نرصد كواليس أخطر 24 ساعة قبل تحرير مصر من سيطرة محمد مرسى وكواليس بيان 30 يونيو وبيان 3 يوليو "الشورى

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

"محمود الشويخ" ينشر.. صفحات مجهولة من مذكرات السيسى عن معركة الصبر والنفس الطويل مع الإخوان

الرئيس عبدالفتاح السيسي - أرشيفية  الشورى
الرئيس عبدالفتاح السيسي - أرشيفية


نرصد كواليس أخطر 24 ساعة قبل تحرير مصر من سيطرة محمد مرسى وكواليس بيان 30 يونيو وبيان 3 يوليو  

"الشورى" تنشر صفحات مجهولة من مذكرات السيسى عن معركة الصبر والنفس الطويل مع الإخوان

لماذا تحمل الجنرال مؤامرات الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل وأعطاهم أكثر من فرصة قبل إطلاق رصاصة  الخلاص منهم للأبد؟

نحن نعيش فى زمن نكران الجميل وفقدان الذاكرة التى تتشابه لدى بعض المصريين مع ذاكرة الذبابة التى هى أسرع من الصوت وهذا هو حال بعض وليس كل المصريين

لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حاجة إلى قلم يثنى عليه لكنها مجرد كلمة حق أقولها وأجرى على الله نابعة من واقع الضمير الحى لمواطن مصرى عايش جموع المصريين فترة من أصعب بل من أسود فترات العمر فى تاريخ مصر بداية من ٢٥ يناير مرورا بفترة تولى الجماعة الإرهابية حكم مصر التى تحولت الأوضاع فيها إلى بحور دماء بريئة نقية توحش فيها الديناصور الإخوانى مرسي وجماعته.. انتشروا فى الأرض بلا رحمة ولا دين يفتكون بالبشر.. ينهشون لحم المصريين بأنيابهم الرهيبة، وقتها ظهر الفريق عبدالفتاح السيسى الذى تطوع لإنقاذ المصريين من الحروب الأهلية وبحور الدماء .

 لقد أثبت السيسى أنه أيوب مصر، فالجنرال الذى ظهر دوره بعد ثورة يناير 2011 تحمل ما تنوء عن حمله الجبال. فبعد  ثورة يناير ورغم أنه بحكم عمله وقتها رئيسا للمخابرات الحربية فإنه تحمل الهجوم الشرس على الجيش من تجار الثورة والدين وكانت تقديراته للموقف والتى يرفعها للمجلس العسكرى ألا يحدث صدام مع الشعب، وأن يتم تفويت الفرصة على هؤلاء للوقيعة مع المصريين . ومن بعد حكم الإخوان تحمل السيسى مؤامراتهم الخبيثة وخطتهم لتفكيك الجيش وتحويل مصر إلى دولة فاشلة مريضة تابعة لقطر وتركيا .

وتمسك السيسى بصبر أيوب حتى أدرك الشعب المصرى أنه لا مفر إلا بالخلاص من الجماعة الإرهابية  وكان السيسى بطل هذه العملية التى خلصت مصر من عصر الظلام ..فى السطور التالية نعرض صفحات مجهولة من نضال السيسى ضد جماعة الشيطان، حيث مرت 5  أعوام على اندلاع ثورة 30 يونيو، واجه خلالها الشعب المصرى الكثير من الأزمات والمنعطفات التى كان يتوقعها، وعلى الرغم من قسوة كل ذلك فإن الشعب استطاع أن يواجه الإرهاب ويحاصره ويقر دستوره وينتخب رئيسه وبرلمانه، وينتقل من مرحلة الصراع من أجل البقاء إلى مرحلة البناء.

ورغم الصعوبات الاقتصادية التى يعيشها المواطن البسيط فى الوقت الحالى، فإن هذه الأيام لا تقارن بأخطر ساعات مرت على تاريخ هذه البلاد منذ أربع سنوات.. ساعات حددت حاضر مصر ومستقبلها وانتصرت لتاريخها وحضارتها ..ساعات نرصد فيها كواليس الساعات الأخيرة للرئيس المعزول محمد مرسي فى قصر الرئاسة وما دار فى الاجتماع الأخير بين السيسي مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والشبابية قبل إلقاء بيانه الشهير بعزل مرسي ..وإنهاء عهد الجماعة الإرهابية.


