخصية ايجابية واحدة تتجاوز الفشل والفساد وانهيار الذات، وتصل إلى محطة النجاح، فالكل يدور في دائرة عبثية قاتمة، أقرب إلى "الفنتازيا".

قام عمرو سعد في الفيلم بتجسيد شخصيتين مختلفتين واستطاع أن يمتلك أدواته كممثل وأن يرسم ملامح مختلفة لكل شخصية على حدة بدءا من الملابس واللهجة وطريقة ادارة الحوار، وبرع في أن يستغل نظرات عينيه في التعبير عن مواجع كل شخصية وحدود أزمتها، بأسلوب تمثيلي يتميز بالعمق والاقناع، وأن ينقل لنا مشاعر الخوف والقلق والتمرد والقهر والضياع، وساعده على ذلك أنه يتمتع بموهبة فطرية وكاريزما خاصة، وصدق فني حقيقي، فهو يمثل بطريقة بسيطة واجادة تامة، ويجيد التعبير بملامح وجهه، وقد أضاف بهذا الفيلم بصمة مهمة توضع على جانب أعماله السابقة.

أما زينة في الفيلم دور"مدينة"قامت بتجسيد زوجة "وطني" الشاب المسيحي المحاصر بضيق الرزق وأوهام البحث عن الثراء، وقد نجحت زينة في الامساك بخيوط الشخصية، وتفهم طبيعتها المركبة، حيث تعاني من صراعات نفسية، بسبب ضغوط الحياة، وظروف المعيشة، ولولا تمكن زينة من أدواتها كممثلة لما استطاعت أن تستوعب روح الشخصية واحباطاتها.

وإن كانت في بعض المشاهد قد وقعت في فخ المبالغة، لأن الشخصية في جوهرها لا تعتمد على الاستعراض الكلامي ورفع الصوت، وانما كان من الممكن أن تقدم دورها بعمق أكثر.

ننتقل الى الفنانة "دلال عبد العزيز" كانت أيقونة الفيلم بوجهها المصري الأصيل وخفة دمها وطيبتها وحبها للحياة، فقد استطاعت بخبرتها في التمثيل أن تقدم نموذجا سحريا لكل الأمهات، وأن تنتزع الدموع من أعيننا، وهى تموت رغم رغبتها في الحياة.



بالضافة الى الفنانة "غادة عبد الرازق"فقد قدمت في الفيلم دورا مميزا من خلال تجسيد شخصية السكرتيرة المغرمة برئيسها في العمل، واحتوت غادة أبعاد الشخصية، بجانبيها الاجتماعي والنفسي، ونجحت في أن تقدم كل التوترات الخاصة بها، بدءا من التعلق بـ"أدهم" وخوفها عليه ،وحزنها على ضياعه ،والتضحية من أجل سعادته ،وارتباطه بأخرى ،وكلها مشاعر انعكست على وجه الفنانة، لتثبت أن لديها قدرة كبيرة على امتلاك جوهر الشخصية وانفعالاتها ورود أفعالها.