  الإرهابية فى الحكم خلال هذا العام

عجزت الحكومة الإخوانية ورئيسها عن توفير الخدمات الأساسية للشعب المصرى من توفير المواد البترولية والبوتجاز والكهرباء، وسعيها الدؤوب للتضييق على الثقافة والفنون ومحاولاتها الحثيثة نحو تغيير هوية مصر الثقافية وسعيها المستمر للتحرش وافتعال أزمات متتالية مع القضاء، بدءًا من إقصاء النائب العام، إلى محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل أنصار الرئيس.

سياسات الجماعة أدت إلى تراجع الناتج القومي جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني، وارتفع حجم العجز بالموازنة، ومن ثم ارتفاع حجم الدين المحلي الذي شكلت خدمته عنصراً ضاغطاً إضافياً على الموازنة، فضلاً عن استهلاك رصيد الاحتياطي من النقد الأجنبي، وهرب أغلب المستثمرين الأجانب، وانخفض تصنيف مصر الائتماني لعدة مرات، كل هذه الأسباب وغيرها الكثير كانت سببا لتأسيس حركة "تمرد" التى سعت منذ اليوم الأول لتأسيسها لعزل الرئيس الإخوانى وجماعته من حكم البلاد، والتى حددت يوم 30 يونيو للخروج إلى الشارع وإجبار "مرسي" على ترك الحكم.

 مع كل هذا الفشل استشعرت القوات المسلحة خطورة الموقف وحالة الانقسام التى بات عليها الوضع الداخلى، فطلبت على لسان وزير الدفاع وقتها، عبد الفتاح السيسي من الرئيس المعزول حل الأزمة قبل نزول المواطنين إلى الشارع.. وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا يمهل فيه النظام مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن، كما ورد أيضا في البيان أنه فى حال لم تتحقق مطالب الشعب فى خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن إجراءات تشرف على تنفيذها.

ومساء الثالث من يوليو ، بعد انتهاء المهلة التى منحتها القوات المسلحة للرئيس المعزول تضامنت القوات المسلحة مع الشعب، حيث أعلن السيسى عن خارطة المستقبل التى تم الاتفاق عليها مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والشبابية، لتعم الفرحة كافة ميادين وشوارع مصر.

أخطر 5 ساعات فى تاريخ الثورة

بعد ثلاثة أيام متتالية فى الشارع وبعد ساعات من انتهاء مهلة القوات المسلحة للرئيس الإخوانى، مرت مصر فى هذه الأوقات بساعات حاسمة فى تاريخها، كانت كفيلة بأن تحدد حاضرها وتنتصر لماضيها وترسم معالم مستقبلها. كواليس الساعات الحاسمة تم الكشف عنها على لسان الرئيس السيسي الذى أكد أن همه الأول والأخير فى هذه الساعات كان متابعة الأوضاع على الأرض، وتقويم التقديرات التى سبق التوصل إليها، والاستعداد للتدخل لتأمين المواطنين وحماية الممتلكات العامة إذا ما حاول أى طرف الإخلال بالأمن وتهديد المواطنين والمنشآت.

وأوضح السيسي أن كل التقديرات كانت تتوقع نزول ما بين 4 و6 ملايين مواطن، مشددا على أن الشعب المصرى خرج، لأنه خاف على وسطيته ومستقبلها وأن الناس لم يعودوا يشعرون بأن البلد بلدهم، فنزلوا نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين.

وأضاف : نزول المواطنين بهذا العدد الضخم إلى الشارع وضع القوات المسلحة من جديد أمام مسئوليتها التاريخية، إنفاذاً للإرادة الشعبية.. وتابع: رأيت بسطاء، شباباً، أسراً، نخباً، ينزلون فى كل مكان، كأنهم يهاجرون من مكان خطر إلى حيث الأمان، يهاجرون من حالة إلى حالة أخرى، وتابع:"الناس نزلت لتقول: لا.. نحن لن نعيش بهذه الصورة، كانت الهجرة من واقع خافوا منه، إلى واقع جديد يأملون فيه».

وعن مفاوضاته مع الرئيس المعزول، كشف السيسي عن أن مهلة 48 ساعة لم تكن الأولى للجماعة، مشيرا إلى أن هذه المهلة سبقها بأربعة أشهر، حديث مطول مع الرئيس المعزول مرسي بعدما ساءت الأوضاع واستشعر أن عليه التزاما أخلاقياً ووطنياً أن يتكلم بكل وضوح، حتى لو أدى الأمر إلى تركه منصبه، موجها حديثه لمرسى قائلا «مشروعكم انتهى، وحجم الصد تجاهكم فى نفوس المصريين لم يستطع أى نظام سابق أن يصل إليه، وأنتم وصلتم إليه فى 8 شهور».

حديث "السيسي" مع "مرسي" لم يأت بجديد، بالعكس أصرت الجماعة على موقفها وساءت الأوضاع بشكل أكبر مما كانت عليه، ليجتمع السيسي بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل أيام من 30 يونيو، ليتم الاتفاق على وضع مبادرة جديدة كفرصة للنظام، تتضمن المطالب التى يجمع عليها الناس، والتى أهمها الاستفتاء على الرئيس مرسى، فإذا وافق الشعب على بقاء الرئيس فلن يكون للمعارضين أى حجج.. وبالفعل ذهب السيسى إلى الرئيس الأسبق محمد مرسى وأطلعه على الأمر وكانت المفاجأة أن "مرسى" لم يغضب من الفكرة لكنه تحفظ من رد الفعل..غير أن مكتب الإرشاد كان له رأى آخر، بالأخص نائب المرشد خيرت الشاطر الذى طلب لقاء السيسى ومعه سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة.

وفى 25 يونيو، اجتمع السيسى بالشاطر والكتاتنى فى مكتب القائد العام.. وفيه أخذ الشاطر يتحدث لمدة ساعة كاملة مهدداً بلجوء الإخوان وحلفائهم إلى السلاح.. ورد عليه السيسى منفجراً: «ماذا تريدون؟!.. اهضموا ما أكلتموه قبل أن تفكروا فى مزيد من الأكل. لقد خربتم البلد، وكرهتم الناس فى الدين، أنتم أعداء الدعوة الإسلامية، ولن أسمح بترويع الناس ولا إرهابهم.. وأقسم بالله أن من يطلق رصاصة على مواطن أو يقترب من منشأة عسكرية، فلن يكون مصيره إلا الهلاك وكل من وراءه» وحاول الكتاتنى التهدئة قائلاً: ما الحل؟.. فرد عليه السيسى: «أن تحلوا مشاكلكم مع القضاء والأزهر والكنيسة والقوى السياسية والإعلام والرأى العام».

فى هذه الأثناء، تضامن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع مع الشعب وأعلن قراره إذا نزل الشعب بعشرات الملايين إلى الشوارع والميادين مطالبين بسقوط الرئيس فسوف يؤيدهم الجيش ورد السيسى على القادة قائلاً: دعونى أواصل جهودى عسى أقنع الرئيس بمطالب الجماهير.

فى الصباح التقى السيسى مع مرسى لمدة ساعتين، قبيل إلقائه خطابه الشهير فى مركز المؤتمرات الدولية، أمام حشد من قيادات الإخوان وحلفائهم، أخذ السيسى يحاول إقناع الرئيس بصيغة خطاب تصالحية مع الناس، يمكن أن تكون مخرجاً مقبولاً وأنهى مرسى الاجتماع قائلاً: «الدكتور الكتاتنى سيأتى، وكل ما تقوله سنفعله».

دُعى السيسى لحضور الخطاب، واستجاب، وقبل دخوله إلى القاعة قال الكتاتنى للقائد العام «كل اللى قلته هنعمله»..وعندما تحدث مرسى عند منتصف الليل.. فوجئ السيسى بأن خطاب مرسى مغاير تماماً لكل ما اتفق عليه، عدا عبارة اعتذار فى بدايته.

خطاب "مرسي" الأخير أكد على رفض الجماعة تغليب صوت العقل وتقديم المصلحة العامة للبلاد على المصالح الشخصية.. ونزل الشعب إلى الشارع..لتجد القوات المسلحة نفسها أمام مسئوليتها التاريخية بضرورة التدخل وحل الأزمة، لتقرر تمديد المهلة من جديد لبضع ساعات عسى أن تستجد فى الأمور أمور ..وأمهلت القوات المسلحة الرئيس 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب.

الغريب أن مصادر قريبة من السيسي كشفت عن أن مرسى والسيسى شاهدا بيان مهلة 48 ساعة معا فى غرفة واحدة على شاشات التليفزيون.واستمع مرسى إلى صيغة البيان، ثم شاهدها تتلى على شاشة التليفزيون، فأبدى استياءه وغضبه من البيان ورد عليه السيسى قائلاً: «أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جداً»..وعقب مرسى قائلاً: دول كلهم 120 ألفاً! فقال السيسى: سأحضر لك سيديهات لمشاهد مصورة من الطائرة لحجم المتظاهرين، فرد مرسى: كلها «فوتو شوب»!.

فى اليوم نفسه، التقى السيسى ومعه اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية، بالرئيس مرسى بناء على طلبه، ليعرض عليهما التخلى عن مطالب الشعب مقابل ما يطمحان إليه من مغانم، قائلاً: اطلبوا أى حاجة إنتم عايزينها. كل اللى عايزينه «حاتخدوه».. ورد عليه السيسى وحجازى: «نحن لا نريد إلا مصلحة بلدنا وشعب مصر».

حاول السيسى فى آخر اجتماع له مع مرسى فى يوم 2 يوليو، أن يقنعه بالاستجابة لمطلب إجراء استفتاء شعبى على رئاسته، أو القبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، دون جدوى..ورغم إيقانه بعدم عودة الرئيس عن قراره  فإن السيسى انتظر صبيحة يوم الثالث من يوليو تلقى نتائج اتصالات 3 شخصيات من المقربين لمرسى، كان منهم _الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى السابق وصهر مرسى_ طلب منهم التوسط لإقناعه بقبول الاستفتاء أو الانتخابات الرئاسية المبكرة، لكن دون جدوى، فقد كان كل ما لدى مرسى هو إجراء تعديل وزارى، والدعوة إلى انتخابات برلمانية وليس رئاسية.

عصر يوم الثالث من يوليو، التقى السيسى لأول مرة، بقيادات حركة تمرد، مع جمع من ممثلى فئات وطوائف الشعب المصرى، الذين توافقوا بعد اجتماع 5 ساعات على صيغة بيان صدر فى هذا اليوم متضمنا خارطة المستقبل ومراحلها.. وفى حضور ممثلى فئات وطوائف الشعب، وأمام عشرات الملايين من المصريين، ومئات الملايين من شعوب العالم.. أعلن السيسى بيان الثالث من يوليو الذى توافقت عليه إرادة ممثلى الشعب، ليجنب البلاد خطر اندلاع حرب أهلية، كان يتوقع حدوثها فى غضون شهرين لو لم يتدخل الجيش لإنفاذ إرادة الشعب.

شهود العيان

تظل الساعات الخمس الأخيرة لـ"مرسي" فى سدة الحكم من أخطر وأهم الساعات التى مرت فى تاريخ مصر الحديث.. وهو ما أكده العديد من الشخصيات التى حضرت اجتماع السيسي مع ممثلى فئات وطوائف الشعب قبل إعلان بيانه الشهير.

الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، أحد الحاضرين الاجتماع التاريخى، كشفت كواليس ما قبل إعلان ٣/٧/٢٠١٧ قائلة: كنت أري أن مصر في خطر جسيم، خطر يهدد الهوية الوطنية والثقافية والإيمانية، وكنت أري مؤسسة رئاسة تعمل مجرد حامل حقيبة لجماعة الإخوان، وأن مصر بكل تاريخها وعراقتها تدار من مكتب مرشد الإخوان، بعد أن تكشف للعالم ما لم تصل إليه تصورات من منحوا الإخوان حكم مصر، خاصة بعد سقوط شهداء في موقعة محمد محمود الثانية، وأمام الاتحادية.

وعن طريقة اختيار الرموز الوطنية التي كانت موجودة إبان إعلان الفريق السيسي بيانه الشهير، قالت: تم اختيار بعض الرموز الوطنية التي تمثل المجتمع المصري، حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من القوات المسلحة لحضور اجتماع مهم وكان ذلك في صباح يوم 3/7/2013.. وكانت مهلة الـ48 ساعة التي منحها الفريق السيسي لمحمد مرسي وجماعة الإخوان لإصلاح الأوضاع قد انتهت وشعرت بأن هناك أمرا عظيما يتم التجهيز له، وأن ما تم استدعائي إليه هو استجابة للغضب الشعبي.

وعن تفاصيل الاجتماع والأطراف المشاركة فيه، قالت إنها لم تكن على علم بمضمون الاجتماع أو أى من أطرافه وكذلك باقى الحاضرين، وعندما اكتمل العدد المطلوب بدأنا في مناقشات استمرت 5 ساعات، وكنا جميعا في انتظار رد من الجماعة لرأب الصدع، وكانت الجملة الثابتة والمتواصلة على لسان قائد الجيش هي الدم المصري كله حرام..ومرت ساعات طويلة ورد الجماعة على مهلة الفريق السيسي لم يأت، كان الأمل مازال يداعب خيال الجميع بأن تحسم الجماعة ورئيسها محمد مرسي أمرهم ويوافقوا علي تحقيق مطالب الشعب، وأن يأتي رد رسمي منهم بين الدقيقة والأخرى، لكن لم يأت أي رد.. وكانت الحالة المسيطرة علينا جميعا هي انتظار أن تحدث استجابة من الجماعة.

وتابعت : خلال الاجتماع والمناقشات كنا نبحث احتمالية تغيير السيناريو المتوقع لو أن الجماعة ومحمد مرسي قد تداركوا أخطاءهم، وطلبوا فتح صفحة جديدة مع الشعب المصري، وأصلحوا ما أفسدوه، غير أن مرور الوقت دون جديد، قد جعل كل الحاضرين في حالة شبه إجماع علي أن الجماعة قد استنفدت كل الفرص، وأن حالة الغضب الشعبي قد بلغت الذروة.. وبعد انتهاء الفريق عبدالفتاح السيسي من إعلان البيان التاريخى، قالت شاهدت بعيني انفجار الفرحة في قلوب المصريين، عشت فرحة عارمة وأنا أشعر أن أرض مصر تهتز طرباً وفرحاً وزهواً، وشاهدت القائد عبدالفتاح السيسي يبتسم ابتسامة تواضع شديد ورأيت دمعة رقيقة تنساب من عينيه، دموع قائد وفرحته في لحظة واحدة، وابتسامة شديدة التواضع، ابتسامة قائد استجاب لإرادة الشعب.. كانت لحظة الإعلان غير مسبوقة بكل ما فيها من مشاعر، لحظة قلبت تاريخ المصريين وغيرت حاضر ومستقبل هذا الوطن.. لحظة أعتبرها في تاريخي هي الأغلى والأروع.

وروى الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، كواليس ما حدث في اجتماع عزل محمد مرسي في حوار أجرته معه إحدى الصحف الأجنبية، قال فيه «دعمت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما كان مطروحًا في خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات وقطر، كان ذلك كل ما في الأمر، والرئيس مرسي لم يكن يحافظ على تماسك البلاد».

وأضاف: «محمد مرسي كان مسموحا له بالترشح وفق التصور، لكنه أخطأ عندما رفض إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فالفكرة آنذاك كانت رحيل مرسي مع استمرار مشاركة الإخوان المسلمين في العملية السياسية، فقد كانت هناك دعوة للإخوان المسلمين لحضور لقاء للاتفاق على المصالحة، بعد أسبوع من خلع مرسي، ولكنهم لم يلبوا الدعوة لأن مرسي كان قد تم القبض عليه بالفعل».

محمود بدر، أحد مؤسسي حملة «تمرد»، كشف كواليس يوم 3/7، قائلا "اتصل بي المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، لإبلاغي بالاجتماع، ومقابلة وزير الدفاع الفريق السيسي، وذهبت أنا وزميلي محمد عبد العزيز، ثم حضر الدكتور البرادعي، وتم استدعاء شيخ الأزهر والبابا تواضروس، والكاتبة سكينة فؤاد، وجلال مُرة، فيما رفض الكتاتني في اتصال مع اللواء محمد العصار، الحضور».

وأضاف: «أبلغت الدكتور البرادعي، برفضي مشاركة الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء الأسبق، وهو ما استجاب له الجنزوري، ورحل عن الاجتماع، ثم بدأ النقاش، وطرح السيسي إجراء استفتاء على رحيل أو بقاء مرسي، لكننا أبلغناه أنه لا بديل عن الرحيل».

من جانبه، أكد محمد عبدالعزيز، أحد مؤسسي «تمرد»، أن اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، اتصل هاتفيا برئيس حزب الحرية والعدالة، سعد الكتاتنى، لحضور الجلسة التى ضمت عددا من ممثلى القوى الوطنية، قبيل عزل محمد مرسى، غير أن الكتاتنى رفض الحضور.

وأشار إلى أن اللقاء استمر لنحو 6 ساعات متواصلة، وتم فيه مناقشة وجهتي نظر لخارطة المستقبل، الأولى، تحدثت عن استفتاء على شرعية محمد مرسى، والأخرى الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وفى النهاية اتفق المجتمعون على الرأى الأخير.